3 نصائح يمكنك تطبيقها لتسخير الذكاء لصالح العمل

يحب المديرون أن يروا موظفيهم يعملون بجد، لكنَّ الموظفين الذين يعملون بذكاء يستطيعون تحقيق مكاسب أكبر لفرقهم وشركاتهم. يكمن السر في أن تفهم أولاً الفرق بين هذين الصِنفين من الموظفين والنتائج التي تقدمها كِلا الاستراتيجيتين، وأن تُرِيَ مديرك بعد ذلك أنَّ ساعات العمل الطويلة، والتواجد أمام عينيه وقتاً أطول، والعمل دون انقطاع أو استراحات لا يعني بشكلٍ عام تحقيق مزيدٍ من الإنجازات.

كيف تعمل بجدّ؟

يُعَدُّ مفهوم العمل بجد مفهوماً بسيطاً وسهل الفهم لهذا السبب يلجأ إليه العديد من المديرين ويَعُدُّونه النهج الأفضل، فإذا رأوك خلف كمبيوترك مُنْكبَّاً على العمل في أثناء استراحة الغداء، أو إذا بقيت حتى وقتٍ متأخر لتنجز مهمةً إضافية قد يفترضون أنَّ عملك بجدٍّ يعني كفاءة العمل وجودة النتائج. لكنَّ العمل بجدٍّ في الحقيقة لا يعني إلَّا زيادةً في حجم الوقت والجهد اللذين يُكرَّسان لأداء المهام وليس له أي علاقة بالكفاءة في إنجاز المهام، إذ قد تعمل الليل كله لتحقيق نتيجة يستطيع شخصٌ يعمل بذكاءٍ أن يحققها في ساعتَيْن.

كيف تعمل بذكاء؟

يستطيع كل من لديه وقت وقوة في إمكانه أن يكرسهما لأداء عمل ما أن يعمل بجد، أو أن يبدو أنَّه يفعل ذلك على الأقل، لكن أن تعرف كيف تعمل بجد شيء وإتقان العمل بذكاء شيء آخر. لقد صُمِّمَتْ تكتيكات العمل بذكاء لتساعدك في تحقيق أهدافك وإنجاز مهامك بوقتٍ وجهدٍ أقل من اللذين ستبذلهما وأنت تنهك نفسك بالعمل. وباستخدام استراتيجيات إدارة الوقت وزيادة الإنتاجية يمكنك أن تحقق في النهاية نتائج عالية الجودة، وتحتفظ بطاقةٍ أكبر من طاقة زميلك الذي يحاول أن يمضي في طريق العمل المرهق الذي لا يعرف فيه الراحة. أهم شيءٍ في النهاية هي “كفاءة العمل”.

أساس الكفاءة في العمل:

يُعَدُّ مصطلح “الكفاءة في العمل” طريقةً لطيفةً للقول إنَّك تستطيع تحقيق نتيجةٍ أفضل بجهدٍ أقل. عوضاً عن الإخفاق في إدارة الوقت والامتناع نهائياً عن أخذ الاستراحات من أجل إتمام المهام عن طريق العمل ساعاتٍ أطول، أنت في حاجةٍ إلى اتباع بعض العادات الذكية أثناء العمل خلال اليوم.

وفي الوقت الذي لا تزال فيه خرافة العامل الجاد تجذب بعض الناس وتغري من يريدون إرضاء مديريهم، وَجَدَتْ دراسةٌ أجراها عالم الاقتصاد في جامعة ستانفورد “جون بينكافيل”، أنَّ الشخص الذي يعمل أكثر من 50 ساعة في الأسبوع تنخفض إنتاجيته وهذا يعني أنَّك ربما تضيع وقتك في جلسات عمل طويلة أكثر من اللازم، وفي النهاية لن يقدم الشخص الذي يعمل 70 ساعة أسبوعياً أداءً أفضل بكثيرٍ من الذي يقدمه شخصٌ يعمل 55 أو 50 ساعة في الأسبوع.

بعد أن تضع هذه الحقائق في الحسبان اتبع النصائح الآتية من أجل العمل بذكاء دون أن تنهك نفسك بالسهر من أجل العمل حتى منتصف الليل:

1- اتبع قاعدة الأهداف الثلاثة:

يوصي العديد من خبراء الإنتاجية بتركيز الاهتمام على ثلاثة أهداف في اليوم فقط عوضاً عن التركيز على إنجاز قائمة لا تنتهي من المهام. فمن ناحية إذا اعتمدت في عملك على قائمة طويلة وغير محدودة، وكانت المهام تُضاف إليها بشكلٍ مستمر، قد تبدأ تشعر بالارتباك والحيرة فيما يخص ترتيب الأولويات. عوضاً عن القيام بذلك اجلس كل صباح وحدد أبرز ثلاث مهام يجب عليك أن تنجزها خلال ذلك اليوم. دوِّن هذه المهام وخصص لكل واحدةٍ منها فترةً محددة لتركيز الاهتمام عليها حتى تنجزها جميعاً.

2- ركز انتباهك على مهمةٍ واحدة:

لقد تبيَّن منذ وقتٍ طويل أنَّ فكرة القدرة على إنجاز أكثر من مهمة في الوقت نفسه تُعَدُّ خرافةً زائفة، وإذا كنت تعرف كم مرةً قد تتعرض للمقاطعة فيها أثناء الانتقال بين مهمةٍ وأخرى إذا كان بين يديك أكثر من مهمة، سيكون واضحاً بالنسبة إليك أنَّ تعدد المهام لا يُعَدُّ عملاً ذكياً. عوضاً عن ذلك ضع نفسك أمام تحدي التركيز على واحد من الأهداف الثلاثة وحده وراقب كيف سيتحسن تركيزك.

3- اذهب إلى الاستراحة:

قد تبدو هذه الفكر منافيةً للمنطق السائد، لكن تبيَّن أيضاً أنَّ التوقف بشكلٍ منتظم عن تركيز الاهتمام المستمر على العمل يمكن أن يساعدك في النهاية في تحقيق نتائج أفضل من التي ستحققها عند العمل بشكلٍ متواصل دون استراحات. وقد وجد بحثٌ أجراه “بوب بوزن” المحاضر البارز في معهد “ميت سلون” أنَّ الابتعاد عن العمل كل 75-90 دقيقة يساعدك في إنجاز مزيد من المهام من خلال تخفيف الشعور بالتعب، ومنح الدماغ استراحةً تزيح عنه قليلاً من العبء الثقيل الذي يتحمله.

الآن بعد أن أصبح بين يديك دليلٌ يثبت أن العمل بذكاء يُعَدُّ أمراً مفيداً، لم يبقَ إلَّا أن تقنع مديرك بذلك، ومن خلال محاولة اتباع النصائح المذكورة في الأعلى لتحسين كفائتك في العمل، تستطيع الحفاظ على صحتك والتخفيف من الضغط وجعل المدير مسروراً من أدائك في الوقت نفسه.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!