10 نصائح للتعامل مع زميل العمل الكسول

لا يخلو مكان عملٍ من زميلٍ كسول؛ حيث يصل هؤلاء الزملاء متأخرين، ويأخذون استراحة غداء طويلة، وينصرفون قبل الجميع، وغالباً ما يُبررون سلوكهم السيئ بعذرٍ سخيف، وحظاً أوفر إذا حصلتَ منهم على اعتذارٍ عن أفعالهم. فما هي الطريقة المناسبة للتعامل مع هؤلاء الأشخاص، هذا ماسوف نتعرف عليه من خلال 10 نصائح فتابعوا معنا.

Share your love

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن مديرة التحرير “ديانا ريتشي” (Deanna Ritchie)، والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها في العمل مع زملاء كسالى، ونصائح فعالة للتعامل معهم وتحفيزهم.

في حين أنَّ وجود مثل هذه التصرفات سيكون مزعجاً عموماً، طالما أنَّ كسل زميل العمل لا يؤثر سلباً في أداء العمل، فما عليك سوى تجنبهم وإيجاد سبلٍ لتقليل الاستياء من سلوكاتهم، والعكس صحيح فإذا ما أثَّر تباطؤهم في عملك، فقد تحتاج إلى اتخاذ إجراءاتٍ سريعة.

ومع ذلك، تحتاج أولاً إلى معرفة الدافع الداخلي لأفعالك؛ حيث يجب أن تحدد ما إذا كنت ببساطة تصدر أحكاماً تعسفية في حق زملائك، وتحدد السبب الحقيقي لغضبك من زميلك في العمل، وتوجد طريقة وحيدة للإجابة عن هذه الأسئلة عن طريق تعزيز التواصل فيما بينكم؛ بمعنى أنَّه يمكن تفسير الأمر ببساطة على أنَّه سوء فهم.

ماذا ستفعل إذا لم تتمكن من حل مشكلتك مع الزميل الكسول؟ ربما يجب عليك أن تناقش الأمر مع مديرك أو مع قسم الموارد البشرية، ولكن قبل تصعيد المشكلة، حاول تجربة هذه النصائح العشر للتعامل مع الزميل الكسول:

1. اتَّبِع آداب العمل:

لمعالجة المشكلات مع الزميل الكسول، تجنَّب الإكثار من القيل والقال أو تصعيد الموضوع، ولكن تحدَّث معه بصراحة ملتزماً بقواعد وآداب العمل، والأهم من ذلك، اطرح الأسئلة لجس النبض قبل الاتهام أو لإنقاذ نفسك من الإحراج.

مررتُ بموقفٍ مماثل؛ حيث كنتُ غاضبةً من زميلٍ لي في العمل وسألتُه بعض الأسئلة، واكتشفتُ أنَّه كان يقوم بمشاريع عملٍ إضافية لمدير العمل قبل البدء بالعمل، تخيل لو أنَّني ذهبت إليه غاضبةً ومعاتبة؟ ولكن بدا طرح الأسئلة سبباً وجيهاً لمعرفة عادته في العمل والتي قد تؤثر في أدائي الوظيفي.

وهنا تبرز قاعدةٌ جيدة لأي جانب من جوانب الحياة، وهي عدم الاقتراب من شيء عند الغضب؛ لذا اطرح قضيَّتك بوضوح، بطريقة مباشرة عندما تهدأ؛ إذ من المرجح أن تفقد أعصابك وتتفاقم المشكلة في حال كنتَ سريع الغضب عند بدء المحادثة.

تأكد من معالجة هذه المشكلة بلباقة عند التعامل مع زملاء العمل الكسالى، وبدلاً من انتقاد أداء عملهم أو شخصيتهم، أشِر إلى الضرر الناتج عن عدم إكمال أعمالهم؛ مما يؤثر سلباً فيك وفي الآخرين، وفي العمل ككل، ويمكن حل بعض القضايا ببساطة عن طريق إبلاغ المعنيين بعدم رضاك عن الوضع الراهن.

