مضى النصف من رمضان

مضى النصف من رمضان سريعاً دون أن نشعر، فهنيئاً لمن اغتنم تلك الليالي الراحلة في طاعة الله ورضوانه، ولمن غفل فيما فات لا تجزع فلا زالت هناك فرصة لتلحق بركب الطائعين، ولمن أصابه الفتور لا تفقد عزمك وتشجع فأوشكت العشر الأخيرة على القدوم بما تنطوي عليه من ليلة مباركة العبادة فيها تساوي العابدة لألف شهر. اليوم على موقع موسوعة نتناول موضوع عن النصف من رمضان فتابعونا.

مضى النصف من رمضان

• أيام قليلة تفصلنا عن استقبال العشر الأخيرة من شهر رمضان التي تتميز بليلة القدر المباركة، وهي أعظم ليالي الدنيا التي تمر على المسلمين لذلك وجهنا النبي -صلى الله عليه وسلم- لتحريها في العشر الأخيرة بإحيائها بالطاعات والعبادات علنا بذلك نصيبها بإذن الله.
• كثير من الصائمين بحلول النصف الأخير من شهر رمضان تبدأ عزائمهم بالنقصان، وتعتاد نفوسهم على الطاعات فتتحول من عبادة لعادة ثقيلة حتى يتركوها تدريجياً مع أخر أيامه، مضيعين على أنفسهم فرصة تحري ليلة القدر وثوابها العظيم، ومضيعين على أنفسهم خير الأيام للتعبد.
• كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا ما أقبلت العشر الأخيرة من رمضان يزيد من عزمه ويكثر من الصلاة والذكر وتلاوة القرآن، وللمسلمين قدوة حسنة في نبيهم فلمن فترت همته عليه أن يتذكر ليلة القدر ويمني نفسه بأن يغفر له بها ما تقدم من ذنوب ويعتق من النار وحرها ليكمل ما بدأه من طاعات وعبادات في النصف الأول حتى آخر يوم من الشهر الفضيل.
• مرور تلك الأيام يجعلك تبدوا متعجباً من سرعتها ربما وصلت للنصف من رمضان دون حتى أن تشعر بذلك، وعليك أن تعي أن ما بقي من أيام سيمر بوتيرة أسرع من ما مضى، فإن لم تصدق النية من الآن ربما استيقظت لتجد نفسك في صبيحة العيد وانت تؤجل العبادات يوماً بعد يوم.
• رمضان شهر يذكرنا بغفلتنا عن الآخرة وحساب اليوم العظيم، ينبه أنفسنا لتقصيرها في العبادات والطاعات، يجعلنا نرى المسافة التي تفصلنا عن طاعة الله، كما أنه يجعلنا ندرك حقيقة الأفعال الصادرة من أنفسنا بمحض إرادتنا التي تبعدنا يوماً بعد يوم عن حقيقة كوننا عباد لله.
• فإن كان رمضان يمثل فرصة عظيمة للعتق من النار، فهي فرصة أعظم للتعرف على النفس وإصلاحها ولا زال هناك فرصة ربما هي الأخيرة فلا تضيعوها.