أسرار القراءة السريعة

هل تشعر بالملل في أثناء قراءتك لكتاب ما؟ وهل تقطع قراءتك لتصفُّح مواقع التواصل الاجتماعي أم أنَّ تركيزك يكون متمحوراً حول ما تقرأ فقط؟ إليكم أسرار القراءة السريعة والتي هي مدار حديثنا خلال هذا المقال.

Share your love

“هل تنتابك الصدمة عندما تسمع أنَّ شخصاً ما قد أنهى كتاباً كاملاً في عدد قليل من الساعات؟”، “هل تتعامل مع الكتاب بالعقلية والمنهجية ذاتها التي كنت تتعامل فيها عندما كنت طفلاً؛ كأن تقرأ كلمة كلمة وتعيد قراءة الفقرة أكثر من مرة لكي تتمكن من استيعابها؟”.

“إلى متى سنبقى نتعامل مع عقولنا على أنَّها أدوات محدودة الإمكانات؟” وإلى متى سنخاف من إعطاء تلك النظرة الإبداعية الرائعة لأعيننا، وتلك الآفاق الواسعة والممتدة لعقولنا؟”، “إلى متى سنبقى مكاننا مع أنَّ كل ما حولنا آخذ بالتطور والارتقاء؟”.

أسرار القراءة السريعة؛ مدار حديثنا خلال هذا المقال.

مهارة القراءة السريعة:

تعدُّ هذه المهارة من المتطلبات الأكثر أهمية في عصرنا الحالي، فلا بد من خلق أداة جديدة للتعامل مع تدفُّق المعلومات الكبير في عصر السرعة والتطور الذي نعيشه.

تعتمد هذه التقنية على استثمار العقل في طاقته الكاملة؛ حيث تحفز عملية السرعة في القراءة وتلقِّي المعلومات؛ العقلَ من أجل العمل والتفكير والتركيز، في حين تثبط عملية البطء في القراءة وتلقي المعلومات؛ العقلَ عن عمله، وتدفعه إلى التشتت وضعف التركيز، فالعقل مصمم على استيعاب أكثر من 500 كلمة في الدقيقة الواحدة، لذلك فهو يميل إلى التشتت في حال إعطائه أقل من العدد القادر على التعامل معه.

أسباب البطء في القراءة:

1. القراءة التقليدية:

ما يزال يعتمد عدد كبير من الأشخاص تقنية القراءة التقليدية، بحيث يقرؤون النص كلمة كلمة، ومن ثم يستغرقون الكثير من الوقت لإنهاء الكتاب، فهُم يرسلون رسالة إلى عقلهم اللاواعي مفادها أنَّهم يمتلكون قدرات محدودة جداً وغير قادرين على معالجة كم كبير من المعلومات، في حين يُظهِر العقل البشري تطوراً كبيراً مع الوقت، فلا يجوز أن تتبع اليوم التقنية القديمة ذاتها التي كنت تتبعها لتلقي المعلومات، فعقلك اليوم قادر على استيعاب فقرة كاملة وليس كلمة واحدة على سبيل المثال.

2. التحريك الخاطئ للعينين:

يميل الكثير من الناس إلى استخدام العينين بطريقة خاطئة في أثناء القراءة؛ حيث تمسح العين السطر الأول من اليمين إلى اليسار، لتعود ثانية إلى بداية السطر ذاته أو لتنتقل إلى السطر الثالث بدلاً من السطر الثاني.

3. التراجع:

يميل الكثير من الأشخاص إلى إعادة الفقرة أكثر من مرة للتأكد من فهمهم لها، الأمر الذي يتطلب منهم الكثير من الوقت لإنهاء الكتاب، في حين أنَّ العقل البشري مصمم على تدفق المعلومات وعدم الانقطاع، فلا يهم الفهم الحرفي للفقرة؛ بل ما يهم هو الفهم العام، حيث يفهم العقل من السياق ومن ربط المعلومات ببعضها بعضاً.

شاهد بالفيديو: كيف يقرأ الأذكياء؟ 5 نصائح تساعدك على القراءة بذكاء

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/pmX3-Jowf2I?rel=0&hd=0″]

4. الصوت العالي:

يميل أغلب البشر إلى التحدث بصوت عالٍ في أثناء قراءة الكتاب، ظنَّاً منهم أنَّ هذه الطريقة فعالة في ترسيخ المعلومة وتعميقها في العقل، في حين تُهدَر طاقتهم على 3 مكونات وهي النطق والتركيز والرؤية، الأمر الذي يخفض من قدرتهم على استيعاب كميات أكبر من المعلومات في وقت قصير.

