5 استراتيجيات لتحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة

يولَد المرء ضعيفاً جاهلاً بأمور الحياة، ويمر بشدائد تجعله صلبَ العريكة ومنفتح الذهن، وألبيرت إينشتاين (Albert Einstein) أشهر عالِم في عصرِه هو خير مثال على ذلك، حيث وصفه مُعلِّموه بأنَّه طفل فاشل، حتى أنَّه رسب في مادة الرياضيات، ولقد كان يعاني في الحقيقة مِن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؛ لأنَّه كان طفلاً حالماً وضعيف الذاكرة.

وفي عام 1919 أُقيل رسام مِن إحدى وظائف الرسوم المتحركة في صحيفة كانساس سيتي ستار (Kansas City Star)؛ لأنَّ رئيس التحرير وصفه بأنَّه “يفتقر إلى الخيال وليست لديه أفكار إبداعية”، وقد كان هذا الشخص هو والت ديزني (Walt Disney) الذي أصبح فيما بعد صاحِب أشهر شركة للرسوم المتحركة والمُسمَّاة باسمه “ديزني” (Disney). لقد كان والت ديزني (Walt Disney) شخصاً مبدعاً للغاية لدرجة أنَّه ابتكر شخصية الكارتون الشهيرة “ميكي ماوس” (Mickey Mouse)، وقلبَ حياته رأساً  على عقب مُحوِّلاً فشله إلى نجاحٍ باهر.

كما لا بُدَّ لنا مِن ذِكر قصة المتحدث التحفيزي الشهير، نك فوجيتش (Nick Vujicic)، حيث وُلِد فوجيتش (Vujicic) دون أطرافه الأربعة، وقد عانى مِن إعاقته خلال سنوات طفولته، حتى أنَّه حاولَ الانتحار مرة. لحُسن الحظ كان حبُّه لوالديه عظيماً فتغيَّر حاله، وسخَّر مَواطن ضعفه بالتدريج لمصلحته وحوَّلها إلى قوة تُلهِم الملايين مِن الناس حول العالم.

لا عيب في أن تكون لديك بعض مَواطن الضعف؛ بل العيب في الاستسلام لها:

لديك خياران: إما قبول ضعفك ورؤيته كحاجز أو عقبة، أو تحويله إلى قوة فيك ومعرفة كيفية توظيفه كنقطة انطلاق لنجاحك، واعلم أنَّه لن يكون بمقدورك تغيير الظروف التي تمر بها؛ بل تسخيرها لمصلحتك.

شاهد بالفيديو: 20 قول رائع في تحفيز وتطوير الذات

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/YLH1ttwR_ag?rel=0&hd=0″]

هل يجب أن تُركِّز على مَواطن قوَّتك أم ضعفك؟

يُعدُّ هذا أكثر الأسئلة المطروحة شيوعاً في مجال تطوير النفس والسعي إلى تحسين مَواطن الضعف، وبالطبع عليك التركيز على مَواطن قوَّتك وخوض المجالات التي تبرع فيها؛ لكنَّ ذلك لا يعني أن تهمل العمل على تحسين مَواطن ضعفك.

تخيَّل أنَّك تقود سيارةً وفرامل اليد مرفوعة؛ من أجل المُضي إلى الأمام، ففي هذه الحالة تستطيع الضغط على دواسة الوقود، لكنَّ السيارة لن تسير بسرعةٍ وسلاسة إلَّا إذا أنزلتَ فرامل اليد.

يشبه تحسين مَواطن الضعف إنزال فرامل اليد، وعدم السماح لها بإيقافك أو إبطاء حركتك، وبالطبع، يجب عليك ألَّا تُركِّز انتباهك كله على فرامل اليد في أثناء قيادة السيارة؛ الأمر نفسه أيضاً ينطبق على الحياة، فيجب ألا تُركِّز على مَواطن ضعفك؛ بل على قوَّتك، وفي نفس الوقت عليك أن تعمل على تحسين مَواطن ضعفك كيلا تصبح عقبة تبطئ تقدُّمك، ومِن الجيد التركيز على مَواطن قوتك؛ لكنَّ تحسين مَواطن الضعف يمنحك نتائج مذهلة.

