المحتوى:
1- ما هو الذكاء الاصطناعي
2- أهمية الذكاء الاصطناعي
3- استخدامات الذكاء الاصطناعي
4- أنواع الذكاء الاصطناعي
5- مميزات الذكاء الاصطناعي
6- سلبيات الذكاء الاصطناعي
هل يعني الذكاء الاصطناعي أن تنافس الآلات قدرات البشر؟ أن تساعدهم في أداء المهام اليومية أو تزاحمهم في وظائفهم، لا يملك أحد إجابة قاطعة عن المستقبل الذي سيبدو عليه عالمنا، فما بين متخوفين مما يمكن أن تفعله التكنولوجيا والتطورات الضخمة في استخدامات الذكاء الاصطناعي التي باتت تتغلغل في تفاصيل حياتنا اليومية، وآخرين متحمسين لتطبيقها في كل ما يمكن أن يجعل حياتهم أسهل، نحاول الاقتراب من فهم الذكاء الاصطناعي الذي صار واقعا وعلينا أن نعيه ونتعامل معه.
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
في محاولتنا للتعرف على عالم الذكاء الاصطناعي، التي باتت التكنولوجيا الحديثة تعتمد عليه بصورة كبيرة، لن نتطرق إلى تفاصيل لها علاقة بالخوارزميات وآليات عمل الأجهزة والروبوتات وفقا لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ولكننا سنركز على تأثيره واستخداماته وعيوبه والتخوفات التي يطرحها كثيرون من التطور السريع به، للدرجة التي تجعلهم يعتقدون بقدرته على التفوق على البشر يوما ما في المستقبل.
الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence يمكننا تعريفه على أنه واحد من علوم الحاسوب، التي تتعامل مع البيانات وتستخدم الخوارزميات في معالجة المعلومات الرقمية لتخزينها والاعتماد عليها وقت الحاجة، وميزته أنه من الممكن أن يضاهي القدرات البشرية في اتخاذ القرارت والتعلم من الأخطاء والقدرة على التفكير واكتشاف ما وراء المعاني والكلمات كذلك، مما يجعله قادر على القيام بمهام معقدة باتت تستخدم في التشخيص الطبي والكتابة اليدوية وعمل محركات البحث على الإنترنت.. وغيرها الكثير.
أهمية الذكاء الاصطناعي
في يومنا العادي، صرنا نتعامل مع الذكاء الاصطناعي حتى دون أن ندرك ذلك، سواء من خلال البحث عن أمر ما على محركات البحث، أو متابعة حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، أو استخدامنا لتطبيقات المساعدة على هواتفنا مثل Google Assistant أو Siri والتي يتم تطويرها يوما عن الآخر حتى تكون قادرة على فهم رغباتنا ومشاعرنا كذلك.
وصل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في كل المجالات تقريبا، فالأرض الزراعية التي كانت تعتمد على مزارعين بالعشرات، باتت يكفيها شخص واحد يشغل آلته، التي تم ضبطها للتعرف على نوع التربة وكمية المياه التي تحتاجها وتعمل على توزيع الحبوب، مما يجعل كثيرون يشعرون بأنهم مهددون، فالروبوتات قادمة وستنزع منهم وظائفهم.
تعود بحوث الذكاء الاصطناعي إلى منتصف الخمسينات من القرن الماضي، في الوقت الذي لم يكن أحد يتخيل قدرة الآلات على التطور بهذه السرعة، ولكن كان التنبؤ بأن الروبوتات ستكون قادرة على أن تحل محل الإنسان، وصارت النطورات مع كل فترة، حتى باتت استثمارات كبرى تقوم على الذكاء الاصطناعي وتتخذ قراراتها وفقا له
أهمية الذكاء الاصطناعي تأتي من كونه أداة قوية يمكنها أن تكون مساعدة للتخلص من مشكلات عالمية كبرى، فيمكن الاعتماد عليه في التوصل لحلول متعلقة بمواجهة التغير المناخي أو الكوارث الطبيعية، كما يمكن أن يعمل على ابتكار طرق للتخلص من الفقر أو الجوع أو تقليل آثار أي مشكلة كبرى، كما أنه قد يكون الحل لشركات كبرى في اتخاذ قرارت استثمارية سليمة.
تشير التقارير إلى أن شركة Netflix تمكنت من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي حتى تتمكن من الوصول لعملاء ومشاهدين أكثر، وبالفعل في عام 2017 استطاعت الشركة أن تزيد قاعدة عملائها بنسبة 25%، غير أن قدرة الآلات على التعلم والاستنتاج واتخاذ القرار حتى في القضايا التي لم تتم برمجتها عليها من قبل، يعني أننا أمام طفرة علمية كبيرة، وقد تسهل على مؤسسات عالمية ومحلية عملها، وتوفر لها الوقت والمال، وتجعل جياة الأفراد أكثر سهولة.
