التعليم المجاني عبر الإنترنت

يخبرنا الكاتب والكوتش المهني "مارك شايد" عن تجربته في استعمال الدروس المجانية عبر الإنترنت.

Share your love

هذا المقال مأخوذ عن الكاتب والكوتش المهني “مارك شايد” (Mark Shaed)، والذي يخبرنا فيه عن تجربته في استعمال الدروس المجانية عبر الإنترنت.

لقد لاحظت أنَّه لم تكن هناك شهادة من كلية الحقوق. وعندما سألت عن ذلك، أخبرتني جدتي أنَّه لم يذهب أبداً للحصول على شهادة في القانون؛ إذ إنَّه التحق بدايةً بكلِّية الحقوق، ثم بعد الفصل الأول، شجعه صديق له على أداء امتحان المحاماة، فتقدم إلى الامتحان ونجح فيه وترك الجامعة ليبدأ ممارسة القانون.

الشهادة لم تكن بتلك الأهميّة!

اتضح أنَّ العديد من الولايات لم تعتَد على مطالبة المحامين بالحصول على شهادة في القانون ما دام بإمكانهم اجتياز الامتحان، وما يزال بعضها يسمح بذلك.

على سبيل المثال: لا يتعين عليك الحصول على شهادة لدخول امتحان في كلٍّ من الولايات التالية:

  • “كاليفورنيا” (California)
  • “فيرمونت” (Vermont)
  • “فيرجينيا” (Virginia)
  • “واشنطن” (Washington).

تغيُّر طريقتنا في التعليم:

دفعني هذا إلى التفكير في الطريقة التي تغيّرت بها فكرتنا عن التعليم وبناء المهارات على مر السنين؛ إذ بدلاً من التركيز على ما إذا كان شخص ما لديه المهارات اللازمة لوظيفة معيَّنة أم لا، أصبحنا نركز بشدة على الحصول على قطعة ورق باهظة الثمن؛ الأمر الذي يعود بالضرر على المجتمع.

إنَّ عدداً كبيراً من الناس يغادر الكلِّية والديون تثقل كاهله، حاملاً شهادة ومجموعة مهارات لا تفيد معظم أرباب العمل، ناهيك عن أنَّ ذاك الدين الضخم سيفرض حداً أدنى للراتب الذي يرغبون في تحصيله، والذي قد لا يجد أرباب العمل مسوغاً لقبوله بالنسبة إلى شخص يحتاج إلى الكثير من الخبرة حتى يكون منتجاً.

شاهد أيضاً:أهمية التعليم عن بعد

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/a4JVCly5zAI?rel=0&hd=0″]

تجارب الجامعات مع الاختبارات الإلكترونيّة:

أنشأ عدد من الأساتذة من جامعة “ستانفورد” (Stanford) فصلاً دراسياً حول “الذكاء الاصطناعي” (Artificial Intelligence) في العام الماضي، وقرروا تقديم شيء مختلف، ونظراً إلى أنَّهم كانوا يخططون لاستعمال التكنولوجيا في أتمتة الاختبار، فقد أدركوا أنَّ السماح لأشخاص آخرين بحضور الفصل لن يتطلب فعلاً المزيد من العمل.

بالإضافة إلى تدريس المئات من الطلاب الجامعيين في “جامعة ستانفورد” (Stanford)، فقد جعلوا هذا المقرر متاحاً عبر الإنترنت لأيِّ شخص آخر قد يرغب في الحصول عليه مجاناً.

لم يحصل الطلاب من خارج “جامعة ستانفورد” على شهادة جامعية، ولكن بالنسبة إلى الأشخاص الذين كانوا يسعون في الدرجة الأولى إلى الحصول على المعرفة والمهارات، فلم يكن ذلك هاماً، وقد اتضح أنَّه كان هناك الكثير من الأشخاص ممَّن ينطبق عليهم هذا الأمر؛ إذ سجَّل 72000 شخص في الدورة التدريبية عبر الإنترنت.

