10 حقائق هامة يجب تذكرها من أجل حياة مليئة بالوعي

إنَّ الوعي الذاتي في الأساس هو فهم صادق لنفسك، وعاداتك الشخصية، ونقاط قوتك، والمجالات التي تحتاج إلى التحسين فيها، وطريقة إدراك الحياة؛ وكلما عرفت نفسك أكثر، كلما أصبحت أفضل في التكيف مع التغيير والنمو بثبات وتهيئة نفسك للنجاح. نقدم إليك في هذا المقال 10 حقائق هامة ستساعدك على فهم عقلك، وذلك لتتمكن من العيش بوعي أكبر.

نقدم إليك في هذا المقال 10 حقائق هامة ستساعدك على فهم عقلك، وذلك لتتمكن من العيش بوعي أكبر؛ أي بمعنى آخر، أن تعيش الحياة وفقاً لشروطك، وتبعاً للمعتقدات والقيم التي تخدمك أكثر على الأمد الطويل.

1. عقلك ودماغك شيئان مختلفان:

“أنا أفكر، إذاً أنا موجود” -رينيه ديكارت (Rene Descartes).

ميَّز رينيه ديكارت منذ قرون بين مهمة العقل الذي أساسه التفكير ومهمة الدماغ، وهو نقاش يجري بين العلماء على مستوى العالم منذ ذلك الحين؛ ولنكون صادقين، إن أنت أشرت إلى عقلك ودماغك، فأنت تشير إلى الشيء ذاته، أليس كذلك؟ يمكن أن يتوقف دماغك عن العمل، لكن لا يمكنك أن تكون على قيد الحياة دون عقلك؛ إذ إنَّ الإنسان ليس إنساناً دون وعي، وعلى الرغم من أنَّ العلماء لم يثبتوا حدوده بعد، فإنَّنا نعلم أنَّ العقل فعَّال للغاية؛ ووفقاً للعلماء:

وفقاً للنقاشات التقليدية، الدماغ هو الجوهر المادي، والعقل هو المنتج الواعي لتلك الخلايا العصبية؛ لكنَّ الأدلة المتزايدة تُظهر أنَّ عقلك يتجاوز بكثير طريقة العمل الفعلية لدماغك.

إنَّ إدراك حقيقة أنَّ عقلك غير مقيد بدماغك، وإنَّه أكثر قوة ويستوعب أكثر بكثير، هو الخطوة الأولى لاكتساب وعي أكبر، حيث تتطلب الحياة الواعية اكتساب مثل هذا الوعي الكبير.

الإجراء اللازم: لا تستهن بالوعي، واسأل عن كل ما تعرفه لتتأكد من صحته.

2. يمكن لعقلك أن يغيِّر دماغك فعلياً:

“لقد حان وقت ليواجه العِلم تلك الآثار الخطيرة المترتبة على حقيقة القول بأنَّ النشاط العقلي الموجَّه إرادياً يمكن أن يغيِّر بوضوح واستمرار وظائف الدماغ” – جيفري شوارتز (Jeffrey Schwartz)، العقل والدماغ (The Mind and The Brain).

معنى عبارة “العقل أهم من المادة” هو أنَّه يمكن لعقلنا التحكم في حالتنا الجسدية والتأثير فيها وتغيير وظائف الدماغ، فعند البحث في غوغل (Google) ستجد أدلة من جميع أنحاء العالم حول أشخاص يعالجون أنفسهم ويفاجئون الأطباء، ويصيغون واقعهم بأفكار مركزة وواعية.

يمكنك أن تشعر بالقوة التي يثيرها تخلصك من خوف مواجهة الناس والتفاعل الاجتماعي معهم، ذلك الخوف المغروس عميقاً داخل نفوسنا؛ لتجد بأنَّ الفكرة التي كانت ذات يوم مخيفة حقاً وتستدعي استجابة الكر والفر، هي الآن أمر ممتع بالنسبة إليك؛ راجع ذكرياتك المؤلمة حتى تصبح غير مؤلمة، وبرر معتقداتك حول هذا الموضوع وأخبر نفسك كم تحب التحدث أمام الناس، وامنح عقلك صوراً جديدة لترى وتثبت أنَّك قادر على تغيير نفسك، إن أنت أردت ذلك حقاً، فهذا جزء هام في الحياة الواعية.

