بواسطة: إيمان الحياري

العادة السّرية والدورة الشهرية

لم يأتِ تحريم العادة السرية من فراغ، وإنّما جاء لحماية الإنسان من الأضرار التي تعود بها على صحّته ومستقبله؛ وبالرغم من أنّ ممارسة العادة السّرية أمر شائع بين الذّكور أكثر من الإناث إلّا أنّ هناك من يُمارسنها بعدد كبير أيضًا، وقد يصل الأمر مع مرور الزّمن إلى حدٍّ الإدمان عليها حتى في أيام الدورة الشّهرية، وبالرغم، ممّا يترتب من أضرارٍ عليها إلّا أنّ أضرار العادة السرية وقت الدورة الشّهرية أكثر من أي وقت آخر خلال الشهر؛ وهذا ما تجهله الفتيات بأنّ أجسامهن أكثر هشاشةً في خلال فترة الطمث، وفي هذا المقال سنتطرّق إلى أدق التّفاصيل حول أضرار العادة السرية وقت الدورة الشهرية، ومن الجدير بالذّكر أن الرغبة الجنسية عند المرأة تختلف من وقت إلى آخر خلال الشَّهر، حيث ترتفع وتهبط وفقًا لمستويات الهرمونات في الجسم، ففي حال تدفّق هرمون الإستروجين تزداد الرّغبة؛ أمّا في حال كان الطّغيان لهرمون البروجسترون فإنها تنطفئ الرغبة لديها.

أضرار العادة السّرية وقت الدورة

أكّد الكثير من أطباء النّسائية والتوليد والعقم على خطورة ممارسة العادة السرية خلال الدورة الشهرية، حيث إنّها تترك أثرًا سلبيًّا قد يصل إلى حد العقم والحرمان من الأمومة مدى الحياة نتيجة تعرّض الأعضاء التّناسلية للالتهابات الشديدة، وتكمن الخطورة بأنّ جسم الأنثى خلال هذه الفترة يكون أضعف ما يكون من أيِّ وقت آخر في مقاومته للأمراض والالتهابات، فعند ممارسة العادة السّرية بإدخال جسم صلب في المهبل يؤدّي إلى عودة الميكروبات الخارجة مع دم الحيض إلى أنابيب قناة فالوب في الجسم، وبالتّالي يتسبب بالالتهابات باعتبار الحوض منطقة رطبة قابلة لتكاثر البكتيريا ونموّها، ممّا ينبئ بحدوث عقم، ولا يقتصر الأمر على ذلك؛ بل إنّها أيضًا تلحق الأذى بها بظهور مشاكل نفسيّة وجسدية تتفاقم كلما ازداد عدد مرات ممارستها خلال الطمث، بالإضافة إلى المعاناة لفترات طويلة من حكة ترافقها حرقة في الأعضاء التناسلية، يُشار إلى أنّ الأنثى تكون راغبةً في الجنس خلال فترة التّبويض أكثر من أي وقت مضى، لذا فإن الفترة التي تلي الدّورة الشهرية يكون الجسم مهيئًا للجماع؛ فتصبح المرأة حساسةً جدًّا لأي مؤثر خارجي، فالأمر عند الإناث غير المتزوّجات يُشبع عادةً بالعادة السرية المحرّمة والتي تترك الأضرار السابقة الذكر.

أضرار العادة السّرية

• الإصابة ببعض أمراض الجهاز التّناسلي والعدوى بالبكتيريا والفطريات.
• فض غشاء البكارة في حال إدخال أجسام صلبة في المهبل.
• الإصابة بالعجز الجنسي لدى الرجال، والنّساء تصاب بالبرود الجنسي.
• فقدان القدرة على التّركيز وتشتت الأفكار.
• مشاكل في الجهاز العصبي.
• إسهام في تدنّي مستويات هرمون التوستيستيرون في جسم الرجل، ممّا يحد من الرغبة الجنسية في العلاقة الزوجية.
• احتمالية تأثير كفاءة الحيوانات المنويّة.
• الإدمان على الخيال في الوصول إلى النشوة والاستغناء عن الشريك الحقيقي.

حكم العادة السرية

يتعامل الإسلام مع العادة السّرية على أنها قضية أخلاقية كبيرة، وما يؤكد ذلك تحريم الإسلام لها حرمةً قطعيةً؛ إلا أنّ هناك تفاوتًا في الاجتهادات بين فقهاء المذاهب ما بين الإباحة والتحريم، إلا أن الإباحة في حالات ضرورية كاستخدامها كوسيلة لتفادي الوقوع في الزنا أو الفتنة، إلا أنّ فقهاء المذاهب الشيعيّة والشافعية والزيدية والمالكية تؤكد تحريمها دون وجود أي مبرر لإباحتها؛ إذ جاء في القرآن دلالات تأمر بالصَّبر والعفاف، وينطبق الكلام على الجنسين الإناث والذكور في آن واحد؛ بالإضافة إلى الأضرار فإنها تمنع الإنسان من أداء العبادات باعتبارها من مبطلات الطّهارة، حيث إنّ كل العبادات كقراءة القرآن والصلاة والصيام يتطلبان الطهارة من الجنابة، وما يؤكد على حرمتها قوله تعالى: “وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُون” صدق الله العظيم.