يحتوي جسم الإنسان من بداية تكوينه، على هرمونات وعناصر، تلعب دوراً أساسياً في تحديد صحته الجسدية، والنفسية، والجنسية، مما تؤثر بدورها على علاقاته العاطفية والمهنية مع الآخرين. وتختلف مستويات هذه الهرمونات من شخص إلى آخر، بالإضافة إلى تغيرها حسب الجنس، والعمر، وطبيعة الجسم. 

ومن هذه الهرمونات، هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosteron)، وهرمون البروجيستيرون (بالإنجليزية: Progesterone)، اللذان يتحكمان بمستوى الأداء والدافع الجنسي عند كل من الرجل (بالنسبة لهرمون التستوستيرون)، وعند المرأة (بالنسبة لهرمون الإستروجين). وقد تتأثر الرغبة الجنسية بالعديد من العوامل الأخرى التي سوف نوضحها في هذا المقال.

فما هي الشهوة الجنسية؟ وما هي العوامل التي تتأثر بها؟ وما هي الحلول التي يمكن اللجوء إليها لزيادة الدافع الجنسي والرغبة الجنسية خصوصاً بعد سن الستين؟

ما المقصود بالرغبة الجنسية؟ 

إن الدافع الجنسي (بالإنجليزية: Sex Drive or Libido) هو لفظ تعبيري عن مستوى الشهوة الجنسية، أو الرغبة العاطفية والجسدية لإقامة العلاقة الجنسية، ودرجة الاستمتاع بها. ويجدر بالذكر، أنه لا يوجد هناك اختبار أو مقياس؛ لتحديد درجة الدافع الجنسي ومستواه عند الأشخاص. كما يتأثر الدافع الجنسي عند الشخص بالكثير من العوامل الطبيعية، والحيوية، والإجتماعية المحيطة به

الرغبة الجنسية والتقدم في العمر

يتمتع كل من الرجل والمرأة في بداية حياتهما، أي في عمر العشرينات والثلاثينيات، بعلاقة حميمة مرضية للطرفين، حيث يكون الدافع الجنسي لكل منهما مرتفع، وذلك بسبب ارتفاع هرمون التستوستيرون والإستروجين في تلك المرحلة.

ولكن، ومع التقدم في العمر، فإن من الطبيعي أن تتغير هذه العلاقة الحميمة بين الزوجين. فلا شك أن جسم الإنسان وأفكاره وطبيعته تتغير بعد تجاوز سن الخمسين مثلاً، فيبدأ كلا الزوجين بملاحظة التغيرات الجسدية والنفسية التي يمر بها هو وشريكه.

متى تقل الرغبة الجنسية عند الرجل؟

بالنسبة للرجل الذي تجاوز سن ٣٥ وأكثر، يبدأ الدافع الجنسي لديه بالإنخفاض، وبسرعة تختلف من شخص لآخر، تزامناً مع الإنخفاض الذي يحدث في مستوى هرمون التستوستيرون. فتقل الشهوة عند الرجل، ويلاحظ تغيراً في قدرته الجنسية، مع ضعف في الإنتصاب بعد سن الخمسين

ولكن ذلك لن يكون عائقاً حول زواج الرجل بعد الخمسين، أو استمتاعه في ممارسة الجنس. فالرغبة الجنسية والدافع الجنسي لا يتوقف، بل يقل. 

الرغبة الجنسية عند المرأة بعد الأربعين

أما بالنسبة للمرأة بعد سن الأربعين،فتبدأهرمونات جسمها بالإنخفاض، خصوصاً بعد مرحلة انقطاع الطمث، مما يسبب جفافاً في المهبل وصعوبة عند ممارسة العلاقة الحميمة. مما يؤثر سلباً على الشهوة عند المرأة بعد سن الأربعين. 

ولكن بعض النساء، أظهرن نشاطاً جنسياً أكبر بعد سن الأربعين، نظراً لانخفاض القلق والتوتر من الحمل ورعاية الأطفال، والتفرغ للتفكير في الجنسية. لذلك يمكن للمرأة بعد سن الخمسين  الزواج، وممارسة العلاقة الحميمة بسعادة ورضا. ولكن قد تكون إثارة المرأة الكبيرة في السن، بحاجة للمزيد من المداعبة والتدليك.

اقرأ أيضاً: مشكلات جنسية شائعة لدى النساء وطرق التغلب عليها

الرغبة الجنسية والحالة النفسية

تتأثر الرغبة الجنسية عند الشخص بالحالة النفسية التي يمر بها، فالقلق والتوتر والإكتئاب، والإنشغال بالمشاكل العائلية والعملية، يجعل من التفكيرالجنسي، أو ممارسة العلاقة الحميمية، أمراً غير ضرورياً ولا يوجد هناك حاجة له. فيقل بذلك الدافع الجنسي لديه مع مرور الوقت، بالإضافة إلى تأثر هرمونات الجسم المسؤولة عن قوة الشهوة الجنسية والدافع الجنسي، بالحالة النفسية والإجتماعية التي يمر بها الشخص خلال يومه. 

