وذمة حليمة العصب البصري مرض يصيب العينين. وهو يتسم بظهور التهاب في منطقة العصب البصري الأقرب لشبكية العين بسبب زيادة الضغط داخل الجمجمة.

في بعض الحالات، لا يؤدي هذا المرض إلى ظهور أعراض، وفي حالات أخرى، يؤثر بشكل كبير على الرؤية. المشكلة هي أنه، خلف هذا المرض، يمكن لبعض المشكلات الصحية الخطيرة أن تكون مختبئة، كأورام المخ على سبيل المثال. وفي هذه المقالة، نشرح كل ما تحتاج إلى معرفته عن هذه الحالة.

وذمة حليمة العصب البصري

تتسم هذه الحالة، كما ذكرنا، بظهور الالتهاب في القرص البصري للعين. عادةً ما يصيب ذلك العينين في نفس الوقت، ويظهر في صورة وذمة ثنائية حول القرص البصري.

يرجع أصل هذا المرض إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة. الجمجمة هيكل عظمي ثابت، وفيها نجد أعضاء ومواد مختلفة. إحدى هذه المواد هي السائل النخاعي. وعندما يزيد حجم أو كمية أي شيء داخل هذا الصندوق المكوّن من العظم، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة الضغط.

وذمة حليمة العصب البصري تظهر عندما يزيد الضغط الداخل الجمجمة عن ضغط 200 ميليمتر من الماء. يمكن لهذه الزيادة أن ترجع إلى كتلة أو ورم. على الجانب الآخر، يمكن أن تنشأ هذه الزيادة بسبب زيادة كمية السائل النخاعي.

مسببات الحالة المحتملة

كما ذكرنا، تظهر حالة وذمة حليمة العصب البصري بسبب زيادة الضغط داخل الجمجمة. يزيد هذا الضغط بسبب زيادة كمية السائل النخاعي أو بسبب ظهور كتل شاذة في المخ.

هاتان الحالتان شائعتان في مواقف مختلفة. عندما نتحدث عن الكتل الشاذة، نشير إلى الأورام، الخراجات الناشئة عن العدوى، أو الدم بسبب النزف.

ولكن، وفقًا لدراسة منشورة في Journal Neurology Supplements، أكثر مسببات المرض شيوعًا هو زيادة الضغط مجهول العلة. يعني ذلك أن الضغط يرتفع داخل الجمجمة، ولكن السبب الكامن يكون مجهولًا.

في بعض الحالات الأخرى، يرجع الأمر إلى التهاب السحايا أو التهاب السحايا. ويؤكد تقرير منشور في Colombian Neurological Act أن الحالة قد تكون عرضًا لمتلازمة فيرنيكه.

المسببات الأقل شيوعًا تشمل الآتي:

• متلازمة غيلان باريه
• فرط فيتامين أ
• أورام النخاع
• متلازمة الوريد الأجوف العلوي

ما هي أعراض وذمة حليمة العصب البصري

أعراض هذه الحالة متنوعة ومتغيرة. في البداية، لا تؤدي عادةً إلى ظهور أعراض ويكتشفها المتخصصون فقط أثناء القيام بفحص قاع الحدقة المتوسعة. ولكن، مع تقدم المرض، يبدأ التلف اللاحق لألياف العصب البصري في إنتاج علامات واضحة.

في هذا الصدد، ينتهي الأمر بوذمة حليمة العصب البصري إلى التأثير على بصر المصاب. فتصاب الرؤية بالازدواج، عدم الوضوح، أو حتى تختفي تمامًا لبضع ثوان. والعديد من المرضى يعانون أيضًا من الحساسية للضوء.

معظم نوبات فقدان البصر تستمر بضع ثوانٍ فقط. بالإضافة إلى ذلك، زيادة الضغط داخل الجمجمة قد يتسبب في ظهور أعراض غير بصرية. يشمل ذلك، على سبيل المثال، الصداع والغثيان والتقيء.

يميل الصداع إلى أن يكون أشد عند الاستيقاظ في الصباح والتحسن خلال اليوم بعد ذلك. وإذا ظهرت الحالة بسبب التهاب السحايا، يمكن لتصلب قفوي الظهور في مؤخرة الرقبة.

علاج وذمة حليمة العصب البصري

الهدف الرئيسي لخطة علاج هذه الحالة هو إزالة سبب ارتفاع الضغط داخل الجمجمة. من المهم الأخذ في الاعتبار أن هذه الحالة تعتبر حالة طوارئ طبية. وعندما يكون ارتفاع الضغط مجهول العلة، تشمل الإجراءات العلاجية تقليل كمية السائل النخاعي.

في هذه الحالة، وفقًا لمجلة Neurosurgery التشيلية، يستطيع الأطباء وصف مدرات البول كالمانيتول أو الفوروسيميد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لفقدان الوزن أن يكون مفيدًا، وذلك بجانب الحد من استهلاك السوائل والملح.

لدفع السائل النخاعي إلى الدوران بشكل مناسب، يُنصح برفع مستوى الرأس قليلًا عند الاستلقاء للنوم. إذا لم تنجح أي من تلك الإجراءات، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا.

النهج الجراحي يشمل تنفيذ بزل قطني للمساعدة على تصريف السائل. أخيرًا، إذا كان السبب يرجع إلى عدوى أو خراج ناتج عن استعمار بكتيري، يجب أن يتم تقديم مضادات حيوية مناسبة للمريض.

خاتمة

ما يجب تذكره بشأن وذمة حليمة العصب البصري هو أنها حالة تؤثر على العصب البصري. ويظهر المرض بسبب زيادة الضغط داخل الجمجمة، والذي يستجيب للعديد من المواقف المتنوعة.

أحد المسببات الأكثر شيوعًا هو ارتفاع الضغط مجهول العلة. ولكن هذا الأمر يمكن أن يظهر بسبب أورام المخ، النزيف والعدوى. ويجب التعامل مع المرض كحالة طبية طارئة لتجنب التلف الدائم للبصر.