محمود الطراونة

عمان – كثرت التساؤلات مؤخرا، حول قدرة المطاعيم المضادة لفيروس كورونا، على مواجهة المتحورات من الفيروس، وبالذات المتحور الجديد “أوميكرون” ومدى فعاليتها، بخاصة وانها تحمل صفة التهرب، بالإضافة الى انها اسرع بالانتشار بـ500 مرة من المتحورات الاخرى.
ويشير خبراء واخصائيون الى ان المطاعيم عموما، ذات فعالية حتى الآن في مواجهة المتحورات، بينما تقل هذه الفعالية بعد مرور 6 اشهر على تلقيها، اذ تلعب الجرعة الثالثة المعززة دورا في منح الحماية والمناعة ضد الوفاة والدخول للمستشفيات.
لكن مستشار رئاسة الوزراء للشؤون الصحية ومسؤول ملف كورونا الدكتور عادل البلبيسي، أشار إلى أن المعلومات الأولية عن “أوميكرون”، تبين بأنها ابسط وأخف وطأة من سابقاتها من حيث الانتشار والأعراض.
وكشف البلبيسي، أن الإجراءات المتخذة حال دخول “أوميكرون” الى الأردن ستكون على مستوى الافراد، أي سيجري التعامل مع كل حالة من حيث استقصائها ومعرفة المخالطين، واتخاذ الإجراء على هذا الأساس.
وأضاف، أن هناك مبالغة وتهويلا حول “أوميكرون”، باعتبار أن المعلومات بشأنه ليست كافية، مشيراً الى أن منظمة الصحة العالمية والجهات المختصة، بصدد تجميع أكبر قدر ممكن من المعلومات بشأنه.
بدوره أكد الدكتور ابراهيم بني هاني، ان مطعوم “سينوفارم” الصيني، يعتمد على كل مكونات الفيروس الميت، ومنطقيا يجب ان يكون اكثر فاعليه لكبح جماح “أوميكرون”، لكن التغيير في 35 موضعا من اصل 1860 حمضا امينيا، يمثل 2 %، لافتا الى انه وان كانت النسبة قليلة، لكن التغيير كبير جدا.
وأضاف أن البروتين ثلاثي، وبالتغير %2، يتغير شكله الى درجة كبيرة، والاجسام المضادة بشأنه لن تعمل بالكفاءة المطلوبة، اذ نزلت في “الدلتا”، الذي لن يكون فيه خمس هذه المتحورات، فكيف سيكون مع “أوميكرون”؟
وعبر عن توقعاته بالا تكون المطاعيم بهذه الفعالية، لكنها قد تمنع من الاصابة الشديدة او الوفاة، ولكن بدرجة اقل بكثير مما هي عليه مع الفيروس الأصلي.
وأوضح بني هاني أنه “ليس مقصودا بالتغير الكلي، تغير الأحماض الامينية، بل تغير يكون كافياً لأن يتغير tertiary and quaternary structure of the protein وهذا لا يعتمد فقط على عدد الأحماض الامينية التي تغيرت، بل وعلى نوعها وموقعها، وبالتالي يؤدي لتغيير كلي في الشكل الخارجي للبروتين، ما يؤدي إلى عدم قدرة الاجسام المضاده على الارتباط بهذا البروتين. كذلك ليس كل أجزاء spike بروتين بالدرجة نفسها من الأهمية عندما تحدث الطفرات.
من جهته، اشار استشاري الاشعة التشخيصية الدكتور حسام ابو فرسخ، الى انه لو كان التغيير الذي حدث في spike بروتين كلي، فإن المطاعيم الأخرى التي تعتمد عليه، تصبح بلا جدوى، فتكون فاعلية المطعوم الصيني على بروتينات أخرى في الفيروس غير spike، لأن المطاعيم جميعها تعتمد على spike.
واضاف، لكن مشكلة المطعوم الصيني، أنه يعتمد على فيروس مقتول، لا يحفز نظام المناعة بالقدر الكافي، وعلى spike بروتين بشكل رئيس، وعلى بروتينات أخرى بشكل ثانوي، فلو حدث تغيير كبير في spike بروتين، فهذا ايضا يضعفه كمطعوم.
وبين ان الخلاصة في أن التغيير الذي حصل في “أوميكرون”، هو في 34 موضعا من spike، وعدد المواضع في spike بروتين تصل الى 3 آلاف موضع، لذلك فإن التغيير وان كان مهما، لكنه ليس كبيرا، موضحا بان المطاعيم التي تعتمد آلية mRNA اكثر فاعليه للآن.
عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الاوبئة الدكتور مهند النسور، قال ان فعاليات المطاعيم جميعها جيدة وفاعلة، ومعترف بها وتستخدم في دول مختلفة، مضيفا ان الصين استعملت مطعومها على سكانها، وابدت فعالية كبيرة وكذلك الولايات المتحدة واوروبا.
ولفت الى ان اي حديث عن عدم فعالية المطاعيم، ليس لديه سند علمي، “كما ليس لدينا اطلاع كامل بالدراسات الصينية بحكم اللغة”، بحيث انتجت جميع دراساتها باللغة الصينية، بينما جرت معرفة المطاعيم في الولايات المتحدة واوروبا، والاطلاع عليها وعلى فاعليتها.
