موسكو تخطط لإنشاء 12 قاعدة عسكرية غربا ردا على الناتو وأوكرانيا تؤكد أن روسيا حولت دونباس إلى جحيم

أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الجمعة أن بلاده ستُنشئ 12 قاعدة عسكرية جديدة غربي البلاد، ردًا على تعزيز حلف شمال الأطلسي (الناتو) قواته وتوسعه المنتظر في فنلندا والسويد.

Share your love

Service members of pro-Russian troops walk in Mariupol
قوات روسية بمدينة ماريوبول الأوكرانية (رويترز)

أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو -اليوم الجمعة- أن بلاده ستُنشئ 12 قاعدة عسكرية جديدة غربي البلاد، ردًا على تعزيز حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) قواته وتوسعه المنتظر في فنلندا والسويد، في وقت أكد فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم أن القوات الروسية شددت الضغط في منطقة دونباس وحولتها إلى “جحيم”.

وقال شويغو -أمام مسؤولي وزارته والجيش- “بحلول نهاية العام الجاري، سننشئ 12 قاعدة عسكرية وسيتمّ نشر وحدات في المنطقة العسكرية في الغرب”، مشيرًا إلى “تزايد التهديدات العسكرية على الحدود الروسية”.

وأضاف المسؤول الروسي أن التهديدات العسكرية عند الحدود الغربية لبلاده تتزايد بسبب تصرفات واشنطن وحلف الناتو.

وصرح سيرغي شويغو اليوم الجمعة بأن السيطرة الكاملة على منطقة لوغانسك الأوكرانية (شرق) باتت شبه منجزة، وأن 1908 جنود أوكرانيين متحصّنين في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول قد استسلموا.

وقال الوزير -وفق ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية- إن “وحدات القوات المسلحة الروسية، مع فرق المليشيا الشعبية في جمهوريات لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين، تواصل بسط السيطرة على أراضي دونباس. تحرير جمهورية لوغانسك الشعبية بات شبه منجز”.

جحيم

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة أن القوات الروسية شددت الضغط في منطقة دونباس وحولتها إلى “جحيم”، معتبرا من جهة أخرى أن المساعدات الضخمة التي أعلنت واشنطن تقديمها لكييف تشكل استثمارا في أمن الغرب.

وقال زيلينسكي -في رسالة عبر الفيديو- “بالنسبة إلى شركائنا، الأمر ليس مجرد إنفاق أو تبرع”، مضيفا “هذه مساهمتهم في أمنهم، لأن حماية أوكرانيا تعني حمايتهم ضد حروب وأزمات جديدة قد تتسبب بها روسيا”.

ووافق الكونغرس الأميركي أمس الخميس على حزمة مساعدة ضخمة لأوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار لدعم جهود أوكرانيا العسكرية في مواجهة روسيا، في وقت بدأ فيه وزراء مالية مجموعة السبع مناقشة المليارات التي يمكن لكلّ دولة تقديمها لكييف.

ويُفترض أن تسمح حزمة المساعدات الأميركية الجديدة لأوكرانيا بالتزوّد، خصوصا بآليات مصفّحة وتعزيز دفاعها الجوي، في وقت تركّز فيه روسيا جهودها في شرق البلاد وجنوبها بعد إخفاقها في السيطرة على كييف وخاركيف شمالا.

وتسعى موسكو خصوصا إلى السيطرة على كامل منطقة دونباس الناطقة بالروسية، التي يسيطر الانفصاليون الموالون لها على جزء منها منذ 2014.

حرب طاحنة

وقال زيلينسكي “تُواصل القوات المسلحة الأوكرانية إحراز تقدم في تحرير منطقة خاركيف. لكن المحتلين يحاولون زيادة الضغط في دونباس. إنه الجحيم، وهذه ليست مبالغة”.

وتسبب القصف الروسي في سقوط 12 قتيلا و40 جريحا في سيفيرودونيتسك في منطقة لوغانسك (شرق) أمس الخميس، وفقا للحاكم المحلي سيرغيه غايداي الذي قال إنّ معظم القصف أصاب مباني سكنية وإنّ الحصيلة قد ترتفع.

وتُشكّل سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك -اللتان يفصل بينهما نهر- الجيب الأخير للمقاومة الأوكرانية في منطقة لوغانسك. ويُحاصر الجنود الروس هاتين المنطقتين اللتين تخضعان لقصف متواصل.

