هل يدفن الجنين في عمر شهرين

هل يدفن الجنين في عمر شهرين ، حكم الصلاة بعد الإجهاض في الشهر الثاني ، وفاة الجنين في الشهر الثالث هل يدفن ، هل يدفن الجنين الميت في الشهر الرابع .

mosoah

هل يدفن الجنين في عمر شهرينهل يدفن الجنين في عمر شهرين

هل يدفن الجنين في عمر شهرين ؟ يعد هذا السؤال من أهم الأسئلة التي قد احتلت مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، والجدير بالذكر هو أن الدين الإسلامي المبين، لم يترك لنا أي مسألة دون أن يوضح لنا كافة جوانبها وكيفية التصرف فيها بشكل صريح، ونظرا لكون أنه من المحتمل جدا أن يقع أي من عباد الله في ابتلاء فقدان الولد والجنين، فما هو حكم الشرع في هذه المسألة، نظرا لكون يقف العباد حائرين لا يعرفون التصرف الصحيح، هل يجب دفن الجنين أم يُرمي هذا الفقيد كما يفعل البعض، فما هو التصرف الصحيح ؟ وبناءا علي كثرة التساؤلات حول هذه المسألة فستحمل طيات سطور مقالنا الأتية في موسوعة كافة المعلومات الممكنة حول حكم دفن الجنين خصوصا في حالة لو كان في عمر الشهرين.

هل يدفن الجنين في عمر شهرين

لم يترك لنا الشرع الإسلامي أي مسألة دون البث فيها من كافة الجوانب الحكمية، حتي في أصغر المسائل، وبناءا علي هذا فإن الدين الإسلامي قد حدد لنا حكم دفن الجنين في شهره الثاني في حالة وفاته أو سقطه، وهو كما يلي ذكره.

  • قد أجمع جمهور الفقهاء علي أن الجنين المتوفي في عمر شهرين أو الذي قد سقط في شهره الثاني، لا يتم دفنه، وهذا نظرا لكونه لا يعامل معاملة الأدميين، فلم يُنفخ فيه من الروح بعد.
  • ووفقا لما أشار إليه الفقهاء، فإن هذا الجنين لا يدفن ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلي عليه حتي، فلا تجوز عليه هذه الأحكام وليس حقا لها، وهذا بسبب أنه قد تُوفي من قبل أن ينفخ فيه الله الروح.
  • علاوة عن كون الشيخ بن عثيمين قد قال في هذه المسألة ” السقط إذا مات قبل أربعة أشهر فليس بآدمي، بل هو قطعة لحم يدفن في أي مكانٍ كان ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يبعث يوم القيامة “.
  • والجدير بالذكر حقا حول هذه المسألة هو أن الدم الذي ينزل من المرأة نتيجة لفقدانها الجنين ليس بدم النفاس، وإنما ما هو إلا دم أستحاضه، أي أنه من الممكن أن تتطهر المرأة وتصلي فروضها، طالما لا يزال الطفل في شهره الثاني ولم يتخطى الرابع.

حكم الصلاة بعد الإجهاض في الشهر الثاني

  • وفقا لما أجمع عليه جمهور العلماء، فإن كان الإجهاض بعدما قد تخلق الجنين، وظهرت عليه علامات البشر والأدمية سواء من راجل أو رأس أو يدين، وتواجد الدم ولو كان بسيطا، فهو دم نفاس، فلا يجوز لها الصلاة قبل أن تتطهر حتي ولو بقيت علي هذا الحال لأربعين يوما، وهذا نظرا لكون مدة النفاس هي الأربعين.
  • علاوة علي أنه في حالة لو تطهرت المرأة قبل مدة الأربعين يوم بالنصف أو بشهر فيمكنها الاغتسال والصلاة والصيام بل وتحل لزوجها، ولكن في حالة لو أستمر معها الوضع عليها الانتظار الأربعين، دون أن تقرب الصلاة أو الصوم أو زوجها.
  • وفي حالة إتمامها الأربعين عليها الاغتسال والصوم والصلاة وتحل حينها لزوجها، حتي ولو تواجد الدم مستمرا، فحينها لا يكون هذا الدم دم النفاس وإنما هو دم فاسد، فيحل لها زوجها وتجب عليها الصلاة والصوم.
  • والجدير بالذكر هو أنه في حالة تطهرها قبل أن يمر الأربعين يوما، فيمكنها أن تغتسل وتصلي وتصوم لا حرج في ذلك.
  • أما في حالة لو كان الإجهاض حاملا للدم أو لقطع اللحم الغير متخلقة والغير حاملة للملامح البشرية، فيعد هذا الدم ما هو إلا دم فاسد، وما هو بالنفاس فعليها بالتطهر والغسل ويحل لها الصلاة والصوم وزوجها.

إسقاط جنين عمر شهرين

تساءل الكثيرون حول حكم إجهاض الجنين في شهره الثاني، وهذا نظرا لكونه لم ينفخ فيه من الروح بعد، أي أنه لا يعد بشرا حينها، طالما لم يبلغ شهره الرابع، وفي السطور الأتية سنستعرض سويا أراء الفقهاء حول هذه المسألة.

