5 خطوات عملية لبناء ثقافة مبيعات ذات ذكاء عاطفي

أنت تعمل من ثمانِ إلى عشر ساعاتٍ كلَّ يوم، فلماذا لا تسعى إلى خلق وصنع بيئة عمل مناسبة، والتي تدفعك إلى قول: "سأذهب إلى العمل"، بدلاً من: "إنَّني مضطرٌ إلى الذهاب إلى العمل اليوم"؟ لذا نقدِّم إليكَ عزيزنا القارئ 5 خطواتٍ لكي تصبح عضواً ذا قيمةٍ في فريق عملك، وتعزيز ثقافة منظَّمتك في الوقت ذاته.

Share your love

تمثِّل الثقافات التي تحفِّز الموظفين عنصراً ذا جاذبيةٍ وتشويقٍ بالنسبة إليهم، حيث يحبُّ الأشخاص عملهم، ويعرفون ما يفعلونه أيضاً، ويحصلون على التدريب المناسب لتحسين أدائهم، ويعملون مع الأشخاص الذين يفكِّرون في صالحهم؛ حيث تعزِّز فرق المبيعات في مثل هذه الشركات سلوك التعاون والارتقاء بالنفس في موظَّفيهم.

لذا نقدِّم إليكَ عزيزنا القارئ 5 خطواتٍ لكي تصبح عضواً ذا قيمةٍ في فريق عملك، وتعزيز ثقافة منظَّمتك في الوقت ذاته:

الخطوة الأولى، ابدأ بهدفٍ للشركة:

ما يهمُّ في البداية: بناءُ شيءٍ كبيرٍ ومستدامٍ للشركة.

يمكن أن يحدث التشاور حول ثقافة المنظمة حينما لا يكون عدد الموظفين كبيراً، كما وتبقى المشكلات بسيطةً، ويكون التواصل مباشراً بين الموظفين؛ ولكن ما إن تدخل المنظمة في مرحلة التطور والنمو، يصبح التواصل بين الموظفين متقطِّعاً أو غير موجودٍ أساساً، وتصبح المشاركة في الآراء حينها أمراً صعباً للغاية؛ ولتجنِّب ذلك، يجب أن يكون هناك رأيٌ وهدفٌ منتظمٌ عند التأسيس لثقافةٍ جديدةٍ لأيِّ منظَّمة؛ ولخلق هذا الهدف، عليك أن تفهم السبب وراء هذه العملية، وبمعنى آخر: أن تعرف ما الهدف وما المستهدَف من الشركة.

أيَّاً كانت الإجابة والنتيجة، يجب أن تكون طموحةً وجوهرية، حيث تكون جميع الشركات التي يكون لديها هدفٌ أوحد قويٌّ محبوبةً جداً؛ لأنَّها تكون غير متشابهة، مثل: “آبل” و”آيكيا”؛ ولكن ليس معنى ذلك محاولة تكرار أفكار هذه الشركات المشهورة، إذ لا يحبُّ أحدٌ التقليد؛ إنَّما ينبغي عليك عوضاً عن ذلك، البدء بما هو أهمُّ وأكثر إلهاماً للشركة التي تعمل بها، وتنفيذه مباشرةً.

الخطوة الثانية، أسِّس بيئة تعلُّمٍ خاصَّةٍ بك:

ابدأ على مهل، وكوِّن نادياً للكتاب أو للتدوين الصوتي مع فريق عملك، ثمَّ اختر كتباً جديدةً وجيدةً عن التطوير الشخصي والمبيعات كي تكون محور تركيز النادي، وناقش مقتطفاتٍ من هذه الكتب في أثناء اجتماعات المبيعات الأسبوعية، وكيفية تطبيق ما بها من أفكارٍ في حياة أعضاء المجموعة الشخصية والمهنيَّة والاجتماعية.

اعتبر التدريب والتطوير استثماراً لك، وأجرِ الحسابات، وطبِّق قانون الأرباح المركبة؛ وحين يتعلَّم فريق المبيعات أنَّ لديك مهارةً جديدة، ستتمتَّع بمزايا هذا الأمر لسنواتٍ عديدة؛ إذ يمكن ربط زيادة هامش الربح لديك على المبيعات، والحصول على تدفق نقدي أفضل وصفقات مستمرة؛ من خلال تكوين فريق مبيعاتٍ أكثر ذكاءً وحيوية.

الخطوة الثالثة، تخلَّص من كلمة “أنا”:

يعدُّ الوقت من أكثر ممتلكاتنا قيمةً وجودة، لذا يتردَّد الكثير منَّا في مشاركته.

لا شكَّ أنَّ شخصاً ما قد ساعدك حينما كنت لا تزال في بداية مسيرتك المهنية، لذا عليك تحمُّل مسؤوليّتك الاجتماعية ومساعدة الآخرين.

