من هو النبي الذي تمنى الموت

يتساءل الكثير عن من هو النبي الذي تمنى الموت ، فالأنبياء هم من أرسلهم الله لدعوة أقوامهم لعبادة الله وحده، وقد ذُكر في القرآن الكريم قصص العديد من

mosoah

من هو النبي الذي تمنى الموت

يتساءل الكثير عن من هو النبي الذي تمنى الموت ، فالأنبياء هم من أرسلهم الله لدعوة أقوامهم لعبادة الله وحده، وقد ذُكر في القرآن الكريم قصص العديد من الأنبياء حيث بلغ عددهم 25 نبي ورسول، والفرق بين الأنبياء والرسل هو أن النبي بعثه الله لتبليغ دعوته للناس بعبادته.

أما عن الرسل فهم من أرسلهم الله بشريعة وهو الكتاب السماوي مثل التوراة الذي جاء به موسى عليه السلام، والإنجيل الذي جاء به عيسى عليه السلام، والقرآن الكريم الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني أن كل الرسل أنبياء وليس كل الأنبياء رسل.

ومن أبرز الأنبياء الذين ذُكروا في القرآن الكريم: سيدنا نوح عليه السلام، سيدنا هود عليه السلام، سيدنا سليمان عليه السلام، فماذا عن النبي الذي يعد أول من تمنى الموت ؟، هذا ما سنعرضه لكم في السطور التالية من موسوعة.

من هو النبي الذي تمنى الموت

  • سيدنا يوسف عليه السلام هو من تمنى الموت حيث كان يتوق إلى ملاقاة خالقه بعد أن أنعم عليه الله بلقاء أبيه سيدنا يعقوب عليه السلام وإخوته بعد سنوات طويلة من الفراق.
  • وبعد أن أصبح حاكمًا لمصر حيث كان ملكًا عليها، فقد تمنى أن يتوفى وهو على دين الإسلام، فعلى الرغم من تعدد النعم التي أنعم الله بها عليها إلا أنها كان يتمنى اللقاء بخالقه لإدراكه التام بأن الدنيا زائلة.

حكم تمنى الموت في الإسلام

  • يعد تمنى الموت أمر لا يجوز للمسلم إذا تعرض لابتلاء وفقًا لما ورد عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:”لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد متمنيا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي“.
  • فالحالة التي يجوز فيها للمسلم أن يتمنى الموت إذا تعرض للفتن التي يخشى فيها على إيمانه بالله، أما عن تمني سيدنا يوسف عليه السلام الموت فهو أمر جائز لأنه نابع من عدم تعرضه للضرر بل لأنه يشتاق إلى لقاء ربه.

قصة سيدنا يوسف عليه السلام

  • تُعرف قصة سيدنا يوسف عليه السلام بأنها أفضل قصص الأنبياء وفقًا لما ورد في قوله تعالى في سورة يوسف (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ) .
  • وقد وردت القصة كاملة في سورة يوسف حيث بدأت برؤية سيدنا يوسف عليه السلام لحلم يرويه لوالده ألا وهي سجود 11 كوكب والشمس والقمر له.
  • ولكن طلب أبيه سيدنا يعقوب عليه السلام ألا يحكي هذه القصة لإخوته نظرًا لغيرتهم الشديدة منه (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا).

إلقاء سيدنا يوسف في البئر

  • دفع حقد وغيرة أخوة يوسف إلى التخلص منه في البئر حيث أخبروا والدهم أنه يرغبون في أخذ أخيهم ليلعب معهم ولكن سيدنا يعقوب في البداية رفض خوفًا عليه من أن يلتهمه الذئب ولكن أخوته طمأنوه بألا يخاف من ذلك.
  • وعندما ذهب معهم يوسف نفذوا خطتهم في إلقاءه في البئر، وعندما عادوا إلى أبيهم أدعوا الحزن على أخيهم حيث بكوا أمامه وكانوا يحملون في أيديهم قميص به دم كاذب كإشارة إلى التهام الذئب ليوسف (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِب).
  • ولكن لم يقتنع سيدنا يعقوب بروايتهم فكان رده عليهم كما ورد في سورة يوسف (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ).

