مفهوم سلوك الطاعة

مفهوم سلوك الطاعة

بواسطة:
سامح العبيدي
– آخر تحديث:
٠٦:٤٩ ، ٢٣ يوليو ٢٠٢٠
مفهوم سلوك الطاعة

‘);
}

علم النفس الاجتماعي

علم النفس الاجتماعي هو الدراسة العلمية لكيفية تأثرتفكير الناس ومشاعرهم وسلوكهم بالوجود الفعلي أو المتخيل أو الضمني للآخرين، وتتضمن فروعه دراسة متغيرات متنوعة مثل الأفكار والمشاعر والسلوكيات، وجميع المتغيرات النفسية التي يمكن قياسها في الإنسان، ويركز علم النفس الإجتماعي على الإشارة إلى تأثير الآخرين المتصورين أو الضمنيين، وعلاقة الفرد بالبيئة الاجتماعية، وإلى أن الأفراد عرضة للتأثير الاجتماعي حتى عندما لا يكون هناك أشخاص آخرون حاضرين، مثلًا عند مشاهدة التلفزيون، أو اتباع المعايير الثقافية الداخلية.[١]

إن دراسة المواقف هي موضوع أساسي في علم النفس الاجتماعي، إذ تشارك المواقف تقريبًا في كل مجال آخر من مجالات الانصياع، بما في ذلك سلوكيات التوافق والجاذبية بين الأشخاص والإدراك الاجتماعي والتحيز والتعصب، ويشرح علماء النفس الاجتماعيون عادة السلوك البشري باعتباره نتيجة لتفاعل الحالات العقلية والمواقف الاجتماعية الفورية، وبشكل عام، يفضل علماء النفس الاجتماعيون النتائج التجريبية المخبرية، وتميل النظريات العلمية الإجتماعية إلى أن تكون محددة ومركزة، بدلاً من كونها عالمية وعامة.[٢]

‘);
}

مفهوم سلوك الطاعة

إن الطاعة في السلوك الإنساني هي شكل من أشكال التأثير الاجتماعي الذي يخضع فيه الشخص لتعليمات أو أوامر صريحة من شخصية السلطة، وتتميز الطاعة بشكل عام بالامتثال، وهو سلوك يتأثر بالأقران، ويتأثر أيضًا بالمطابقة، وهو سلوك يهدف إلى مطابقة سلوك الأغلبية، واعتمادًا على السياق يمكن اعتبار الطاعة أخلاقية أو غير أخلاقية أو محايدة،[٣] وقد ثبت أن البشر مطيعون عند وجود شخصيات السلطة الشرعية المتصورة، كما هو موضح في تجربة مليغرام Milgram في ستينيات القرن العشرين، والتي أجراها ميليغرام لمعرفة كيف تمكن ضباط وعلماء النازية من جعل الناس العاديين يشاركون في جرائم القتل والإبادة في الحرب، وقد أظهرت التجربة أن طاعة السلطة هي القاعدة وليس الاستثناء، إذ إنّ الطاعة عنصر أساسي في هيكل الحياة الاجتماعية، فوجود بعض أنظمة السلطة هي شرط لكل أنواع العيش الجماعي، أما من يرغب في العيش في عزلة، فهو فقط من لا يجبر على الطاعة، سواء من خلال تحدي المجتمع أو الاستسلام لأوامر الآخرين.[٣]

الطاعة في علم النفس الإجتماعي

بدأت دراسة الطاعة والامتثال للأوامر الصادرة عن شخصية السلطة في ستينيات القرن العشرين، بافتراض أن الطاعة هي السمة الأكثر تميزًا للدوافع الاجتماعية النفسية للأفراد، فالطاعة هي الدور الأساسي الذي تولده المحددات الظرفية [٤]، ولدراسة الطاعة بتوظيف المنهج التجريبي، قام عالم النفس الاجتماعي ستانلي ميلجرام -الذي تم ذكره أعلاه- بدراسة بحثية شهيرة تسمى دراسة الطاعة، وأظهرت نتائجها أن الناس لديهم ميل قوي للامتثال لشخصيات السلطة.[٥]

