نظرات الاتهام تلاحقني.. والله يشهد أنني تبت وأقعلت عن خطئي فكيف أنهي مأساتي؟!

أنا سيدتي طالبة جامعية، متفوقة بدراستي، وحباني الله بجمال الخلق، أخطأت فيما سبق وتشوهت سمعتي بالجامعة التي أدرس فيها.لكنني والحمد لله تراجعت

Share your love

نظرات الاتهام تلاحقني.. والله يشهد أنني تبت وأقعلت عن خطئي فكيف أنهي مأساتي؟!

أنا سيدتي طالبة جامعية، متفوقة بدراستي، وحباني الله بجمال الخلق، أخطأت فيما سبق وتشوهت سمعتي بالجامعة التي أدرس فيها.

لكنني والحمد لله تراجعت عن أفعالي، وعدت إلى جادة الصواب، وهداني الله بالإقلاع عن كل تلك التصرفات.

إلا أنني وإلى حد اليوم، كلما مررت بجماعة من الطلاب يرشقونني بنظرات لا ترحم، ناهيك عن التعليقات الجانبية، والضحك عليّ.

مما أدى إلى تدهور حالتي النفسية وشعور دائم بالقلق والهمّ، وصرت أرفض الاحتكاك بالزملاء أو الحديث إلى أيّ كان.

حتى أنه تقدم لي خاطب رفضته لأنني أخاف أن يسأل عن سيرتي بالجامعة، ويسمع عن سمعتي ما لا يسّره.

فيعيد أخباري وتنتشر وسط أهلي، ويصرف نظره عني، وتزداد الأمور سوءًا.

س.ع” من الغرب

الــــــــــــــرد:

حبيبتي، لست أدري لماذا تشعرين بهذا القلق، فبعد أن ألقيت أمورك إلى رب العالمين، لا بد أن ينشرح صدرك.

يجب أن تكوني مطمئنة بأن هداك الله إلى الطريق المستقيم وتبتي عن الخطأ الذي ارتكبت.

أما هم، فلا زالوا يذنبون بالغيبة وإتيان الناس بما يضرهم.

فاحمدي الله الذي وفقك إلى التوبة واخلصي في ذلك، واسأليه الثبات وتذكري أن “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”.

حقيقة فالمسلم قد يقع في الخطأ، ويتراجع عنه، وهذا من علامات الإيمان، لكن أبدا لا يبقى مرتبطا به.

خاصة إن أحسن التوبة، فلا تضعي هذا الخطأ عائقا أمامك، بل واصلي في تحقيق ذاتك.

واحذرِ حبيبتي أن تجعلي همك الناس وما يظنونه فيك، لأنك ومهما فعلت، لن تبلغي رضاهم.

فالأهم قد قمت به وأرضيت المولى عزّ وجل، وأقلعت عن المعصية، فلا تحملي في قلبك همَّ نظراتهم وما يقولون.

ولا تكوني فريسة للشيطان الذي لا يرضى بتوبة الإنسان، فربما أنت مخطئة في حكمك، والنظرات قد تكون عفوية.

والكلام ربما ليست المعنية به، وأنك فقط تتصورين ذلك، فأنت لم تسمعي مباشرة كلامهم.

وهذا خطأ كبير لو استسلمتِ له، فستعيشين في نكد وحزن، وكل هذا مبنيٌّ على الظنون والشكوك.

أما رفضك للخاطّب خوفا من أن يسأل عنك،فهو تصرف غير سليم،فأنت والحمد لله تبتِ، والله أكيد يتقبل توبة عباده،وقد سترك.

فلماذا تسيئين الظن بالله، وتتصورين احتمالا مستبعدا جدا؟، فما هذا إلا أفكار سلبية وظنون من كيد الشيطان.

ليصرفك عن الزواج الحلال، ويحاول أن يجركِ لفعل الحرام.

عزيزتي، الزمي طاعة ربكِ، واثبتي على توبتكِ، وحافظي على صلواتكِ، وتضرَّعي لله تعالى بالدعاء أن يصرف عنكِ هذا الحزن.

ولو قدر الله ووقعتِ في معصية لضعفِ إيمانكِ، فلا تترددي وعودي إلى التوبة، ولا تَملِّي من الرجوع إلى الله.

فإنه يحب التوابين، ورحمان رحيم بعباده.

كما لا يفوتني أن أنصحك بالصحبة الطيبة والصديقات الصالحات، فمجالسة الإنسان الصالح مثل حامل المسك.

لا تجد منه إلا رائحة طيبة،وإذا تقدم إليك خاطبا ترضين دينه وخلقه،فاستخيري الله فيه،وإن ارتاح قلبك، فاقبلي به زوجا.

رطبي لسانك بذكر الله وستشعرين براحة نفسية غريبة، {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، وأسأل الله لك الثبات وأن يسدد خطاك.

Source: Ennaharonline.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!