من أسماء سورة النحل

من أسماء سورة النحل هذا ما سنتطرق إليه من خلال سطور فقراتنا بسبب فضل تلك السورة العظيمة ليتحدث الله فيها عن فضل النحل أحدث الحشرات النافعة بالنسبة للإنسان يستمد منها عسل النحل الذي هو فيه شفاء للناس والتي قد أثبتت الدراسات والأبحاث فيما بعد بامتلاكه خواص مضادة للبكتيريا ويتم استخدامه لشفاء العديد من الحالات كما أن السورة تتحدث عن بعض القضايا الأخري مثل الألوهية والبعث يوم القيامة والسلوكيات التي يجب أن يتصف بها المرء المسلم مثل الإحسان والإنفاق وما إلي ذلك سوف نتعرف إلي ذلك تفصيلا من خلال موسوعة. 

من أسماء سورة النحل

وهي من السور المميزة التي لا تحمل اسما واحدا بل لها اسمان هم المتفق عليها بين جمهور الفقهاء من المسلمين وهما كالآتي:

• سورة النحل: وهو الاسم الشائع لها والذي تم ذكرها في المصحف الشريف به بسبب ما قد ذكره الله في الآية رقم 68 من سورة النحل “وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ” وفيها إشارة إلي أن النحل هي من ضمن مخلوقات الله المحببة التي تسكن الأشجار والجبال لتتخذ منها بيوتا كما أن لها فائدة عظيمة للإنسان وبسبب ذكر الله لذلك الآية تمت تسميتها بالنحل.
• سورة النعم: وهو الاسم الثاني لها بسبب سرد الله تعالي العديد من النعم التي قد أنعم بها علي أمته من أبرزها النحل الذي فيه شفاءا للناس ولقد خلقه الله وانعم به علي الإنسان في سبيل خدمته ودواءه قبل اختراع الأدوية الطبية التي قد توصل إليها الطب حديثا، ولازال الناس يستخدمون عسل النحل في الاستشفاء من بعض الأمراض من أبرزها أمراض الجهاز الهضمي والأمعاء وأمراض الجهاز التنفسي.

ما هو سبب نزول سورة النحل

لكل سورة من السور أسباب نزول مختلفة ومن ضمن أبرز الأسباب التي قد أجمع عليها الفقهاء عند تفسيرهم لسورة النحل كانت الآتي:

• السبب الأول: عند نزول الآية رقم 1 في سورة القمر التي قال الله فيها “اقتربتِ السَّاعةُ وانْشَقَّ القَمَر” كان الكفار يشككون في الأمر وتحدثوا إلي النبي محمد صلي الله عليه وسلم يجادلوه في الأمر فنزلت الآية الأولي في سورة النحل وهي ” أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ” فاطمأنوا وآمنوا بالله والنبي محمد صلي الله عليه وسلم.
• السبب الثاني: عندما قتل عم الرسول صلي الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب في غزوة أحد التي هزم فيها المسلمون كان حمزة يقتل في الكفار يمينا ويسارا دون شفقة بأحدا منهم وكان هناك أحد المشركين يترقبه وهو وحشي بن حرب الذي ضرب حمزة بن عبد المطلب من ظهره فوقع في الحال ميتا وقام بعدها الكفار بتمزيق جسد أسد الله حمزة ومثلوا بجثته وأخرجوا كبده وباقي الأعضاء وعندما رأي الرسول صلي الله عليه وسلم ذلك حزن وبكي وتوعد للمشركين بأن يمثل بـ70 رجلا منهم فنزلت الآية رقم 126 من سورة النحل تتحدث عن الأخذ بالثأر “وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ”.