يمكنك الوقوف أمام مجموعة من الأشخاص والحديث معهم ومحاولة الاستمتاع بذلك حقاً، فذلك يجعلك تدرك أنَّ تحقيق أهدافك أمر ممكن تماماً، وذلك على الرغم ممَّا يعتقده كثير من الناس.

الإجراء اللازم: فكِّر في شيء ترغب في تغييره في حياتك؛ هل هو سلوك تتمنى ألا تمتلكه، أم اعتقاد يعيقك؟ الكتابة طريقة رائعة للعثور على كل ما تريده، وبمجرد تحديد ذلك، واصل القراءة.

3. لا يعرف عقلك الفرق بين ما هو حقيقي وما هو خيالي:

تخيل أنَّك تقطع شريحة ليمون؛ تخيل الليمونة الطازجة في ذهنك الآن، ثم استنشق رائحتها، ولاحظ كثرة عصيرها المتساقط حين تقطعها. تخيل نفسك الآن تقضم شريحة، ثم أغمض عينيك وتخيل أنَّ العصير الطازج يسقط من فمك.

هل سال لعابك؟ هذا دليل بسيط وفعَّال يؤكد حقيقة أنَّ أفكارك يمكن أن تتسبب بردود فعل جسدية، فعقلك اعتقد بأنَّك أكلت ليموناً بالفعل. فكِّر الآن فيما يفعله عقلك عندما تتعرض للمواقف الكارثية، أو عندما تستعيد الأحداث السلبية باستمرار، أو حين تتخيل أسوأ الأشياء التي يمكن أن تحدث؛ “عقلك لا يعرف الفرق” كما يقول الدكتور “ديسبنزا” (Dr. Dispenza) في كتابه “أنت العلاج الوهمي، جَعل عقلك هاماً” (You Are the Placebo: Making Your Mind Matter).

يبدو الأمر وكأنَّه يحدث بالفعل؛ لذا يتفاعل جسمك بالطريقة نفسها، فهذه هي الطريقة التي نعاني بها من الإرهاق، وتعب الغدة الكظرية نتيجة فرط الكورتيزول، وحالة الكر والفر المستمرة.

“إن كانت أحلامك كبيرة، عليك أن تحلم بتفاصيل رائعة” – مايك توملين (Mike Tomlin).

عندما تتخيل المكان الذي تريد أن تكون فيه، وكيف تريد أن تشعر، أو العرض التقديمي الذي يجب أن تقدمه، أو المحادثة الإيجابية التي تريد إجراءها، فإنَّ جسمك وعقلك سيتصرفان كما لو كان ذلك يحدث بالفعل؛ وفي وقت لاحق، سيكون عقلك مستعداً لفعل ما تدربت عليه عندما يحين الوقت لذلك.

الإجراء اللازم: تصوَّر ما تريده، تصورَّه كثيراً، وبتفصيل كبير.

4. لا يعرف عقلك دائماً ما هو الأفضل:

يوجد اعتقاد متناقض مفاده أنَّ ما تريد فعله، وما تعتقد بوجوب فعله أمران مختلفان. قد ترغب في التفاعل مع الناس، والشعور بالراحة عند التحدث ضمن مجموعات، لكنَّ عقلك يظلُّ يحاول إبعادك عما يظنه سيكون تجربة مؤلمة؛ لذلك يستجيب جسدك لحالة الكر والفر، فيسبب لك قلقاً شديداً ويدفعك للهروب من الموقف.

توجِّه معتقداتك أفكارك، وتوجِّه أفكارك أفعالك، ونتيجة لأفعالك تغدو شخصاً خجولاً لا تجيد التحدث أمام الناس. تتمثل مهمة عقلك في إبعادك عن الأذى والألم، ولكن قد يجعلك في بعض الأحيان تخجل من أشياء تريد فعلها حقاً، حفاظاً على سلامتك. إنَّ عيش حياة مليئة بالوعي، لا يعني بالضرورة أن تكون حياتك آمنة تماماً؛ إذ عليك في بعض الأحيان أن تخاطر أيضاً.

الإجراء اللازم: ابحث عن التناقضات والأشياء التي ترغب في فعلها إلا أنَّك تخشى القيام بها، واسعَ لتعويد نفسك من خلال تحديد الأهداف.

