ملخص كتاب “أفكار صغيرة لحياة كبيرة” للكاتب كريم الشاذلي

يُقدِّم إلينا الكاتب (كريم الشاذلي) من خلال كتابه "أفكارٌ صغيرةٌ لحياةٍ كبيرة"، أكثر من سبعين فكرةٍ إيجابيةٍ من خلال أفكارٍ وقصصٍ وتأمُّلاتٍ بسيطةٍ في شكلها، عميقةٍ في مضمونها؛ ويمكن لها في حال تأمُّلنا فيها وسبرنا أغوار معانيها، أن تقلب ركود حياتنا رأساً على عقب عند تنفيذها، وتُغيِّر مجرى حياتنا، وتمنحنا دفعةً للسير نحو الأمام في طريقٍ جديدٍ تماماً خلال رحلتنا في الحياة. سنُلخِّص في مقالنا هذا بعض الأفكار التي وردت في كتاب "أفكارٌ صغيرةٌ لحياةٍ كبيرة"، تابعوا معنا.

Share your love

ويَستَهِل الكاتب كتابه بقوله: “كتاب أفكارٍ صغيرةٍ لحياةٍ كبيرةٍ هو اقتناصٌ لبعض معاني الحياة، وتسجيلٌ لمواقف وصورٍ ذات أهميةٍ فيها حكمةٌ سمعتها، أو قرأتها، أو رأيتها، وخشيت أن تطير من ذهني؛ فقرَّرت تصيدها، وتقديمها قرباناً إليك.

أحببت أن أقدم قصةٌ رمزيةٌ تُلخِّص حكمة، أو تشحذ همَّة، أو تُوجِب عملاً؛ وأن أدوِّنها ليسبح معها ذوي الألباب، ويستفيد من مغزاها طلَّاب الحكمة. عصير أيَّام من سبقوني، ومرارة تجربةٍ مرَّت بي، وفكرةٌ ترجمَتها مواقف الحياة المُتكرِّرة، فصاغت معالم هذا الكتاب”.

سنُلخِّص في مقالنا هذا بعض الأفكار التي وردت في كتاب “أفكارٌ صغيرةٌ لحياةٍ كبيرة”، تابعوا معنا.

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/yift2V-FM60?rel=0&hd=0″]

1. قلمك صيَّاد (الحكمة طائرٌ والقلم صيَّاد):

ما أكثر ما يمُرُّ على أذهاننا من أفكارٍ وحِكَمٍ ومشاريع، لكنَّها تضيع في زحمة الحياة والمشاغل وتَشتُّت الذهن وتشعُّب الأفكار. وعلى طول الزمان، كانت نصيحة المُعلِّمين والأساتذة والتربويين لطلَّابهم ومريديهم أن يكون لكلِّ واحدٍ منهم دفترٌ صغير، يكتُب فيه أيَّ أفكارٍ تزوره، أو سؤالٍ يُراوده، أو مشروعٍ قد بدأ يُعلِن عن نفسه.

فالأفكار رزقٌ يسوقه الله إليك، وليس من العقل والذكاء التفريط في هذا الرزق والزهد فيه؛ وربَّ فكرةٍ زارتك اليوم، جاء أوانُ تنفيذها بعد سنينٍ عديدة.

2. حطِّم أصنامك:

الأنانية والكبر والغرور، آفاتٌ تحيل حياة المرء منَّا إلى جحيمٍ مُستعر، (فالأنا) ذلك الصوت السخيف بداخلنا الذي يجعلنا دائماً في انتظار انبهار الآخرين بنا، هو في الحقيقة شيءٌ مؤسف. ذلك الدافع الذي يجعلنا دائماً حريصين على أن يعرف الناس أنَّنا أفضل منهم، وأجمل منهم، وأكثر إيماناً واحتراماً وإنجازاً منهم، لَهُوَ إشارةٌ إلى خللٍ في تكويننا النفسي، ومرضٍ يحتاج إلى علاجٍ ولحظات صدقٍ وتأمُّلٍ بين المرء ونفسه.

تهوى النفس الإطراء والتمجيد، لكنَّ النفس التي يروِّضها صاحبها ويُجبرها على أن تتحلى بالتواضُع وتحاوُل أن تُظهِر الجانب الخيِّر عند الناس، هي التي تستشعر حلاوة العطاء وسكينة التواضُع، ويتولَّى الحديث عنها أعمالها العظيمة التي تُخبِر الجميع بعظمتها وجمالها.