• سورة النحل هي من السور المكية أي السور التي نزلت في مكة المكرمة ماعدا آخر ثلاثة آيات منها نزلوا في المدينة وهنالك الكثير من المفسرين الذين اجتهدوا في فهم كل آية من آيات سورة النحل بسبب تعدد القضايا التي ناقشتها فلقد ذكر الله فيها فضل النحل الذي أمره بالسكن في الجبال والشجر ليتخذ منه بيوتا بعد أن يأكل من التمر ليخرج منه بعد ذلك العسل فيه شفاء للناس ذكر الله ذلك في الآية رقم 68 من السورة”وَأَوْحَى رَبُّكَ إلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.
• كما أن الله تعالي قد ذكر فيها نعما أخري بجانب ذلك منها نعمة المطر والشمس والغروب عن طريق الآية رقم 18 فيها والتي قال الله عز وجل فيها “وإن تعدُّوا نعمة الله لا تحصوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ” بالإضافة إلي بعض الثمرات الأخري التي قد خلقها الله وهي الزيتون والتمر والعنب والبغال والحمير التي سخرها الله للإنسان لكي يركبها ويتنقل بها.
• ومن الجدير بالذكر هو تسمية السورة بالنحل وليس النحل بسبب حب النحل العيش في جماعات معا يصنعوا بيوتهم معا بصورة متناهية الدقة والتنظيم لا يستطيع الإنسان أن يخلق مثلها، وهناك بعض الأبحاث التي قد رصدت عدم قدرة النحلة الواحدة في أن تعيش بمفردها إذ أنها سرعان ما تموت في حال إن عاشت وحيدة.

فضل سورة النحل

• عن أبي كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “من قرأها لم يحاسبه الله تعالى بالنعم التي أنعمها عليه في دار الدنيا و أعطي من الأجر كالذي مات و أحسن الوصية و إن مات في يوم تلاها أو ليلة كان له من الأجر كالذي مات فأحسن الوصية”.
• من ضمن فضل قراءة سورة النحل هو تذكير المسلمين بالنعم التي قد أنعمها الله عليهم ومازال فهي تحتوي علي الكثير من الآيات التي تحتاج إلي تدبر وفهم جيد بسبب القضايا المتعددة التي ناقشتها كان من أبرزها الرد علي المشركين الذين قد شككوا في اقتراب يوم القيامة وحذرهم فيها من العذاب الذي سيقع بهم إن لم يؤمنوا، ونعمة العقل والحواس والسكن واللباس والولد ، إذ قال الله تعالي في الآية رقم 71 “والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة”.

مقاصد سورة النحل

• الرد علي المشركين والمشككين، فضلا عن ضرورة الأخذ بالثأر من المشركين بعد التمثيل بجثة حمزة بن عبد المطلب من الكفار.
• الإتيان بأدلة التوحيد والإخلاص لله وحده والتذكير بيوم العذاب لمن ينكر وجود الله ولا يؤمن باليوم الآخر.
• التأكيد علي الصلة المشتركة في التوحيد بين إبراهيم وابنه إسماعيل وحتي محمد عليه السلام، إذ كان يدعي الكفار بأن إبراهيم مشركا لتنزل عليهم الآية 120 من سورة النحل “كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين”.
• تنظيم العلاقات بين ذوي القربي وضرورة تجنب الفحشاء والمنكر في الآية رقم 90 “إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون“.
• بيان الإعجاز العلمي في صنع النحل للعسل الذي فيه شفاء للناس وعلاج القرح المعوية وخواصه التي تساعد علي التئام الجروح وما إلي ذلك فبمجرد أن تمتص النحلة من رحيق الأزهار يتحول لديها إلي عسل مختلف ألوانه.
• تحريم الدم ولحم الخنزير علي المسلمين التي قد أثبتت الأبحاث فيما بعد نزول الآية في سورة النحل بكثير بأنها تحتوي علي الكثير من البكتيريا والجراثيم التي تضر بصحة الإنسان.
• شكر الله علي نعمه التي أنعم به علي الإنسان وخصه بها.

وإلي هنا نكون قد وصلنا إلي ختام جولتنا التي قد تطرقنا فيها إلي من أسماء سورة النحل وأسباب نزولها والسبب الرئيسي في تسميتها باسم سورة النعم، وندعوكم للإطلاع علي كل ما هو جديد عبر الموسوعة العربية الشاملة.