دراسة الطاعة لميلجرام

قام ميلجرام باختيار عينة من أربعين فردًا، من المتطوعين، وأخبرهم أنهم سيشاركون في دراسة حول آثار العقاب على التعلم، وكلف كل فرد من المتطوعين بالقيام بدور المعلم، وقد قيل لكل واحد منهم أن مهمته كانت مساعدة فرد آخر مثله على تعلم قائمة من أزواج الكلمات، في كل مرة يرتكب المتعلم فيها خطأ، كان على المعلم إعطاء المتعلم صدمة كهربائية عن طريق تشغيل مفتاح كهربائي ، وقد طلب من المعلم أن يرفع مستوى الصدمة في كل مرة يرتكب فيها المتعلم خطأ، حتى يتم الوصول إلى مستوى الصدمة الخطير.[٦]

وطوال فترة التجربة، كان الباحث يأمر المعلمين بشدة لإتباع التعليمات التي تم إعطاؤها لهم، وفي الحقيقة، لم يكن الفرد الآخر المتعلم موضوعًا للتجربة، ولكنه كان شريك للباحث ميلجرام، ولم يتلق في الواقع أي صدمة كهربائية، لكنه وبالرغم من ذلك، تظاهر بأنه يتألم عندما كانت الصدمات الكهربائية توجه له.[٧] وقبل الدراسة، قال مجموعة من الأطباء النفسيين استشارهم ميلجرام أن أقل من 1 بالمائة من الأشخاص سيشغلون المفاتيح الكهربائية لما يعتقدون أنها صدمات خطيرة للمتعلم، لكن ميلجرام وجد أن ثلثي المعلمين قد شغلوا المفاتيح الكهربائية حتى وصلوا إلى أعلى مستوى من الصدمة، على الرغم من اعتقادهم بأن المتعلم كان يعاني من ألم وضيق كبيرين، ويعتقد ميلجرام أن المعلمين تصرفوا بهذه الطريقة لأنهم تعرضوا للضغوط للقيام بذلك من قبل شخصية السلطة.[٨]

أسباب الميل إلى الطاعة

فسر ميلجرام الميل للطاعة التي ظهرت في تجربته على أنها مرتبطة بنظريتين، نظرية المطابقة، ونظرية حالة الوكيل، وتشير نظرية المطابقة إلى أنّ الشخص غير القادر على اتخاذ القرار يترك القرار للمجموعة المسؤولة، لأنه يعتمد على المجموعة، ولأنه يشعر أنّ المجرب يعرف أكثر مما يعرفه، أما نظرية حالة الوكيل فتشير إلى أنّ الفرد يطيع لأنه يرى نفسه وكيل للمجرب، لذلك فهو لا يتحمل مسؤولية شخصية عما يحدث، وبعبارة أخرى، فإن الأفراد حتى لو اعتقدوا أن ذلك كان خطأ، لكنه لم يكن ذنبهم.[٩]

المطابقة

تشير المطابقة إلى نوع من التأثير الاجتماعي الذي ينطوي على تغيير في المعتقد أو السلوك من أجل التوافق مع المجموعة، وهذا التغيير هو استجابة لضغوط المجموعة الحقيقية، التي تنطوي على الوجود المادي للآخرين، أو تأثير المجموعة المتخيلة، والتي تنطوي على ضغط المعايير أو التوقعات الاجتماعية، ويمكن أيضًا تعريف المطابقة ببساطة بأنّها الاستسلام لضغوط المجموعة؛ وقد يأخذ ضغط المجموعة أشكالًا مختلفة، منها على سبيل المثال البلطجة والحوار والإقناع والمضايقة والنقد وما إلى ذلك، وتعرف المطابقة أيضًا بتأثير الأغلبية أو ضغط المجموعة، وغالبًا ما يستخدم مصطلح المطابقة للإشارة إلى اتفاق على موقف الأغلبية، إما عن طريق الرغبة في التوافق والتكيف معهم، أو أن يكون الفرد محبوبًا أو بسبب الرغبة في أن يكون الفرد صحيحًا، أو ببساطة للتوافق مع الدور الاجتماعي.[١٠]

