«مَداخلة» يباركون قصف غزة.. ويتبنون موقف السعودية لا المغرب من حصار قطر

إذا كان جل المسلمين يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من إبادة مرتقبة بقطاع غزة، وتحضير إقليمي ودولي للقضاء على المقاومة، وسعي حثيث لتهجير قسري لأكثر من مليونين من سكان القطاع المحاصر خدمة لمخططات صهيونية، فإنه على الطرف الآخر هناك من لازال سادرا في غيه، مقلدا لبعض الشيوخ المنضبطين بأجندات سياسية واستخباراتية، غير واع بما يجري من حوله، خادما من حيث يدري أو لا يدري لمخططات غربية.

Share your love

«مَداخلة» يباركون قصف غزة.. ويتبنون موقف السعودية لا المغرب من حصار قطر

«مَداخلة» يباركون قصف غزة.. ويتبنون موقف السعودية لا المغرب من حصار قطر

عبد الله مخلص – هوية بريس

إذا كان جل المسلمين يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من إبادة مرتقبة بقطاع غزة، وتحضير إقليمي ودولي للقضاء على المقاومة، وسعي حثيث لتهجير قسري لأكثر من مليونين من سكان القطاع المحاصر خدمة لمخططات صهيونية، فإنه على الطرف الآخر هناك من لازال سادرا في غيه، مقلدا لبعض الشيوخ المنضبطين بأجندات سياسية واستخباراتية، غير واع بما يجري من حوله، خادما من حيث يدري أو لا يدري لمخططات غربية.

فعقب التصعيد الأخير الذي عرفته غزة، والقصف الصهيوني على القطاع، عبرت عدد من الصفحات المنسوبة للتيار المدخلي عن فرحها بهذا العدوان، وهو ما أثار استياء عارما على مواقع التواصل الاجتماعي، وتنوعت عبارات الشجب بين: السب والقذف، والتخوين والعمالة، وإبداء الموقف الشرعي إزاء مثل هذه المواقف والأحكام.

وفي هذا الصدد نشرت صفحة “صوت طريق السلف” المعبرة عن التيار المدخلي المتطرف منشورا جاء فيه بالحرف: “عاجل.. الله أكبر.. الأن الصواريخ تدك معاقل خوارج حركة #حماس الإخوانية في قطاع #غزة.. ومن المعروف فإن الاخوان المفلسين فرقة ضالة منحرفة وأشد خطراً من اليهود والنصارى بإجماع علماء السلف وعلى رأسهم فضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله والشيخ مقبل. نسأل الله أن يخلصنا من شرورهم ومن كيد الخوارج الضالين.. وأن يعيد الأمن والسلام لأهلنا في فلسطين”اهـ.

ونشرت صفحة (طرابلس العاصمة) التي تنتسب للتيار نفسه: “هل تعلم أن جميع سكان غزة الإخوانيين هم من #الخوارج وذلك لأنهم خرجوا عن ولي أمرهم المتغلب السيد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، فطاعة ولي الأمر المتغلب هي واجب شرعي، ولهذا نحن نبارك الحرب الاسرائيلية والقصف على مدينة غزة الفلسطينية التابعة للاخوان المفسدين، ونرجوا السلامة لجميع المواطنين في اسرائيل من الصواريخ التي تطلقها حماس الاخوانية على الاراضي الاسرائيلية”.

وأضافت الصفحة ذاتها في منشور آخر نشرته قبل دقائق: “قام أحد المقاتلين التابعين لمدينة غزة الفلسطينية الإخوانية التابعة للإخوان المفدسدين بإرسال هذا الفيديو إلى صفحتنا ردا على تأييدنا ومباركتنا للقصف والحرب الإسرائيلية السعودية حفظهم الله على مدينة غزة التابعة للإخوان المفسدين ونحن نرد عليهم ونقول لهم اللهم سدد رمي الطائرات الاسرائيلية ومدفعيتها وبارك في جهود أل سعود وجميع أمراء السعودية حفظهم اللهم. ونكرر ونعيد بأن أي فلسطيني يخرج عن ولي الأمر المتغلب السيد بنيامين نتنياهو هو من الخوارج المبتدعين.

#حفظ_الله_الشيخ_ربيع_المدخلي_السعودي_السلفي

#حفظ_الله_مملكة_ال_سعود” اهـ.

وأعربت صفحة (محبي الشيخ ربيع المدخلي في ليبيا) عن فرحها العارم بالعدوان الصهيوني وكتبت: “الله أكبر.. معاقل حركة #حماس الإخوانية يتم دكها بالصواريخ في قطاع غزة، نسأل الله أن يخلصنا من شرور هؤلاء الخوارج ومن والاهم وأيدهم ودعمهم”.

