ملخص كتاب قوانين الكاريزما للمؤلف كيرت دبليو مورتينسن – الجزء (1)

يتناول موضوع هذا الكتاب أسرار الكاريزما، ويقول مؤلفه "كيرت دبليو مورتينسن" أنَّ الكاريزما ليست سحراً أو حظاً، وإنَّما هي مجموعة مهارات وصفات ينبغي لنا تعلمها وإتقانها؛ وكلَّما زاد عدد الذي نبرع فيه منها، أصبحنا أكثر كاريزمية وتأثيراً. سنتحدث في هذه المقالة عن أهم ما جاء في كتاب قوانين الكاريزما للمؤلف كيرت دبليو مورتينسن.

Share your love

الكاريزما إذاً مهارة تحفيزية وحياتية وحيوية، ولابد للمرء من إتقانها إن أراد أن يتمكن من التأثير في الآخرين؛ وهي المهارة الأساسية للنجاح، والتي تتخلل كلَّ نواحي حياتك المهنية، وعلاقاتك، وقدرتك على التأثير، ودَخلَك حتى.

تعريف الكاريزما:

تنحدر كلمة “كاريزما” من الاسم اليوناني “كاريس” الذي كان رمز الجمال والخير المطلق قديماً؛ وهي صفة غامضة بعض الشيء، فهي لا تعني الحزم أو الحماسة أو الحضور الشخصي (ما يُسمَّى “الشخصية العامة”)، وإنَّما تشكل هذه الصفات بمجموعها جزءاً من مفهومها الأكبر؛ فهي: القدرة على بناء التآلف، والتأثير بفاعلية في الآخرين، وجذبهم نحو طريقة تفكيرك، وتحفيزهم نحو مزيد من الإنجاز، وجعلهم في أثناء ذلك حلفاءك إلى الأبد؛ أي بعبارةٍ أخرى: هي القدرة على حمل الناس على الرغبة في فعل ما تريد منهم فعله، مع شعورهم بالإثارة لذلك، وتحريكهم نحو استقدام أشخاص آخرين لمساعدتك في قضيتك.

مهارات الكاريزما:

1. الحضور:

في الحقيقة، إنَّك تزيف ذاتك حين تُبدي حضوراً مصطنعاً، ولن تقدر أن تجذب الجمهور إليك عندما تدعي الشغف أو الثقة، ويعدُّ الحضور الصادق والمناسب بمثابة قوة لك؛ فهو مفتاحك لاكتساب كاريزما فورية.

سيحكم الناس عليك دائماً من خلال مظهرك وحضورك وسلوكك؛ لذا اسأل نفسك: “هل تحاول أن تتقمص شخصية غير شخصيتك الحقيقية؟”؛ ذلك لأنَّ الناس يستطيعون اكتشاف أيِّ حضور مصطنع.

مهارات سمة الحضور الرئيسة:

1. 1. الشغف:

يعدُّ الشغف أداةً هامةً للتأثير في الآخرين، حيث يشع الأشخاص الذين يتمتعون بالكاريزما شغفاً حقيقياً؛ وحين يتمكن جمهورك من الشعور بشغفك بقضيتك وإيمانك بها، سينجذبون إليك عاطفياً على الفور.

الشغف حالة معدية للغاية، فحين تنقل إلى الآخرين شغفك، فإنَّهم يبدؤون امتصاص ما لديك من طاقة، ويبدؤون الأداء على نحوٍ أفضل، ويختلف شعورهم تجاه العمل؛ فيصبحون أكثر تفاؤلاً ومبادرة واستعداداً للعمل كفريقٍ واحد.

ينطوي الشغف دائماً على الحماس؛ ولكن يمكن أن تكون متحمساً دون أن تكون شغوفاً.

مفتاح الكاريزما: حدد شغفك. إنَّنا أحياناً نقترب من شغفنا حين نتوصل إلى الأشياء التي لا نريد فعلها؛ لذا، ابدأ تجريب مهام ومواضيع مختلفة، وتعرف على أشخاص جدد؛ فإحدى أفضل الطرائق الرائعة للشغف بشيء ما، هي أن تزيد معرفتك به.