2. افرض الحدود:

يُشكِّل رفض طلب المساعدة من قِبَل زملاء العمل صعوباتٍ خصوصاً إذا كان حب المساعدة واللطف جزءاً من طبيعتك، كما سيكون من المفيد مساعدة الآخرين في بعض الأوقات حتى لو أجبرك ذلك على تأجيل واجباتك؛ إذ سيكون من السهل مساعدتهم، بدلاً من إيقاف الجميع عن أداء أعمالهم للتفرغ لمساعدتهم.

ومع ذلك، تظهر طبيعة الأشخاص فيما إذا كانوا مهتمين بالتعلم أم متراخين ومتكاسلين؛ حيث يملك زملاء العمل الكسالى أسلوباً مقنعاً عادةً في محاولة إقناع الآخرين بمساعدتهم، كما يتلاعبون بهم للقيام بأكبر قدر من عملهم.

في المرات القادمة، عندما تنظِّم حدَثاً هاماً ويحاول أحد الزملاء الاستفادة منك أو من زملاء العمل الآخرين لأداء مهامه، وافرض حدودك الخاصة أولاً، ثم ذكِّر نفسك بعدم القيام بأعمال الآخرين، فإذا واجه زميلك صعوباتٍ في أداء مهامه، فيمكنك تعليمه كيفية أدائها، ولا أن تقوم بها نيابة عنه.

وإذا افتقر زميلك إلى المهارات التقنية، فاقترح الاتصال بوحدات التدريب أو الالتحاق بالدورات التدريبية، كما أنَّ القيام بتدريب سريع بنفسك هو أفضل وأسرع طريقة أحياناً لإنقاذ الموقف؛ وذلك عن طريق تصوير فيديو سريع لآلية العمل، أو كتابة الخطوات مفصلةً لأداء مهمته.

شخصياً، فقد وجدتُ هذا أفضل جزءٍ من عملي؛ وذلك لأنَّ مساعدة شخص يخاف الفشل أو سخرية الآخرين من سؤاله البسيط قد تدفعه للانسحاب من أداء مهامه.

3. تعرَّف إليهم:

قد تجبرنا الحياة على إعطاء الثقة لأشخاص بالكاد نعرفهم وينتهي الأمر بأن ننسجم معهم؛ لذا فقد تحب زميلك في العمل إذا تعرفتَ إليه جيداً وإلى ما يحفزه ويثير اهتماماته.

لنفترض أنَّك تعمل مع زميل عملٍ مزعج، فبدلاً من افتراض أنَّ طبيعته غير لطيفة، فإنَّ تجاذب أطراف الحديث معه سيسفر عن اكتشاف ظروفه السيئة، كالمرور بمرحلة طلاق صعبة، أو تجاهل طلبه للحصول على ترقية، الأمر الذي أدى إلى شعوره بالإحباط وقلة الإنتاجية، بالتأكيد سيسوء مزاج أيِّ شخص يتعرض لمثل هذه الحوادث.

ربما ستحدد بعض القواسم المشتركة بينكما كحب الموسيقا، أو الحيوانات الأليفة، وبعد أن تتحسن العلاقة بينكما، ستثمر بالتأكيد عن المزيد من التعاطف والتوجيه؛ وذلك لأنَّك ستدرك بأنَّ لديه قضايا أكثر إلحاحاً؛ مما سيمنحه جرعة بسيطة من التفاؤل ليظهر جانبه الإيجابي.

4. احتفظ بسجل الأعمال:

في حال رغبت في تصعيد الموضوع لمديريك فلا بُدَّ من وجود إثباتات، كتَتَبُّع حالات التقصير في العمل خلال بضعة أسابيع، وتذكَّر إتاحة تفسير مقنع لما تفعله، كما أنَّ عليك الانتباه إلى زيادة حجم العمل الموكل إليك؛ إذ ستساعد هذه التفاصيل على تعزيز حجتك إذا قررت اتخاذ المزيد من الإجراءات.