وقال استشاري الامراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة، ان الطفرات اثرت على البروتين الشوكي للمطاعيم، بحيث ظهرت 32 طفرة، وهذا هو الجزء الذي اعتمد عليه في تصنيع المطاعيم.
واشار الى ان المعلومات الاولية عن المتحورة “اوميكرون”، انه اسرع انتشارا من “الدلتا” فيما يؤكد اطباء جنوب افريقيا، ان الحالات التي اصيبت تعاني من حالات خفيفة من التعب والتعرق الليلي والسعال، ولم تفقد حاستي الشم والذوق، ونحتاج لاسبوعين او ثلاثة لمعرفة مزيد من المعلومات عن المتحور الجديد ومدى فعاليات المطاعيم تجاهها.
وبين ان التهديد، ليس بصعوبة المتحور، ولكنه في سرعة انتشاره، اذ يشكل ضغطا على المنظومة الصحية اذا ارتفع انتشار الاصابات بين المرضى وكبار السن وغير متلقي المطاعيم.
خبير الاوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني قال، ان المطاعيم للفيروس الاصلي، تمنح الحماية للانسان من الإصابة بكورونا، او من الإصابة الشديدة به أو الوفاة؛ عبر دفع الجهاز المناعي لتكوين أجسام مضادة لمكافحته.
واضاف “تستخدم مطاعيم ضد فيروس كورونا الأصلي، نسخة غير ضارة بالبنية الشوكية الموجودة على سطحه تسمى بروتين”، لافتا الى انه بخصوص فعالية المطاعيم، فجميعها فعالة وبنسب مختلفة؛ وهناك تفاوت بين فعالية المطعوم بين الجرعة الأولى والثانية؛ وطبعا تزيد نسبتها للقاح بعد الثانية؛ وتتراوح نسبة فعالية المطعومات بين 92 % إلى 65 %، وحسب نوع اللقاح؛ بينما تدخل اسباب أخرى في تحديد نسبة الفاعلية، كالمناعة الشخصية، وانخفاضها او ارتفاعها، والحالة المرضية، والفئة العمرية، وهل توجد عمليات زراعة للاعضاء لدى متلقي المطعوم او لا.
وبين وجوب أخذ الفترة الزمنية بين الجرعة الأولى والثانية بالحسبان، لانه اذا توقفنا فقط عند الجرعة الأولى، فهذه الفاعلية منخفضة ولا تستمر طويلا.
واشار المعاني الى ان منظمة الصحة اعتمدت المطاعيم ضد كورونا الأصلي، من حيث الفعالية والمأمونية، وتكون مسؤولة علميا وفنيا عن المطاعيم، لانها المرجع العلمي العالمي في مجال الأوبئة والامراض السارية والتوصية بالمطاعيم واعتمادها او عدم اعتمادها.
اما بشأن المطاعيم الموجود لـ”اوميكرون”، فما تزال للآن غامضة، ولم يجر تأكيد اي معلومة علمية بخصوص فعاليتها، ولكن يمكن ان تقل فعالية اللقاحات ضد الفيروس الأصلي مع “اوميكرون”، نظرا لتغير شكله عن الفيروس الأصلي بنسبة كبيرة.
الى ذلك، أعلنت وزارة الصحة، أمس، عن تسجيل 28 وفاة و4665 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 11661 وفاة و963655 إصابة، وبلغت نسبة الفحوصات الإيجابيّة 9.14 بالمائة.
وأشارت الصحة إلى أن عدد الحالات النشطة حالياً وصل إلى 57917 حالة، بينما بلغ عدد الحالات التي أدخلت، اليوم، إلى المستشفيات 202 حالة، وعدد الحالات التي غادرت المستشفيات 136 حالة، فيما بلغ العدد الإجمالي للحالات المؤكدة التي تتلقى العلاج في المستشفيات 1139 حالة.
وأظهر الموجز أن نسبة إشغال أسرّة العزل في إقليم الشمال بلغت 29 بالمائة، بينما بلغت نسبة إشغال أسرّة العناية الحثيثة 50 بالمائة، فيما بلغت نسبة إشغال أجهزة التنفس الاصطناعي في الإقليم ذاته 31 بالمائة.
وأضاف أن نسبة إشغال أسرّة العزل في إقليم الوسط بلغت 27 بالمائة، في حين وصلت نسبة إشغال أسرّة العناية الحثيثة في الإقليم ذاته إلى 38 بالمائة، ونسبة إشغال أجهزة التنفس الاصطناعي إلى 18 بالمائة.
وفي إقليم الجنوب، بلغت نسبة إشغال أسرّة العزل 12 بالمائة، ونسبة إشغال أسرّة العناية الحثيثة 14 بالمائة، فيما بلغت نسبة إشغال أجهزة التنفس الاصطناعي في الإقليم ذاته 10 بالمائة.
وأشار الموجز إلى تسجيل 3677 حالة شفاء، ليصل العدد الإجمالي لحالات الشفاء المتوقعة بعد انتهاء فترة العزل (14 يوماً) إلى 894077 حالة.
كما أشار إلى إجراء 51029 فحصاً، ليبلغ العدد الإجمالي للفحوصات التي أجريت منذ بدء الوباء 12271386 فحصاً.
وأظهر الموجز أن عدد متلقي الجرعة الأولى من لقاح كورونا وصل إلى 4148954، فيما وصل عدد متلقي الجرعتين إلى 3760970.-(بترا)