كيف تحوِّل مَواطن ضعفك إلى قوة؟

من أجل تحويل مواطن الضعف إلى مواطن قوة اتَّبِع الخطوات الآتية:

1. إدراك وجود ضعف لديك والإقرار به:

كيف لك إصلاح غرض إن لم تعلَم أنَّه معطَّل؟ لذا تتمثل أول خطوة في تحسين نقطة ضعفك في إدراك وجودها، حيث يكون باستطاعتك بذل جهود مدروسة للتغلب عليها.

2. الاستعداد الجيد:

بمجرد أن تعلَم ما هي الأمور التي تمثِّل نقاط ضعفٍ في حياتك، جهِّز نفسك للتغلب عيلها، فمثلاً: إن كان لديك ضعف في تحديد الوجهات؛ فعليك أن تجهِّز نفسك للمسير وتحفظ الدرب عن ظهر قلب. إن كنتَ شخصاً كثير النسيان وغالباً ما تنسى أين ركنتَ سيارتك؛ فالتقِط صورةً باستخدام هاتفك المحمول للمكان الذي ركنتَه فيها كي يَسهُل عليك تذكُّره لاحقاً. يكمن السر في تجهيز نفسك للتغلب على الأمور التي تمثِّل تحدياً لك، وبعبارة أخرى، اتِّخاذ تدابير مضادة. 

وكذلك الأمر عندما يكون عليك تقديم عرضٍ تقديمي لمجموعة مِن العملاء، فتجهِّزه وتتمرن عليه مراتٍ عدَّة قبل موعد تقديمه الحقيقي، حيث يمنحك التجهيز شعوراً بالثقة، ناهيك عن كونه أحد أفضل الطرائق لتحسين مَواطن ضعفك.

3. الاستفادة من مَواطن القوة لدى الآخرين:

أحياناً يكون مِن الأفضل البحث عند الآخرين عن المهارات التي تفتقر إليها والاستفادة منها، فلن يكون عليك فعلُ كلِّ شيء بنفسك؛ بل تفويض المهام والأمور التي لا تجيدها إلى مَن يبرعون فيها. لا تظن أنَّ الرواد ورجال الأعمال الناجحين مثاليون؛ فهم بشر مثلنا يمتازون بمَواطن قوة ويشتكون مِن الضعف؛ وهؤلاء الذين يستفيدون مِن مَواطن القوة لدى الآخرين هم مَن يحققون نجاحاً باهراً.

عندما بداً ستيف جوبز (Steve Jobs) العمل في شركة آبل (Apple) مع ستيف وزنياك (Steve Wozniak)، لم يكن يفقه شيئاً في التكنولوجيا أو البرمجة أو التصميم؛ لكنَّه اعتمد على قدرات مهندس الحاسوب وزنياك (Wozniak) لتصميم أول أجهزة حواسيب في شركة آبل (Apple).

وكذلك جرى الأمر في شركة ديزني (Disney) للإنتاج السينمائي، لقد كان والت ديزني (Walt Disney) هو عنصر الإبداع في الشركة؛ في حين عمل روي ديزني (Roy Disney) على استقرار الشركة من الناحية المالية، وهكذا استفاد والت (Walt) مِن معرفة روي المالية، بينما اعتمد روي (Roy) على إبداع والت (Walt) لتنمية الأعمال.

وهكذا نستنج أنَّك لتحقيق النجاح لا بُدَّ مِن الحصول على مساعدة الآخرين ودعمهم والاستفادة مِن مهاراتهم ومعرفتهم، ولهذا السبب لا ينجح الأشخاص الذين يحملون جميع أعباء العمل على كاهلهم فتؤرقهم كثرة المهام، وإذا لم ترغب في أن تكون رائد أعمال منفرد وأردتَ تنمية عملك والارتقاء به؛ فعليك الاستفادة مِن مَواطن القوة لدى الآخرين.

4. مواجهة ضعفك والمضي قُدما دون الخوف من التبعات:

لن تكون قادراً على تحسين نفسك ما لم تكن مستعداً لمواجهة مخاوفك والإقدام على ما تريد، كما لن تنمو ما لم تكن على استعداد للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك والقيام بشيء مختلف.