1. 2. الثقة:

تزيد الثقة من الكاريزما خاصتك، وتجذب الناس إليك؛ إذ يحب الناس أن يتَّبعوا ويتأثروا بأشخاص يثقون بأنفسهم وقدراتهم.

يعاني معظم الأشخاص الذين تقابلهم في حياتك من مشكلات في الثقة بأنفسهم، ولكنَّ ثقتك العالية بنفسك ستعوض ما لديهم من نقص فيها؛ إذ تولد الثقة مزيداً من الثقة، وكلَّما زادت الثقة الحقيقية لديك، زاد ما يشع منك من كاريزما.

يقرأ الناس ثقتك في نبرة صوتك ولغة جسدك، وغير ذلك من المؤشرات اللاشعورية الأخرى؛ وتتطلب الثقة الكاملة خبرة وتدريباً وصبراً؛ لذا لا تفزع إن لم تشعر بالثقة في كل موقف؛ ذلك لأنَّها ستأتيك مع الوقت.

مفتاح الكاريزما: أحد الأشياء التي يمكن أن تهدد ظهورك الواثق هو الارتباك، وأن تكون قلقاً ممَّا قد يظنه الآخرون بك، أو أن تكون قلقاً من الفشل أمام العامة؛ وأفضل وسيلة لمواجهة هذا الارتباك: أن تدرك أن الناس يتعاطفون معك إذا تمكنت من معالجة ارتباكك على النحو المناسب؛ لذا اعترف بارتباكك، وابتسم أو اضحك في إشارتك إليه، ثمَّ واصل.

1. 3. الانسجام:

يعدُّ الاتفاق والانسجام بين ما تقوله وما تفعله أمراً ضرورياً لترسيخ الثقة وخلق الكاريزما؛ فكلَّما ازددت اتساقاً وانسجاماً في كلِّ جوانب رسالتك، بدوت للآخرين أكثر صدقاً وأصالة.

ستحظى بهذا الاتساق عندما تتسق رسالتك بما هو راسخ لديك من معتقدات وقيم، ويكون صوتك ولغة جسدك وكلماتك جميعاً في اتساق ونظام؛ أمَّا حينما تكون رسالتك غير متسقة، فإنَّك لن تبدو أهلاً للثقة، بل موضعاً للشك، وأقل اطلاعاً ومعرفة، وفاقداً للكاريزما.

تنويه: قد تثير الكثير من أفعالك غير اللفظية الشعورَ بعدم الاتساق، وقد تكون تلك الأفعال جزءاً طبيعياً من سلوكك، لكنَّها قد تبدو للآخرين خداعاً؛ ومنها:

  • الإفراط في التواصل البصري.
  • التململ في أثناء الجلوس.
  • حك الشفاه أو لمسها.
  • حك الوجه.
  • اتساع حدقتي العين.
  • التثاؤب.
  • رفع نبرة الصوت.

مفتاح الكاريزما: راقب إشارتك، ولغة جسدك، ونبرة صوتك. هل تجد انسجاماً فيما بينها؟

لعلَّ أفضل طريقة لتقليل عدم الاتساق في رسالتك: أن تسجل شريط فيديو لنفسك؛ لذا سجِّل مقطع فيديو لنفسك في أثناء إلقائك خطاباً، وشاهد أداءك، ولاحظ الأشياء التي لم تكن تعرف أنَّك تفعلها وتشتت رسالتك أو تدمرها؛ وإذا كنت تتمتع بالشجاعة حقاً، يمكنك أن تطلب من أحد زملائك أن يشاهد الشريط معك، ليقدم لك بعض النصائح الصادقة.

1. 4. التفاؤل:

يعزو أغلب المديرين التنفيذيين الأغنياء والناجحين نجاحهم لتفاؤلهم، وللتوجه الذي ينتهجونه أكثر من أي عاملٍ آخر؛ فإذا لم تكن تملك التوجه الصحيح والنظرة المتفائلة للمستقبل، فكيف يمكنك تحفيز الناس ونقل الكاريزما خاصتك إليهم؟

إنَّك تجذب -كشخص متفائل- الناس إلى قضيتك، وتنقل إليهم الكاريزما خاصتك؛ فالتفاؤل عبارة عن منهجية عقلية تحكم رؤيتك للعالم؛ وهو يعني أن يكون لديك تصورات بأنَّ الأمور ستنتهي إلى خير، وأن تميل إلى رؤية الجانب الإيجابي في كلّ موقف بدلاً من التركيز على الجانب السلبي.

