مرض البلهارسيا
}
مرض البلهارسيا
يعرف مرض البلهارسيا بأنّه، عدوى طفيلية تنتقل بالماء وتسبب ضررًا للأعضاء الداخلية للجسم، ومن أعراضه الأكثر شيوعًا؛ ظهور دم في البول أو البراز، وتضخم الكبد، والإسهال، وآلام البطن، وفقر الدم؛ إذ تنجذب البلهارسيا للجسم عند ملامسته للمياه الملوثة، وغالبًا ما يكون ذلك، بممارسة العديد من الأنشطة اليومية مثل؛ الاستحمام وغسيل الملابس وإحضار الماء، وعادةً ما يعيش الطفيل لسنوات في الأوردة بالقرب من المثانة أو الأمعاء، واضعًا آلافًا من البيض الذي يمزق الأنسجة ويتسبب في تندبها في الأمعاء، والكبد، والمثانة، والرئتين؛ ويتخلص منها الجسم بالبراز الذي يلوث المياه العذبة بالبيض الموجود فيه، فيصيب الحلزونات التي تعيش في هذه المياه، فتطلق هذه الحلزونات شكلًا من أشكال الطفيليات التي تصيب البشر فور ملامسة جلدهم للمياه الملوثة بالحلزون المصاب.[١]
يعدّ الأطفال هم أكثر المصابين بهذا المرض، خاصةً خلال سنوات الدراسة، وملامستهم للمرض أثناء الأعمال والأنشطة اليومية التي تشمل ملامسة المياه العذبة خلال القيام بها، وتعد البلهارسيا أكثر ثاني الأمراض الطفيلية انتشارًا بعد الملاريا، ويُعدّ مرض البلهارسيا تحديدًا مرضًا مدمرًا؛ إذ يضعف مقاومة الجسم تجاه الأمراض الأخرى، ويمنع الأطفال من ممارسة نشاطهم الطبيعي، ويمكن أن يؤدي المرض أيضًا إلى الإصابة بفقر الدم، وتوقف النمو لدى الطفل، والإرهاق المزمن، والوفاة المبكرة في بعض الأحيان.[١]
‘);
}
أعراض مرض البلهارسيا
في الحقيقة تختلف أعراض البلهارسيا وفقًا لنوع الدودة، ومرحلة العدوى التي وصل إليها المصاب؛ إذ تظهر الأعراض عند تفاعل الجسم مع بيض الدودة، وهي كما يأتي:[٢]
- المرحلة الحادة: قد يستغرق ظهور الأعراض ما بين 14 و 84 يومًا، وبعد 3 إلى 8 أسابيع تقريبًا من الإصابة، قد يعاني المريض من ظهور الأعراض كما يأتي:
- طفح جلدي.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم (الإصابة بحمى) فوق 38 درجة مئوية.
- صداع الرأس.
- آلام في الجسم، أو ألم عضلي.
- صعوبات في التنفس.
- المرحلة المزمنة: قد لا تظهر أيّ أعراض على العديد من المصابين في المراحل المبكرة منه، لكن قد تظهر هذه الأعراض مع تقدم المرض وتطوره، وتعتمد هذه الأعراض المتأخرة مرة أخرى على نوع الطفيل، ويعتمد ظهور الأعراض على العضو الذي أصيب بالطفيل كما يأتي:
- أعراض ترتبط بإصابة الكبد أو الأمعاء بهذه الطفيليات، وتتضمن ما يأتي::
- الإسهال والإمساك.
- دم في البراز.
- قرحة معوية.
- تليف الكبد.
- ارتفاع ضغط الدم البابي، أو ارتفاع ضغط الدم حول الجهاز الهضمي.
- أعراض ترتبط بإصابة المسالك البولية بالطفيليات، فقد تظهر الأعراض الآتية:
- دم في البول.
- ألم أثناء التبول.
- ارتفاع خطر الاصابة بسرطان المثانة.
- أعراض ترتبط بإصابة الكبد أو الأمعاء بهذه الطفيليات، وتتضمن ما يأتي::
كما يمكن أن يتطور فقر الدم بمرور الوقت، وقد يؤثر الطفيل على الجهاز العصبي المركزي في حالات نادرة، إلى جانب توقف الطفل عن النمو وانخفاض قدرته على التعلم. [٢]
أسباب مرض البلهارسيا
ينتج مرض البلهارسيا بالإصابة بالعديد من الطفيليات التي تنتمي لجنس البلهارسيا، ويعدّ وجود المرض في البشر جزءًا من دورة حياة هذه الطفيليات، التي تبدأ عند دخول البشر للمياه العذبة المحتوية على الحلزونات التي تنمو فيها البلهارسيا، والذي يتطور بدوره إلى ساركاسيا، تطلقها الحلزونات في المياه العذبة؛ إذ يمكن للساركاسيا أن تعلق في الجلد البشري وتخترقه، وتنتقل إلى الأوعية الدموية، ومن خلال الشعيرات الدموية في الرئة، تصل إلى الدم في الجهاز المثاني أو الوريد البابي، وتتطور السركاسيا إلى ديدان ذكور وإناث بالغة خلال هذه الهجرة، وتدمج هذه الديدان بروتينات البشر في تركيبها السطحي؛ ممّا يجعل الاستجابة المناعية ضعيفة أو معدومة للطفيليات، وبعد حدوث تزاوجها يُنتَج البيض، ويهاجر بعضه عبر أنسجة الأمعاء أو المثانة، ويطلق في البراز أو البول إلى التربة أو الماء، بينما تسحب البويضات الأخرى إلى الدم وتتوزع في مواقع الأنسجة الأخرى، كما تصل بويضات البول أو البراز إلى مرحلة النضج في المياه العذبة، وتستكمل دورة حياتها عن طريق إصابة الحلزون، كما قد تنتقل بعض الديدان البالغة إلى أعضاء أخرى مثل؛ العيون أو الكبد.[٣]
مضاعفات مرض البلهارسيا
ينطوي مرض البلهارسيا على العديد من المضاعفات والتي تتضمن ما يأتي:[٤]
- نزيف الجهاز معدي معوي.
