من صفات المؤمنين

قد ذكر في عدد كبير من سور القرآن الكريم الكثير من صفات المؤمنين بالله سبحانه وتعالى، والمقصود بالمؤمنين هم الموحدين بالله والصادقين في أفعالهم وأقوالهم، والذين يظهرون محبتهم لله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم، فهم الأشخاص الطالبين المغفرة والرحمة والرضوان من الله عز وجل، وتبين أن كل مؤمن له جزائه المحفوظ له يوم القيامة بجنات النعيم والتي تغنيهم عن كل متاع الدنيا الفانية.

فالمؤمن هو من يعبد الله وحده لا شريك له، ولا يشرك به أبداً ولا يكون باعتقاده سوى عبادة الله سبحانه وتعالى، ولا يطيع أوامر أحد غيره، وأن يكون لله شاكراً حامداً لما هو فيه من نعم من عند الله، فالله ينزل على عباده النعم والخير الذي يجعله إنسان راضي وشاكر ربه دائماً، فالله عز وجل يضع الإنسان في كثير من الامتحانات لكي يكتشف قوة إيمانه بالله فالإنسان الصابر لما يبتليه الله من مصائب أو أمراض أو غيره يكون من عباد الله الشاكرين لفضله، فسوف نقوم بتقديم عدة صفات للعبد المؤمن بالله فتابعونا.

من صفات المؤمنين :

• التوحيد بالله:

التوحيد بالله عز وجل وهو من أهم وأولى صفات المؤمنين، بأن يكونوا موحدون يعبدون الله وحده لا شريك له، فالشرك بالله ذنب كبير لا يغتفر والتوحيد يكون من الصفات الثابتة التي لا تتغير بالإنسان، فالمؤمن يتصف بالأخلاق الحميدة الطيبة الحسنة.

ويجب أن يكون صادق مع الأخرين ولا يكذب لأن الكذب من أسوأ صفات المؤمنين والذي لا يحبها الله ويجاز المؤمنين عليها يوم الحساب العظيم، فالكذب من الصفات الذي نهانا عنها الله عز وجل  ورسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.

• الالتزام بتأدية الصلاة:

يتصف المؤمنين بأنهم من العباد الملتزمين بأداء فريضة الصلاة المفروضة والنوافل والسنن والخشوع في تأديتها، فلا يشغل بالهم غير أن يقوموا بما يرضى الله عز وجل، ففي الصلاة يلتزم المؤمنين المصلين بالنظر إلى مكان السجود ولا يقوموا بالالتفاف يميناً أو يساراً، فيكون دائماً مطمئناً ساكناً، ويبتعد عن كل ما يلهيه عن أداء الفريضة ولا يقوم بالعبث بلحيتهم أو بثيابهم، فبالصلاة تصفى القلوب، وتهدأ النفوس.

كما أن الصلاة من أهم أركان الإسلام التي حثنا عليها الله ورسوله، وفهي أمر من الله عز وجل ويجب على كل مؤمن أن يلتزم بتأديتها.

• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

فالمؤمن هو الذي يقوم بمنح الناس النصائح التي تساعدهم على سلك طريق الإيمان بالله، فيقوم المؤمن بتذكيرهم دائماً بذكر الله وتسبيحه، ونهيهم عن أعمال الشر، وأن يأمرونهم بأفعال الخير والقرب من الله، والنهي عن كل الأعمال التي تغضب الله.

• حفظ الأمانات والعهود:

والمقصود بالأمانة والعهود هي كل التكاليف الذي يأمرنا الله به عز وجل بما في ذلك حفظ الودائع ويجب أن يلتزم المؤمن بالعقود المكتوبة، أما بالنسبة للعهود فهي الوفاء بحقوق الله سبحانه وتعالى، والحفاظ على حقوق الناس دون أي تقصير أو غش.

• عدم التكبر والتباهي على الفقراء والمساكين:

من أسمى صفات المؤمنين أن لا يتكبروا على من أقل منهم، ولا يسخرون من الفقراء والضعفاء، كما أنهم يحرصوا على مساعدتهم بالمال والطعام والشراب، فهم من يتعطفوا مع الغير خاصة إذا كان بحاجة إليهم، وهذا له جزاء كبير عند الله سبحانه وتعالى، فهو أمرنا بأن نعطف على الفقراء والمساكين ولا نسخر منهم بل نهتم بهم وبمطالبهم على حسب مقدرة كلاً منا.

• قارئ القرآن:

• المؤمن الصادق هو من يحب كلام الله عز وجل، ويقوم بقراته بخشوع ووعي وفهم، فالقرآن يساعد العبد على فهم وتعاليم الأمور الدينية، فالله يخاطب المؤمنين من كتابه العزيز، فالقرآن يساعد الإنسان على الراحة والشعور بالأمان، كما أنه يفك الكرب ويزيد الرزق.

• لا يذم ولا يلعن ولا يخون أخوه المؤمن:

• فتلك هي الصفات التي نهنا عنها الله سبحانه وتعالى ورسوله، فالمؤمن لا يذم ولا يلعن في أخوه المؤمن، تجنباً لوقوعه في المشاكل والفتن، فهذا ما يحثنا إليه الله ورسوله.

جزاء المؤمنين في الآخرة :

• وعدهم الله عز وجل بمنازل يحب العيش بها وهي عبارة عن قصور من اللؤلؤ والياقوت الأحمر، ويوجد لديهم ما يشتهون من جميع الأصناف سواء كان طعام أو شراب والحور العين، فيوجد بها كل ما لذا وطاب.
• فالله عز وجل ينعم على المؤمنين بالرحمة الواسعة وجنة الرضوان العظيم، ولا يسخط عليهم بعده أبداً، فهو الظفر العظيم والسعادة الكبرى.
• كما أن الله وعد المؤمنين الصادقين بالثواب في الأخرة، ويسكنهم فسيح جناته والفردوس الأعلى، فهو أعلى درجات الجنة والتي تخرج منها أنهار الجنة.