مفتاح الكاريزما: هل تشعر أنَّ التشاؤم يحكم قبضته حول رقبتك؟ إنَّك تشعر برغبةٍ في أن تكون عكس ذلك، لكنَّك مبرمج بشكلٍ طبيعيٍّ على التشاؤم؛ لكن حتَّى لو كان كل من حولك يحبطونك بتشاؤمهم، يبقى هناك حل:

  • جرب أن ترى النتائج الإيجابية الممكنة في كل التحديات التي تواجهها.
  • لا تبالغ بالحساسية إزاء النقد الموجه إليك من الآخرين، أو الاهتمام المبالغ فيه بنظرة الناس إليك.
  • ابتعد عن البحث عن علامات الفشل أو التراجع.
  • تحكم بعلاقاتك، واقضِ وقتاً أطول مع الأشخاص المتفائلين، وابحث عمَّن هم مستعدون لمساعدتك في تجاوز عوائق الطريق.

عندما تشعر بالتراجع والانتكاس والإحباط، امنح نفسك وقتاً للعطاء ومساعدة الآخرين؛ حيث سيصنع هذا المعجزات لتفاؤلك وتوجهك.

1. 5. القوة الايجابية:

تأتي القوة بأشكال كثيرة، وهناك أشكال منها تزيد من الكاريزما خاصتنا وقدرتنا على التأثير؛ فعندما نملك أشكالاً شرعية من القوة، يكون الناس أكثر استعداداً ورغبة في التحرك؛ وعندما نستخدم هذه القوة بطريقة خاطئة، سترتد علينا نتائجها السلبية على الأمد الطويل.

تنشأ القوة من قدرتك على مساعدة الآخرين في الحصول على ما يحتاجونه أو يريدونه، وهي تختلف عن الإجبار؛ إذ تخلق القوة الثقة والتعزيز والتمكين؛ أمَّا الإجبار، فلابد دائماً من الحفاظ عليه وفرضه ومراقبته.

تجذب القوة الإيجابية الجمهور إليك، وتدعم الكاريزما خاصتك، ويعدُّ كلٌّ من المعرفة والخبرة والسلطة أشكالاً لها؛ كما تعدُّ طريقة اختيارنا للملابس التي نرتديها شكلاً من أشكالها، وذلك من خلال خلق انطباع فوري بالقوة عن طريق ما ترتديه، كالزي الرسمي؛ حيث يمكن لزيك الرسمي أو ملابسك إبراز القوة أو حتى المكانة المرموقة عندما ترتديها في الموقف المناسب.

مفتاح الكاريزما: هل لديك السلطة الفعلية لقيادة وإرشاد الآخرين بكاريزما؟ يكمن السر في اختيار شكل من أشكال القوة والعمل على تحسينه، وتعدُّ الخبرة أسهل أشكال القوة تطبيقاً؛ فهل أنت خبير بمنتجك، أو بمنافسيك، أو بتوقعات المستقبل، أو بصناعتك؟ هل تتمتع بمجال محدد من المعرفة يتطلع إليه جمهورك؟ تجعل قدرتك على حلّ مشكلات جمهورك من التأثير عليهم أمراً سهلاً؛ وحين تكون لديك قوة شرعية، فلن يبدي الناس مقاومة لك، وسيعكسون تأثيرك عليهم.

1. 6. الطاقة والتوازن:

عندما تكون برفقة شخص كاريزمي، فإنَّك لن تشعر بطاقته وحسب، بل ستنتقل طاقته إليك أيضاً؛ لذلك فإنَّك بحاجةٍ إلى إيجاد الوقت والإرادة لوضع خطة صحية تناسبك؛ إذ يحكم الناس عليك وفقاً لما تبدو عليه، والشعور الذي ينتابهم عند حضورك؛ لذا، عليك التفكير في وزنك، وبرنامجك الرياضي، وتغذيتك، ونومك.