وعلاوة على ما سبق، كان الشيء المثير للاهتمام حقاً هو البريد الإلكتروني الذي أرسله المعلمون إلى الطلاب المتفوقين؛ إذ هنَّؤوهم من خلاله على كونهم من بين أفضل 1000 طالب، وقالوا إنَّهم سيكونون سعداء بتقديم سيرتهم الذاتية إلى الشركات التي تبحث عن مجموعة مهاراتهم.

أرباب العمل والتعلم عبر الانترنت:

عادةً ما تُدفَع تكاليف الشهادات الجامعية من قبل الطلاب (أو دافعي الضرائب، عندما تفكر في قروض الطلاب) الذين هم على استعداد لدفع ثمنها من أجل تأمين فرصة في الحصول على عمل، وقد نجح هذا الأمر لسنوات؛ لأنَّ أرباب العمل كانوا على استعداد لدفع علاوة لشخص يحمل درجة علمية.

مع تزايد عدد الأشخاص الذين يلتحقون بالجامعة، أصبحت الدرجة العلمية أقل من كونها مؤشراً على جودة الموظف، ومن ناحية أخرى، إنَّ مدى جودة أداء الطالب في فصل دراسي معيَّن يُدرِّسه مُعلِّم معيَّن قد يكون مؤشراً جيداً جداً على مدى جودة أداء الطالب في وظيفة معيَّنة.

هذا صحيح خاصةً إذا كان الموظفون على استعداد لتلقِّي رواتب أقل في البداية لأنَّهم لا يتحملون جميع ديون الكلِّية، وكان أرباب العمل على استعداد لإنفاق المزيد على التدريب في أثناء العمل لأنَّهم لا يدفعون رواتب عالية مقابل ذلك للموظفين الذين ما زالوا يكتسبون الخبرة.

الجامعات المستقبليّة:

ماذا لو كانت الفصول الجامعية المستقبلية مجانية أو غير مكلفة للطلاب، وتم دفع أجرها من قبل أرباب العمل الذين يبحثون عن جذب السير الذاتية لأفضل الطلاب في فصول معيَّنة؟

أتت لدى بعض الناس هذه الفكرة؛ إذ أنشأ الأساتذة الذين قاموا بتدريس دورة الذكاء الاصطناعي شركةً أسموها “يوداسيتي” (Udacity) للقيام بذلك، وشركة “كورسيرا” (Coursera) هي أيضاً شركة أخرى تقوم بشيء مماثل.

في كلتا الحالتين، تكون الفصول الدراسية مجانية للطلاب، وتوضِّح الأحكام والشروط شيئاً عن حقيقة أنَّك إذا قمت بعمل جيد وتبحث عن وظيفة، فقد يدعونك لتقديم سيرتك الذاتية.

لكنَّ دفع أرباب العمل مقابل السير الذاتية ليس هو النموذج الوحيد للتعليم المجاني؛ إليك بعض النماذج الأخرى:

  • وضع برنامج “إي دي إكس” (edX) وهو تعاون بين “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” (MIT) و”جامعة هارفارد” (Harvard) و”جامعة بيركلي” (Berkeley)، بعض الفصول الدراسية على الإنترنت وجعلها متاحة مجاناً.
  • تمنحك البرامج التعليمية المفتوحة من “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” (MIT’s Opencourseware) الوصول إلى معظم مواد الدورة التدريبية من عدد من فصول “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا”.
  • تُعَدُّ “أكاديمية خان” (Khan Academy) مؤسسة غير ربحية مليئة بمقاطع الفيديو التي تغطي جزءاً كبيراً من الأشياء التي ستتعلمها خلال المدرسة الثانوية.

ختاماً:

يمرُّ التعليم ببعض التغييرات الهامة، ولكن أحد أكبر التحولات هو الطريقة التي يمكن لأيِّ شخص لديه جهاز حاسوب واتصال بالإنترنت الحصول على تعليم عالي الجودة وبمستوى الكلية مجاناً إذا كان على استعداد للتعمق في الدراسة. مع مقاطع الفيديو المتاحة دائماً عبر الإنترنت، لم يعد الحصول على وظيفة عائقاً أمام التعليم كما كان من قبل.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!