الافتقار إلى الخبرة في كثيرٍ مِن الأحيان، ليس دليلاً على ضعفنا في جوانب معيَّنة؛ بل على جرأتنا في مواجهتها، وبالتالي تتكون لدينا مَواطن الضعف في هذه الجوانب. على سبيل المثال: يعتقد كثيرٌ من الناس أنَّهم يفتقرون إلى الإبداع في الكتابة ولهذا السبب يَعدُّونها إحدى مَواطن ضعفهم؛ ولكنَّهم إن تجرَّؤوا على مواجهة هذا الخوف ومارسوا الكتابة يومياً، فستتحسن مهاراتهم فيها في نهاية المطاف.

بناءً على ذلك، إن اعتقدتَ أنَّك تفتقر إلى البراعة في الكتابة؛ فأنشِئ مدوَّنة واكتب 500 كلمة كلَّ يوم، وبعد عام أو نحو ذلك، ستجد أنَّ الكتابة أصبحَت ما يميزك وأنَّ الكلمات تنساب مِن يديك على الورق كما تنساب العبارات المنطوقة مِن شفتيك.

أدرِك أنَّ النجاح لا يولَد مع الإنسان؛ بل عليه الاجتهاد والسعي لنيله، مما يعني ألا تستسلم لفكرة أنَّك لن تصبح بارعاً في أمر ما، واعلم أنَّ الشخص المحترف بدأ مسيرته كمبتدئ، وإن اعتقدتَ مثلاً أنَّك غير موهوب في كرة السلة وتفتقر إلى المهارة؛ فتذكَّر كيف تحوَّل لاعب كرة السلة مايكل جوردان (Michael Jordan) مِن لاعب عادي إلى نجم ساطع في كرة السلة.

إذاً، واجِه مَواطن ضعفك ولا تتحاشاها، ولا تَفقِد الإيمان بنفسك، ولا تدع ظنونك التي تَحد مِن مقدرتك تمنعك من أن تصبح الشخص الذي رسمتَ صورته في ذهنك.

5. إتقان ما تفعل:

صحيح أنَّه لن يكون بمقدورك أبداً أن تكون بارعاً في كلِّ شيء ولستَ مُلزَماً بذلك أيضاً؛ إلا أنَّ بعض المهارات والمهام تستحق التعلم كي تصبح ماهراً فيما تفعل.

لا يَعرِف جاك ما (Jack Ma)، مؤسِّس أكبر موقع للتجارة الإلكترونية في الصين، شيئاً عن البرمجة وليس لديه أدنى فكرة عن كيفية إنشاء موقع على شبكة الإنترنت؛ بل كلُّ ما عليه هو معرفة كيفية عملها.

ليس عليك كذلك فهم كيفية عمل الكهرباء ولستَ مضطراً لأن تكون عامل كهرباء لتعرف كيف تشعل الأنوار في منزلك؛ عليك فقط معرفة الأمور الأساسية، حيث ينطبق الأمر نفسه على الحياة أو العمل أو التجارة، وبعد ذلك يمكِنك الاستعانة بمصادر خارجية وتوظيف آخرين للقيام بذلك.

المسألة هنا مسألة وجود استراتيجية في مقابل إلمام بالأمور التقنية؛ إذ في إمكانك أن تستعين بموظفين لأداء المهام التقنية، لكن يجب أن يكون لديك رؤية شاملة واستراتيجية لتحقيق الإنجازات. 

الخلاصة:

التركيز على مَواطن قوَّتك أمر أساسي؛ لكن يجب ألا تتجاهل مَواطن ضعفك بالكامل، فقد يؤدي تحسين مَواطن ضعفك أحياناً إلى الحصول على نتائج أفضل وتحقيق النجاح، وليس عليك تعلُّم كلِّ شيء؛ لكن يجب ألا تدع مَواطن ضعفك تمنعك مِن أداء عملك. اتَّبِع النصائح الخمس أعلاه لتحويل مَواطن ضعفك إلى قوة، وعندها ستصبح شخصاً لا يُشق له غبار.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!