استخدام العاطفة لكشف سر قانون الجذب

إنَّ قانون الجذب والتفكير الإيجابي والعبارات التشجيعية والاقتباسات التحفيزية، كلها أمورٌ جميلةٌ جداً ورائعة، لكنَّها وحدها لن تُغيِّر حياتك، فعندما تدخل إلى أيِّ متجر كتب، ستجد الكثير من الكتب والمجلات التي لا عدد يحصيها والتي من شأنها أن تجعل حياتك أكثر سعادةً وصحة.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب “كريس” (Chris) ويُحدِّثنا فيه عن سر قانون الجذب.

أنا أملك بعض هذه الكتب، وهي فعالة، ولكنَّها تنفع فقط إذا كنتَ تعرف كيفية الاستفادة الكاملة من قوَّتها الخفية، وللأسف لا أعتقد أنَّ معظم الناس يعرفون ذلك، فهناك مكون هام يجب أن ينضح بالتفكير الإيجابي والذي يميل الناس إلى تجاهله أو عدم إدراكه، وإذا تعرَّفتَ إلى هذا المكون الأساسي، فسوف تبدأ بلا شكٍّ برؤية حياتك تتغير للأفضل، وفي مقالي هذا، أود أن أشارككم هذا المكون السحري.

العودة إلى أساسيات قانون الجذب:

عندما أقول “العودة إلى الأساسيات” أعني العودة حرفياً؛ أي إلى الذرات والنيوترونات والإلكترونات والجسيمات دون الذرية، فقد أظهرَت فيزياء الكم الآن أنَّ كلَّ شيءٍ مكوَّن من الطاقة، وأنا لا أقصد فقط الكرسي الذي تجلس عليه أو الشجرة التي في الخارج؛ بل أنا أتحدث عن الأفكار التي تراودك، فهي أيضاً عبارة عن طاقة وكذلك العواطف التي تشعر بها، وباستخدام العاطفة لفهم ميكانيكا الكم يمكن القول إنَّ العاطفة هي الطاقة في أثناء الحركة؛ حيث طوَّر الدكتور “ديفيد هوكينز” (David Hawkins) خريطةً للوعي البشري، تُعرَف أيضاً باسم “سلَّم الوعي” (consciousness ladder)، ويتم فيها تمثيل كل مستوى من مستويات الوعي على أنَّه عاطفة.

لكلِّ عاطفةٍ ترددٌ اهتزازي، وعلى الرغم من أنَّ عواطفنا تأتي وتذهب، تظلُّ حالات وعينا ثابتةً إلى حدٍّ ما طوال الحياة، فعلى سبيل المثال قد لا تشعر بمشاعر الغضب كلَّ يوم لكنَّ عالمك الداخلي قد يتعرَّض للغضب دون وعي، لذلك ستكون حالة وعيك العامة هي الغضب وسوف تتزامن مع ترددٍّ اهتزازي مماثل.

درس علماءٌ آخرون مثل “بلانك” (Planck) و”بور” (Bohr) و”هايزنبرغ” (Heisenberg) كيفية عمل العالم دون الذري (subatomic)، وكان ذلك بمنزلة ولادة فيزياء الكم، ودراسة المادة والطاقة على مستوى النانو، ووجدوا أنَّ الكميات – وهي أصغر شكل من أشكال الطاقة – تُشكِّل الذرات التي تُشكِّل الجزيئات والتي بدورها تُشكِّل الأشياء، ومن ثمَّ فإنَّ كل ما تراه يتكون من هذه الجسيمات الكمومية.

ينصُّ قانون الجذب على أنَّه عندما نغيِّر بصمتنا الكهرومغناطيسية – وهي الطاقة الفريدة التي نبعثها – لمطابقة ما هو موجود بالفعل في المجال الكمومي، سيظهر ذلك جليَّاً، فالمجال الكمومي يستجيب لما نحن عليه وليس فقط لما نريده أو لأفكارنا؛ حيث ترسل أفكارنا إشارةً كهربائية إلى هذا المجال، وتجذب العواطف التي تولِّدها الأحداث مغناطيسياً إلينا؛ إذاً، ما الذي يعنيه كل هذا؟ إذا كانت الطاقة أو العاطفة الكامنة وراء التفكير الإيجابي لا تتوافق مع الأفكار التي تتوقعها، فهذا يعني أنَّ التفكير الإيجابي لن يكون له التأثير المتوقع أو المرغوب.

تولِّد الطريقة التي نفكر ونشعر بها حالةً من الوجود التي تخلق بصمةً كهرومغناطيسية وتؤثر في النهاية في كلِّ شيءٍ في عالمنا، وإذا لم تسفر نوايانا ورغباتنا عن نتائج متسقة، فربما نكون قد أرسلنا رسالةً غير متسقة ومتناقضة، وفي هذه الحالة نحن نفكر في شيءٍ ما ونشعر في شيءٍ آخر، وعندما يتعارض العقل مع الجسد أو العكس، فلن يستجيب عندها المجال باستمرار؛ حيث يمكنك التفكير في أن تكون ممتناً، لكنَّ مشاعرك تكون بعيدةً كلَّ البعد عن الامتنان.

