أعلنت شركة مودرنا (Moderna)، شركة التكنولوجيا الحيوية في ماساتشوستس بالولايات المتحدة الأمريكية، التي تبذل جهدا حثيثا لإنشاء أول لقاح ضد فيروس كورونا الجديد، عن نتائج واعدة من أول اختباراتها لسلامة اللقاح على البشر.

توفر البيانات المنتظرة نظرة أولية على أحد اللقاحات الثمانية في جميع أنحاء العالم التي بدأت في مرحلة الاختبار على البشر. 

أشارت الشركة في تقريرها بأن ثمانية مشاركين الذين تلقوا جرعات منخفضة ومتوسطة من اللقاح التجريبي تكون لديهم أجسام مضادة محايدة للفيروس عند مستويات تماثل أو تتجاوز المستويات التي شوهدت لدى المرضى الذين تعافوا بشكل طبيعي من فيروس كورونا. يُعتقد أن هذه المستويات من الأجسام المضادة قد تؤدي إلى مستوى معين من الحصانة ضد الإصابة بالفيروس.

حصل 17 شخصًا آخر على استجابات مناعية بمستوى مماثل أو أكبر من المرضى الذين تم شفائهم، لكن العلماء لم يختبروا بعد ما إذا كانت أجسامهم المضادة قادرة على مقاومة الفيروس.

البيانات التي صدرت عن شركة مودرنا مشجعة ولكنها لا تمثل سوى خطوة أولى في عملية طويلة لجلب لقاح إلى السوق، حيث تأتي هذه البيانات من تقرير مؤقت عن عشرات المرضى الذين تمت متابعتهم على مدى أسابيع، في حين تتطلب الموافقة على اللقاح اختبارات موسعة في آلاف المرضى الذين تتم متابعتهم لأشهر أو سنوات عديدة.

قال بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، إن البيانات التي أصدرتها مودرنا تبدو واعدة، وأنه من المنطقي الشروع في تجربة كبيرة هذا الصيف.

قال أرتورو كاساديفال، رئيس علم الأحياء الدقيقة الجزيئية والمناعة في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة، والذي يقود مبادرة اختبار البلازما كعلاج: “إن حقيقة أن اللقاح أثار أجسامًا مضادة بمستويات مماثلة أو أعلى لتلك الموجودة في المرضى الذين تعافوا بشكل طبيعي أمر مشجع للغاية“.

تأتي البيانات المؤقتة التي أعلنتها الشركة من تجربة سريرية تهدف إلى إظهار سلامة وأمان لقاحها التجريبي ومساعدة الشركة على اختيار الجرعة الصحيحة.

لم تحدد الشركة بعد الجرعة النهائية، كما أنها لم تعلن بعد عن حجم أو مدة التجربة الكبيرة التي ستبدأ في يوليو المقبل، حيث حصلت الشركة في هذا الشهر على إذن من إدارة الغذاء والدواء (FDA) لبدء تجربة المرحلة الثانية المكونة من 600 شخص لبدء اختبار فعالية اللقاح، والتي ستكون هي المعيار الذي تنظر فيه الهيئات التنظيمية لتقرير ما إذا كان اللقاح آمنًا وفعالًا أم لا.