مناورات تحاكي الهجوم على الغواصات.. كييف تستعيد أراضي بالجنوب وموسكو تقترب من السيطرة على سيفيرودونيتسك

أعلن الجيش الأوكراني استعادة أراض كانت تسيطر عليها روسيا في محافظة خيرسون (جنوب)، في المقابل اقتربت القوات الروسية من السيطرة الكاملة على مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية شرقي البلاد.

Share your love

Ukrainian army soldiers stand next to multiple launch missile systems in Kharkiv region
القوات الأوكرانية في شرقي أوكرانيا تعاني من تركيز القصف الجوي والمدفعي الروسي (رويترز)

أعلن الجيش الأوكراني استعادة أراض كانت تسيطر عليها روسيا في محافظة خيرسون (جنوب)، في المقابل اقتربت القوات الروسية من السيطرة الكاملة على مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية شرقي البلاد، يأتي هذا في وقت يجري كل من روسيا وحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) مناورات بحرية في بحر البلطيق.

وقالت القوات المسلحة الأوكرانية إنها نفذت هجوما مضادا وصفته بالناجح على مواقع يسيطر عليها الجيش الروسي في خيرسون جنوبي البلاد، مشيرة إلى أن القوات الروسية خسرت جزءًا من الأراضي وتكبدت خسائر في الأرواح والعتاد.

كما أفادت القوات المسلحة الأوكرانية بانسحاب القوات الروسية من منطقتي ميليتوبول وفاسيليفكا جنوب مقاطعة زاباروجيا.

أما في الجبهة الشرقية، وتحديدا في سيفيرودونيتسك، فقد قصفت القوات الروسية المناطق التي تتحصن فيها القوات الأوكرانية داخل المدينة.

وقال عمدة سيفيرودونيتسك إن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على جزء من المدينة وتحديدا على المنطقة الصناعية والمناطق المجاورة.

وقال سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك، التي تضم سيفيرودونيتسك، إن القوات الروسية تسيطر على “جزء كبير” من المدينة، لكن مناطقها الصناعية لا تزال تحت سيطرة كييف، مشيرا إلى أن “القتال مستمر فقط في الشوارع داخل المدينة”.

وأضاف حاكم لوغانسك أنه قد يتعين على القوات الأوكرانية الانسحاب من المدينة مع تواصل القصف الروسي “على مدار 24 ساعة”.

وفي كلمته المسائية التي يتوجه بها إلى الشعب، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن سيفيرودونيتسك لا تزال نقطة القتال الرئيسية في دونباس.

وأضاف أنها معركة شرسة للغاية، وصعبة جدا، وربما تكون واحدة من أصعب المعارك خلال هذه الحرب.

في المقابل، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن قوات بلاده “حررت تماما” المناطق السكنية في هذه المدينة الصناعية المعروفة بمصنعها الكيميائي الكبير “آزوت”، وباتت تسيطر حاليا على 97% منها.

عمليات روسية

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن القوات الروسية قضت على أكثر من 200 عنصر ممن سماهم القوميين الأوكرانيين، إضافة إلى تدمير 18 مركز تجمع للأفراد والعتاد العسكري الأوكراني، وإسقاط مقاتلة أوكرانية وتدمير 5 دبابات.

وأضاف كوناشينكوف أن صواريخ روسية عالية الدقة دمرت مركزا لتدريب المرتزقة الأجانب في مقاطعة جيتومير.

في شأن متصل، كشفت روسيا عن عملية وصفتها بأنها الأولى من نوعها في سماء أوكرانيا، ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” عن مصدر مطلع -لم تكشف عن هويته أو صفته- أن روسيا استخدمت 4 مقاتلات “سو-57” متصلة بشبكة معلومات واحدة بهدف تدمير وسائط الدفاع الجوي.

ونقلت الوكالة الروسية عن مصدر مطلع أن القوات الجوية نفذت عملية لتحديد وتدمير أنظمة الدفاع الجوي لأوكرانيا باستخدام سرب من أحدث 4 مقاتلات “سو-57” متعددة الوظائف.

وأضاف المصدر أنه جرى دمج الطائرات في شبكة معلومات بواسطة أنظمة الاتصال الآلي وإرسال البيانات والملاحة وتحديد الهوية في الوقت الفعلي.

مناورات بحر البلطيق

وفي بحر البلطيق، بدأ الأسطول البحري الروسي اليوم الخميس مناورات تحاكي هجوما على الغواصات في أعماق البحار.

