6 أسئلة تساعدك في فهم التسويق بالمحتوى

أتريد أن تحظى علامتك التجارية بمزيدٍ من الانتشار، وتجذب ملايين الزبائن المحتملين، دون أن تنفق فلساً واحداً على الإعلانات المأجورة؟ إليك 6 أسئلةٍ تساعدك في فهم التسويق بالمحتوى، وما هي أبرز الإجراءات المتبعة في التسويق بالمحتوى.

Share your love

قبل أن تَهُزَّ رأسك رافضاً الفكرة لأنَّك تعتقد بأنَّها مستحيلة، إليكَ الدليل الذي يُثبِت أنَّها ليست كذلك: نشرت شركة “شاترستوك” (Shutterstock) إنفوجرافاً يستعرض التوجُّهات الفنية التي كانت سائدةً خلال العام، وقد كان الإنفوجراف مليئاً بالصور التي تستخدم تقنية التصوير بالألوان والموسيقى الرائجة ومقاطع الفيديو المُذهلة، وكان مدهشاً لدرجة أنَّه حصل على:

  • 54 رابطاً نصياً (backlinks).
  • 4194 مشاركةً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
  • 10900 عملية تفاعل.

لقد كان كلُّ ذلك في شهرٍ واحد، فما الذي دفعته شاترستوك حتى تحظى بهذا الانتشار الواسع؟ لم تدفع فلساً واحداً، وكلُّ ما فعلته هو تصميم هذا المحتوى الرائع ونشره حتَّى يراه العالم.

الأمر الجميل هو أنَّه بإمكانك أيضاً تحقيق النجاح الباهر الذي حقَّقوه، وأنَّ كلَّ ما تحتاج إليه يتلخَّص في كلمتَين: التسويق بالمحتوى؛ لذا دعنا نكتشف معاً كيف تفعل ذلك.

6 أسئلةٍ تساعدك في فهم التسويق بالمحتوى:

تبيِّن هذه الأسئلة الستة أساسيات النجاح في التسويق بالمحتوى:

1. السؤال الأوَّل: ما هو التسويق بالمحتوى؟

التسويق بالمحتوى: استراتيجيَّةٌ تسويقيَّةٌ تعتمد على تصميم ونشر محتوى مناسب يركِّز الاهتمام على تحسين حياة المستخدمين، وتهدف إلى:

  • الارتقاء بالعلامة التجارية إلى مكانة أصحاب الخبرة.
  • كَسب الثقة.
  • دفع المستخدمين إلى اتِّخاذ إجراءٍ يعود بالمنفعة المادية على الشركة.

يمكنك إلقاء نظرةٍ على هذه الرسالة الإلكترونية التي كتبها “راميت سيثي” (Ramit Sethi) -رائد أعمال ومستشار مالي أمريكي-، والتي تُعَدُّ مثالاً عن التسويق بالمحتوى:

“أريد أن أدلَّك كيف تكتب بطريقةٍ تجعلك مميزاً، وتجعل الناس يتعرَّفون إليك مباشرةً عبر 22 كلمة. سأفعل شيئاً مميَّزاً حتَّى أُبيِّن لك كيف تفعل هذا، حيث سأعرض عليك جلسةً عُقِدت خلف الكواليس تُظهِرُ كيف تكتب رسالةً إلكترونيَّةً إلى مئات آلاف الناس، حيث يؤسِّس هذا النوع من الرسائل الإلكترونية -مثل كلِّ الرسائل التي تقرؤها الآن- مشاريعاً، ويُعَدُّ مُسلِّياً عند القراءة. راقبني وأنا أخوض العملية الإبداعية نفسها التي استخدمناها لكتابة جميع رسائلنا الإلكترونية، وبنينا من خلالها قائمة مشتركين تتضمَّن أكثر من 300 ألف مشترك، وحققنا أرباحاً قيمتها مئات ملايين الدولارات”.

تقدِّم هذه الرسالة الإلكترونية رابطاً لمحاضرةٍ مجَّانيَّةٍ مُدَّتها 30 دقيقة، ولا تعرض أيَّ شيءٍ للبيع، وهي ليست إعلاناً مأجوراً؛ لكنَّها تفعل ثلاثة أشياء:

  • تُعلِّم الناس كيف يكتبون رسالةً إلكترونيَّةً مميزة.
  • تعزز شهرة العلامة التجارية.
  • تُظهِر راميت سيثي بمظهر الشخص الخبير في مجال عمله.

لقد خَطى الأشخاص الذين شاهدوا المحاضرة وأحبُّوها خطوةً إضافيَّةً نحو شراء المنتجات التي يقدِّمها راميت، ويبيِّن لنا هذا مدى روعة التسويق بالمحتوى.

