‘);
}

الخلافة الإسلاميّة

بعد وفاة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، مَرَّ المسلمون بفترة الخلافة الراشدة؛ حيث تَوَلَّى الخلافة أبو بكر الصدِّيق -رضي الله عنه-، وبعد وفاته تَوَلَّى عُمَر بن الخطّاب، وبعده عثمان بن عفَّان، ثمّ عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنهم أجمعين-، وقد امتدَّت الخلافة الراشدة ثلاثين سنة، وبذلك تَحَقَّقَتْ نبوءة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-؛ حيث قال: (الخلافةُ في أمَّتي ثلاثونَ سَنةً، ثمَّ مُلكٌ بعدَ ذلِكَ)،[١] وقد انتهت الخلافة مع انتهاء فترة حُكم الخُلفاء الراشدين، ثمّ مَرَّت الأمّة الإسلاميّة بمرحلة من المُلك، بدأت بالدولة الأمويّة، ومن بعدها الدولة العبّاسية، ثمَّ ظهرت بعض الممالك المُتفرِّقة في آخر عصر الدولة العبّاسية في كلٍّ من: الأندلس، والمغرب العربيّ، وشمال أفريقيا، وصدق رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حيث قال: (تَكونُ النُّبوَّةُ فيكُم ما شاءَ اللَّهُ أن تَكونَ، ثمَّ يرفعُها اللَّهُ إذا شاءَ أن يرفعَها ، ثمَّ تَكونُ خلافةٌ على منهاجِ النُّبوَّةِ، فيَكونُ ما شاءَ اللَّهُ أن يَكونَ، ثمَّ يرفعُها إذا شاءَ أن يرفعَها، ثمَّ يَكونُ مُلكًا عاضًّا، فيَكونُ ما شاءَ اللَّهُ أن يَكونَ، ثمَّ يرفعُها إذا شاءَ أن يرفعَها، ثمَّ تَكونُ خلافةٌ على منهاج نبوَّةٍ).[٢][٣]

نشوء الدولة الأمويّة

نشأت الدولة الأمويّة في شهر ربيع الأوّل من العام الحادي والأربعين للهجرة؛ على إثْر تنازُل الحسن بن عليّ بن أبي طالب عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهم جميعاً-؛ ليُطْفئ بذلك نار الفتنة، والحروب بين المسلمين، ويُوَحِّد صفوفهم، ويُعيدَ للأمّة وَحدتها، ومن الجدير بالذكر أنّ تلك الخطوة كان لها أَثَرٌ كبير في نفوس المسلمين، فقد استبشروا بها، وأطلقوا على ذلك العام عام الجماعة، وبايَعوا معاوية بن أبي سفيان على الخلافة، فأصبح يُلقَّب بأمير المؤمنين بعد أن كان يُلقَّب بالأمير فقط، ونال قرار الحسن بن علي -رضي الله عنه- كلّ الاحترام والتقدير من عُلماء الأمّة، وعامّة الناس، وتحقَّقَت نبوءة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث قال عن الحسن: (إنَّ ابنِي هذا سيِّدٌ، ولعَلَ اللهَ أنْ يُصْلِحَ بهِ بينَ فِئَتَينِ عَظِيمَتَينِ من المسلمينَ)،[٤]