3. عِش يومك:

غالباً ما نقسِّم يومنا إلى نصفين، نصفٌ نقضيه في الندم على ما فات، والنصف الآخر في القلق ممَّا سيأتي؛ ويضيع العمر بين مُشكلات الماضي وتطلُّعات المُستقبل، وتنسلُّ أحلامنا من بين أصابعنا. والحقيقة أنَّ دقائق الحاضر هي ما نملك، وهي ما يجب أن ننتبه إليها ونحياها بهناءٍ وطمأنينة.

إنَّنا نتعلَّم بعد فوات الأوان أنَّ قيمة الحياة في أن نحياها، ونحيا كلَّ يومٍ منها، وكلَّ ساعة؛ والوقت الذي نحياه حقَّاً هو تلك اللحظة الراهنة، فقد انتهى الأمس، ولا نملك ضماناً على قدوم الغد. اليوم فقط هو ما نملكه، ونملك الاستمتاع به.

4. لا تنشد السكون، فلن يكون:

إنَّ الانهماك التامَّ في العمل ومحاولة إنجاز كلِّ شيء، كفيلٌ بأن يُفقِدك تركيزك، ويسرق منك عمرك. نعم، كلُّنا لدينا مهام علينا إنجازها، ولكن برويَّةٍ وتؤدةٍ وتركيز؛ لذلك، يجب أن نتعلَّم كيف نتعامل بهدوءٍ وسكينةٍ أمام ضغوطات الحياة، ونُدرِك أنَّ الهوس بإنهاء الأعمال وتفريغ القائمة من بنودها سيُصيبُنا بضغط الدم والسكر والعصبية الدائمة. لذا، ليس علينا أن نُكلِّف أنفسنا ما لا تطيق، وأن نُطالبها بما تعجز عنها طبيعتها، فيُبشِّرنا الله ـوهو خالق النفس وعالم سرِّهاـ أن (لا يُكلِّف الله نفساً إلا وُسعَهَا)، فلماذا نُكلِّف نحن أنفسنا بما لا تُطيق وتَقْدِر؟

5. كُن صاحب يدٍ بيضاء:

يشترك مُعظم البشر في التلذُّذ بالأخذ، لكنَّ التلذُّذ بالعطاء لا يعرفُه سوى العظماء وأصحاب الأخلاق السامية. فأحد أسرار السعادة هو أن تكون صاحب يدٍ عُليا مَعْطَاءَة، فهي الأحبُّ والأقرب إلى الله عزَّ وجل، وهذه اليد المعطاءة هي ـوحدهاـ القادرة على نقلك من عالمك المادِّيِّ الضيِّق، إلى عالم الروح الرحب الواسع.

تُحبُّ النفس أن تكنِز وتجمع، ويصعبُ عليها أن تجود وتُنفِق، فإذا ما علَّمتَها العطاء والجود، كُنت أحقَّ الناس بالارتقاء والعلو والرفعة في الدنيا والآخرة.

6. عقلك، لا مكانك؛ هو ما يجب أن يتغيَّر:

كثيراً ما يربط أحدهم نجاحه بتغيُّر الظروف أو المكان، والحقيقة أنَّ كُلَّ هذا هُراء، وأنَّ الذي يجب تغييره حقاً هو العقل الذي يعتنق هذا التصوُّر، إذ تكمُن الأفكار المُتفائلة الحماسية في عقل الواحد منَّا، وكذلك الأُخرى التشاؤمية السوداء، وتتولَّد مُعتقداتنا من عقولنا، وينشأ سلوكنا وتصرُّفاتنا منه.

فإذا ما نحَّينا أمر الفشل جانباً، وانطلقنا في طريق النجاح والارتقاء، دون انتظار تغيير الزمان أو المكان، فإنَّنا سنكون فعلنا الشيء الكثير.

قد يصلُح تغيير البيئة في أحيانٍ كثيرةٍ كعاملٍ من عوامل النجاح، لكنَّنا لا يجب أن نرهُن أمرنا بهذا التغيير الذي قد يأتي، وقد لا نراه.