2. السؤال الثاني: لماذا يجب علينا أن نستعمل التسويق بالمحتوى؟

لماذا يجب عليك استعمال التسويق بالمحتوى عوضاً عن إنفاق المال على الإعلانات؟ إذا كنت صاحب شركةٍ كبيرةٍ تمتلك الكثير من الموارد، ألن تحرز نتائج أفضل من خلال إنفاق المال على الإعلانات الترويجية؟ الإجابة هي “لا”. هل تفاجأت؟ إليك الدليل:

  • يعزز المحتوى التعليمي احتمال شراء الزبائن للمنتجات بنسبة 131%.
  • يستخدم 47% من الناس برنامجاً لحجب الإعلانات.
  • يبلغ حجم الزبائن المحتملين الذين يجذبهم التسويق بالمحتوى ثلاثة أضعاف حجم الزبائن الذين يجذبهم التسويق التقليدي.

إضافةً إلى ما سبق، لم يَعُد الناس يرغبون اليوم في الإحساس بأنَّ ما يفعلونه عملية شراءٍ أو إتمامٍ لصفقة، بل يريدون جمع المعلومات، والاستمتاع بقيمةٍ مَجَّانية، ثمَّ اختيار العلامة التجارية التي تمنحهم التجربة الأنسب.

3. السؤال الثالث: أين نستعمل التسويق بالمحتوى؟

أول مكانٍ يجب عليك أن تستعمل فيه التسويق بالمحتوى هو موقعك الإلكتروني؛ لأنَّ موقعك الإلكتروني يمثِّل المكان الذي يجتمع فيه المحتوى خاصتك، ويبقى هذا المكان تحت تصرفك مهما حدث؛ لكن ثمَّة منصاتٌ أخرى تستطيع من خلالها نشر المحتوى وترويجه:

  • المدونات التي يمتلكها أشخاصٌ مؤثِّرون معروفون.
  • وسائل التواصل الاجتماعي.
  • البريد الإلكتروني.

يُعَدُّ استعمال جميع هذه المنصات معاً استعمالاً صحيحاً سرَّ النجاح في التسويق بالمحتوى.

4. السؤال الرابع: من نستهدف بالتسويق بالمحتوى؟

لا يعني التسويق بالمحتوى كتابة ونشر المنشور تلو الآخر على أمل أن يراه أحدهم ويتَّخِذ إجراءً ما؛ بل معرفة مَن تخاطب بكتاباتك بدقَّة، وصناعة محتوى يُحَسِّن حياة هؤلاء.

ألقِ نظرةً مثلاً على هذه الرسالة الإلكترونية التي كتبَتْها “روري راي” (Rori Raye):

“إذا كنتِ تشعرين بالحيرة، وتذرفين الدموع، وتتسائَلَين إن كان ذلك الرجل سيُحِسُّ قَطُّ بالمشاعر التي اعتدتِ الإحساس بها؛ فلا تستسلمي. أنا أعلم من أعماق قلبي كم هي مؤلمةٌ العلاقة مع رجلٍ صعب المِراس، أو يجهل ما تعانين، أو يسبِّب لك الأذى؛ أو كم هي مؤذيةٌ العلاقة مع رجلٍ طيِّبٍ يمتلك صفاتٍ مؤذية، ولا تعلمين كيف تتعاملين معه.

يُعَدُّ هذا مُدمِّراً للغاية على الصعيد النفسي، وإذا استمرَّيتِ في اتِّباع الطريقة نفسها مع ذلك الرجل، فقد ينفطر قلبكِ وتُحِسِّين بأنَّك سئمتِ من الحبِّ تماماً؛ لذلك من الهامِّ أن تقرأي هذه الرسالة الإلكترونية كلَّها إذا كنتي تخشين من أنَّ علاقتكِ تسوء مع مرور الوقت. فكيف تقلبينَ الأمور إلى صالحكِ مباشرةً؟

تأكَّدي إن كان فعلاً ذا شخصيَّةٍ سامة، أم أنَّه يرتكب الأخطاء فقط؛ فإذا كنتِ مثل العديد من النساء اللواتي يعشن علاقاتٍ عصيبة، فستعذرين الرجل الذي تحبِّينه في بعض الأحيان، وتقولين لصديقاتكِ أنَّه في الحقيقة ليس رجلاً سيِّئاً، وأنَّ كلَّ ما في الأمر أنَّه يمرُّ بأيامٍ سيئة؛ وربَّما تحاولين الحديث معه عن سلوكه السلبي، وتلومين نفسك -وهو يلومك أيضاً في بعض الأحيان- على الأمور التي سارت بشكلٍ خاطئٍ في العلاقة”.

لقد نجحَت هذه الرسالة الإلكترونية؛ لأنَّها استهدفَت شخصيَّةً محددة: المرأة المصدومة عاطفيَّاً، والتي أصابتها الحيرة بسبب علاقتها.

هذه الرسالة ليست موجَّهةً إلى:

  • العازبات.
  • النساء السعيدات بعلاقاتهن.
  • الرجال.

لن يكون إرسال هذه الرسالة إلى هؤلاء إلَّا مَضيَعةً كبيرةً للوقت، إضافةً إلى أنَّ كتابة محتوىً عامٍّ يهدف إلى إثارة اهتمام جميع الناس لن يثير اهتمام أحدٍ في نهاية المطاف. لذا ابحث عن الأمور التي يحتاج إليها الجمهور المُستهدَف، وابدأ صناعة محتوىً يغيِّر حياتهم تغييراً عميقاً ومناسباً.