كما قتل الجنود الروس أمس الخميس 5 مدنيين في منطقة دونيتسك، في دونباس، وفق الحاكم بافلو كيريلينكو.

وأعلنت روسيا أمس الخميس أن نحو 800 عسكري أوكراني كانوا متحصنين في مجمع آزوفستال للصلب في ماريوبول استسلموا خلال الساعات الـ24 السابقة، مما يرفع العدد الإجمالي للذين استسلموا إلى 1730 منذ الاثنين الماضي.

ونشرت موسكو صورا تُظهر مجموعات رجال يرتدون ملابس قتالية، بعضهم على عكازات وبعضهم مضمّد، بعد معركة طويلة أصبحت رمزا للمقاومة الأوكرانية للحرب الروسية في مدينة ماريوبول جنوب شرقي البلاد التي دُمّر 90% منها، وقُتل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص، وفق كييف.

كسر الحصار

وقال مسؤولون إن البيت الأبيض يعمل على تزويد أوكرانيا بصواريخ متطورة مضادة للسفن للمساعدة في كسر الحصار البحري الروسي، وسط مخاوف من أن تزيد الأسلحة الأكثر قوة التي يمكن أن تغرق السفن الحربية الروسية من حدة الصراع.

وأعلنت أوكرانيا أنها تريد قدرات عسكرية أميركية أكثر تطورا تتجاوز مخزونها الحالي من المدفعية وصواريخ جافلين وستينغر وأسلحة أخرى.

وتتضمن قائمة كييف، على سبيل المثال، صواريخ يمكن أن تدفع البحرية الروسية بعيدا عن موانئها على البحر الأسود، مما يسمح باستئناف تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى إلى أنحاء العالم.

وأشار مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون ومصادر في الكونغرس إلى عراقيل في طريق إرسال أسلحة أطول مدى وأكثر قوة إلى أوكرانيا، تشمل الحاجة إلى فترات تدريب طويلة، وصعوبات في صيانة المعدات، أو مخاوف من إمكانية استيلاء القوات الروسية على الأسلحة الأميركية، فضلا عن الخوف من التصعيد.

لكن 3 مسؤولين أميركيين ومصدرين بالكونغرس قالوا إن نوعين من الصواريخ القوية المضادة للسفن “هاربون” (من صنع بوينغ) و”نافال سترايك” (من صنع كونغسبرغ وريثيون تكنولوجيز) قيد البحث فعليا إما للشحن المباشر إلى أوكرانيا، أو عبر النقل من حليف أوروبي لديه تلك الصواريخ.

وفي أبريل/نيسان الماضي، ناشد الرئيس الأوكراني زيلينسكي البرتغال لتزويد الجيش الأوكراني بصواريخ “هاربون” التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر تقريبا.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن نحو 20 سفينة تابعة للبحرية الروسية، بما في ذلك غواصات، موجودة في منطقة عمليات البحر الأسود.

“العيون الخمس”

وأعلن مسؤولون قضائيون في 5 دول غربية -أمس الخميس- تشكّل ما يسمّى تحالف “العيون الخمس”، إذ يدعمون إجراءات اتخذتها أوكرانيا لمحاكمة مرتكبي جرائم حرب مرتبطة بالحرب الروسية على أوكرانيا.

وقال وزراء العدل أو المدعون العامون في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا ونيوزيلندا -في بيان- إنهم “يدعمون” إجراءات اتخذتها المدعية العامة الأوكرانية، إيرينا فينيديكتوفا، تهدف إلى محاسبة المسؤولين عن “جرائم حرب ارتُكبت خلال الغزو الروسي”.

وفتحت أوكرانيا الآلاف من قضايا جرائم الحرب التي تقول كييف إن جنودا روسا ارتكبوها منذ 24 فبراير/شباط الماضي، وبدأت المحاكمة الأولى هذا الأسبوع.

وقال المسؤولون القضائيون في الدول الخمس -في بيانهم المشترك- “نؤيد السعي إلى تحقيق العدالة من جانب أوكرانيا ومن خلال التحقيقات الدولية الأخرى، بما في ذلك في المحكمة الجنائية الدولية” وغيرها من الهيئات.

وكتبوا “ندين معا تصرفات الحكومة الروسية وندعوها إلى وقف كل الانتهاكات للقانون الدولي، ووقف غزوها غير الشرعي، والتعاون في جهود تحقيق المساءلة”.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!