نحن جميعاً مشغولون، ونُدْرِكُ أنَّ تخصيص الوقت لتلك الأشياء أمرٌ صعب، ولكنَّه هام لنجاحك وقدرتك على التأثير، وبث الكاريزما خاصتك.

يدعم أصحاب الكاريزما والناجحون طاقاتهم من خلال تحقيق التوازن والضبط في حياتهم، إذ لن يكون هناك كاريزما دون توازن وطاقة؛ فإذا أردت التوازن والتركيز والطاقة، فهناك ستة مجالات يجب أن تنفق الكثير من الوقت عليها كلَّ أسبوع، وهي:

  • الجانب المالي.
  • الجانب البدني.
  • الجانب العاطفي.
  • الجانب الفكري.
  • الجانب الروحي.
  • الجانب الاجتماعي.

مفتاح الكاريزما: إنَّ السر في هذا الجزء أن تكتشف ما يمتص طاقتك، وقد يكون فقدان التوازن سبباً رئيساً في فقدان الطاقة التي لا تعوض؛ لذا حدد أكثر الجوانب ضعفاً -البدنية، أم العقلية، أم الروحية- وضع خطة لتحسين وإصلاح هذا الجانب.

1. 7. روح الدعابة والسعادة:

عندما تتمتع بالكاريزما، تشع السعاة منك، وتجذب الآخرين إليك مباشرة.

قد يُعرِّف بعض الناس السعادة على أنَّها الشهرة أو الحظ أو النجاح أو الثراء؛ لكن لاحظ أنَّ كل تلك العناصر خارجية، وما يحصل بداخلك هو أكبر مقياس للسعادة.

إنَّ الاستخدام الصحيح لروح الدعابة والقدرة على بث الكاريزما أمران مترابطان تماماً، حيث تنزع روح الدعابة من الناس حدتهم، وتشرح صدورهم، وتجعلهم أكثر ميلاً إلى التواصل معك والشعور بالكاريزما خاصتك؛ حيث إنَّنا ننجذب إلى الأشخاص الذين ينجحون في إضحاكنا، ويُشعِروننا بالارتياح تجاه ذواتنا وتجاه الظروف المحيطة.

مفتاح الكاريزما: ما الذي يمكنك فعله لتزيد سعادتك وتحسن من الكاريزما التي تتمتع بها؟ هل أنت سعيد حقاً؟ لماذا معدل السعادة الآن أدنى من أيِّ وقت مضى؟

  • أولاً: قد يُذهِب شعورنا بالتوتر السعادةَ نتيجة للأهداف الكثيرة المتضاربة في حياتنا؛ لذا خصص وقتاً لتحديد الأهداف التي تتضارب في حياتك، وأوجد لها الحل، وشاهد مزيداً من السعادة.
  • ثانياً: ألَّا يكون لديك أهداف ذات معنى؛ لذا ابحث عن هدف ممتع ومثير وواقعي، ثمَّ اسعَ إليه، وسوف تجد تحولاً فورياً في مستوى سعادتك.

2. الصفات الجوهرية (يشير الجوهر إلى المظهر):

إن لم نأخذ وقتنا في تطوير وضبط صفاتنا الجوهرية، فإنَّنا دائماً ما سنخسر في النهاية؛ وقد لا نرى لذلك مكسباً فورياً على الأمد القصير، ولكن ستكون المنافع هائلة على الأمد الطويل.

نحن ندرك أنَّ علينا العمل على تطوير هذه المهارات، لكن من منَّا يملك الوقت والطاقة والرغبة والتركيز؟ عندما نتقن خصائصنا الجوهرية، سنتمكن من تطوير الكاريزما خاصتنا بمعدل أسرع.

مهارات الصفات الجوهرية:

2. 1. الانضباط الذاتي:

يُعرَّف الانضباط الذاتي وقوة الإرادة بأنَّهما عبارة عن قوة داخلية تدفعنا وتحفزنا نحو تحقيق النجاح الحقيقي، وتبقينا في الاتجاه الصحيح، وتعيننا على التحلي بالشجاعة والمثابرة؛ وللوصول إلى القمة، يجب علينا ممارسة الانضباط الذاتي طوال الوقت.