حالة الوكيل

استخدم ميلجرام مصطلح حالة الوكيل لشرح المستويات العالية من الطاعة في تجربته، و أوضح ميلجرام أنّ الناس يجرون التحول إلى وكلاء عندما يواجهون شخصًا يرون أنه يتمتع بسلطة شرعية ويبدأون في التصرف بمثابة وكيل، نيابة عن شخصية السلطة، ويضيف أنه عندما يعتقد الناس أنهم في حالة الوكيل، فهم يعتقدون أن شخصية السلطة هي المسؤولة عن أفعالهم؛ ويُعرف هذا بنشر المسؤولية، أما عندما لا يكون بحضور شخصية السلطة، فإن الناس يكونون في حالة تحكم بالذات وضبط النفس، وأنهم يتصرفون بشكل مستقل ويشعرون بالمسؤولية عن نتائج سلوكهم، ويتخذون القرارات وفقًا لممارستهم الحرة.[١١]

ونظرًا لأن الأشخاص غالبًا ما يرتكبون أفعال الطاعة السلبية عندما يكونون في حالة الوكيل، مثل إيذاء شخص آخر، وهو عمل لا يفعلونه عادةً، فقد يواجهون إجهادًا أخلاقيًا ويظهرون علامات القلق النفسي والجسدي عندما يتعارض سلوكهم بمعتقداتهم حول الصواب والخطأ، و يقول ميلجرام أن التحول في العوامل المعززة يتم تعزيزه في مرحلة الطفولة المبكرة، عندما يكافئ الآباء الأطفال على الطاعة، و يعاقبونهم على التحدي؛ وهذا جزء من عملية التنشئة الاجتماعية ، والتي تستمر أكثر عندما يتعلم الأطفال طاعة المعلمين في المدرسة، وأوضح أيضًا أن الطاعة يمكن أن ينظر إليها على أنها ذات قيمة للبقاء وأن الانتقاء الطبيعي يفضل تلك المخلوقات التي تتناسب مع التسلسل الهرمي الاجتماعي وتجنب المواجهة، ويوضح أن الدولة تطورت كوسيلة للحفاظ على الانسجام الاجتماعي؛ فالالتزام بالقواعد أمر مهم لخير المجموعة.[١٢]

أسباب الميل إلى العصيان

هنالك العديد من الإشارات العلمية إلى أنه، وبغض النظر عن الإجراء التجريبي المستخدم، فإن جميع الدراسات حول الطاعة تشير دائمًا إلى نسبة مئوية من المشاركين الذين يتحدون السلطة ويبدون العصيان، ويبدو أن هذا القرار المتحدي، على الأقل في التجارب التي استعملت أسلوب ميلجرام، يبدأ على الأرجح في المرحلة الحرجة، عندما يطلب المشاركون لأول مرة إنهاء الدراسة، وهناك دراسات تحليلية أخرى لاحقة، تم إجراؤها تكشف أن الأشخاص الذين سبق بحثهم في بعض الدراسات، بدأوا في معارضة المجرب، إما عن طريق الاستجواب أو الاعتراض على مطالب الباحث، كلما زاد احتمال أن ينتهي بهم الأمر إلى العصيان، وهكذا يبدو أن توقيت أول معارضة قوية للمشارك هو توقيت هام في تشكيل النتائج النهائية، ويبدو أن المعارضة المبكرة شرط كاف للعصيان الناجح، وليس من المستغرب أنّ وجود مثل هذه المعارضة القوية هو شرط كاف لإنهاء الطاعة، ومن أهم أسباب العصيان، الدافع الأخلاقي الذاتي، والتقليد، وفيما يأتي بيان ذلك:

العصيان الأخلاقي

أظهر مونين وزملاؤه عام 2008 أن المتمردين الأخلاقيين – وهم الأفراد الذين يتخذون موقفًا مبدئيًا ضد الوضع الراهن، من الذين يرفضون الامتثال، أو يفضلون الصمت، أو ببساطة يمتلكون فروقًا فردية، تجعلهم لا يتماشون عندما يتطلب ذلك أن يعرضوا قيمهم للخطر- هم غالبًا لا يحصلون على الاحترام الذي يستحقونه، في سلسلة من الدراسات تبين أنّ سلوك المتمردين هذا يثير استياءً ورفضًا لدى المشاركين الذين لم يتخذوا هذا الإجراء الشجاع، الذي يُنظر إليه ضمنيًا على أنه اتهام بسوء سلوكهم، وهناك إثبات إضافي غير مباشر على صحة هذه النتائج، إذ ينشر المؤلفون التعليقات التي تم تحليلها في استخلاص المعلومات من قبل المشاركين المطيعين في تجربة ميليغرام، ومقارنتهم بالتعليقات التي أخذت من أولئك الذين عصوا، إذ علق الأفراد المطيعين على أنّ الرافضين كانوا سخيفين، أو أنّهم فقدوا كل سيطرتهم على أنفسهم، فقد جاؤوا إلى هنا للتجربة، وكان عليهم التمسك بها.[١٣]

وفي دراسة أخرى أجريت سنة 2011، في جامعة VU في أمستردام، طلب المجرب من المشاركين كتابة وتوقيع تعهد موجز، لإقناع زملائهم الطلاب والأصدقاء بالمشاركة في تجربة حول الحرمان الحسي، الذي يتعين القيام به في جامعة VU، وقد بدت التجربة غير أخلاقية على الفور ولم يشارك فيها أحد، وتم وصف الحرمان الحسي، بإعطاء مثل لتجربة مماثلة، يُزعم أنها نفذت في روما -حيث لم يتم إجراء أي تجربة فعلاً- إذ أصيب الأشخاص فيها بالذعر، وعانوا من الهلوسة البصرية والسمعية، ووصفوا التجربة بأنها مخيفة، حتى أن اثنين من المشاركين طلبا من الباحثين التوقف بسبب أعراضهما القوية.[١٤]

العصيان بالتقليد

في دراسة شبيهة بدراسة ميليغرام، ارتفعت نسبة الطاعة في إحدى الحالات التجريبية إلى أكثر من 90٪ ، بينما في حالة متناقضة انخفضت الطاعة إلى 10٪ فقط، وذلك عندما تم إخبار المشاركين، الذين يلعبون دور المعلم، بمشاهدة شخص آخر مثلهم كان ينهي جلسته فورًا، ما لاحظوه يحدد ما إذا كانوا يطيعون أو لا يطيعون، إذا رأوا شخصًا يدير الحد الأقصى من الصدمة، فإن 92 ٪ يفعلوا ذلك أيضًا، وعلى النقيض من ذلك، فإن مشاهدة العديد من الأشخاص الآخرين يعصون ويرفضون الانصياع لتلك السلطة، تم التمرد بنسبة 90٪.[١٥] وتعني هذه النتائج أن الطاعة والعصيان يتأثران إلى حد كبير بالمتغيرات الظرفية الاجتماعية – قوة الأفعال المرصودة للآخرين على الميل للسلوك- إن فعل الشيء الخطأ، أو الفعل الشرير، فإنّه يؤثر على المراقبين ليحذوا حذوه ويؤذوا الآخرين، وكذلك فإن فعل الشيء الصحيح، والعمل الأخلاقي، يؤثر على المراقبين لفعل الشيء الصحيح، ويلهمهم على التصرف بشكل بطولي.[١٥]

التسلسلات الهرمية للهيمنة وعلاقتها بالطاعة

التسلسل الهرمي للهيمنة هو نوع من التسلسل الهرمي الاجتماعي الذي ينشأ عندما يتفاعل أعضاء المجموعة الاجتماعية وإدراكهم الإجتماعي، لإنشاء نظام تصنيف، في مجموعات المعيشة الاجتماعية من المرجح أن يتنافس الأعضاء للحصول على الموارد المحدودة وفرص للتزاوج، بدلاً من القتال في كل مرة يلتقون فيها، فهم قد يلجأون إلى الطاعة، حيث يتم تحديد الترتيب النسبي بين أفراد من نفس الجنس، بناءً على التفاعلات المتكررة، ويتم إنشاء نظام اجتماعي قابل للتغيير في كل مرة يتم فيها تحدي حيوان مهيمن من قبل حيوان تابع.[١٦]

