هل يجوز إخراج زكاة الفطر لغير المسلمين

" هل يجوز إخراج زكاة الفطر لغير المسلمين في الشرع؟" هذا ما تُجيبكم موسوعة عليه من خلال هذا المقال، حيث إن الزكاة أحد أركان الإسلام التي أوصانا الله تعالى

mosoah

هل يجوز إخراج زكاة الفطر لغير المسلمين

” هل يجوز إخراج زكاة الفطر لغير المسلمين في الشرع؟” هذا ما تُجيبكم موسوعة عليه من خلال هذا المقال، حيث إن الزكاة أحد أركان الإسلام التي أوصانا الله تعالى بها، وجاءت في السُنة النبوية فقد قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم” بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان”، فيما أن زكاة المال هي التي تُطهر وتُزكي النفوس وتُزيد الأموال وتحفظ الأنفس وتُرقي العبد عند المولى عز وجلّ وتكفيه شر الأقدار، فيما اختلف البعض حول إعطاء الزكاء لمن لا يدينون بملة الإسلام، مما أثار جدلاً واسعًا في الآونة الأخيرة لذا نُسلط الضوء على القضية الجدلية التي يهتم بها كل مُسلم في مقالنا، فتابعونا.

هل يجوز إخراج الزكاة لغير المسلم

يُعد إخراج زكاة الفطر من العبادات الأساسية التي لابد أن يقضيها المسلم بعد صوم شهر رمضان وحلول عيد الفطر المُبارك الذي فيه تحلّ البركة ويغمُر الأرض السلام والفرحة، إذ أن شهر رمضان قام العبد فيه بالصلاة والصوم وإخراج الصدقات كما أمرنا الله تعالى في سورة البقرة في الآية 186 “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”.

لتتجسد فوائد إخراج الزكاة في إرساء مفهوم التكافل الاجتماعي، وتفعيل التعاون بين القوي والضعيف من يملك ومن لا يملك، فما هو حكم الشرع في إخراج الزكاة لغير المسلم، هذا ما نوّضحه في السطور الآتية:

  • أشار علماء الدين إلى إمكانية اعطاء زكاة المال لغير المسلم، إلى جانب إخراج الزكاة من بيت المال إليهم، ويُرجع هذا الحكم إلى سببين؛ إما لدرء الشرور التي قد يُسببونها لمُخرج الزكاة، لذا فهو بذلك يتفادى الصدام معهم، وفي الحالة الثانية للأثر الكبير الذي يتركه هذا العمل في نفوس غير المسلمين وتأليف قلوبهم، وتوطيد أواصر المحبة معهم.
  • فقد جاءت آيات من الذِكر الحكيم تُشير إلى جواز إخراج الصدقات لغير المسلم من بينها ما ورد في قوله تعالى من سورة التوبة الآية 60 “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”، فيما يُشير بعض العلماء إلى إخراج الزكاة على سادة غير المسلم، مما يؤثر على قلوبهم وميولهم إلى دين الإسلام الحنيف، فإذا أسلموا أضاف إلى المسلمين شخصًا قويًا ونافعًا، وإن لم يفعلوا فيكفي درء الشرور التي تأتي منهم.
  • وكذا فقد وردت الآيات التي تُوّجه إلى الإحسان على غير المسلمين من خلال ما جاء في سورة الممتحنة في الآية الثامنة” لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”، لطالما لم يُسيئوا إلينا ولا يُشكلوا بالنسبة للمسلم تهديدًا لدينة وأهله ومنزلة، فلا حرج عليه في التصدُق عليهم وإخراج الصدقات عليهم.
  • إذ واجه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أفعال المشركين بالمحبة والصبر والخير حتى أسلم معظمهم، وآمنوا بالله عز وجلّ، فقد قال فوان بن أمية” ما هناك أحد أبغض إلي من محمد عليه الصلاة والسلام فلم يزل يعطيني ويعطيني حتى صار أحب الناس إلي، وحتى أدخل الله علي الإسلام”، وهذا تجسيد للإحسان في أسمى معانية، هو أن تواجه السيئة بالحسنة وأن تدفع الشر بالخير.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر لغير المسلمين

  • تُعتبر إخراج الزكاة إلى غير السلمين دعوة إلى اعتناق الدين الإسلامي، وذلك من خلال القول والعمل اللين، حيث يجد الفقهاء إن في إعطاء زكاة الفطر لغير المسلمين خير ورحمة وعطف وتعاون فيما بين المسلم وأخيه المسلم عملاً بقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
  • فإذ يُعد التآزُر حق والتعاون اجب كل مسلم أن يؤديه مع أخيه المسلم إذا وجده في حاجه أو ضائقة مادية أو عُسره، ولإن يفرج على أخيه يفرج الله عليه.
  • يجوز إخراج زكاة الفطر لغير المسلم خاصةً أثناء انتشار الأوبئة والأمراض، مثلما أكدت دار الإفتاء المصرية، إذ أن فيه تكافل اجتماعي.

فيما أمر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أسماء بنت أبي بكر أن تصل رحمها، بقولها لها” صلي أمك” حين جاءتها وهي لا مازالت على دينها ولم تُسلم وجهها لله تعالى، لذا فإن إخراج الزكاة لغير المسلم والإحسان إليهم ومعاملتهم باللطف واللين والرحم والمودة لهو ما له من جلّ الآثر في رفع روح التآخي والتحاب، بل وإسلام البعض منهم، إذا لم تكن هناك حالة حرب وتأهب واستعداد للنزال بين الطرفين، فيجوز شرعًا إخراج الزكاة على غير المسلم، والله أعلم.

Source: mosoah.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!