إنَّنا لا نميل إلى الاكتراث بمسألة الانضباط وقوة الإرادة؛ ذلك لأنَّنا لا نحب الشعور بالتعقيد، فمشاهدة التلفاز أيسر بكثير من قراءة كتاب، والبقاء مفلساً أسهل من حيث تحقيقه من تحقيق الاستقلال المادي.

إنَّ الانضباط الذاتي أمرٌ مُجْدٍ؛ وعندما تفتقده في حياتك، ستشعر بالكسل وغياب الطموح والاكتئاب، وتلك المشاعر هي النقيض تماماً لما يشعر به أي شخص يتمتع بالكاريزما.

مفتاح الكاريزما: المفتاح إلى الانضباط الذاتي هو أن تدرك مدى نفع أو ضرر عاداتك بالنسبة إليك؛ لذا اختر العادة التي تعوقك بالفعل عن إنجاز أهدافك، ومن ثمَّ ضع خطة لاستبدالها، ولما ستقوم به حين يضعف مستوى انضباطك الذاتي.

شاهد بالفيديو: 9 التزامات للانضباط الذاتي

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/W8vQW-G_dNE?rel=0&hd=0″]

2. 2. الكفاءة:

يعدُّ امتلاكك الكفاءة والمعرفة والخبرة الشاملة عنصراً أساسياً لبث الكاريزما وتحسين قدرتك على التأثير في الآخرين، إذ سيكون من الصعب أن تكون نموذجاً أو قدوة إذا رأى جمهورك أنَّه ليس لديك فكرةٌ عمَّا تتحدث عنه، أو أنَّك لا تملك القدرات المطلوبة أو المتوقعة.

تتكون الكفاءة من معرفتك وقدرتك في مجالك، وتأتي من التعلم والخبرة التي تكتسبها عبر السنوات.

مفتاح الكاريزما: إنَّ مفتاح تطوير الكفاءة هو الصبر؛ فلا يمكن لشيءٍ أن يكون مثالياً من المرة الأولى عند تعلمه وتجربة فعله، فأحياناً تحتاج الكفاءة وقتاً لتطفو على السطح؛ لذا عليك أن تظل في حالة تركيز، وأن تداوم على التعلم حتى تشعر أنَّ بإمكانك إثبات كفاءتك في مجالك، واعلم أنَّ انتكاسات المدى القصير جزءٌ من النجاح الطويل المدى.

هناك مفتاح آخر للكفاءة، وهو: أن تكون على علمٍ ودرايةٍ بمواضيع تتجاوز مجال خبرتك؛ فهذا مفيدٌ في التواصل وبناء الألفة والعلاقات المستقبلية.

2. 3. الحدس:

سواء أسميته حساً داخلياً، أم شعوراً باطنياً، أم مجرد شعورٍ مبهم؛ فإنَّ الحدس شيءٌ حقيقي، ويمكن تسخيره لزيادة قدرتك على التأثير ونقل الكاريزما إلى الآخرين؛ فهو يساعدك على قراءة أفكار الناس وفهمهم في أيّ لحظة، وهو مزيجٌ من شعورك وحكمتك وخبرتك.

إليك أربع خطوات تساعدك في الانسجام مع صوتك الداخلي وحدسك الباطني:

  • اقضِ بعض الوقت في الانفراد مع أفكارك: صفِّ ذهنك، وتعلَّم أن تركز على اللحظة الحالية حتى لا تشوش الضوضاء الخارجية والحديث الذاتي على صوتك الداخلي.
  • راقب توجهك: تنشأ التوجهات من التوقعات؛ لذا تعلَّم أن تتوقع وأنت على ثقة من أنَّ حدسك سيقودك إلى القرارات المناسبة.
  • أصغِ وأطِع: حين يأتيك الشعور أو الحدس أو الدافع، اعمل وفقاً لما يرشدك إليه؛ فربَّما لا تفهمه، لكن عليك اتباع ذلك الصوت وتعلم كيفية تواصله معك.
  • تدرب وأتقن: إنَّ تعلَّم إتقان الحدس أمرٌ يحتاج وقتاً وطاقة وتدريباً؛ لذا ابدأ بالأمور الصغيرة، وضع الأساس لاستخدام حدسك.