  • وفقا لما أجتمع عليه جمهور الفقهاء، فقد حرمت الشريعة الإسلامية إجهاض الأجنة، وهذا بغض النظر عن في أي شهر هو، فهذا في جميع مراحله وهيئاته، حتي وإن كانت درجة التحريم تتفاوت من طور إلى أخر.
  • وهذا نظرا لكون أن الذنب والإثم يتواجد في جميع المراحل، ووجب دفع كفارة القتل، وهذا بناءا علي ما أورده الإمام الغزالي رحمه الله ” وأول مراتب الوجود أن تقع النطفة في الرحم وتختلط بماء المرأة وتستعد لقبول الحياة وإفساد ذلك جناية فإن صارت مضغة وعلقة كانت الجناية أفحش وإن نفخ فيه الروح واستوت الخلقة ازدادت الجناية تفاحشا، ومنتهى التفاحش في الجناية بعد الانفصال حيا “.
  • علاوة عن أنه قد أتفق مع الغزالي الكثير من أهل الحنابلة والشافعيين والمالكية، وشاهدهم في ذلك هو تعديهم علي مخلوق في مراحل تكوينه ليكون مؤمنا بالله عز وجل، والجدير بالذكر هو أن شريعتنا الإسلامية تحثنا علي عدم إيذاء النباتات، لذا فتحريم التعدي علي النطف الحية أولي.
  • والجدير بالذكر هو أنه قد أباح الشرع التخلص من الجنين في حالة أقر الطب بأن تواجده يشكل خطرا علي حياة الأم، وذلك في حالة كان عمر الجنين اقل من المئة وعشرين يوما، وحتي ولو جاوز ذلك طالما تتواجد خطورة علي حياة الأم.

وفاة الجنين في الشهر الثالث هل يدفن

تساءل الكثيرون حول حكم رمي الجنين دون دفنه، وهذا إذا لم يكن قد أتم الأربع أشهر، وبناءا علي هذا سنستعرض في السطور الأتية ما قد أجمع عليه جمهور العلاء.

  • أجمع جمهور الفقهاء أنه لا يجوز رمي الجنين دون دفنه، علي الرغم من كون أن الجنين لم يتخطى شهره الرابع فلم ينفخ فيه من الروح، أي أنه ليس بأدمي، فلا يجوز دفنه أو تغسيله أو تكفينه أو معاملته معاملة الأدميين.
  • والجدير بالذكر هو أنه علي الرغم من كون أنه لا يجوز دفنه، إلا أنه لا يجوز رميه أيضا، فقد أجمع جمهور الفقهاء علي أن جنين السقط وهو ما لم يتم شهره الرابع يدفن في أي أرض.
  • حيث أن شيخ الإسلام بن تيمية قد بيّن في الفقه الحنبلي أن السقط لا يفسل ولا يصلي عليه حتي يكمل الأربع أشهر، إلا أنه لا يتم رميه في أي مكان، فهذا لم يرد في شرع الله.

هل يدفن الجنين الميت في الشهر الرابع

قد سبق وأشارنا إلى أن الجنين المتوفي طالما لم يبلغ شهره الرابع، فهو يسمي بالسقط، ولا يجوز عليه أحكام الآدمية، سواء من تغسيل أو تكفين أو دفن، وهذا نظرا لكون أنه لم تُنفخ فيه الروح بعد، أما في حالة لو كان قد بلغ شهره الرابع فماذا سيكون الحكم ؟ وهذا ما سنتعرف عليه في السطور الأتية.

  • أجمع جمهور العلماء علي أن الجنين لو توفاه الله ولكن بعدما قد بلغ شهره الرابع، فتلتصق به كافة أحكام الأدميين، أي أنه يغسل ويكفن ويصلي عليه ويدفن، وهذا نظرا لكون انه حينما يبلغ شهره الرابع فينفخ فيه من الروح.
  • مما يعين أن هذا الجنين لم يبقي كقطع من اللحم، بل قد تحل إلى روح قد أخذت كافة أحكام الموت وسكراتها كأي أدمي، علاوة علي أن الفقهاء قد أجمعوا علي أن هذا الجنين لا تجوز له العق، وهذا نظرا لكون العقيقة تقام في اليوم السابع من ولادة المولود.
  • والجدير بالذكر هو قول بن عثيمين حول إمكانية عقه، فقد أباح أن تقام له العقيقة، ولكنها لا تكون كمثل من ولد حيا، فقد قال ” إذا كان بعد أربعة أشهر فقد نفخت فيه الروح وصار إنساناً فإذا سقط فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويسمى ويعق عنه، لكن العقيقة عنه ليست كالعقيقة عمن ولد حيًا “.
  • كما أن العديد من الشافعيين وابن باز قد كانوا أتخذوا نفس رأي بن عثيمين، وعليه فقد أفتت به اللجنة الجائمة في المملكة العربية السعودية، فقد أستدلوا من سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم والتي أوردته لنا  أم كرز رحمها الله ” عن الغلامِ شاتانِ، وعلى الجاريةِ شاةٌ لا يضركُم ذُكرانًا كنَّ، أم إناثًا “.
  • فقد أجمع جمهور العلماء بان هذا الحديث قد كان شامل للسقط طالما قد نفخ فيه من الروح، وهذا نظرا لكون ما قد سبق الشهر الرابع فلا يجوز له، ولا يعامل معاملة الأدميين، فلم ينفخ فيه من الروح بعد.

في النهاية ومع وصولنا لنقطة الختام في مقالنا الذي أجاب عن سؤال هل يدفن الجنين في عمر شهرين فنكون قد أوردنا الإجابة في أنه لا يدفن الجنين في شهره الثاني وهذا نظرا لكونه لم تبعث فيه الروح بعد، فلا يصلي عليه ولا يكفن أو يغسل ولا يدفن.

المراجع

  • 1
  • 2
Source: mosoah.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!