مفهوم التشاؤم في الإسلام

‘);
}

مفهوم التشاؤم في الإسلام

يُعرف التشاؤم بأنه توقّع أو توهّم وقوع شرٍّ أو مكروهٍ في شيءٍ معيَّنٍ بناءً على معلومٍ؛ كالتشاؤم بيومٍ أو شهرٍ أو سنَّةٍ، أو بشيءٍ مرئيٍّ؛ كالتشاؤم برؤية شخصٍ معيَّنٍ، أو بشيءٍ مسموعٍ؛ كالتشاؤم ببعض الكلمات،[١]وقد نهى الإسلام عن مثل هذه العادات لما لها من تأثيراتٍ وخيمةٍ على الفرد والمجتمع، ولنا في رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أسوةٌ حسنةٌ، فقد كانت مواقفه مليئةٌ بحسن الظنّ والتوكل على الله، بعيدةٌ عن التشاؤم وسوء الظنّ.[١]

وقد دعا الإسلام الإنسان إلى التفاؤل في أموره كلّها، وهذا من حسن الظنّ بالله، وحرّم التشاؤم والتَّطير وعدَّها من الأمور المذمومة غير الحسنة، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه نهى عن التَّطير والتشاؤم؛ فقال: (لا عَدْوَى، ولا طِيَرَةَ، وأُحِبُّ الفَأْلَ الصَّالِحَ)،[٢] ويقصد بالطيرة الطير، فقد كان في جاهلية العرب أنّهم إذا همُّوا بسفرٍ أرسلوا طيرًا في السماء، فإذا ذهب الطير باتجاه اليمين تفاءلوا واستبشروا خيرًا في سفرهم، وإذا ذهبت الطير باتجاه الشمال تشاءموا في سفرهم واعتقدوا أنَّ هذا السفر سيصبهم فيه مكروهٌ، وعندما جاء الإسلام نهى عن مثل هذه الخُرافات والمعتقدات الباطلة الزائفة؛ لأنّها وجهٌ من وجوه الشرك.

ذكر التشاؤم في القرآن

من صور التشاؤم في القرآن ما قصَّه الله علينا في سورة يس عندما جاء أصحاب القرية المرسلون، قال تعالى: (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ)،[٣]قال الطبري: يعنون: إنّا تشاءمنا بوجودكم وبقدومكم، فإن تعرَّضنا للبلاء والشَّر فمن أجلكم، فقالت الرسل لأصحاب القرية: طائركم معكم؛ أي أعمالكم وأفعالكم وأرزاقكم ذلك كلّه معلَّقٌ بأعناقكم، وما هذا من شؤمنا، وإن أصابكم سوءٌ فبما كتب عليكم وسبق لكم من الله،[٤]وقال الحليمي: وإنّما كان -صلى الله عليه وسلم- يعجبه التفاؤل؛ لأنّ التشاؤم سوء ظنٍّ بالله تعالى بغير سببٍ، والتفاؤل حسن ظنٍّ به وتوكُّلٌ عليه، والمؤمن مأمورٌ بحسن الظنّ بالله -تعالى- في كُلِّ أحواله وأفعاله.[٤]