من هو قائد يهود بني قريظة

من هو قائد يهود بني قريظة

يُعرف عن يهود بني قريظة أنهم من ضمن القبائل اليهودية التي كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية، ويرجع نسبهم إلى قريظة بن النمام بن الخزرج، وتنقلت هذه القبيلة من مكان إلى آخر إلى أن قامت بالاستقرار في المدينة المنورة، وحينها دخلت في العديد من الحروب مع مختلف القبائل التي كانت ماكثة في المدينة.

• وقد خاض الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ حربًا ضد هؤلاء اليهود، وسُميت هذه الحرب بغزوة بني قريظة وهي من أشهر الغزوات الموجودة في الإسلام.
• وتم التساؤل ” من هو قائد يهود بني قريظة ؟ ” لمعرفة الشخص الذي قام بقيادة جيش اليهود ضد المسلمين.
  • ونجيب بأن قائد جيش يهود بني قريظة هو حيي بن أخطب سيد بن النضير وقيل أن اشترك معه في القيادة كلاً من كعب بن اسد القرظي وعزال بن سموأل.
• وعُرف عن هذا الشخص أنه من أشد القادة الموجودين في تلك القبيلة حيث كانت تمتلك يهود بني قريظة قوة عسكرية هائلة كما كانت تتمتع بمكانة كبيرة بين مختلف القبائل في المدينة.

غزوة بني قريظة

عندما انتقلت قبيلة يهود بني قريظة إلى مدينة يثرب المعروفة بالمدينة المنورة حاليًا خاضت عدد من الحروب ضد عدد من القبائل المختلفة الموجودة في المدينة، فكان هناك حرب ما بين قبيلتي الأوس والخزرج، وكانت قبيلة يهود بني قريظة تساند قبيلة الأوس، أما عن قبيلة الخزرج فكانت تساندها قبيلة بني قينقاع.

• واستمرت هذه الحرب الدموية لفترة كبيرة من الوقت إلى أن جاء الإسلام، وحينها أسلمت كلاً من قبيلة الأوس والخزرج، ولكن لم تسلم قبيلة يهود بني قريظة وعادوا القبيلتين.
• وعندما قام الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ بالهجرة إلى المدينة قام بعقد ميثاق بينه وبين يهود بني قريظة، وكان هذا الميثاق بمثابة عهد، وبالفعل التزم به المسلمون ولم ينقضوه.
• ولكن لم يلتزم يهود بني قريظة بالعهد ونقضوه وقاموا بخيانة المسلمين، وبسبب هذا الأمر وقع على المسلمين الكثير من الضرر في غزوة الخندق أو كما تُسمى بغزوة الأحزاب حيث أنهم لم يقوموا بصد خطر المشركين عنهم.
• وبعد انتهاء هذه الغزوة انتصر الرسول على المشركين، ومن ثم قام بوضع سلاحه جانبًا واغتسل، حينها أتى إليه جبريل، وأخبره أن الله يأمره بمحاربة يهود بني قريظة، واستدل على هذا من خلال ما ورد عن الرسول:

" لَمَّا رَجَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الخَنْدَقِ، ووَضَعَ السِّلَاحَ واغْتَسَلَ، أتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ، فَقالَ: قدْ وضَعْتَ السِّلَاحَ؟ واللَّهِ ما وضَعْنَاهُ، فَاخْرُجْ إليهِم قالَ: فَإِلَى أيْنَ؟ قالَ: هَا هُنَا، وأَشَارَ إلى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَخَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إليهِم ".

• وفي ذلك الحين قام الرسول وأذن في الناس قائلاً:

" قَالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ الأحْزَابِ: لا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ العَصْرَ إلَّا في بَنِي قُرَيْظَةَ. فأدْرَكَ بَعْضُهُمُ العَصْرَ في الطَّرِيقِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لا نُصَلِّي حتَّى نَأْتِيَهَا، وقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ نُصَلِّي، لَمْ يُرِدْ مِنَّا ذلكَ، فَذُكِرَ ذلكَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ يُعَنِّفْ واحِدًا منهمْ ".

متي وقعت غزوة بني قريظة

• حدثت غزوة بني قريظة في العام الخامس للهجرة أي عام 5 هـ، وكان ذلك في أواخر ذي القعدة.
• وكانت في حصن يهود بني قريظة بداخل المدينة المنورة.