5. لا يستغرق الأمر سنوات لتغيير السلوك أو المُعتقد:

السبب في أنَّ “العلاج بالكلام” يستغرق وقتاً أطول بكثير مما نرغب، هو أنَّ تردد موجات الدماغ في أثناء التواصل ليس الأكثر فاعلية، وعقلك الباطن هو من يحمل المعتقدات والعادات السلبية. في الحالة الطبيعية عندما نصل إلى التردد نفسه (موجات الدماغ ألفا وثيتا)، يمكننا التواصل بفاعلية أكثر مع هذا الجزء من عقولنا؛ لذلك يترسخ فيها التواصل ترسُّخاً أسرع، وعند توجيهه يمكن أن يعطينا الإجابات التي لا يمكننا الوصول إليها على مستوى واعٍ.

الإجراء اللازم: افتح عقلك لأساليب اللاوعي في إعادة الترتيب، سواءً كان ذلك مقطعاً تعليمياً على يوتيوب (YouTube) أم، معالج تنويم مغناطيسي، وتأكد أنَّه يمكنك التغيير دون خسارة سنوات من حياتك في المحاولة.

شاهد بالفديو: تجنَّب هذه العادات السلبية لتكون أكثر سعادة

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/DiJwUYQptaY?rel=0&hd=0″]

6. يصدِّق العقل الأشياء السلبية أكثر من الأشياء الإيجابية:

إن لم تكن قد سمعت من قبل عن التحيُّز السلبي، فلا شك أنَّك تعرضت لتأثيراته. تذكَّر ذات مرة عندما انتقدك أحدهم أو أساء إليك. على الرغم من أنَّك قمت بعديد من الأشياء الإيجابية في ذلك اليوم، أو تلقيت كثيراً من الإطراءات، هل وجدت أنَّه من الصعب حقاً إخراج هذا الشيء السلبي من رأسك؟ لا يُجْمِع الناس كلهم على هذه المسألة، لكن يحتاج عقلك إلى مزيد من الإيجابيات لمواجهة الأمور السلبية.

الإجراء اللازم: اعمل بنشاط على تعزيز الإيجابية عندما تسمع تعليقات سلبية أو تشعر بأفكار سلبية، واعلم أنَّه يمكنك تغييرها، لكنَّ عقلك موجه سلباً، لذلك عليك ممارسة هذه المهارة؛ فمعرفة ذلك هو الحل لعيش حياة مليئة بالوعي.

7. يؤمن عقلك بالأشياء التي تقولها:

لا تحتاج هذه الفكرة إلى شرح، فإن أخبرت نفسك بأنَّك غبي أو عديم الفائدة، فسوف يؤمن عقلك أنَّ هذا صحيح، وإن أخبرت نفسك بأنَّك تحب أن تكون واثقاً من نفسك، وتشعر بالهدوء، ويمكنك تحقيق ما تريد، فسوف يؤمن بذلك أيضاً (على الرغم من أنَّ عقلك سيحتاج كثيراً إلى سماع ذلك؛ بسبب الانحياز السلبي، تذكَّر)؛ لهذا السبب إن كنت تريد أن تعيش حياة مليئة بالوعي، فعليك التفكير في الأشياء التي تخبرها لنفسك.

الإجراء اللازم: فكِّر في الكلمات التي تخبرها لنفسك كل يوم، وحدد الحالة التي تريد أن تكون عليها، وأخبر نفسك أنَّك قد وصلت إلى تلك الحالة، وشاهد كيف ستتغير.

8. غالباً ما تكون معتقداتك ضارة وغير منطقية:

هل تعلم أنَّه عندما يتعرض الأطفال للعنف الأسري، تصبح أدمغتهم ذات أنماط نشاط مماثلة للجنود الذين يقاتلون في الحرب؟ إن أنت عانيت من صدمة أو تنمر أو إساءة عندما كنت طفلاً، فمن المحتمل أن يكون عقلك الباطن قد شكَّل معتقدات غير منطقية قبل أن يتطور ليصبح منطقياً، وإن سمحت لهذه المعتقدات بأن تتحكم بك، فيمكن أن تدير حياتك بأكملها. ولكن عندما تحدد هذه المعتقدات وتبررها وتعيد النظر فيها، يمكنك تغييرها. إن لم تُعِد النظر في هذه المعتقدات كشخص بالغ، فقد تخاطر بعيش حياتك بناء على أشياء غير منطقية تؤذيك.

