‘);
}

الغساسنة

الغساسنة هم قبائل أزديّة من اليمن، هاجرت مع نهاية القرن الثالث الميلادي نحو الحجاز، وكانت هجرتهم قَبل أو بَعد واقعة سَيل العَرِم، ثمّ انتقلوا إلى جنوب بلاد الشام، وقَبل استقرارهم في سوريا، أقاموا على أرض تهامة عند نبع ماء يسمى غسّان؛ ولهذا السبب حصلوا على اسم الغساسنة، وللغساسنة أسماء أخرى، كآل جفنة، وأولاد جفنة، وهذه الأسماء أُطلِقت عليهم؛ نسبة إلى أوّل ملوكهم جفنة بن عمرو، وقد اعتنق الغساسنة النصرانيّة مُتَّبِعين المَذهب اليعقوبيّ، ومع دخول الغساسنة بلاد الشام استطاعوا أن يحلُّوا محلَّ قضاعة؛ حيث اعترفَ البيزنطيّون بسيادتهم، وأعطَوهم ألقاباً رفيعة، وكان للغساسنة دورٌ مهمٌّ في حرب الروم مع الساسانيّين؛ حيث كانوا دولة حاجزة بين الساسانيّين وسوريا.[١][٢]

استطاع الغساسنة أن يمتدُّوا بنفوذهم إلى أن استطاعوا أن يبسطوا سيطرتهم على القبائل العربيّة في كلٍّ من فلسطين، والأردن، وقد كان حُكْم ملوكِهم في البلقاء، وحوران، والغوطة، وكانت قاعدة سُلْطَتِهم هي منطقة الجابية في الجولان، أمّا جلق فقد كانت مَركزاً لهم لفترة وجيزة من الزّمن، إلّا أنَّهم لم يستطيعوا أن يصلُوا بنفوذهم إلى المُدُن المُحصَّنة، كبصرى، ودمشق، وقد اعتبرَ الغساسنة أنفسَهم ملوك البادية في الشام، وليس ملوك الحَضَر فيها؛ حيث كانوا يجوبون الباديةَ من أقصى شمالها حتى جنوبِها، وكانت لهم علاقات وثيقة بتدمر، وحوران، وكان الغساسنة ذوي طابعٍ بدويٍّ في مُختلَف جوانب حياتهم، ويبدو ذلك واضحاً حتى في جيشهم الذي لم تكن لديه حصونٌ، أو كتائب، أو حتى مراكز خاصّة به.[١][٣]