‘);
}

صاحب سر الرسول صلى الله عليه وسلم

عُرِف حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- بأنّه صاحب سرّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد أُطلِق عليه هذا الوصف عندما ذهب علقمة -رضي الله عنه- إلى أبي الدرداء -رضي الله عنه-، فسأله أبو الدرداء: “أليس فيكم صاحب سرّ رسول الله؟”[١] وسبب وصفه بذلك؛ هو إسرار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إليه بأسماء وأنساب المنافقين، والفتن التي ستواجهها الأمّة وتمرّ بها،[٢][٣] وكان ذلك عندما قام -رضي الله عنه- بحماية رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من أُناسٍ حاولوا قتله بإسقاطه عن راحلته وهو نائم، فما كان منه -رضي الله عنه- إلّا أن منعهم من الوصول إليه برفع صوته بالقراءة حتى استيقظ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مُنتبهاً لذلك، وأخذ -رضي الله عنه- بإخبار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأسماء الذين حاولوا قتله بعدما سأله عنهم، فأعلمه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّهم منافقون، وأمره بأن لا يُطلِع أحداً على ذلك،[٤] وكان سبب ائتمان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حذيفة -رضي الله عنه- على هذا السرّ هو شدّة قربه منه، وثقته العالية به، والمكانة المتميّزة التي يحظى بها عنده.[٥]

التعريف بحذيفة بن اليمان

حذيفة بن اليمان أبو عبد الله؛ هو ابن حسيل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة بن الحارث بن قطيعة بن عبس، ولقبه اليمان، وأمّه الرباب بنت كعب بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل،[٦][٧] كان -رضي الله عنه- من كبار الصحابة، فقد شهد مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- جميع الغزوات ما عدا غزوة بدر،[٦] كما عُرِف بتقواه وورعه ونقله لِأحاديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-،[٨] وكان أمين سرّ الرسول، فقد كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كثيراً ما يسأله عن المنافقين، ولا يشهد جنازة لم يشهدها حذيفة -رضي الله عنه-،[٧] وقد أمّره على المدائن، ثمّ استدعاه لِينظر حاله بعدما ولي أمر الناس وإقبال الدنيا عليه بالأموال والغنائم، فما كان من حذيفة -رضي الله عنه- إلّا أن جاءه بالبغلة نفسها التي ذهب بها إلى إمارته، فسارع عمر -رضي الله عنه- باحتضانه قائلا: “أنت أخي وأنا أخوك”،[٨] وقد توفّي -رضي الله عنه- في المدائن سنة ست وثلاثين للهجرة بعد استشهاد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.[٦][٧]