في أي بيئات تنظيمية معينة يكون هناك رئيس ومرؤوسين، وقد تكون صعبة بحد ذاتها، فمثلًا إن قوات الشرطة تعمل في جميع أنحاء العالم على هيكل هرمي، مع العديد من الرتب، ويمكن القول أن تطبيق القانون في جميع أنحاء العالم يعمل في هيكل شبه عسكري، عبر منظمات هرمية ذات انضباط صارم وتوقع أن يتم اتباع الأوامر، هذه السيناريوهات بعيدة جدًا عن البيئات غير الرسمية التي أنشأها بعض من رواد الأعمال في العالم، مثل بيئات العمل في جوجل Google و فيس بوك Face Book.[١٧]

وفي تجربة عن الطاعة والمسؤولية، طُلب من المشاركين إجراء اختبار تسجيل لشخص عاطل عن العمل، ولتمكين العالم من جمع البيانات للبحث الشخصي حول البطالة، التي لا علاقة لها تمامًا بعملية الاختبار، كان على الأفراد خلق درجة منالتوتر النفسي بحيث يتسببون في أداء ضعيف للغاية، وبهذه الطريقة، يفقد العاطل عن العمل أي فرصة للحصول على الوظيفة التي تقدم بها، وبمقارنة النتائج التي تم الحصول عليها باستخدام العنف النفسي مع تلك التي قام بها المشاركون في تجربة ميلجرام، اتضح أنه في الحالة الأولى تم تحقيق مستوى أكبر من الطاعة مقارنة بالحالة الثانية، ويمكن لنوع العنف أن يوضح هذا الاختلاف، فالعنف الجسدي في تجربة ميلجرام كان أكثر مباشرة وبالتالي يصعب تطبيقه مقارنة بالعنف النفسي الإداري غير المباشر، وقد تبين أيضًا أن المشاركين كانوا قادرين على معارضة السلطة عندما كان عليهم التوقيع مسبقًا على تعهد، يجعلهم مسؤولين قانونيًا تجاه العاطلين عن العمل، فكان هناك انخفاض كبير في درجة الطاعة وفقًا لدرجة المسؤولية العالية.[١٨]

ويتم تفسير النتائج في ضوء المسؤولية المتصورة لدى المشاركين، فالمجرب في ضوء التسلسل الهرمي للهيمنة السلطوية هو ممثل للمؤسسات الاجتماعية، مفوض للعمل بطريقة معينة وفي اتجاه معين، في حين يُنظر إلى الشخص العاطل على أنه فرد محايد وغير مهم، ولهذا السبب، لا يشعر المشاركون بأي مشاركة عاطفية مع الضحية ويتركوا أنفسهم يسترشدون بمؤسسة تعدّ شرعية.[١٨]

النتائج المترتبة على سلوك الطاعة والعصيان

إنّ التوافق والطاعة عنصران أساسيان في الحفاظ على المجتمع والنظام الاجتماعي والعلاقة بين أفراده، ومع ذلك، كما هو واضح من قبل التجارب النفسية سابقة الذكر، في بيئة خاضعة للرقابة المخبرية، فإن الرغبة في التوافق الاجتماعي والتكيف والطاعة يمكن أن يؤدي بالناس العاديين إلى عدم الثقة بالنفس في تجاربهم الخاصة أو إلحاق ضرر بالغ بالآخرين، والمسألة الضمنية هي أنه في سياقات معينة، يبدو أن العوامل الظرفية البسيطة هي أقوى من سمات الشخصية في تشكيل السلوك البشري، وإنّ هذه العوامل الظرفية نفسها يمكن التلاعب بها لتحفيز الناس على التصرف بطريقة إيجابية، وبعبارة أخرى، يمكن لأي شخص تقريبًا، بغض النظر عن هيكل شخصيته، التغلب على الضغوط الاجتماعية نحو التوافق والطاعة واتخاذ سلوك العصيان.[١٩]