5. السؤال الخامس: متى نستخدم التسويق بالمحتوى؟

متى يجب عليك أن تُسوِّق بالمحتوى؟ وهل يصلُح هذا في جميع الأوقات؟

تُعَدُّ الاستمرارية أساس هذا النوع من التسويق، إذ ليس ممكناً أن تجلس لكتابة محتوى مثيرٍ للإلهام وتنشره، ثمَّ تَدَع مدونتك فارغةً بعد ذلك لشهرين لاحقين؛ بل يجب عليك وضع جدول أعمالٍ والالتزام به مهما كانت التكلفة.

كم مرَّةً يجب عليك إذاً نشر المحتوى في المدونة؟ كلَّما ازداد العدد، كان ذلك أفضل.

ألقِ نظرةً على هذا الجدول الذي تقدِّمه شركة أوربت ميديا (Orbit Media) لتصميم المواقع الإلكترونية وتطويرها:

المدوِّنون الذين ذكَروا أنَّهم حقَّقوا نتائج قوية بناءً على عدد مرَّات النشر

6. السؤال السادس: ما أبرز الإجراءات المُتَّبعة في التسويق بالمحتوى؟

اتِّبع هذه الخطوات لإطلاق حملة تسويقٍ بالمحتوى ناجحة:

6. 1. الخطوة الأولى: اكتشف جمهورك

يجب عليك قبل أن تصمِّم أيَّ محتوى، أن تجيب عن ثلاثة أسئلة:

  • من جمهورك؟ وممَّا يشتكون؟
  • كيف يمكنك مساعدتهم؟
  • ما أكثر نوعٍ من المحتوى يروق لهم؟

تركِّز الإجابة عن هذه الأسئلة اهتمام المحتوى على الجمهور، وتؤدِّي إلى صناعة محتوىً ملائمٍ له.

6. 2. الخطوة الثانية: حدد الأهداف التي تريد تحقيقها من خلال التسويق بالمحتوى

السؤال التالي الذي يجب عليك طرحه على نفسك هو: “ما الهدف النهائي من حملة التسويق بالمحتوى؟”. يمكن أن يكون لديك في الحقيقة أكثر من هدف، حيث تستطيع استعمال التسويق بالمحتوى من أجل:

  • زيادة حركة مرور البيانات الواردة إلى موقعك.
  • زيادة العائدات.
  • كَسب الثقة.
  • تبوُّء مكانة الخبير في مجال العمل.

حدد أهدافك قبل البدء بإنشاء المحتوى، واحرص على ربط المحتوى مع مؤشرات الأداء الأساسية حتَّى تقيس نجاحك فيها.

6. 3. الخطوة الثالثة: حدِّد أنواع المحتوى الذي تنوي تصميمه

أوَّل نوعٍ تحتاج إليه من المحتوى هو التدوينات، إذ يُعَدُّ التدوين أساس حملة التسويق بالمحتوى.

انشر تدوينتَين أو أكثر أسبوعيَّاً، واحرص على أن تكون ملائمة، وفيها ما يَحُثُّ الجمهور على اتِّخاذ إجراءٍ ما، وثمينةً، وقابلةً للمشاركة.

هذه خمسة أنواع رائعة من المحتوى تستطيع إضافتها إلى حملتك إلى جانب التدوين:

  • الفيديو.
  • الندوات التي تُقام عبر الإنترنت.
  • الكتب الإلكترونية.
  • البريد الإلكتروني.
  • المدونات الصوتية.

6. 4. الخطوة الرابعة: ضع رزنامة محتوى

تساعدك رزنامة المحتوى في المواظبة على نشر محتوى ملائم في الوقت المناسب.

6. 5. الخطوة الخامسة: ابدأ بإنشاء المحتوى

تذكَّر أنَّ النوعية الجيدة الهدف الأساسي الذي يجب عليك أن تسعى إلى تحقيقه من خلال كلِّ محتوى تنشره.

لست بحاجةٍ إلى ميزانيَّةٍ كبيرةٍ لحفر اسم علامتك التجارية في أذهان الجمهور، فلم تَعُد الإعلانات المأجورة المكلفة تحقق النتائج التي كانت تحقِّقها، إذ لا يريد الناس أن يشعروا بأنَّ ما يفعلونه عملية تجارية، وقد أصبحوا يدفعون الأموال مقابل برامج حجب الإعلانات، ويتخطَّون الإعلانات التجارية التي تُعرَض على شاشة التلفاز، ويتجاهلون الرسائل المباشرة؛ فما الذي يريدونه إذاً؟

يريدون أن يُحِسُّوا بالقوة، وبأنَّ الأمور تحت سيطرتهم، وأن يتخذوا قراراتٍ مبنيَّة على القيمة التي تقدمها لهم العلامة التجارية؛ والجيد في الأمر أنَّ بإمكانك أن تمنحهم كلَّ هذه الأمور من خلال النجاح في التسويق بالمحتوى.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!