5. لا تشتت نفسك:

تجنَّب تركيز طاقتك اليومية على الزميل المستغرق في أحلام اليقظة ضمن ساعات العمل، أو زميلك الذي يضيع الوقت بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو ذاك الذي يتجول بلا هدف، وتذكر بأنَّك تملك طاقة هائلة قابلة للنفاد، وستعاني من ضعف الإنتاجية عندما تستنفد.

صبَّ تركيزك على الارتقاء بالعمل، وإذا شكَّل التركيز في عملك تحدياً، فغيِّر المكان أو انعزل بوضع سماعات الرأس والاستماع للموسيقا للانفصال عن جو العمل المليء بالزملاء الكسالى.

6. اطلب منهم إسداء معروف:

إذا فشل كل ما سبق، فيمكنك تجربة خطوة عملية بطلب مساعدة من زميلك الكسول، ويمكن لمعظم الناس تجاهل أداء مهمة، ولكن، يُعَدُّ تجاهل شخصٍ يطلب المساعدة أمراً غير مقبول.

سيضع هذا زملاء العمل الكسالى في موقف سيئ، فإما أن يُجبَروا على الرفض، أو أن يمدوا لك يد العون؛ لذا طلب العون منهم سيضع مشاعر الاحترام واللباقة تجاه زملائهم على المحك، كما أنَّها طريقة أخرى لمعرفة ما يجيدونه ويتحمسون له.

7. كن مصدر إلهام:

لنفترض أنَّك قررتَ القيام بمحاولة لتحفيز زميلك الكسول؛ حيث نفدَت الحلول، ولم تحقق الإنجازات بسهولة، في حال كنت على علمٍ بنمط شخصيتهم؛ وذلك لأنَّ هذا يتيح لك معرفة كيفية استجابتهم للأوامر، والأهم من ذلك، كيفية تحفيزهم للتقدم.

وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية (New York Times)، يحدد المؤلف “غريتشن روبن” (Gretchen Rubin) أنواع الشخصية الأربعة كالآتي:

  • الداعم: غالباً ما يوصف أصحاب هذه الشخصية باندفاعهم لتحقيق أحلامهم، وبالنسبة إليهم، فإنَّ تحديد شكل العالم يتم عبر توقعاتهم الداخلية والخارجية، ويعيشون الحياة، وهم يفكرون: “ماذا يجب أن أفعل اليوم؟” إذا كنت ترغب في تحفيز أحد الأشخاص الداعمين، فذكِّرهم بالتوقعات الخارجية والداخلية.
  • السائل: يحفَّز هذا النوع من الشخصية بالدوافع الداخلية إلى حدٍ كبير، فهم يشككون في صحة أيَّة معلومة أو مهمة تُسنَد إليهم، ولا تكتمل المهام إلا عندما يصبح لها معنى بالنسبة إليهم؛ لذا يجب جعل المهام منطقية لتحفيزهم على فعلها.
  • الملزَم: تحفز الظروف الخارجية الشخص الملزَم، مع أنَّهم يفعلون ما يُطلَب منهم؛ لكنَّهم يواجهون صعوبة كبيرة في تحفيز أنفسهم، وإذا رغبتَ في تحفيز هذا النوع من الشخصيات، فأفضل طريقة هي الطلب المباشر لما تريد منهم القيام به.
  • المتمرد: هؤلاء في صراعٍ داخلي وخارجي دائم، فما يدفعهم هو أمنياتهم ورغباتهم الحالية فقط بدلاً من الأوامر؛ لذا سيكون تحويل المهام إلى تحديات الطريقة الأنجح لتحفيزهم على سبيل المثال: يمكن تحويل مهمة يومية وطرحها بالشكل الآتي: “هل تعتقد أنَّنا نستطيع إنهاء هذا الأمر بحلول نهاية الأسبوع؟ لم يسبق لأحدٍ أن فعل ذلك”.

