هل تبحث عن مغزى الحياة؟ انظر إلى تجاربك الأكثر خطورة

في العامين الماضيين، تعرضت حياتي لسلسلة من التجارب الصعبة. ورغم مرارة هذه التجارب، وجدت نفسي هادئةً بصورة مدهشة، ورحت اتأمل في كل تجربة وأتعامل معها بمرونة. هذا المقال مأخوذ عن المدونة "جيمي فريدلاندر" (Jamie Friedlander) والتي تتحدث فيه عن تجربتها الشخصية في إيجاد معنىً لحياتها.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة “جيمي فريدلاندر” (Jamie Friedlander) والتي تتحدث فيه عن تجربتها الشخصية في إيجاد معنىً لحياتها.

ورغم مرارة هذه التجارب، وجدت نفسي هادئةً بصورة مدهشة، ورحت اتأمل في كل تجربة وأتعامل معها بمرونة.

جعلتنا الظروف الصعبة أنا وزوجي أكثر قرباً، فاشتدت عاطفتي أكثر من أي وقت مضى، مما دفعني إلى اتخاذ قرارات أفضل. وبالإضافة إلى ذلك، بدأت أفكر بشكل أكثر عمقاً في الحياة، ما سمح لي بالتواصل بشكل أعمق مع كتاباتي.

اتضح لي لاحقاً أنَّ مشاعري قد أثبتها العلم، فقد وجدت دراسة أجراها كل من “شون ميرفي” (Sean Murphy) و”بروك باستيان” (Brock Bastian) في عام 2019 قد نشرت في مجلة “ذا جورنال أوف بوزيتيف سايكولوجي” (The Journal of Positive Psychology)، أنَّ “تجارب الحياة الشديدة عاطفياً أكثر أهمية”؛ فعندما يتعلق الأمر بخلق حياة ذات معنى، تكون شدة التجربة أكثر أهميةً من كونها إيجابية أم سلبية.

وقبل هذه الدراسة، دعمت أبحاث كثيرة النظرية القائلة بأنَّ تكافؤ الأحداث، أي مدى إيجابيتها أو سلبيتها؛ هو الأكثر أهمية عند التفكير في أي الأحداث في حياتنا حملت مغزى أكبر. كما دعمت بعض الأبحاث فكرة أنَّ الأحداث الإيجابية هي الأكثر أهمية، بينما افترض بحث آخر أنَّ الأحداث الصادمة كانت الأكثر أهمية لكونها تغير فهمنا للعالم وتجبرنا على البحث عن المعنى.

حاولت هذه الدراسة إثبات أنَّ التكافؤ في التجربة ليس هاماً، بل المهم هو شدة العاطفة التي فيها، وقد أجرى المؤلفون ثلاث دراسات طلب معظمها من المشاركين تقييم عدة أشياء تتعلق بأحداث الحياة الهامة:

  • مدى أهمية التجربة.
  • كم كانت التجربة ممتعة أو مؤلمة.
  • مدى شدة التجربة عاطفياً.
  • التواصل الاجتماعي، أو مدى مشاركة التجربة مع الآخرين.
  • مقدار التأمل الذي حفزه الحدث.
  • كم كانت التجربة فريدة بالنسبة للشخص.
  • ما إذا كان المشاركون يعتقدون أنَّ الحدث وقع لسبب ما.
  • مقدار النمو الشخصي الذي ألهمه الحدث، والذي جرى قياسه من خلال شعورهم بأنَّ التجربة جعلت منهم أشخاصاً أفضل.

وجد الباحثون أنَّ التجارب السعيدة والحزينة الهائلة كانت بنفس القدر من الأهمية، وأنَّ الأحداث العاطفية للغاية كانت أكثر أهمية من الأحداث الأكثر اعتدالاً وحيادية.

لذا كتب مؤلفو الدراسة: “قد تكون الأحداث المؤلمة والممتعة ذات مغزى أكثر من غيرها، وذلك بسبب ميلها المشترك إلى أن تُختبَر بعاطفة شديدة”.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات تساعدك على التعلم من أخطاء الماضي

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/EOXBWrvY6X8?rel=0&hd=0″]

في محاولة لفهم هذا الاستنتاج بشكل أفضل، سألت نفسي الأسئلة المذكورة أعلاه بخصوص حدث كبير في حياتي: طلاق والديَّ؛ إذ كان الحدث مؤلماً وشديداً وصادماً من الناحية العاطفية، ولكنَّه كان ذا مغزى أيضاً؛ ذلك أنَّه قد دفعني إلى تعزيز علاقتي مع أخي التوأم، وأجبرني على التفكير في كيفية مساهمة طفولتي في ما أنا عليه اليوم؛ فأُلهمتُ نمواً شخصياً أكثر من أي لحظة أخرى في حياتي حتى الآن.

يحتل طلاق والديَّ مرتبة عالية في أهم لحظات حياتي بالإضافة إلى النقاط الرئيسة الأخرى مثل يوم زفافي؛ ورغم أنَّ أحدهما كان إيجابياً بشكل لا يصدق والآخر كان سلبياً للغاية، إلا أنَّني أعتقد بأنَّ كليهما قد ساهما بالقدر نفسه من الأهمية في قصة حياتي.

عندما يتعلق الأمر بالبحث عن معنى في حياتنا، فمن الأفضل إلقاء نظرة على أكثر التجارب قسوةً.

كتب مؤلفو إحدى الدراسات التي بحثت في مغزى الحياة: “وجدنا أنَّ هذه القواسم المشتركة قد تكشف عن صورة أكثر كمالاً ودقة حول ما يحدد الأحداث التي نجدها ذات مغزى ولا تُنسى؛ فقد وُجد أنَّ الأحداث القاسية أكثر أهمية جزئياً بسبب شدتها العاطفية، بالإضافة إلى التأمل الذي تلهمه”.

إذاً ماذا يعني كل هذا بالضبط؟ كبشر، نحن دائماً ما نبحث عن معنى في حياتنا، فنكتب نسخة مليئة بالتجارب السلبية والإيجابية من قصة حياتنا؛ ورغم اعتقادنا أنَّ الأحداث الإيجابية هي الأكثر أهمية، إلا أنَّ الأحداث السلبية لها الأهمية نفسها.

قد يكون من الصعب معالجة الأحداث الصادمة، فكثير منا يتحسر على معاناته ويتساءل لماذا أنا؟ لكنَّ هذه الأبحاث التي ذكرت توضح كيف أنَّ الأحداث الصادمة -رغم صعوبتها- عنصر ضروري لحياة ذات معنى.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!