إنقاذ يوسف من البئر

  • بعد أن تم إلقاء سيدنا يوسف في البئر مرت عليه قافلة كانت تنوي الشرب فتفاجئت بوجود سيدنا يوسف داخل البئر.
  • فرغب أحد رجال القافلة في شراء يوسف فبلغ هذا الخبر إلى إخوة يوسف الذين أخبروا الرجل أنه يمتلكونه ليبيعوه بثمن بخس (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ)، ومن ثم اشتراه وزير مصر، ليتربى يوسف في بيته.

فتنة سيدنا يوسف

  • تربى سيدنا يوسف عليه السلام في بيت العزيز حتى اشتد عوده، وقد عُرف بشدة جماله الذي فتن زوجة العزيز وقد رغبت في أن تراوده عن نفسه ولكنه أراد الفرار منها خوفًا من الله فلم يرغب في ارتكاب الفاحشة وخيانة العزيز.
  • وذلك حينما ذهب تجاه الباب فجذبته زوجة العزيز من قميصه (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ)، ولكن في تلك اللحظة ظهر العزيز أمامهما، وحينما رأته أدعت أن يوسف هو من حاول أن يراودها عن نفسها.
  • وقد انتشر هذا الخبر بين أهل المدينة من النساء فعندما علمت زوجة العزيز بذلك رغبت أن توضح لهم لما راودته عن نفسه فجمعتهن لتناول الطعام وطلبت من سيدنا يوسف أن يظهره لهن فلما رأوه ذهلن من شدة جماله إلى حد بلغ إلى جرح أيديهن بالسكين.
  • وقد قالوا عنه أنه ملاك وليس ببشر (مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)، وبسبب هذه الفتنة فضل أن يدخل السجن على أن يقع في كيد النساء (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ).

دخول يوسف السجن

  • دخل يوسف السجن ظلمًا بأمر من العزيز الذي كان علم أن زوجته هي من راودته ولكن حتى لا تتكرر الفتنة مرة أخرى، وكان معه في السجن فتيان قصا عليه حلمًا روادهما، فالفتى الأول وهو ساقي الملك رأى في المنام أنه يعصر الخمر ويقدمها للملك.
  • أما الفتى الثاني وهو يعمل خبازًا للملك فقد رأى في حلمه أنه يحمل فوق رأسه خبزًا تأكل منه الطيور، وقد فسر سيدنا يوسف الرؤية الأولى على أنها دلالة على الفرج والخروج من السجن.
  • بينما الرؤية الثانية فقد فسرها على أنها إشارة إلى الفتى سيتعرض للعقاب يكمن في صلبه وستأكل الطيور رأسه، وقد دعاهما يوسف في داخل السجن إلى عبادة الله وحده لا شريك له (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ).

خروج يوسف من السجن وتوليته على خزائن الأرض

  • تمكن يوسف من الخروج من السجن بعد أن ظهرت براءته باعتراف من زوجته، وبطلب منه أصبح وزيرًا للخزائن، وبعد سنوات طويلة من الفراق عن أخوته التقى بهم ولكنهم لم يعرفوه.
  • وقد جاءوا إليه لكي يمدهم بمؤونة وقد أخبرهم يوسف أنه سوف يلبي مطلبهم ولكن بشرط أن يأتوا بأخيهم بنيامين، وعندما التقى به أراد أن يبقيه عنده فأمر رجاله بأن يضعوا كأس الملك في رحله لكي يتبين أن بينامين هو من سرق الكأس ويبقى عنده، فعاد الإخوة إلى أبيهم من دون بينامين.

لقاء يوسف بأبيه

  • عندما عاد إخوة يوسف وأخبروا سيدنا يعقوب بما حدث لم يصدقهم وقد قال لهم (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا) وقد فقد بصره من شدة الحزن.
  • وقد علم إخوته بعد ذلك بأن الذي قابلوه كان يوسف أخيهم الذي طلب منهم أن يلقوا بقميصه على والدهم حتى يعود بصره، وعندما التقى بأبويه رفعوه على العرش وسجد له إخوته، فأخبر يوسف والده بالرؤية التي رآها في صباه وقد تحققت ( وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا).

وفي ختام هذا المقال نكون قد أجبنا لكم على سؤال “من هو النبي الذي تمنى الموت ؟” وهو سيدنا يوسف عليه السلام، مع توضيح حكم تمني الموت في الإسلام، إلى جانب قصة سيدنا يوسف من البداية حتى النهاية.

المراجع

1

Source: mosoah.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!