تجدر الإشارة إلى أنه يتعين التثبت من صحة هذه المواقف والتصريحات، فمن الوارد جدا أن تقع فبركة لصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، خدمة لأهداف سياسية وعسكرية كما هو معلوم، فأن يصل الانحراف بالمنتسبين للتيار المدخلي المتطرف إلى درجة الدعاء لنتنياهو ووصف من يخرج على (ولي الأمر نتنياهو) بالخارجي، يبعث على وضع أكثر من علامة استفهام حول من يقف وراء مثل هذه الصفحات الافتراضية.

وفي الوقت نفسه لا يجب أن تزرع مثل هذه التصريحات اليأس والفرقة بين المسلمين، ولا اتهام السلفية (الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة) بتهم هي منها براء، كما جنح إلى ذلك بعض الفضلاء، ولا إعطاء مثل هذه التصريحات الشاذة فرصة للحياة ومجالا للنقاش، ذلك أن كثيرا من المنتسبين لهذا الفكر السقيم يعانون من سطحية غريبة في التفكير، وفقرا مدقعا في التحليل، وهم ضحايا لأجهزة استخباراتية ماكرة ومخططات عميقة لمراكز دراسات غربية.

لكن رغم ذلك يبقى الفكر المدخلي، سواء داخل المغرب أو خارجه، قابلا لمثل هذه الانحرافات، خاصة وأن شيوخهم يسلكون طريق الغلو، ولا يتورعون من إطلاق عبارات خطيرة في حق من يخالفونهم، ويلحقونهم دون تردد بأهل البدع والضلالة، وينعتونهم بكلاب أهل النار والدواحس وغيرها من المصطلحات التي ينتجها رؤوس هذه الفرقة المحدثة ويكررها الأتباع بعد ذلك دون وعي.

فبالأمس القريب أعلن هذا التيار عن نفسه بكل وضوح، وانتقل من التنظير إلى الممارسة، وذلك بعد أن اغتالت وبطريقة بشعة (قوة الردع الخاصة) المعروفة بانتمائها لتيار الفكر المدخلي بليبيا، الشيخ الدكتور نادر السنوسي العمراني رحمه الله، فحفر له المختطفون حفرة بطول إنسان وأفرغوا فيه “مخزن كلاشنكوف” على مرتين، ثم ردموا عليه التراب دون شفقة ولا رحمة، وذلك بناء على فتوى أصدرها موتور يدعى “الشيخ الصافي” قضى فيها بإنزال “القصاص بالعمراني لرده على الشيخ السعودي ربيع المدخلي الذي يناوئ الصادق الغرياني العداء، وأنه تنكر للسعودية التي علمته ودرسته وأحسنت له، وأن شخصا يدعى خالد البودي أخبرهم أن أهل العلم في السعودية أفتوا بوجوب إخفائهم”.

فبالرغم من إظهار المنتمين لهذا التيار الطاعة العمياء لولاة الأمور، وإعلانهم الولاء والبراء على هذا المبدأ، يكشف الواقع يوما بعد آخر أنهم -وحيث ما كانوا- لا يوالون إلا النظام السياسي السعودي وشيخ طريقتهم المدخلي، الذي كفَّر مؤخرا كل الدول الإسلامية باستثناء السعودية فقال: (…لا يحكمون بشريعة الإسلام لا عقيدة ولا منهجا كما هو الواقع الآن إلا في هذه البلاد. كل حكام بلاد المسلمين الآن إما رافضي إما باطني إما علماني كلهم لا عقيدة ولا شيء).

[wpcc-iframe width=”640″ height=”360″ src=”https://www.youtube.com/embed/sVVB4xv1pkE?feature=oembed” frameborder=”0″ allow=”autoplay; encrypted-media” allowfullscreen]

وقد كشفت أزمة الخليج وحصار قطر الموالاة المطلقة لهذه الجماعة الوظيفية للنظام السعودي فقط، ففي المغرب مثلا أعلن الملك محمد السادس عن موقف مخالف لموقف الدول الخليجية المقاطعة، ودعا إلى التهدئة ووحدة الصف، وبعث بمساعدات إنسانية إلى قطر بعد أن فرض عليها الحصار برا وجوا وبحرا، لكن مَدَاخلة المغرب -من خلال ما يكتبونه وينشرونه على صفحاتهم وحساباتهم ومواقعهم- أبوا إلا أن يتبنوا الموقف السياسي للسعودية والسعودية فقط.

فهل ولي أمرهم هو محمد السادس أم سلمان آل سعود؟!

نرجو أن يوضحوا لنا موقفهم دون أن يلعبوا على الحبلين، ويرفعوا شعارات جوفاء لا حقيقة لها، فالأمر قد تجاوز كل الحدود ووصل إلى درجة سفك الدماء المعصومة والوقوف إلى صف العدو الأصلي للبلد والأمة.

Source: howiyapress.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!