مثالٌ على ذلك هو عندما تتمنى زيادة الراتب لأنَّك بحاجةٍ ماسَّة إلى علاوة لدفع الفواتير والنفقات، ولكنَّك تعتقد على مستوى اللاوعي أنَّ المال هو أصل كلِّ الشرور، وتكون عندها أفكارك ومشاعرك؛ أي حالة الوعي، في حالة عدم توافق، ومن ثمَّ ومن غير المحتمل أن تحصل على الزيادة التي تريدها، فما يحدث لك هو انعكاس لأفكارك؛ حيث أظهرَت لنا فيزياء الكم أنَّه مع قانون الجذب، تقوم الطاقة بجذب الطاقة بالطريقة نفسها؛ أي إنَّ الطاقات التي تهتز بترددٍ معيَّن ستجذب إليها أشكالاً أخرى من الطاقة التي تهتز على التردد نفسه.

قد يفسِّر هذا أحياناً سبب ميل الأشخاص المتشابهين إلى الانجذاب نحو بعضهم، فكلُّ شخصٍ في المجموعة يجسد حالةً معيَّنةً من الوعي تجذب أشخاصاً آخرين بمستويات مماثلة من الوعي؛ حيث تجذب الطاقةُ الطاقةَ نفسها، وهذا هو قانون الجذب على أرض الواقع، ولا يقتصر الأمر على جذبنا للأشخاص ذوي الترددات وحالات الوعي المتشابهة فحسب؛ بل إنَّنا نجذب أيضاً الأشياء والمواقف والبيئات والعديد من الأمور الأخرى.

لنفترض أنَّك تكتب عبارةً تحفيزية 20 مرةً، وبغض النظر عن مقدار اعتقادك بأنَّ هذه العبارة صحيحة على المستوى الواعي، فإذا كان عقلك الباطن مليئاً بمعتقداتٍ مثل “أنا لا أستحق الحصول على الكثير من المال” أو “لا يمكن لأشخاصٍ مثلنا أن يكونوا أغنياء”، فهذه العبارات هي في الحقيقة مضيعةٌ للوقت؛ لذا بدلاً من جذب الوفرة المالية، ستحتاج إلى أن تتخيل سيناريوهات تعكس إيمانك اللاواعي.

يعكس قانون الجذب ما يحدث بداخلك، بصرف النظر عن الصورة الخارجية التي تحاول إصلاحها، وإنَّ عقلك الباطن أقوى بكثير من عقلك الواعي؛ حيث إنَّ 95% من العقل الباطن هو المسيطر في لحظات اليقظة، لذلك بصرف النظر عن حالة الوعي التي نحن فيها، فإنَّنا سوف نجتذبه أيضاً.

شاهد بالفديو: 12 قانون في علم النفس إذا فهمتها ستُغيّر حياتك

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/J8hBPI0fUV8?rel=0&hd=0″]

إعادة برمجة عقلك الباطن:

لحسن الحظ، يمكننا تعلُّم إعادة برمجة حالة الوعي التي يرغبها دماغنا الواعي، فلقد تشكَّل عقلنا الباطن من أمهاتنا وآبائنا ومعلِّمينا والعديد من المشاهير المفضلين لدينا منذ نعومة أظافرنا، ولكن لا يتعيَّن على عقلك أن يعكس معتقدات الآخرين؛ بل يمكنك تعلُّم تكوين عقلية خاصة بك، فابدأ بالتركيز على ما أنت ممتنٌ له، ولكن يجب أن تكون واضحاً بخصوص الأسباب، لكن لماذا؟ فكِّر في الأسباب ولكن لا تُطل التفكير.

وإذا كنتَ تواجه مشكلةً في معرفة سبب امتنانك لشيءٍ ما فابدأ بشيءٍ صغيرٍ مثل أشعة الشمس واستخدِم خيالك ودعه يتدفق، وكن شاكراً للدفء الذي تجلبه الشمس، وكن شاكراً للشعور الإيجابي الذي تشعر به عندما تغرب الشمس، ولا تنسَ أن تشعر بالعواطف، وعندها سيجذب إليك قانون الجذب الطاقة.

تتجلى الخطوة التالية في أن تكون ممتناً للأشياء غير الموجودة في حياتك بعد، فتخيَّل أنَّ ما تريده أو ترغب فيه موجودٌ بالفعل في حياتك، ودع هذا يتدفق عبر جسدك بالكامل واشعر بالأمر بعمق كما لو أنَّه في عالمك فعلاً؛ حيث يُعَدُّ الخيال مفتاح قانون الجذب، فلا تميِّز الطاقة ما إذا كان شيءٌ ما حقيقياً أم متخيلاً، فهي تقرأ فقط ما هو موجود، وإذا كنتَ تعكس طاقةً بأنَّك تشعر بالامتنان لإيجاد شريك حتى لو لم يكن لديك شريك الآن، فسوف تظهر المواقف والسيناريوهات لتعكس أنَّ حالة الوجود هذه صحيحة.

الوعي هو مفتاح كل شيء:

ابدأ بالانتباه عندما تنشأ معتقداتك اللاواعية حول مجالاتٍ معيَّنة من حياتك، كالمال والعلاقات والوظيفة والصحة وما إلى ذلك، مثل الشعور بالغيرة من الأشخاص الذين يقودون سيارات جميلة، ولكنَّك قد تتساءل لماذا لا يمكنك كسب المزيد من المال وقيادة مثل هذه السيارة؟ كما قد تعتقد أنَّ كلَّ الرجال أو النساء سيئون، ولكن تتساءل لماذا لا تجد علاقةً صحية؟

سترسم إجاباتك عن أفكارك وأحكامك صورةً واضحة لما يُضمره عقلك الباطن ولسبب جلب قانون الجذب مواقف وتجارب معيَّنة لك، وعندما تصل إلى هذه المرحلة مسترشداً بمعتقداتك اللاواعية، فإنَّك تخلق فرصةً من الخيارات القوية.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!