مفتاح الكاريزما: أسهل طريقة للتمكن من الحدس هي أن تختار وقتاً خلال اليوم -الصباح هو الأفضل عادة- للتفكير والتأمل في أكبر التحديات التي تواجهك. تعلَّم أن تنصت لأفكارك، وأن تتبع حدسك، وأن تحل التحدي الذي يواجهك؛ ومع اكتساب مزيدٍ من الخبرة وتعلَّم الإنصات إلى حدسك والثقة بصوتك الباطني، تصبح العملية أكثر سهولةً بالنسبة إليك.

2. 4. الغاية:

عندما يكون لديك غاية حقيقية، فإنَّك لن تكون مصدر جذبٍ لمزيدٍ من الأشخاص فحسب، بل وستصبح أكثر تأثيراً، وتكون دافعاً لهم كذلك.

عندما تحدد هدفك، احرص على أن تحلم بشيءٍ كبير، وأوجد شيئاً لا يثيرك فحسب، بل شيئاً يوسع من حدودك أيضاً.

مفتاح الكاريزما: عندما تعرف هدفك في الحياة وتتمسك به، قد تواجه بعض المتاعب، وقد يختبرك العالم ليعرف ما إذا كان هدفك أملاً باهتاً أم رغبة حارقة؛ فسرُّ النجاح هو أن تعدَّ كل عَقَبَةٍ أو تحدٍّ في طريقك خطوة تقترب بك أكثر نحو إنجاز هدفك.

2. 5. النزاهة:

تُعرَّف بأنَّها الاتساق بين قيمك وأفعالك، وبين ما تؤمن به وما تفعله على أرض الواقع؛ فحين تريد التأثير في الآخرين وزيادة الكاريزما خاصتك، لابد أن تشع نزاهتك على الآخرين.

لابد أن يعرف الناس ويشعروا بأنَّك تؤمن بما تقوله، وأنَّك ستفعل ما تقوله؛ فلا يمكنهم وضع تصور لنزاهتك بين عشية وضحاها؛ ذلك لأنَّها مزيج من تاريخك وصدقك وإنصافك وحكمك غير المتحيز.

مفتاح الكاريزما: اليوم، وفي كل يوم، افعل ما تقول أنَّك ستقوم به؛ إذ إنَّ النزاهة ليست بياناً تذيعه أو تعلنه على الناس؛ وإذا أصدرت وعوداً للآخرين، فاحرص على الوفاء بها؛ فحتى لو بدت لك وعوداً تافهة، فقد تكون هامّةً بالنسبة إليهم.

سيقدر الناس إقرارك بأخطائك ونقاط ضعفك؛ لذا، اعترف بخطأ سابق (أو حاضر)، وراقب ازدياد الاحترام وارتفاع إحساسك بالنزاهة.

2. 6. الشجاعة:

الشجاعة صفة تحتاج إليها يومياً كي تتمكن من التأثير في الآخرين بوجهة نظرك، وينبغي أن يعرف الناس أنَّ لديك الشجاعة والقلب القوي لفعل الأشياء التي تقول أنَّك ستفعلها؛ فحتى لو اشتدت قسوة الظروف، فالشجاعة جزءٌ من الكاريزما خاصتك، وتتمثل في ألَّا تحاول أن تكون لطيفاً دائماً وتعلن للناس ضعفهم وتحدياتهم.

أنت تحتاج إلى الشجاعة لتقييم شخصٍ ما، ولبدء تلك المحادثة المقلقة والصعبة، وللإقدام على المواجهة حين تعلم أنَّ الأسهل هو عدم المواجهة، وتتمنى لو انفضت المشكلة من تلقاء نفسها.

لا يعني التحلي بالشجاعة أنَّك لا تشعر بالخوف، بل يعني أنَّك تتمتع بالثبات القلبي والعاطفي اللازم لمواجهة هذا الخوف، والقيام بما يلزم على أي حال؛ فالخوف والفشل جزءٌ من نجاحك وتأثيرك في الآخرين ليصبحوا أكثر نجاحاً؛ وعندما تكتسب تلك القوة الداخلية، فإنَّك تعترف بالخوف وباحتمالية الفشل، وتبقى على المسار الصحيح.

