صناعة الشكل وتشابك الألوان في أعمال المغربية جميلة الخطاب

يحتل الشكل والوصف الفني في منجز الفنانة التشكيلية جميلة الخطاب، أحد أهم المكونات الأساسية التي ينبني عليها الفضاء. كما أن العلامات الكثيفة تضمر مجالا فسيحا من الدلالات، فضلا عن الرموز والألياف الضبابية والكتل التي تصنعها وفق منظور مترامي الأبعاد، كي تحرك سكونية الفضاء وتبني وشائج فنية بين نص صامت محكم بنسقية متوالية من التعبيرات ومادة تشكيلية مدججة بمجموعة من الدلالات والمغازي العميقة، والأنساق المختلفة، التي يتم استجلاؤها سيميوطيقيا، وهي في عمقها تشكل مواد أيقونية دالة على مضامين، ومجسدة لتصورات المبدعة جميلة الخطاب.

صناعة الشكل وتشابك الألوان في أعمال المغربية جميلة الخطاب

[wpcc-script type=”ab92b4d817d2125f0135ae00-text/javascript”]

يحتل الشكل والوصف الفني في منجز الفنانة التشكيلية جميلة الخطاب، أحد أهم المكونات الأساسية التي ينبني عليها الفضاء. كما أن العلامات الكثيفة تضمر مجالا فسيحا من الدلالات، فضلا عن الرموز والألياف الضبابية والكتل التي تصنعها وفق منظور مترامي الأبعاد، كي تحرك سكونية الفضاء وتبني وشائج فنية بين نص صامت محكم بنسقية متوالية من التعبيرات ومادة تشكيلية مدججة بمجموعة من الدلالات والمغازي العميقة، والأنساق المختلفة، التي يتم استجلاؤها سيميوطيقيا، وهي في عمقها تشكل مواد أيقونية دالة على مضامين، ومجسدة لتصورات المبدعة جميلة الخطاب.
وبناء على القاعدة النقدية؛ فإن صناعة الشكل من كتل ضبابية وتداخل عناصر اللون والشكل تضع المادة التشكيلية كليا في مفارقة بين سكنات الألوان الباردة وتحولات المادة التشكيلية وفق الألوان الساخنة، التي تصنعها بتنويع لوني متشابك، وهو ما يجعل مجال التوليف في اضطراب نسبي، ولا تترك للفراغ مساحات كبرى لاختزال المادة التعبيرية عن طريق الشكل، فتلجأ إلى استعمال الكثافة اللونية بتمظهرات متباينة، وهو أداء وإن كانت تتبدى فيه تجربة الفنانة جميلة خطاب جلية، فإنه في الآن نفسه يُظهر اقتران العملية الإبداعية بالبناء على ملمس سكوني للعالم، مما يفاجئ القارئ بنبضات تحولية فارقية. وعلى الرغم من ذلك فإن ما تنتجه صناعة الكتل اللونية وتنوع أشكالها، يتحول إلى مادة جوهرية مكثفة الجمال، وكذلك إلى مادة تعبيرية لصيقة بالعملية التشكيلية المعاصرة، تلعب فيها التقنية المستعملة والمتميزة دورا محوريا، فتروم لمسات فنية، يكتنفها الربط التقني بين مختلف العناصر المكونة لأعمالها، من ألوان متنوعة، وخطوط منحنية وأنصاف الدوائر والأشكال المعينة والبيضوية، فضلا عن اختراق اللون لتلك الخطوط والأشكال، ولكل الفضاء التشكيلي بطرق هادئة وممنهجة، ما يُبزغ من المادة الفنية بعض الشخوصات ذات الأوصاف التعبيرية، وذات الصفة الأيقونية للتعبير عن هواجس المبدعة ولواعجها، بتصورات فنية عميقة الدلالة، وبعلامات لونية، تروم من خلالها التعبير بانطباع ذاتي، ووفق خطاب حسي يروم الرؤية البصرية، ويستهدف عين القارئ.
ويتخذ مجال التنوع في المادة التشكيلية لديها مساحات متوسطة ومساحات كبرى، لتتوقف عند حدود العلامات والرموز والخطوط التعبيرية المغلقة، رغبة في تبديد التباينات والمفارقات اللونية، وفي المقابل تقارب بها جوهر عملها بالمادة الأساس التي بنت عليها العمل ككل. لذلك تتبدى أعمالها مثقلة بالإيحاءات والإشارات التي تعكس وجود مجموعة من العوالم والمعارف الفنية، لتمنح القارئ إشارات للتفاعل مع جوهر العمل كليا، الذي يرتبط في عمقه بأبعاد فنية بديعة.
إنه مسار يمتد نحو أسلوب خاص يمتح من الفن التشكيلي أسسه التقنية، وينتج مناحي إبداعية بألوان وأشكال معاصرة ترسي من خلالها المبدعة المتألقة جميلة الخطاب أسلوبها التشكيلي الدلالي في عمق الشكل والوصف بشكل يتخطى النمط المعتاد.

٭ تشكيلي مغربي

صناعة الشكل وتشابك الألوان في أعمال المغربية جميلة الخطاب

محمد البندوري

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!