يعتمد كل نوع من أنواع الحياة الجماعية، سواء كانت صغيرة الحجم -مجموعة من الناس- أو كبيرة الحجم -بلد من البلدان- على نظام سلطة تنظم الحياة الاجتماعية، من حيث السيطرة الاجتماعية والتغيير الاجتماعي، على الرغم من أن علاقة السلطة قد تتخذ أشكالًا مختلفة، إلا أن بعض الدراسات التي أجراها تايلر 1997 تسلط الضوء على أن علاقة السلطة والافراد، من حيث كونها طاعة أو عصيان للسلطة، شائعة في أي نوع من التفاعل الجماعي وبعض ميزاته الأساسية تعمل بنفس الطريقة في سياقات هرمية صغيرة على سبيل المثال علاقة السلطة الفردية في تجربة ميلجرام – كما يفعلون في مواقف أوسع وأكثر تجريدية – على سبيل المثال، النظام السياسي، على مستوى أكثر عمومية، يمكن توليف علاقة السلطة والطاعة باعتبارها تأثيرًا يمارسه أحد أعضاء المجموعة على الآخرين بهدف الحفاظ على معايير المجموعة -التحكم الاجتماعي- أو تغيير معايير المجموعة -التغيير الاجتماعي- إذا كانت طاعة السلطة – أي قبول مطالب السلطة – مهمة لأنها تضمن استمرارية الحياة الاجتماعية والجماعية، فإن العصيان – أي رفض طلب السلطة – أمر حاسم في ظل ظروف معينة في وقف علاقة السلطة من الانحطاط إلى اللاسلطوي.[٢٠]

المراجع[+]

  1. “social_psychology”, www.sciencedaily.com, Retrieved 2020-07-15. Edited.
  2. “An Overview of Social Psychology”, www.verywellmind.com, Retrieved 2020-07-15. Edited.
  3. ^أب“Obedience”, en.wikipedia.org, Retrieved 2020-07-15. Edited.
  4. “Obedience. Social Psychological Perspectives”, www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-07-15. Edited.
  5. “Obedience and Authority”, www.sparknotes.com, Retrieved 2020-07-15. Edited.
  6. “the-milgram-experiment”, www.imarcresearch.com, Retrieved 2020-07-15. Edited.
  7. “how-would-people-behave-in-milgrams-experiment-today”, behavioralscientist.org, Retrieved 2020-07-15. Edited.
  8. “Milgram_experiment”, en.wikipedia.org, Retrieved 2020-07-15. Edited.
  9. “what-is-obedience-psychology-definition-theories-and-experiments”, www.betterhelp.com, Retrieved 2020-07-15. Edited.
  10. “conformity”, www.simplypsychology.org, Retrieved 2020-07-15. Edited.
  11. “Theories of obedience. Agency Theory Milgram (1974)”, psychologyrocksblog.wordpress.com, Retrieved 2020-07-15. Edited.
  12. “The_Obedience_to_Authority_Variations_and_Milgrams_Agentic_State_Theory”, www.researchgate.net, Retrieved 2020-07-15. Edited.
  13. “The Rejection of Moral Rebels Resenting Those Who Do the Right Thing”, pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-17. Edited.
  14. “To defy or not to defy: An experimental study of the dynamics of disobedience and whistle-blowing”, www.tandfonline.com, Retrieved 2020-07-17. Edited.
  15. ^أب“On the dynamics of disobedience: experimental investigations of defying unjust authority”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-19. Edited.
  16. “Dominance_hierarchy”, en.wikipedia.org, Retrieved 2020-07-17. Edited.
  17. “Leadership and blind obedience in hierarchical organisations”, www.researchgate.net, Retrieved 2020-07-17. Edited.
  18. ^أب“Administrative Obedience”, onlinelibrary.wiley.com, Retrieved 2020-07-17. Edited.
  19. “conformity-obedience-disobedience-the-power-of-the-situation”, www.intechopen.com, Retrieved 2020-07-17. Edited.
  20. “The_Obedience-disobedience_Dynamic_and_the_Role_of_Responsibility”, www.researchgate.net, Retrieved 2020-07-17. Edited.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!