‘);
}

حال بني إسرائيل بعد فرعون

بقي بنو إسرائيل تحت تعذيب وظلم فرعون وقتاً طويلاً، فأخذ يستعبدهم، ويذّبح أبناءهم، ويستحيي نسائهم، حتّى أذن الله -تعالى- لموسى -عليه السلام- أن يظهر أمامه بالنبوّة والرسالة، ثمّ أهلك الله -تعالى- فرعون وجيشه بقدرته، ثمّ توالت نعم الله -تعالى- على بني إسرائيل، وموسى من بينهم، حتّى واعده ربّه -عزّ وجلّ- أربعين ليلةً، ينقطع فيها عن قومه؛ لملاقاة ربّه، لينزّل الله عليه التوراة، فقام موسى -عليه السلام- ذلك؛ طلباً لمرضاة الله تعالى، واستخلف على قومه أخاه هارون عليه السلام؛ ليرعى شؤون القوم بالإصلاح والخير، ولمّا حضر موسى -عليه السلام- بين يدي ربّه، أنزل عليه التوراة مكتوبةً في ألواحٍ، ثمّ أخبره الله -عزّ وجلّ- بأنّ قومه قد فُتنوا من بعده؛ فعبدوا العجل، وأنّ الذي أضلّهم رجلٌ منهم يدعى السامري.[١]

السامري

ورد في السامريّ أكثر من قولٍ واسمٍ، فقد قيل: إنّه رجلٌ من قوم موسى عليه السلام، وقيل من غيرهم، واسمه: موسى بن ظفر، وقيل: ميخا، وبلدته كرمان، وقيل: باجرما، والسامريّ هو من أضلّ بني إسرائيل بعد غياب موسى -عليه السلام- عن قومه للقاء ربّه، فلمّا سأل موسى -عليه السلام- السامري عن فعله، وبيان ذلك في قول الله تعالى: (قالَ فَما خَطبُكَ يا سامِرِيُّ)،[٢] فكان ردّ السامريّ أنّه قد أبصر شيئاً، لم يكن يُبصره قوم موسى عليه السلام، وهو أنّ موسى قد أمرهم بعبادة إلهٍ لا يُرى، ولا تدركه الأيدي والحواس، فعلم السامري أنّهم سينصرفون عن عبادة ذلك الإله؛ لأنّهم لم يألفوا ذلك من قبل، فأراد السامري أن يجعل لهم إلهاً؛ ليُعيدهم إلى العبادة، فأخرج لهم ذلك الإله؛ وهو العجل.[٣][٤]