استخدامات الذكاء الاصطناعي
بداية من الألعاب والشطرنج وحتى المساعدة على الفوز في الانتخابات، كما حدث في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016، وصولا إلى الروبوتات التي تساعدنا في إنجاز مهام يومية تتنوع استخدامات الذكاء الاصطناعي، وتتسع مع مرور الوقت المساحات التي يمكننا أن نعتمد عليه فيها، سواء في الأمور التي تتسم بالتعقيد الشديد والتحليل العميق للبيانات، أو المهام البسيطة.. الأكيد أن الذكاء الاصطناعي صار جزءا من حياتنا وواقعا علينا أن نتعامل معه بحكمة، ونستخدمه ليكون في صالحنا لا أن ينقلب يوما علينا.
يرى خبراء أن الذكاء الاصطناعي لا يعد منافسا للإنسان، ولكنه الوسيلة التي تجعله أقوى، ولذلك كانت النتيجة افضل بالنسبة لهم للحصول على مستقبل أكثر راحة ورفاهية، هو عن طريق أن يستخدم الإنسان الآلة بشكل تعاوني لصنع هذا المستقبل، دون خوف من أن تتخطاه بإدراكها، أو أن يبدأ الإنسان في معاداتها باعتبارها منافس أو خصم.
وبالنظر إلى الواقع الذي بتنا نعيشه، فلم يعد هناك مجالا لا يستخدم الذكاء الاصطناعي، وصارت أغلب تعاملاتنا اليومية تعتمد عليه، ولا يمكننا أن نحصر استخدامات الذكاء الاصطناعي وتحديدها في أطر دقيقة، فما يحدث هو أن أي عمل الآن من الممكن للآلة أن تقوم به، بعد أن تتوفر لها المعلومات والبيانات، وبعد أن باتت قادرة على تحليلها والتعلم منها وتطوير نفسها.. فعلى سيل المثال، من الممكن استخدام الذكاء الاصطناعي في:
- الرعاية الصحية ومتابعة احتياجات المرضى من جرعات الأدوية، غير أنها تساعد في إجراء الجراحات الطبية شديدة الدقة.
- القيادة الذاتية وتطوير السيارات ووسائل النقل بما يمنع حوادث التصادم أو يعمل على التقليل من حدوثها.
- ألعاب الذكاء على أجهزة الكمبيوتر، وخاصة الألعاب التي تعتمد على التفكير المنطقي واستنناجاته مثل الشطرنج، فهناك حادثة شهيرة لتفوق الذكاء الاصطناعي على بطل للعالم في لعبة الشطرنج.
- الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتوجيه المستخدمين بمحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي يتوافق مع رغباتهم المسبقة، فد تجد فيسبوك يقترح عليك إعلانا لمنتج فكرت في شرائه من قبل، أو يقدم لك قائمة بأصدقاء جدد لهم نفس ميولك، أو يقوم تويتر بانتقاء تغريدات معينة لك، كلها أمور تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
- اعتمد مرشحون في الانتخابات أو الاستفتاءات على الذكاء الاصطناعي لتقديم محتوى أو افكار يمكنها أن توجه الناخبين نحو اختيار بعينه دون الآخر.
- استخدم العاملون في الاستثمار أو الصناعة المالية تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطبيقات تساعد على الكشف عن اية نشاطات غير معتادة على البطاقات في البنوك، أو متابعة عمليات التداول في البورصة وأسواق المال العالمية.
- الـ GPS واتباع قرارات تطبيق للطريق على هاتفك، هو من أهم استخدامات الذكاء الاصطناعي التي تتابع حركة المدينة وتوضح لك الأماكن المزدحمة وأي الطرق أفضل للوصول إلى وجهتك.
- من خلال الذكاء الاصطناعي، يمكن إطلاق تطبيقات تساعد المزارعين في التعرف على الآفات التي قد تصيب محاصليهم، وتشير إلى قرارات يمكنهم اتخاذها متعلقة بطريقة الري أو الوقت المناسب.
- يمكن أن تقوم برامج على توجيه شركات طيران إلى مسارات جديدة أفضل من الممكن للطائرات اتباعها، من أجل توفير الوقت وتقليل النفقات والمساهمة في نقل كميات أكبر من البضائع.
- الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التوجيه نحو خيارات متعلقة بتقليل انبعاثات الكربون وملوثات البيئة، وتقديم حلول لمواجهة التغير المناخي.
تشير هذه الاستخدامات أنه يمكن لأصحاب المشروعات أو الشركات الناشئة أن يعتمدوا على الذكاء الاصطناعي في الوصول لعملائهم المستهدفين، أو لتقديم حلول وأفكار أكثر ابتكارا.
[wpcc-iframe allow=”accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen=”” frameborder=”0″ height=”315″ src=”https://www.youtube.com/embed/FNmwsHlfZRE” title=”YouTube video player” width=”560″]
أنواع الذكاء الاصطناعي
يصنف الخبراء الذكاء الاصطناعي إلى فئتين، قياسا على الأمور التي يمكنه القيام بها، وهي:
الذكاء الاصطناعي البسيط (أو الضعيف): وهو القائم على أنظمة ذكاء تقوم بمهام بسيطة وضعيفة مثل ألعاب الفيديو جيم والشطرنج والمساعدين الشخصيين على هواتفنا الذكية.