وأفادت النشرة الصحفية لأسطول بحر البلطيق الروسي بأن 20 قطعة بحرية تشارك في المناورات المقررة مسبقا، حسب البيان الروسي.

وتأتي هذه المناورات بالتزامن مع مناورات بحرية لحلف الناتو في بحر البلطيق أيضا قبالة سواحل السويد.

بدورها، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) عن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية الجنرال مارك ميلي أن واشنطن ولندن وضعتا خطة لتدريب الجيش الأوكراني على استخدام راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق عالية الدقة.

وأوضحت الصحيفة أنه من المقرر في هذه المرحلة تدريب فصيلة من الجنود الأوكرانيين من الجانب الأميركي، وسيستغرق التدريب على الأرجح من 3 إلى 4 أسابيع.

كما يعتزم الجانب البريطاني، حسب الخطة، تدريب فصيلة من الجيش الأوكراني في كل مرة.

وأقر ميلي بأن القوات الروسية في دونباس أظهرت أنها متفوقة في القوة النارية على المدفعية الأوكرانية.

وبحسب الجنرال الأميركي، فإن الجانب الأوكراني يحتاج إلى بعض أنظمة المدفعية بعيدة المدى.

من جانبه جدد مستشار الرئيس والمفاوض الأوكراني ميخائيلو بودولياك مطالب بلده للدول الغربية بتزويده بمزيد من الأسلحة.

وقال في تغريدة له إن اللغة الوحيدة التي تفهمها روسيا هي لغة القوة، وإن “موسكو بعد أن تذوقت دماء أوروبية ستحاول شربها كلّها عبر الترهيب والإذلال والسرقة”.

استئناف المحادثات

سياسيا، نفى الكرملين توصل روسيا إلى اتفاق مع تركيا بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية، مؤكدا استمرار العمل بشأن ذلك.

وقال الكرملين إنه لا يتوقع قطع المزيد من إمدادات الغاز لزبائن روسيا في أوروبا، مشيرا إلى أن ما سماها محاولات الدول غير الصديقة لعزل روسيا لن تنجح.

يشار إلى أن تركيا عرضت، بناء على طلب من الأمم المتحدة، المساعدة لمرافقة سفن شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية، رغم وجود ألغام كُشف أن بعضها زُرع قريبا من السواحل التركية.

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن تشجيع الغرب لما سماها عدائية النظام الأوكراني لن ينتهي بشكل جيد.

وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأرميني أرارات ميرزويان في العاصمة يريفان، أن على كييف التوقف عن التباطؤ في تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية.

وكان لافروف قال أمس الأربعاء خلال زيارته تركيا إن بلاده مستعدة لضمان تصدير الحبوب الأوكرانية.

في المقابل، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو تطمينات موسكو “كلاما أجوف”.

كما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى طرد روسيا من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” (FAO).

وحمّل زيلينسكي، خلال كلمة متلفزة له أمام اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على المستوى الوزراي بباريس، روسيا المسؤولية الكاملة عن أزمة النقص الحاد في المواد الغذائية، وأزمة الطاقة التي تعاني منها أوروبا.

موجة جوع

وفي السياق ذاته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الحرب في أوكرانيا تهدد بإطلاق موجة غير مسبوقة من الجوع وفوضى اجتماعية واقتصادية في العالم.

وقال غوتيريش إن تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على العالم تزداد سوءا وقد أثرت على 1.6 مليار شخص.

بدورها حذرت الأمينة العامة للمؤتمر الأممي للتجارة والتنمية ريبيكا غرينسبان من أن أزمة الغذاء الحالية قد تتحول إلى كارثة غذائية العام المقبل، إذا لم تتخذ إجراءات فورية لمنع ذلك.

كما دعا رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي -الذي ترأس بلاده حاليا منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية- إلى مزيد من التنسيق الدولي من أجل تجنب أزمة غذاء عالمية.

وأكد دراغي أن جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل الإفراج عن ملايين الأطنان من القمح المعطل تصديره في الموانئ الأوكرانية، تبقى لحد الآن هي الحل الوحيد الممكن.

هذا وأفادت وزارة الزراعة الأوكرانية بانخفاض صادراتها من القمح والشعير والذرة إلى حدود 252 ألف طن، مما يعني تراجعها بنسبة 47%.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!