7. لا تحمل كيس البطاطا:

ذات يوم طلَبَ أحد الأساتذة من طُلَّابه أن يُحضِرَ كل منهم كيساً نظيف، وأن يضعوا في هذا الكيس ثمرة بطاطا عن كُلِّ ذكرى سيئةٍ لا يريدون محوها من ذاكرتهم. وبالفعل نفَّذ الطُلَّاب ما أمرهم به الأستاذ، وأصبح لدى كُلٍّ منهم كيساً لا بأس به؛ حينها طالبهم الأستاذ ألَّا يتركوا هذا الكيس أبداً، فهو معهم في كُلِّ مكان، حتَّى صارت البطاطا حملاً ثقيلاً، وتدهورت حالتها، وأصبح لها رائحةٌ كريهة؛ ممَّا جعل حملها شيئاً غير لطيف. وعليه قرَّر كُلّ واحدٍ منهم أن يتخلَّص من كيس البطاطا، بدلاً من أن يحمله في كُلِّ مكانٍ يذهب إليه.

إنَّ حمل تجاربنا الحزينة معنا أينما حللنا شيءٌ مُؤسفٌ وصعب، والأصلح هو النسيان والتجاوُز والتسامُح والمغفرة؛ لذلك ألقِ عن كاهلك ذلك الثقل الروحي الرهيب الذي خلَّفته تجاربك الشخصية غير الموفَّقة، ومشاريعك الفاشلة، وعثراتك.

تعلَّم مهارة النسيان، ونظِّف أرشيف عقلك باستمرار، ولا تحتفظ فيه إلَّا بالجميل من الذكريات؛ أمَّا المؤلم منها، فاقطف منه العبرة والحكمة، وألقه في سلَّة المُهملات.

8. دويُّ الأرقام:

عزيزي القارئ، تأمَّل معي إحصائيةً نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية عن السعادة، وأطمع منك أن تُطالِعها بتدبُّرٍ وتأمُّل، فلأرقامها دويٌّ هائلٌ على كل نفسٍ تتفكَّر:

  • إن استيقظت هذا الصباح وأنتِ مُعافَى في بدنك، فأنت أسعد من مليون شخصٍ سيموتون في الأيّام المُقبلة.
  • إن لم تُعانِ أبداً من الحرب والجوع والعزلة، إذن أنت أسعد بكثيرٍ من 500 مليون شخصٍ في العالم.
  • إن كان في استطاعتكِ مُمارسة شعائرك الدينية بُحريَّة، دون أن تكون مُرغَماً على ذلك. ومن دون أن يتمَّ إيقافك أو قتلك، فأنت أسعد بكثيرٍ من ثلاثة مليارات شخصٍ في العالم.
  • إن كان في ثلَّاجتك أكل، وعلى جسدك ثوب، وفوق رأسك سقف؛ فأنت إذن أغنى من 75% من سكَّان الأرض.
  • إن كنت تملك حساباً في البنك، أو قليلاً من المال في البيت؛ إذن أنت واحدٌ من الثمانية في المئة الميسورين في هذا العالم.
  • أما وقد تمكَّنت من قراءة هذه الإحصائية، فأنت محظوظ؛ لأنَّك لست في عِداد الملياري إنسان الذين لا يُتقِنون القراءة.

9. راقبهم تغنم:

أحد أهمِّ مدارس الحياة: مدرسة مُراقبة الآخرين، فالتأمُّل في أحوال الناس غنيمة النبهاء، وفائدةٌ لأصحاب العقول الناضجة. لماذا تميَّز هذا؟ لماذا فشل ذاك؟ لماذا فلانٌ محبوب؟ ولماذا الآخر غير مُرحَّبٍ به؟ كلُّها أسئلةٌ تُنير لك الطريق. وتتبُّع خُطوات النجاح أو الفشل كفيلٌ بأن يُعلِّمنا الكثير من أسرار الحياة، خاصَّة إذا عَلِمنَا أنَّ خطوات النجاح والفشل ثابتةٌ ومُكرَّرة، وأنَّ للحياة نواميس ومُعادلاتٌ كونيَّةٌ لا تُحابي أحداً، أو تتغيَّر إرضاءً لأيِّ كائنٍ كان؛ والذكي هو من يستفيد من ثبُوت خطوات النجاح والنواميس التي لا تتغيَّر، في التقاط الجميل والتعلُّم منه، وتصيُّد الجيِّد ومُحاكاته؛ والسعيد من اتَّعظ بغيره.

10. عيب الزمان:

نسمعُ كلَّ يومٍ من ينعي هذا الزمان السيِّء، الذي أصبحت فيه الشياطين هي المُسيطرة على كلِّ شيء، ولم يَعُد فيه مكانٌ للطيبين والشرفاء، فنجعل من الشكوى والتذمُّر ذريعةً نقتُل بها الحماسة والخير في نفوسنا.