اصطحب موظَّف المبيعات الجديد إلى الغداء، وشاركه بعض النصائح التي ستقلِّل من وقت إتقانه العمل؛ وإذا كان لديك زميلٌ يعاني من انخفاضٍ في الإنتاجية، فاعرض عليه أن ترافقه في عمله لمجرَّد الملاحظة أو المساعدة أو كليهما معاً، فلقد واجهنا جميعاً مثل هكذا حالات، وأنقذتنا مساعدةٌ صغيرةٌ من صديقٍ أو زميل؛ وإنَّه لأمرٌ له تقديره حتماً.

يُحَدَّد أداء شركةٍ ما بأداء أضعف حلقةٍ فيها، إذ يحتاج كلُّ فردٍ أن يحقِّق أهدافه في المبيعات حتَّى يتسنَّى للشركة أن تحقِّق أهدافها الربحية الكبرى على أكمل وجهٍ ممكن.

الخطوة الرابعة، اعترف بجهود الآخرين حولك وقدِّرها:

يقول “سام والتون”، مؤسِّس شركة (وول مارت): “قدِّر كلَّ ما يفعله مساعدوك من أجل العمل، فلا يمكن لشيءٍ أن يحلَّ محل قليلٍ من كلمات الثناء المخلصة والمختارة بعنايةٍ في وقتها الصحيح، وهي أمرٌ مجانيٌّ تماماً ولكنَّه يجلب ثروةً كبيرة”.

يتطلَّب الأمر تكاتف الجميع في قسم المبيعات، حتَّى في الشركات الصغيرة، ويساهم الموظفون من خارج القسم في نجاح الشركة وذيوع شهرتها، فعلى سبيل المثال: فكِّر في الشخص الذي يرد على الهاتف، حيث يعدُّ ذلك أول نقطة اتصالٍ مع عملائك الحاليين والمرتقبين؛ لذا اشكر هذا الشخص على ترك انطباعٍ أوليٍّ جيد، واجعله يعرف مدى تقديرك لمودَّته في التعامل مع العملاء، ومنحهم الشعور بالأهمية والترحيب.

يعمل موظفو المبيعات المنظمون والأكفاء قائمةً بالمهام والأهداف الأسبوعية؛ لهذا حاول إضافة أمورٍ جديدةٍ إلى قائمة مهامك، وهي: تقدير وشكر أحد الأشخاص يومياً، حيث يجعل ذلك هدف موظفي المبيعات الذين يملكون مهارات في التعامل مع الآخرين أن يكونوا “مَلِك أو مَلِكة المديح” في منظَّمتهم، فهم يعرفون أنَّ التقدير لا يصبح موضةً قديمة أبداً.

الخطوة الخامسة، ساهم في بناء مجتمعك:

قد تقرأ هذا الكلام وأنت تفكِّر بداخلك وتقول: “حسناً، ليست شركتي على هذا القدر من الرغبة بعمل الخير؛ ولا يودُّ أحدٌ الاستماع إلى أفكاري عن مساعدة الأشخاص والمجتمع بأكمله”، وقد يكون الأمر صحيحاً، ولكنَّ ذلك لا يهمُّ إطلاقاً؛ لذا عليك التوقُّف عن انتظار أحدهم ليُحدِث التغيير، واجعل قضيَّتك أن تجعل شركة أو منظمة المبيعات التي تعمل فيها معطاءة، وأن تشارك في الأعمال الخيرية والمجتمعيَّة.

تهدف منظَّمات المبيعات ذات الذكاء العاطفي إلى الهدف النبيل والأرباح معاً، وكما قال “المهاتما غاندي”: “كن أنت التغيير الذي تودُّ أن تراه في العالم”؛ لذا ابدأ بالتغييرات الهامَّة واللازمة، وذلك لبناء بيئة مبيعاتٍ قويةٍ الآن، وادعم التعلَّم والعمل الجماعي وردَّ الجميل للآخرين؛ وحينما تتبنَّى منظمتك هذا السلوك، سيكون لديك أشخاص يتمتَّعون بعملية البيع؛ فيكون النجاح حليفهم نتيجةً لذلك.

في الخِتام:

كما رأيت عزيزنا القارئ، لا توجد وصفةٌ صحيحةٌ وكاملةٌ كي تنجح؛ ولعلَّك كقائدٍ ستخوض تجارب كثيرة وتقع في أخطاء كبيرة قبل أن تجد الأمور الهامَّة والسليمة التي تحتاج إلى مكوِّناتك التي ستجعل وصفتك مبهرةً ومذهلةً أمام الجميع؛ فما عليك إلَّا الاستمرار في المحاولة كي تصل إلى ما تريد الوصول إليه في شركتك، وتحصل على النتيجة التي ترضيك وترفع نسبة مبيعاتك.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!