8. نفِّس عن الغضب بصورة مثمرة:

أخذ التنفيس عن الغضب معنى سلبياً مؤخراً؛ إذ لا يشعر الأشخاص المتذمرون غالباً بتحسن بعد الشكوى، والأسوأ من ذلك، أنَّ التشكي سلوك اعتيادي؛ أي إنَّه يُسبب الإدمان عليه، ومع ذلك، فعندما نزيح ما يجثم على صدورنا سيكون له أثر إيجابي؛ كما يمكنك التنفيس عن غضبك بطرائق عدة مثمرة لصالحك:

  • كتابة رسالة مستعجلة: استخدم “أبراهام لينكولن” (Abraham Lincoln) هذه الاستراتيجية، فكلما كان محبطاً من شخصٍ ما كان يكتب رسالة له، وبدلاً من إرسالها، كان يحرقها.
  • ممارسة المشي: تُعَدُّ ممارسة التمرينات والمشي إحدى أكثر الطرائق فاعلية لتحسين المزاج وتصفية الذهن.
  • مشاركة إحباطك مع مستمع داعم: وذلك لأنَّ التنفيس لشخص داعم يُعيد صياغة المشكلة ويصحح الأفكار السلبية.
  • تقليل تأثرك بمن حولك: وهذا يعني ببساطة تقليل قضاء الوقت مع الناس السَّامة والسلبية.
  • الموازنة بين المشاعر السلبية والإيجابية: لا تكبت مشاعرك، ولا تسهب في السلبية.
  • اتخاذ إجراءات وحلول عملية: بعد التذمر والتشكِّي، يجب التفكير في طرائق لحل مشكلتك، على سبيل المثال: ربما لا يكون زميلك كسولاً، لكنَّه سيئ في إدارة الوقت، فيمكنك تقديم المساعدة له في هذا المجال.

9. اطلب النُّصح:

في حال عملت جاهداً لحل موضوع الكسل في العمل، ولم تتمكن من معالجته، فلا بدَّ من طلب النُّصح قبل اتخاذ أي إجراء، وفي هذه الحالة، لا حاجة إلى محامٍ، ولكن ربما يمكنك أن تطلب نصيحة صديق أو أحد أفراد العائلة، كما يمكنك التحدث مع منتور أو قائد قد مرَّ بتجربةٍ مماثلة، وسيكون من المفيد التعلم من تجاربهم السابقة عن كيفية التعامل مع هذا الوضع.

10. تذكَّر أنَّ الحياة ليست عادلة:

كنتُ مسافرةً ذات يوم على الطريق السريع وبينما كنتُ أسير مع حركة السير، لم ألحظ أنَّني تجاوزتُ الحد الأقصى للسرعة، كنتُ بالضبط في وسط زحمة المرور، حين رأيتُ سيارة الشرطة من مرآة الرؤية الخلفية، وبينما أحاول استيعاب الموقف تجاوزني أحدهم بسرعة كبيرة، وكنت موقنة أنَّه لن يتم إيقاف أي سائقين آخرين عداي.

الحياة ليست عادلة، كنتُ ولا أزال مسؤولة عن الخطأ، ويجب عليَّ دفع الثمن، كما أنَّ الانفعال بسبب حدوث الأمر معي فقط دوناً عن الأسباب الأخرى، لن يُغيِّر من الأمر شيء.

وينطبق الشيء نفسه على العمل، فاستياؤك من الزملاء الكسالى الذين يبدو أنَّهم لا يقومون بمهامهم ولا يُحاسبون، أمرٌ مبرَّر بالفعل، لكن في النهاية، كلُّ شخصٍ مسؤولٌ عن نفسه، ووجود شخصٍ كسول مقصر في واجباته ليست مسؤوليتك؛ إنَّما عليك التركيز على أداء عملك بالجودة المطلوبة، كما أنَّ الهوس بالبحث عن الإنصاف أو عدمه سيؤدي إلى مشاعر سلبية كالغضب والاستياء، الذي سيبطئ تقدُّمك.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!