الذكاء الاصطناعي العميق (أو القوي): وهو الذي يقوم بمهام شبيهة بما يقوم به الإنسان، فيكون برنامجه أكثر تعقيدا ليتعامل مع المواقف والمستجدات، ويطور من أدائه فيتخذ القرار بناء على المعلومات والبيانات المتاحة وغير المتاحة كذلك، مثل تطبيقات وبرامج الرعاية الصحية أو القيادة الذاتية.
مميزات الذكاء الاصطناعي
بسبب القدرات التي يتمتع بها الذكاء الاصطناعي والاستخدامات المتعددة التي يمكن الاعتماد عليه فيها، يعتبر كثيرون أن المستقبل هو للذكاء الاصطناعي وحده، وسيبدو الإنسان دوره هامشي، ليكتسب بذلك مؤيدين متحمسين له وينتظرون تطوراته في كل المجالات، مستندين على أهم مميزاته، ومنها:
- تقليل نسبة الأخطاء في كثير من الأعمال، لأن البشر تواجدهم الأساسي قائم على الخطأ وإعادته مرة ثانية، ولكن في حال وجود برنامج يتعلم من الخطأ ولا يكرره، فهذه ميزة كبيرة توفر كثير من الوقت والمال وتمنح الفرصة لجودة أعلى.
- القيام بمهام خطرة يصعب على الإنسان تحملها، مما يوفر أرواحا بشرية وينقذ العشرات، مثل مهمات الفضاء واستطلاع الكواكب الأخرى.
- الروبوت لا يعمل لثماني ساعات، ولكنه قادر على أن يعمل لساعات طويلة دون أن تنتابه فترات الملل أو الرغبة في الراحة كم هو حال الإنسان، وهو ما يعد أكثر إنجازا.
- القدرة على تطويره واستخدامه في حل أغلب المشكلات التي نواجهها يوميا، بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تمتلك القدرة على الابتكار.
سلبيات الذكاء الاصطناعي
مع تطور تقنيات الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ومع قيام الباحثين والمطورين على اتخاذ خطوات واسعة تجعل الآلة قادرة على اتباع النهج بالمعرفي البشري، فتتمكن من التفكير والتعلم والإداراك لتكون قادرة على اتخاذ القرار، ومع وجود إشارات أنه مع استمرار عمليات التطوير، فستكون هذه الآلات قادرة على أن تتجاوز القدرات البشرية (مع وجود استنتاجات تنفي ذلك) تظهر التخوفات من الذكاء الاصطناعي والاعتماد عليه.
بالتأكيد، الاعتماد على الآلات في مجالات علمية وطبية أو حتى في أبسط المهام اليومية التي قد تكون متعلقة بالطبخ مثلا، بقدر ما يحمل من فائدة كبيرة وقدرة على تحسين جودة الحياة، فله سلبيات وجوانب أخرى غير محمودة.. والتي قد يكون منها:
- ارتفاع نسب البطالة في بلدان مختلفة حول العالم، بعد أن احتلت البرامج والتطبيقات محل الإنسان خاصة في المهام والأعمال المتكررة للقيام بها بكفاءة أكبر.
- يمكن أن يجعل الذكاء الاصطناعي البشر أكثر كسلا واعتمادية على الآلة والتطبيقات في أغلب تفاصيل حياتهم اليومية.
- مع تطور تقنيات الذكاءالاصطناعي والميل إلى أن تكون أكثر تعقيدا لتضاهي الإمكانيات البشرية، يمكن أن يتسبب ذلك في أن تكون تكلفتها أكبر مع مرور الوقت.
- تمتلك الآلة القدرة على اتخاذ القرار، لكنها لا تضع اعتبارات متعددة في الحسبان، فلا يمكنها أن تتوقع التأثير النفسي والعاطفي، أو تدرك منطقية تصرف معين، خاصة في المجالات التي تحتك بالبشر.
- من الممكن للآلات أن تمتلك القدرة على حل المشكلة، ولكنها تفعل ذلك وفق المعلومات والبيانات المتوفرة لديها، ولذلك دوما سيأتي الحل متوقع ومعروف، ولكنها لن تكون قادرة على التعامل بشكل كامل مع معطيات جديدة والاتيان بأفكار خارج الصندوق.
استخدامنا للذكاء الاصطناعي أمر لم يعد هناك جدلا حوله، ولكن تبقى الفكرة في الطريقة التي يمكننا تطويعه من خلاله، ودى القدرة على قراءة المستقبل والتعاون بالشكل الذي يضمن ان نحافظ على العنصر البشري وأهميته أمام توغل الآلة واقتحامها لكل المجالات.