الرغبة الجنسية والحالة الصحية

يعاني كبار السن من العديد من المشاكل الصحية، التي تؤثر على مدى رغبتهم في الحصول على الجنس، والاستمتاع به، فيؤدي الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، إلى إضعاف الدافع الجنسي عند المريض؛ بسبب فشل عضلة القلب في إيصال الدم إلى الأعضاء الجنسية، وبالتالي يكون من الصعب الوصول إلى النشوة الجنسية. كما تؤدي الإصابة بمرض السكري، وارتفاع الكوليسترول إلى تقليل الرغبة الجنسية عند المريض

يجدر التنويه إلى أن هناك العديد من العلاجات الدوائية، التي قد ينتج عنها مضاعفات جانبية تقلل من الرغبة الجنسية بعد تناولها. لذلك، يجب على المريض الاستفسار حول ما إذا كان الدواء الذي يستخدمه يتسبب في مثل هذه المشاكل. 

اقرأ أيضاً: تأثير الأدوية على الصحة الجنسية

يمكن لزيادة الوزن والسمنة، أو امتلاك جسد غير مرضيٍ، أن يقلل من الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة، حيث يبدأ جسم الإنسان باكتساب الوزن الزائد، مع قلة الحركة التي تترافق مع التقدم في العمر.

نصائح لزيادة الرغبة الجنسية عند كبار السن 

تشكل العلاقة الجنسية في مختلف الأعمار، جزءاً أساسياً وغريزياً من حياة الإنسان وسلوكه. ولكن في حال كانت هناك بعض المشاكل التي تحول دون ممارسة هذه العلاقة، أو تقلل من الرغبة والدافع الجنسي للقيام بها عند أحد الشريكين، يجب التوجه إلى طلب المساعدة، للتغلب على تلك المشاكل، والعيش بسعادة واستقرار. فلا يمكن إنكار أثر الإضطراب الجنسي على استقرار الحياة وسعادة الفرد. 

ومن أهم النصائح لتجنب انخفاض الدافع الجنسي، وزيادته:

  • يجب على الشخص زيارة الطبيب المختص؛ لأخذ النصائح والمشورة، خصوصاً في حال استخدام بعض الأدوية المزمنة التي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الرغبة الجنسية. فبهذه الحالة، يمكن أن يقوم الطبيب بإعطاءه دواء بديلاً عنه، لا يؤثر سلباً على الدافع الجنسي للمريض. 
  • يمكن للنوم المريح والهادئ، أن يزيد من الرغبة الجنسية عند الطرفين. 
  • من الأفضل ممارسة الجنس صباحاً، حيث يكون هرمون التستوستيرون عند الرجل مرتفعاً عند الصباح. ويكون الشريكان في حالة نفسية أفضل بعد حصولهما على نوم جيد خلال الليل. 
  • يمكن استخدام بعض أنواع المنشطات، مثل السيلدينافيل (بالإنجليزية: Sildenafil) ،والتادالافيل (بالإنجليزية: Tadalafil)، التي تؤدي إلى زيادة الرغبة الجنسية، والإنتصاب عند الرجال. كما يمكن استخدام الهرمونات، التي تزيد من الرغبة الجنسية عند الرجال والنساء. 
  • يجب على كبار السن، البحث عن طرق لتغيير نمط حياتهم، بعيداً عن الملل والروتين، مما يساعد في تحسين الحالة النفسية، وبالتالي زيادة الرغبة الجنسية لديهم. 
  • يمكن للمرأة بعد سن اليأس، استخدام بعض الزيوت الطبية والمزلقات؛ للتقليل من الألم والجفاف الذي يمكن أن تعاني منه بعد انقطاع الطمث. 
  • يجب البحث عن طرق استمتاع جديدة بعد التقدم في العمر، والتحدث مع الشريك، حول الاحتياجات والرغبات التي يشعر بها. 
  • يجب التوقف عن التدخين لتحسين الأداء الجنسي، حيث يعمل التدخين على خفض مستوى تدفق الدم في الأوعية الدموية في الجسم، مما يقلل من الدافع الجنسي والإستجابة للإثارة الجنسية. 
  • يجب التوقف عن شرب الكحول، الذي يؤثر سلباً في الحصول على نوم جيد، ويقلل من الإستجابة الجنسية.
  • يجب الحرص على تناول طعام صحي ومتوازن، بالإضافة إلى المداومة على ممارسة التمارين الرياضية، خصوصاً عند كبار السن؛ لحماية الجسم من الإصابة بالأمراض، وبالتالي الحصول على جسد سليم وقوي.

اقرأ أيضاً: هل يفيد التأمل والاسترخاء في تحسين الأداء الجنسي؟