- انسداد الجهاز معدي معوي.
- سوء التغذية.
- اعتلال الكلية المرتبط بالبلهارسيا.
- الفشل الكلوي.
- التهاب الحويضة والكلية.
- بول دموي.
- دم في السائل المنوي.
- سرطان المثانة حرشفي الخلايا.
- تعفن الدم أو السالمونيلا.
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
- مرض القلب الرئوي.
- التهاب النخاع المستعرض، والشلل.
- العقم.
- فقر الدم الشديد.
- انخفاض الوزن لدى الأطفال عند الولادة.
- إجهاض تلقائي.
- ارتفاع خطر الحمل خارج الرحم.
- المرحلة الأخيرة من أمراض أعضاء الجسم.
- فرط ضغط الدم البابي.
- اعتلال بولي انسدادي.
- مضاعفات الحمل الناتجة عن من الورم الحُبيبي في الفرج أو قناة فالوب.
- سرطان الكبد، أو المثانة ، أو المرارة.
تشخيص مرض البلهارسيا
يمكن استخدام العديد من الفحوصات للمساعدة على تأكيد تشخيص مرض البلهارسيا، أو التي يمكن استخدامها لتقييم أجزاء الجسم المتأثرة بالعدوى، وتتضمن هذه الفحوصات ما يأتي:[٥]
- عينات البول والبراز: يُشخص مرض البلهارسيا عادةً، بفحص عينات البول والبراز، وذلك بالبحث عن بيض البلهارسيا فيهما بالمجهر.
- فحوصات الدم: يمكن أنّ يظهر فحص دم الأجسام المضادة أو مولد الضد إصابة الشخص بمرض البلهارسيا أو في حال كان حاملًا للمرض، وقد يحتاج الأمر بعض الوقت حتى تظهر النتائج الإيجابية للفحوصات؛ إذ تقدّر المدة بين أربعة إلى ثمانية أسابيع، كما يمكن لفحوصات الدم الأخرى التحقق من فقر الدم، ومعرفة ما إذا كان الكبد أو الكليتان قد تأثرتا بالمرض.
- أشعة سينية للصدر: يمكن أنّ تُظهِّرالأشعة السينية أحيانًا ما إذا تأثرت الرئتان بالمرض.
- فحص الموجات فوق الصوتية: قد يكون من المفيد إجراء مسح بالموجات فوق الصوتية للكبد أو القلب لمعرفة ما إذا كان المرض قد أثر على هذه الأعضاء، ويُستخدم التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي، إذا تأثر الدماغ أو الحبل الشوكي.
- تنظير القولون أو تنظير المثانة: تؤخذ العينات اللازمة من خلال إحدى الإجراءات الآتية:
- تنظير القولون للنظر داخل الأمعاء بمنظار.
- تنظير المثانة للبحث داخل المثانة بالمنظار.
الوقاية من مرض البلهارسيا
يمكن اتباع العديد من الطرق لتجنب الإصابة بمرض البلهارسيا، من هذه الطرق ما يلي:
[٦]
- تجنب السباحة أو الخوض في المياه العذبة عندما يكون الشخص في البلدان التي تحدث البلهارسيا وتنتشر فيها، وعمومًا يُعتقد بأن السباحة في المحيط وفي أحواض السباحة المعالجة بالكلور آمنة.
- شرب الماء النظيف، نتيجة عدم وجود طريقة للتأكد أن المياه التي مصدرها الآبار، أو القنوات، أو البحار، أو الينابيع، أو المسطحات الأخرى آمنة ومضمونة السلامة، لذا يجب غلي الماء مدة دقيقة واحدة قبل شربه، أو تصفية المياه قبل شربها، إذ يؤدي غلي الماء مدة دقيقة واحدة على الأقل إلى القضاء على أية طفيليات، أو بكتيريا، أو فيروسات ضارة، ولن يكون علاج الماء باليود وحده الضامن بأن هذه المياه آمنة، وخالية من جميع الطفيليات.
- ينبغي على الشخص تسخين مياه الحمام حتى 150 درجة فهرنهايت مدة 5 دقائق، وإذا كانت مدة وجود المياه في صهريج التخزين تصل إلى 48 ساعة على الأقل فينبغي أن تكون تلك المياه آمنة للاستحمام.
- قد يساعد التجفيف القوي للجسم بواسطة المناشف بعد التعرض العرضي والموجز للمياه في منع اختراق طفيل البلهارسيا للجلد، لكن يجب على الشخص عدم الاعتماد على هذا التجفيف القوي لمنع تعرضه للإصابة بمرض البلهارسيا.
المراجع
- ^أب“Schistosomiasis (Bilharziasis) Control Program”, www.cartercenter.org, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ^أب Yvette Brazier (6-9-2018), “What is bilharzia, snail fever, or schistosomiasis?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑Charles Patrick Davis, MD, PhD, “Schistosomiasis”، www.medicinenet.com, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑Shadab Hussain Ahmed, MD, AAHIVS, FACP, FIDSA; (20-9-2018), “Schistosomiasis (Bilharzia)”، www.emedicine.medscape.com, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑ Dr Hayley Willacy (22-1-2019), “Schistosomiasis”، www.patient.info, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑“Schistosomiasis”, www.webmd.com, Retrieved 25/2/2019. Edited.