ولله در الشافعي حين لخَّص المأساة ببيت شعرٍ قال فيه:

نعيبُ زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنبٍ       ولو نطقَ الزمانُ لنا هجانا

نصيحتي لك أن تدع التذمُّر والشكوى جانباً، وتنطلق بعزمٍ لتضع أمور حياتك في نصابها. لا تنظر إلى الناس على أنَّهم شياطينٌ فتكون مثلهم، ولا ملائكةٌ فتصطدم بغير ذلك؛ ولكن فيهم من يسير في مواكب الشياطين، ومنهم من يُحلِّق مع أسراب الملائكة.

11. فتِّح مخَّك:

عبارةٌ كنت أسمعها وأنا طفلٌ صغيرٌ كلَّما واجهني امتحانٌ أو أمرٌ يحتاج إلى تفكيرٍ وتمحيص. لم تكن تلك الجملة تتَّكئ على قاعدةٍ علميةٍ أو معلومةٍ مُعتمدةٍ آنذاك، بل كانت عبارةً بديهيةً تخرُج عفو الخاطر، أو هكذا كنت أظنُّ حتَّى وقتٍ قريب.

منذُ سنوات وأنا أُتابع أساتذة الإدارة وهم يُطالبوننا بجلسات (التفكير المفتوح)، وهو أشبه بتمرينٍ يعتمد على قاعدة “فكِّر، واكتب أفكارك، واحذر؛ فلا وجود لأفكار غبيةً أو تافهةً أو سخيفةً أو خيالية”.

والأمر ببساطةٍ هو أنَّه عندما تواجهك مشكلةٌ تريد حلَّها، أو هدفٌ تودُّ تحقيقه، ما عليكَ إلَّا أن تأتي بورقةٍ وتكتب أعلاها مشكلتك أو هدفك، ثمَّ تُدوِّن خلال مُدَّةٍ مُحدَّدةٍ أكثر من 15 فكرةً لهذه المشكلة أو الهدف.

اكتب كلَّ ما يخطر على بالك، وكما قُلنا: لا تُغفِل أيَّ فكرةٍ أو طريقة، اكتب ما لديك بلا إبطاء، وخلال 5 أيام سيكون لديك عشرات الأفكار، منها الغريب، ومنها المُضحك، ومنها الخيالي؛ وستجد فيها كذلك المُبدع والمُبهر والجميل، وعندها تستطيع وضع دائرةٍ حول الجيِّد منها، وتجاهل ما لا يتناسب معك.

الجميل في هذه الطريقة أنَّها تخرُج بك خارج المألوف، وتعمل على تنشيط جانب مخِّك الأيمن، وتُساعدك على وطء أراضٍ جديدة بداخلك لم تطأها من قبل.

12. اللسان:

ذلك العضو الصغير القادر على هدم طموحاتٍ في نفوس أصحابها، وتثبيط همم، وقتل أحلام، ووأد مواهب وقُدرات؛ فكم من مواهبٍ ماتت لأنَّها لم تجد من يحتضنها، وواجهت في مُقتبل عمرها لساناً لاذعاً حطَّم ثقتها ودمَّرها؟

لذلك، لا تسمح لأحدٍ أن يُمارس ضدَّك جريمة قتلٍ معنويةٍ بحديثه السلبي ونقده الهدَّام، ولا تُصغِ إلى من يُحاول تحطيمك أو النيل منك، وكُن أنت قطرة الماء للظمآن، والمُحفِّز للمُحبَط، وصاحب الصوت المُشجِّع المُتفائل لكلِّ من تعرفه، والروح النضرة الجميلة التي تتمنَّى النجاح والتوفيق لكلِّ البشر.

13. قد لا تحتاج أن تبحث بعيداً:

تحتاج المُشكلات الكبيرة إلى عقلٍ مُتحفِّزٍ يستطيع حلَّها والقضاء عليها، بَيدَ أنَّ هُناك إشكاليةً تظهر من تعوُّد المرء على عصر الذهن ليأتي بالعجائب، وهي أنَّنا قد لا نرى الحلول القريبة الماثلة أمامنا، والتي قد لا تحتاج مُنَّا إلى الكثير من التفكير والإرهاق، بقدر ما تحتاج إلى بساطةٍ وإبداع.