عليك أن تجد الجسارة والشجاعة والقوة لفعل شيئين:

  1. التوقف عن لوم الآخرين.
  2. تقبل الفشل.

مفتاح الكاريزما: ما الذي يمكننا فعله لإيجاد مستوىً ثابت من الشجاعة والمحافظة عليه؟ ما الذي ستفعله إزاء كل المخاوف التي تعتمل في نفسك؟ لا يُنبِت الخوف وفقدان الشجاعة الكاريزما؛ لذا لا تسمح لنفسك بأن تبقى أسير أخطاء الماضي، بل يجدر بك أن تصبح أفضل حالاً بما كسبته منها من معارف وتجارب.

تأتي الشجاعة من حقيقة أنَّك حين تواجه الخوف، لا يكون الأمر على نحو ما تتصور من سوء؛ وتذكّر أن معظم مخاوفنا تُبنَى على شكوك مبالغ فيها أو مفاهيم غير واقعية.

2. 7. الإبداع:

لا يمكن لأحد الانطلاق بعيداً في حياته دون الاستفادة من إبداعه الداخلي، وأنت -كشخصٍ كاريزمي- لابد أن تكون قادراً على الارتباط والتوحد مع القوى الابداعية لحلّ التحديات؛ فالإبداع هو سعة الخيال وسعة الحيلة، وهو القدرة على ابتكار أفكار جديدة من أجل حلّ مشكلاتٍ قديمةٍ أو جديدة، وأحد أنشطة الفص الأيمن من المخ؛ فإن كنت تستطيع أن تحلم أو تتخيل أو تتمنى، فبإمكانك أيضاً أن تكون مبدعاً.

مفتاح الكاريزما: يتضمن الإبداع القدرة على توليد أفكار جديدة؛ ولكي تتقن هذه المهارة، لابد لك من القدرة على الولوج في المعلومات الجديدة. اقرأ كتباً جديدة، واستمع إلى المحاضرات التعليمية، وشاهد القنوات التلفزيونية التي تحفز على الإبداع والإكتشاف، واختر موضوعاً أجنبياً لمراجعته أو تعلُّمه، ورافق الأطفال؛ فهم مبدعون بالفطرة، وسيوسعون من آفاقك الإبداعية.

حاول اليوم أن تقوم بعصف ذهني لإنتاج عشر أفكار تحل بها أكبر مشكلة تواجهها حالياً.

2. 8. التركيز:

أحد مؤشرات النجاح الرئيسة: القدرة على السيطرة على الهواجس، ومقاومة التشتيت، والبقاء في حالةٍ من التركيز على المَهمَّة المطلوبة؛ إذ سيكون التأثير في الآخرين أمراً صعباً إذا لم تكن قادراً على الحفاظ على تركيزك، أو لم تتمكن من العمل على المَهمَّة الحالية.

يهدر معظم الناس وقتهم لأنَّهم لا يستطيعون التركيز وتكثيف الجهد؛ في حين يبدأ الأشخاص الناجحون يومهم بعد تخطيطه على الورق؛ حيث يساعدنا الإعداد ووضع الأهداف على أن نكون أكثر تنظيماً وإنجازاً، وعلى أن نخلق القدرة على التركيز.

مفتاح الكاريزما: يكمن السر في أن تبدأ زيادة تركيزك تدريجياً، فمثلاً: خذ خطوتين اليوم على الطريق:

  • حاول التركيز والاستمرار في مَهمَّة معينة لمدة 5 دقائق؛ ومع تقدمك في هذه المهارة، زد من طول المدة وقدرتك على الحدّ من المشتتات.
  • حدد أيَّ وقتٍ من اليوم يكون أكثر إنتاجيةً بالنسبة إليك، وحدد الوقت الذي يسهل عليك فيه التركيز وإنجاز الأعمال؛ فحين تتقن قدرتك على التركيز، لن يسهل عليك التأثير في الآخرين وحسب، بل ستكون قادراً على إنجاز عشرة أضعاف ما تنجزه في الوقت نفسه.
Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!