نادية سعد الدين

عمان- صادقت الحكومة الإسرائيلية، أمس، على مشاريع استيطانية جديدة لضم المستوطنات الجاثمة وسط الضفة الغربية المحتلة إلى القدس المحتلة، بما يؤدي إلى مصادرة أراض فلسطينية شاسعة، ويمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967.
وطبقا لما ورد في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية؛ فإن “مخطط الضم الإسرائيلي يتقدم فعليا بشكل كبير”، قياساً بمصادقة الاحتلال على مخططات استيطانية جديدة لضم المستوطنات المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين في وسط الضفة الغربية المحتلة والقريبة من مدينة رام الله، إلى القدس المحتلة.
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بأنه “يجري الترويج بشكل متسارع لمشاريع استيطانية على الأرض، والتي هي بمثابة ضم فعلي لهذه المستوطنات إلى السيادة الإسرائيلية”.
وقالت إن ما يسمى “الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال، اجتمعت الأسبوع الماضي، لأول مرة منذ شباط (فبراير) الماضي، للموافقة على سلسلة من خطط النقل الاستيطانية التي تربط منطقة وسط الضفة بالقدس المحتلة”.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن “المشروع الاستيطاني الرئيسي الذي تمت المصادقة عليه، يتضمن شق طريق سريع بين المنطقة الصناعية الاستيطانية “بنيامين” إلى طريق في المنطقة الصناعية الاستيطانية “عطاروت” في شمال القدس، ويمر عبر نفق طوله 600 متر، يمر تحت حاجز قلنديا وبلدة الرام بالمدينة”.
أما المشروع الاستيطاني الآخر، فهو مرتبط، بحسب الصحيفة، “بشارع استيطاني يعد الطريق الوحيد الذي سيستخدمه المستوطنون، من مستوطنات “آدم” و”بساغوت” و”بيت إيل” و”عوفرا” الإسرائيلية، للوصول إلى القدس مباشرة”، بما يسهل تواجدهم الاستيطاني فيها بشكل كبير.
ولفتت الصحيفة إلى أن “رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تطرق في السنوات الأخيرة إلى هذه المنطقة بوصفها “كتلة استيطانية رابعة”، إلى جانب الكتل الاستيطانية “معاليه أدوميم” و”غوش عتصيون” و”أريئيل” الإسرائيلية، والتي سيتم ضمها إلى السيادة الإسرائيلية كي تشكل جزءاً من ما يسمى مشروع “القدس الكبرى” واقتراح تبادل الأراضي مع الفلسطينيين لإبقاء المنطقة بيد سلطات الاحتلال”.
وسيؤدي حفر النفق الذي سيمر تحت حاجز قلنديا وبلدة الرام إلى مصادرة أراض فلسطينية شاسعة، فيما وافقت سلطات الاحتلال على خطة أخرى تتمثل في بناء طريق مواصلات عامة على طريق ممتد من مفرق مستوطنة آدم إلى حاجز حزما العسكري.
ووافقت سلطات الاحتلال أيضاً، على مخطط طريق الولجة الالتفافي قرب بيت لحم، جنوب الضفة الغربية)، ويربط الطريق الجديد مستوطنات “غوش عتصيون” بالقدس، ويساعد على توسيع مستوطنة “هار جيلو”، التي تضم 560 وحدة سكنية جديدة.
وفي سياق متصل؛ جرفت آليات الاحتلال، أمس، أراضي زراعية وشقت طريقا في منطقة الجبل “الوسطاني”، في قرية شوفة الواقعة جنوب شرق طولكرم.
وأفادت الأنباء الفلسطينية، بأن “سبع جرافات ضخمة قامت بأعمال تجريف في المنطقة الفلسطينية، وشق طريق على طول الجبل، التي معظمها مزروعة بأشجار الزيتون واللوز”.
وتقع أراضي الجبل الوسطاني ضمن مخططات أقرتها سلطات الاحتلال نهاية العام الماضي للاستيلاء عليها، ومصادرة مئات الدونمات من الأراضي الزراعية الممتدة ما بين قريتي جبارة وشوفة.
وطبقا “للمركز الفلسطيني للإعلام”، فإن “سلطات الاحتلال تخطط لوضع يدها على مساحة قدرها ألفا و236 كيلومتراً مربعا من غور الأردن”.
يأتي ذلك على وقع استئناف المستوطنين المتطرفين اقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة “باب المغاربة”، تحت حماية قوات الاحتلال، ووسط تصدي المصلين لعدوانهم.
وقالت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الدينية الفلسطينية في رام الله، أن حوالي ” 73 مستوطناً و30 طالباً يهودياً اقتحموا باحات المسجد الأقصى، أمس من جهة “باب المغاربة”، ونفذوا جولات استفزازية في أنحاء متفرقة من باحات الأقصى”.
وكشف تقرير سابق، أعدته وزارة الأوقاف، عن “تنفيذ سلطات الاحتلال خلال شهري حزيران (يونيو)، وتموز (يوليو) الماضيين 47 اقتحاماً للمسجد الأقصى، وإبعاد عشرات الشخصيات، إضافة إلى الاعتقالات المتكررة للمرابطين والمصلين”.
وأوضح التقرير أن “المستوطنين المتطرفين من ما يسمى “جماعات المعبد” المتطرفة، لجأوا مؤخراً إلى اقتحام نقاط محددة بالمنطقة الشرقية وعند أدراج ساحة الصخرة العربية، بحجة الاستراحة”.
ولم تقتصر الاقتحامات بحسب التقرير على “الصلوات التلمودية والحركات الاستفزازية، بل عمدت عصابات استيطانية يهودية لاقتحامه بكمامات تحمل نصوصاً “تلمودية” وشعاراتٍ عنصرية، ولإقامة مناسبات اجتماعية، ورفع علم الاحتلال في ساحات الأقصى”.