الإجراء اللازم: فكِّر في تلك اللحظات الصعبة في الحياة، تلك التي يصعب التفكير فيها ولكن كان لها دور في تكوينك. اعمل على حلها مع اختصاصي معالج، أو اكتبها كلها حتى تتمكن من البدء بطرح الأسئلة وتبرير ما تعتقد بصحته. يُعدُّ التفكير جانباً هاماً من جوانب الحياة الواعية.

9. يتأقلم العقل مع ما هو مألوفٌ بالنسبة له:

نحن مخلوقاتٌ تتحكَّم العادات في حياتهم، ونحب أن نفعل ما نعرفه لأنَّه مؤكد نسبياً، فعدم اليقين والإلمام أمران غير مريحان. ومع ذلك، كل ما هو مألوف لك قد لا يكون في بعض الأحيان مفيداً لك؛ فأنماط تناول الطعام المألوفة لديك، والأفكار السلبية العالقة في ذهنك، والاستنكار الذاتي، ومشاعر القلق، وردود الفعل المبالغ فيها؛ كل هذه الأشياء نفعلها بحكم العادة ولكن ليس بالضرورة لأنَّنا نرغب فيها.

الخبر السار هو أنَّه يمكنك جعل العادات المألوفة غير مألوفة، ولكنَّ العادات الجديدة التي لا تزال على حالها هي تلك التي ترتبط بشخصيتك الحقيقة؛ على سبيل المثال، لا يمكنك لوم نفسك لعدم وصولك إلى هدفك المتمثل في خسارة وزنك، إن لم تكن مقتنعاً بأهمية أن تكون شخصاً لائقاً وصحيحاً. يجب أن تقتنع بما تحاول تغييره، وإلا فلن تلتزم به.

الإجراء اللازم: تخيَّل أنَّه يمكنك مشاهدة نفسك طوال اليوم، ولاحظ فيما إن كانت الأشياء التي تفعلها هي بسبب رغبتك في ذلك، أم أنَّك تفعلها لأنَّها مريحة؛ ابحث عن الأدلة، لا سيما إن كنت تشعر بالذنب أو الحزن أو الغضب أو الانزعاج من شيء تأكله أو تقوله أو تفعله.

10. أنت لا تمثل أفكارك:

“بدلاً من أن تدع أفكارك وعواطفك تسيِّرك، دع الوعي الذي يقف وراءها هو الذي يفعل ذلك” -إيكهارت تول (Eckhart Tolle)،  كتاب “أرض جديدة” (A New Earth).

بناء على الحقائق السابقة التي ذكرناها عن عقلك، فأنت تعلم الآن أنَّ عقلك يؤمن بما تقوله، ويمكن أن يتأثر فعلياً بأفكارك، ويمكن أن يشكل واقعك بالكامل. إذا كان بإمكانك ملاحظة أفكارك، والسماح لها بالتدفق والخروج، والاحتفاظ بالأفكار التي تساعدك، والتخلي عن الأفكار التي لا تساعدك؛ ستصل إلى مستوى من التحكم بالعقل لا يستطيع الوصول إليه سوى عدد قليل جداً من الناس. يبدأ ذلك بالهدوء والقيام بكل ما يجعلك مُركِّزاً وسعيداً، مثل الركض أو التأمل أو المشي أو الاستماع إلى الموسيقى. سيساعدك ذلك في توجيهك نحو عيش حياة متعمدة.

الإجراء اللازم: كن مدركاً لأفكارك السلبية ودرب نفسك على تجاهلها بدلاً من الاستسلام لها والإيمان بها على الفور.

فكرة أخيرة:

نتمنى أن تساعدك هذه الحقائق العشر، والتي على الرغم من أنَّها قد لا تضمن لك عيش حياة مليئة بالوعي، لكنَّها بالتأكيد سوف تساعدك على عيش حياتك وفقاً لشروطك. تذكَّر أنَّك لست مسؤولاً عن الأشياء السلبية التي سمعتها أو مررت بها في حياتك، لكنَّك مسؤول عن تغييرها بكل تأكيد.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!