نعم، نحتاج إلى الإبداع والتفكير بشكلٍ مُختلف، لكنَّنا لا يجب أن نُهمل النظَر والتأمُّل فيما بين أيدينا ونحن نُبدع ونبتكر، لنرى حلَّاً بسيطاً قد يكون فيه الخلاص والنجاح.

14. ماذا قدَّمت إلى الحياة؟

قد تُبادرني أنت أيضاً بسؤال: “وما المطلوب منِّي كي أُقدِّمه إلى الحياة؟”، وأُجيبك بأنَّ المطلوب منك كثيرٌ جداً يا صديقي، وسهلٌ جداً أيضاً، فهو كثيرٌ لأنَّك مُطالَبٌ بعُمران هذه الأرض وتركها أجمل ممَّا كانت عليه حال قدومك، وذلك لا يكون بتشييد البيوت والمباني العالية الشاهقة التي تخطف الأبصار والألباب؛ وإنَّما إعمارها أيضاً بإنشاء قلاعٍ من الخير، وإرواء نبتة الفضيلة، والبحث عن المعادن الفريدة التي اندثرت، وإظهارها للناس، مثل: الصدق والوفاء والإيثار والاستعلاء على مطامع الدنيا وزخارفها.

تستطيع أن تُقدِّم إلى الحياة بيتاً نظيفاً راقياً مهما كان مُتواضعاً، وأبناءً يتمتَّعون بالخُلُق الراقي المؤدَّب؛ وتستطيع أن تُقدِّم سلوكاً مُنضبطاً واعياً، وروحاً سَمِحَةً صافية، وبهذا تكون قد قدَّمت الكثير.

15. لا تُمثِّل دور الشهيد:

هناك أصنافٌ من البشر تهوى تقمُّص دور البطل الشهيد، والذين يزعمون أنَّهم يُعطون في زمنٍ كثُر فيه الغدر، ويغفرون في واقعٍ غلب عليه القسوة، ويُصدِّقون على الرغم من أنَّ الكذب هو العملة الرائجة المطلوبة. وفي الواقع، إنَّ الأبطال الحقيقين هم الذين يفعلون الخير بصمت، دون أن تراهم عينٌ أو يشعُر بهم أحد.

لذلك، كُن رَجُلاً لا يشغل بالك من صفَّق لك ممَّن سخر منك، إذ يخترق بصرُك النافذ حُجُبَ المُستقبل ليستقرَّ على هدفك وحلمك. سر إلى هدفك بقوَّةٍ وصمت؛ وعندما تتعثَّر، انهض دون شكوى أو تذمُّر؛ وستنجح وتعلو دون صخَبٍ أو ضجيج.

فهكذا عرفنا الأبطال والعُظماء وأصحاب الرسالات الحقَّة.

16. لا تعتمد على الحظ:

هناك مِن البشر من يعيش مُنتظراً ضربة حظٍّ تُحقِّق له أمانيه وتطلُّعاته، وأمثال هؤلاء هُم قيود الإنسانية، ومصدر ضعفها وهمومها، والمرء منهم يعيش خاملاً ساكناً في انتظار قطار الحظ، علَّه يُحضِر معه زائر السعادة والفرح، وهيهات.

فنادراً ما يزور الحظ ـأو التوفيق إن شئنا الدِقَّةـ الكُسالى وعديمي الحيلة، وهو كما يُعرِّفه بعض أساتذة علم النفس: “الجمع بين الفرصة الجيدة والاستعداد الجيد”.

وقد يجد الناظر في حال البشر منهم من طاوعه التوفيق فرفعه درجاتٍ على أقرانه، لكنَّ المُتأمِّل ـالذكيـ يُدرك جيّداً أنَّه لولا الاستعداد والانتباه التام لدى هؤلاء الأشخاص، لكان قطار الحظ فاتهم وهم نائمون، ليستقلَّه غيرهم، وينهلوا من خزائنه بدلاً منهم.

لا ترتوي الطموحات والأحلام سوى بعرق الجبين، وقد يأتيك الحظ ليوفِّر عليك بعضاً من قطرات العرق، أو يختصر لك مساحات الزمن. لذا، اعمل بجدٍّ وعزم، واضرب بفأس جهدك في أرض أحلامك لتطرح لك ثمار النجاح والراحة، ولا تنتظر أُعطيات الحظوظ، فلعلَّها تتأخَّر، أو لا تأتي أبداً.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!