أحداث غزوة بني قريظة

• اعتبر المسلمون أن غزوة بني قريظة غزوة استكمالية لغزوة الخندق أو كما يُقال عليها غزوة الأحزاب، وذلك لأن يهود بني قريظة قاموا بالتحالف مع المشركين في تلك الغزوة من أجل القضاء على جيش المسلمين، وهذا الأمر لم يحدث.
• وبعد انتصار المسلمين في تلك الغزوة أمر الله الرسول بمحاربة يهود بني قريظة، وبالفعل استجاب الرسول لأمر الله وقام بالتحرك بجيش المسلمين وكان عددهم حوالي 3000، وطلب من علي بن أبي طالب _ رضي الله عنه _ أن يقوم بحمل راية ولواء الجيش.
• ومن ثم أمره بأن يكون في المقدمة ليصل إلى ديار يهود بني قريظة قبل أن يصل بقية الجيش، وعندما وصل علي قام بغرز اللواء وحينها أيقن يهود بني قريظة أنه سيقام حرب.
• بعدها تقدم جيش المسلمين في كتائب، وقاموا بمحاصرة كافة الأماكن المتواجد بها يهود بني قريظة كما تم محاصرة المزارع الخاصة بهم الموجودة خارج الحصون.
• واستمر هذا الحصار لما يزيد عن 20 يومًا، وحينها علم بني قريظة أن المسلمين لن يقوموا بفك الحصار، ولن ينتهي هذا الأمر سوى بالهجوم عليه أو باستسلامهم.
• وفي ذلك الوقت حاول يهود بني قريظة الكثير من المحاولات لعقد اتفاقات مع المسلمين، ولكن باءت كل تلك المحاولات بالفشل، ولم يقبل المسلمون أي اتفاق أو اقتراح.
• وبسبب طول وقت الحصار أُنهك جيش المسلمين، وقرروا الهجوم وبدأوا بالتحرك، وحينها قام يهود بني قريظة بالاستسلام دون أي شروط.

نتائج غزوة بني قريظة

• حينها بدأ المسلمون باعتقال رجال يهود بني قريظة، وقاموا بعزل النساء عن الرجال، ومن ثم طلب الرسول من سعد بن معاذ بأن يقوم بالحكم فيهم، فعلى الرغم من أن عمره لم يتجاوز الست سنوات إلا أن له مكانة كبرة جدًا في الإسلام وبين المسلمين.
• فلقد أُصيب بسبب ما حدث في غزوة الخندق، وعندما توفي اهتز عرش الرحمن، وورد ذلك عن جابر بن عبد الله:

" اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ ".

• ولقد ورد الحكم الخاص به في السنة النبوية:

"  أُصِيبَ سَعْدٌ يَومَ الخَنْدَقِ، رَمَاهُ رَجُلٌ مِن قُرَيْشٍ يُقَالُ له ابنُ العَرِقَةِ رَمَاهُ في الأكْحَلِ، فَضَرَبَ عليه رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَيْمَةً في المَسْجِدِ يَعُودُهُ مِن قَرِيبٍ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الخَنْدَقِ وَضَعَ السِّلَاحَ، فَاغْتَسَلَ، فأتَاهُ جِبْرِيلُ وَهو يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الغُبَارِ، فَقالَ: وَضَعْتَ السِّلَاحَ؟ وَاللَّهِ، ما وَضَعْنَاهُ اخْرُجْ إليهِم، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فأيْنَ؟ فأشَارَ إلى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَقَاتَلَهُمْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَنَزَلُوا علَى حُكْمِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَرَدَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الحُكْمَ فيهم إلى سَعْدٍ، قالَ: فإنِّي أَحْكُمُ فيهم أَنْ تُقْتَلَ المُقَاتِلَةُ، وَأَنْ تُسْبَى الذُّرِّيَّةُ وَالنِّسَاءُ، وَتُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ. وفي رواية: لقَدْ حَكَمْتَ فيهم بحُكْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ".

• وبالفعل تم حفر عدد من الخنادق في سوق المدينة، وكان يتم دفنهم في جماعات كما كان يتم ضرب أعناقهم لما قاموا بفعله في غزوة الخندق.

غنائم غزوة بني قريظة

• وجد المسلمون في حصون يهود بني قريظة حوالي 1500 سيفًا، وحوالي 2000 رمحًا، كما وجدوا أيضًا 300 درعًا وحوالي 500 ترسًا.
• وتم توزيع كافة تلك الغنائم بشكل متساوي على كافة المسلمين.

عدد قتلى بني قريظة

• قيل أن عدد القتلى والخسائر الخاصة بيهود بني قريظة كان يتراوح ما بين 400 إلى 700 قتيل.

من أسلم من يهود بني قريظة

• قيل أن هناك عدداً من الأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام من يهود بني قريظة، ومنهم:
  • أسعد بن كعب القرظي.
  • أسيد بن كعب القرظي.
  • رفاعة بن قرظة القرظي.

بني قريظة في القرآن

ذكر الله _ عز وجل _ يهود بني قريظة في عدد من الآيات القرآنية، وكانت تتضمن تلك الآيات بعضًا من وصفهم وبعضًا مما فعلوه وما حدث لهم كذلك، ومن تلك الآيات الآتي:

• قال الله تعالى في الآية رقم 100 من سورة البقرة:

" أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ".

• وتلك الآية كانت لوصف خيانتهم للعهد، وذكر الله أيضًا في الآية رقم 26 و الآية رقم 27 من سورة الأحزاب:

" وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ".

• وتلك الآية كانت لوصف ما حدث معهم عند الحصار وبعد الاستسلام.