5. عدم بناء عادة القراءة:

لا يبني أغلب الناس في المجتمعات العربية عادة القراءة، الأمر الذي يُضعف من قدرتهم على التركيز والفهم ويجعلهم بطيئين جداً في حال أرادوا قراءة كتاب ما، فبدلاً من قراءة 500 كلمة في الدقيقة؛ يميل القارئ البطيء إلى قراءة 160 كلمة في الدقيقة.

تحتاج القراءة إلى تدريب وممارسة وجهد وجديَّة، ولا يمكن أن تُثمِر من تلقاء ذاتها، ومن جهة أخرى، تمتلك معظم الشعوب العربية علاقة عدائية مع الكتاب، وأكبر دليل على ذلك رغبة معظم الطلاب في حرق كتبهم المدرسية أو رميها في الحاوية بعد نهاية العام الدراسي.

أسرار القراءة السريعة:

1. حركة العين:

تعد العين من أهم نِعم الله علينا، فالعين قادرة على التقاط 8 مليون صورة في الثانية الواحدة، و12 مليون لون في الثانية الواحدة؛ لذلك تعتمد القراءة السريعة على مسح العين للكتاب كاملاً مع الفهرس، وذلك لكسر هيبة الكتاب ومن ثمَّ البدء بالصفحة الأولى حيث تقوم العين بمسح السطر الأول من اليمين إلى اليسار ومن ثمَّ الانتقال إلى السطر التالي مباشرة، دون الرجوع إلى السطر الأول حتَّى في حال عدم الفهم الحرفي لمحتواه.

2. القراءة الصامتة:

تعتمد القراءة السريعة على القراءة الصامتة، بحيث يقرأ الإنسان بعينيه فقط، ومن ثم لا تُهدَر طاقة الإنسان على النطق؛ بل تتركَّز على عمليتي النظر والاستيعاب.

3. المؤشر:

إنَّ العين مصممة لتتبع الحركة، لذلك يجب أن يعتمد الإنسان بدايةً على وجود مؤشر له يساعده على التنقل من سطر إلى آخر لكيلا تختلط عليه الأسطر، كأن يستخدم يده أو قلماً.

4. الرؤية المحيطية:

تمتلك العين القدرة على الرؤية المحيطية، ففي حين أنَّك تركز على شيء ما إلَّا أنَّك ترى كل المحيط فيه؛ لذلك تستطيع أن تختصر عليك وقت القراءة من خلال توقُّع كلمات الجملة التالية اعتماداً على رؤيتك المحيطية.

5. إلغاء التردد:

لا تَعُدْ إلى الجملة حتى في حال عدم فهمك لها؛ بل اسمح لعقلك بالتدفق والانسياب دون أي انقطاع، لا تخف؛ فعقلك قادر على بناء المعلومات بطريقة إبداعية ومن خلال السياق العام حتى في حال عدم الفهم الحرفي للفقرات؛ لذا امنح عقلك الثقة والحرية فقط.

6. زيادة مساحة الفهم:

درِّب عينيك على زيادة مساحة الفهم من خلال استيعاب مجموعة أكبر من الكلمات في الجملة الواحدة، وحفِّزه على العمل والتركيز من خلال تقليل عدد الوقفات بين الجمل.

7. النظرة الجديدة:

طوِّر صورتك الذهنية عن الكتاب، فلا يوجد متعة تضاهي متعة قراءة كتاب ما، ولا يوجد أجمل من الرؤى والأفكار التي نكتسبها من خلال القراءة.

في الختام:

اجعل الكتاب صديقاً لك، فلا يمكن أن تتطور في الحياة إلَّا من خلال القراءة، فتستطيع أن تسافر وتختبر ثقافات البلدان الأخرى وتتناقش مع كبار العلماء والفلاسفة وتعيش جميع أنواع المشاعر والحالات، من خلال قراءتك للكتب؛ فاجعل قراءتك سريعة لكيلا تضيع منك تلك الفائدة وذلك الثراء.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!