الحياة تحت الاحتلال

الحياة تحت الاحتلال كانت تمسك في يدها اليمنى بورقة مالية وفي يدها الأخرى أختها الصغيرة وهي في طريقها إلى أحد المحال الذي وقفت على ناصيته دبابة هي واحدة من أكثر من مائة وخمسين دبابة إسرائيلية موجودة حاليا بمدينة رام الله بالضفة الغربية ضمن أكبر حملة عسكرية إسرائيلية منذ عشرين عاما وتعيش غدير في أحد أحياء..

الحياة تحت الاحتلال

كانت تمسك في يدها اليمنى بورقة مالية وفي يدها الأخرى أختها الصغيرة وهي في طريقها إلى أحد المحال الذي وقفت على ناصيته دبابة هي واحدة من أكثر من مائة وخمسين دبابة إسرائيلية موجودة حاليًا بمدينة رام الله بالضفة الغربية ضمن أكبر حملة عسكرية إسرائيلية منذ عشرين عامًا.

وتعيش غدير في أحد أحياء المدينة الذي يقع على بعد أمتار من مخيم الأمعري والذي تحتله قوات إسرائيلية حاليًا تدعمها 15 دبابة وتحتم عليها أن تخرج هي لشراء ما تحتاجه أسرتها من مستلزمات الحياة.

أما السبب فتشرحه غدير بقولها : ” لم يعد هناك رجال في الحي الذي أعيش فيه، كلهم إما فروا أو اعتقلتهم القوات الإسرائيلية، ومنهم عمي الذي لا أعرف عنه شيئًا منذ أن اقتادته القوات الإسرائيلية خارج المنزل ” .

وتضيف غدير في نبرة تساؤل : ” لا أعتقد أنهم سيطلقون النار على الأطفال ” ، وكانت غدير أثناء حديثها مع مندوب وكالة الصحافة الفرنسية تقف تحت لافتة كبيرة عليها صورة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وقد كتب تحتها ” دائمًا معك” ، وهكذا كان معظم المشاة في شوارع المدينة ، إما أطفال في عمر غدير أو نساء كان لزامًا عليهن الخروج في هذا اليوم الموحل بفعل الأمطار الغزيرة.

وتقول جهينة ،42 عاماً، إن معظم الرجال لا يخرجون الآن خوفًا من أن يتم اعتقالهم. وتتابع جهينة كلامها قائلة : ” هذا يومي الأول منذ احتلال الإسرائيليين للمدينة يوم الثلاثاء، لا بد أن نخرج لإحضار الطعام، خاصة للأطفال ” .

وتلتفت جهينة أثناء كلامها بعين الريبة لسيارة تمر بالطريق تحمل لافتة “صحافة” وتكاد تهرول هاربة فقد علمت عن طريق التلفزيون أن ” قوات الاحتلال” سرقت بعض هذه السيارات وتستخدمها بشكل مموه في إطلاق الرصاص على أهداف تختارها ، ولم تكن جهينة وحدها وإنما صاحبتها “دينا” ،21 عاما التي تدرس الأحياء بجامعة بيرزيت بالقرب من رام الله.

وتتحدث دينا بأسى قائلة : أصبح لزاما علي أن أنسى كل ما يتعلق بالجامعة ، فالمحاولة ستكون خطيرة للغاية.

أما حصيلة ما اشترتاه فهو حقائب بلاستيكية مليئة بزجاجات المياه والطعام المحفوظ والسجائر، ولكنهما أعربتا عن ضيقهما الشديد من عدم إمكانية العثور على الخبز واللبن والبيض” الطعام الأساسي للأطفال” .

ورغم أن الأبواب الرئيسية للمتاجر مغلقة إلا أنه أمكن سماع أصوات داخل بعضها، أصوات لبعض الرواد الذين يستخدمون الأبواب الخلفية في الدخول والخروج ، وداخل المتجر اصطف الرواد في صف، كانوا كلهن من النساء إلا من رجل واحد.

ويقول هذا الرجل : ” لم أجد نفسي بحاجة لأن أبعث بزوجتي للمتجر فأنا معتاد على الحروب وكنت أعيش بلبنان من قبل ، ولكني على الرغم من ذلك لم أشهد موقفا كهذا ” ” إنهم يطلقون الرصاص على أى شئ يتحرك حتى الصحفيين وسيارات الإسعاف، لا توجد قواعد ” .

وفى خارج المتجر، انتشرت القوات الإسرائيلية فى كافة أرجاء المدينة ، سارت العربات المدرعة في الشوارع ومكبرات الصوت تعلن حظر التجول وتهدد بإطلاق الرصاص على كل من يحاول الخروج من بيته .

ولكن هذه التهديدات لم تمنع مسلحين من المقاومة الفلسطينية من اتخاذ موقع فى أحد شوارع المدينة وقد صوبوا نيران أسلحتهم ومدافعهم إلى جنود الاحتلال فهم يؤمنون بضرورة استمرار المقاومة

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!