هل الزنا من الكبائر

• حرم الإسلام بعض الأفعال المحرمة والمنكرات بشكل متدرج ومنها شرب الخمر والذي جاء على 3 مراحل ولكن عن النظر في تحريم الزنا فقد جاء في أمر واحد قاطع وذلك إن دل فهو يدل على مدى أنه من الأفعال المشينة وأن من يقع فيه فقد وقع في كبيرة من الكبائر.
• فقد توعد الله عز وجل الزاني والزانية بمضاعفة العذاب يوم القيامة والخلود في العذاب مهانًا إلا من تاب عن فعلته ولم يقبل على فعلها مرة أخرى.

تحريم الزنا في القرآن الكريم

• وقد جاء في سورة النساء الآية رقم 15 و16:
  • {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15) وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (16)}
  • والمقصود بالفاحشة هنا هو الزنا ويقال أن:
    • المرأة الزانية كان يتم عقابها بالحبس في البيت حتى تموت.
    • الرجل الزاني فقد كان يعاقب بالتعيير والضرب.
• ويعتبر الزنا من أعظم الكبائر لأنه ذكر في القرآن الكريم بعد الشرك بالله وقتل النفس بغير حق وذلك في قوله تعالى في سورة الفرقان الآية 68:
  • {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)}.
  • تدل هذه الآية على مدى عظم ارتكاب الزنا وأنه لا يوجد ما هو أعظم من الكفر بالله مثل قتل النفس بغير حق والزنا.

تحريم الزنا في السنة النبوية

• ومن الأدلة ما جاء عن رسلنا الكريم صلى الله عليه وسلم فقد جاء أنه قد سَأَلَ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
  • قلت: أي الذنب أعظم عند الله؟
  • فقال رسول الله: أن تجعل لله ندًا وهو خلقك.
  • قلت: إن ذلك لعظيم، ثم أي؟
  • فقال: ثم أن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك.
  • قلت: ثم أي؟
  • قال ثم أن تزاني بخليلة خارج.
• عن أي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
  • اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ.
  • تحريم قذف المحصنات والقول بأن امرأة محصنة زانية وذلك إن دل فيدل على أن فعل الزنا من الموبقات والأعظم الكبائر.
  • فلم يقتصر شرح الأئمة والعلماء على شرح الحديث بذلك فقالوا أن ذكر السبع كبائر في هذا الحديث لا ينفي وجود كبائر أخرى وأن من الكبائر:
    • زنا الرجل بحليلة جاره.

• الزنا في الأشهر الحرم وشهر رمضان:
  • يختلف عن باقي الأوقات والشهور وذلك لما لها من قدسية ومكانة عظيمة عن غيرها من الأشهر.
• الزنا في المدينة المنورة ومكة المكرمة وبيت المقدس:
  • وذلك لمكانتها الفاضلة وفعل الزنا بها يعتبر استخفاف بمكانتها وأفضليتها وانتهاك لحرمتها.
• الزنا أثناء القيام بالطاعات:
  • التلبس بالزنا في وقت القيام بالطاعات والتي تقربنا إلى الله مثل الصيام والحج والعمرة.
  • يدل ذلك على مدى هوان الطاعة في نفس الفاعل وأنه استطاع إفسادها.
  • ويدل على ضعف خوفه من الله ومن غضب الله.
• زنا المحصن أعظم من زنا غير المحصن:
  • يعد زنا الرجل المتزوج أعظم من زنا غير المتزوج فقد حل الله له ذلك فكيف له القيام بما يحرم الله.
• زنا الشيخ أعظم من زنا الشاب:
  • وذلك لأن الشاب تكون شهوته أكبر من الشيخ وذلك يدل على أن الشيخ ذهب إلى المعصية برغبته وأن حب المعصية متأصل به.
• الزنا بحليلة الجار أشد جرما من الزنا بغيرها:
  • لأن في ذلك أذى للجار وعدم الإحسان إليه وانتهاك حرمته وخيانته في أهله.
  • وبذلك يتحول الجار من شخص يحافظ على بيت جاره إلى شخص خائن له واستحل حرمته.
• الزنا بذات زوج أعظم من الزنا بمن لا زوج لها:
  • لما في ذلك من انتهاك حرمة زوجها وقد ينتج عن ذلك طفل ويتم نسب الطفل له وهو ليس منه.
• الزنا بالقريبة أو النسيبة أعظم من الزنا بالبعيدة:
  • القريبة أو النسيبة التي تكون من الأقارب مثل بنات العم وبنات الخال وأخت الزوجة.
  • لأنه يؤدي إلى قطع الأرحام.
• الزنا بذات محرم أعظم من الزنا من مرأة من غير المحارم:
  • فهو فعل شنيع فطرتنا لا تجعلنا نشتهي المحارم فكيف لمن يفعل ذلك.
  • كأن يزني الرجل بامرأة أبيه.
• الزنا بامرأة نفر زوجها للجهاد في سبيل الله تعالى:
  • يعد من اعظم درجات الزنا فقد خرج زوجها لحفظ الأمن والحفاظ على الأرواح فيجب الحفاظ على بناتهم وزوجاتهم.

الزنا من الموبقات وهو طريق يأخذ صاحبه إلى النار إن لم يتب عما فعله ويعتبر من أشد الشهوات على الإنسان وذلك بسبب تعلق الرجال بالنساء والبعد تعاليم الإسلام مما يزيد من الوقوع في الزنا، ولأن الجميع يعرف مكانة الزنا وأنه من الكبائر فالبعض يتساءل هل يمكن أن تقبل توبة الزاني والزانية؟ هل الزنا من الكبائر التي لا يغفرها الله.

• على من يقع في الزنا أن يتوب إلى الله توبة نصوح وأن يتبع توبته بالعمل الصالح والإيمان الصادق والتقرب إلى الله وتجنب كل ما يقربه من القيام بالزنا مرة أخرى.
• وحتى تكون التوبة نصوح على التائب
  • الاقتلاع عن الذنب.
  • الندم على ما فعله.
  • العزم على عدم العودة إلى تكرار ذلك.
  • كثرة الاستغفار.
• الله يغفر كل الذنوب إلى الشرك بالله وقد جاء في القرآن الكريم في سورة الفرقان الآية رقم 68 وحتى 70:
  • {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70}

المراجع

• 1.
• 2.