‘);
}

نقص السيروتونين

يُعرف السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin) بين الناس بهرمون السعادة والفرح، ونلاحظ وجوده في الدماغ، والأمعاء، وصفائح الدم، وفي الحقيقة يُعتبر السيروتونين ناقلاً عصبياً (بالإنجليزية: Neurotransmitter) يُستخدم لنقل الرسائل بين الخلايا العصبية؛ ولهذا يُلاحظ وجوده بشكله الفعال في العضلات الملساء المنقبضة، ومساهمته في شعور الإنسان بالفرح والبهجة. وتجدر الإشارة إلى أنّ السيرتونين هو المصدر الأولي للميلاتونين (بالإنجليزية: Melatonin) الذي بدوره يساهم في تنظيم النوم، واليقظة، والساعة البيولوجية للجسم في جسم الكائن الحي. وظهرت علاقة بين السيروتونين ومشاعر الفرد، ووظائف جسمه الحركية والإدراكية، وشهيته لتناول الطعام، ولكن إلى الآن لم تُحدد طبيعة هذه العلاقة؛ إذا كانت مباشرة التأثير على ما سبق أو إذا كان لدى السيروتونين دور عام في تنسيق الجهاز العصبي، ولكن ظهرت العلاقة المباشرة بشكل كبير ورئيسي بين مستويات هرمون السيروتونين والحفاظ على مستويات المزاج لدى الفرد، ورُبط من بعدها انخفاض مستوى هرمون السيروتونين بشعور الشخص بالاكتئاب.[١]

يتراوح المستوى الطبيعي للسيرتونين في الدم بين 101-283 نانوغرام/مل، لكن من المهم مراعاة الاختلافات البسيطة في هذه النتائج، بسبب الاختلافات الطبيعية بين الأشخاص، ولهذا يجب مراجعة الطبيب وإطلاعه على هذه النتيجة.[٢] وفي الحقيقة قد يكون من الصعب تشخيص نقص هرمون السيروتونين في الجسم لعدم إمكانية الحصول على نتائج دقيقة لمقداره في الدماغ، وعدم وجود معايير محددة للتشخيص. حيث إنّ فحص مستوى السيروتونين في الدم ليس من الضرورة أن يعكس مستوياته الموجودة في خلايا الدماغ، ويُستخدم عامة للتحقق من وجود الأورام التي تنتج السيروتونين من عدمها، وقد أظهرت بعض الدراسات أنّ استخدام اختبارات البول لقياس مستوى السيروتونين قد يساعد على الكشف عن النقص في مستوياته في الدماغ، ولكن من جهة أخرى يجب مراعاة أنّ هرمون السيروتونين لا يعبر الحاجز الدموي الدماغي (بالإنجليزية: Blood-brain barrier)؛ ولهذا فإنّ القراءات الناتجة عن فحصه في الدم أو البول غير جديرة الثقة، ولا يُعتمد عليها اعتماداً كلياً في التشخيص، فالحل الأمثل هو المتابعة مع الطبيب عند ملاحظة أو المعاناة من أعراض نقص السيرتونين ومحاولة علاج النقص، والتقليل أو التخفيف من الأعراض.[٣]