القهوة: فوائدها ومضارها

تعدُّ القهوة وفقاً لجمعية القهوة الوطنية واحدة من أكثر السلع تداولاً في العالم، ويعود تاريخ احتسائها إلى أحد الرعاة الإثيوبيين، والذي اكتشف آثار حبوب البن عندما لاحظ أنَّ أغنامه التي تتغذى على حبوب القهوة لا تستطيع النوم. سنتحدث في هذه المقالة عن مخاطر وفوائد القهوة، ثمّ سنتطرّق إلى مفهوم الطاقة التي نكتسبها من احتساء القهوة في علم الأيورفيدا.

فوائد القهوة:

تُعدُّ حبوب البن مصدر قوة لنشاط البوليفينول، والذي هو عبارة عن مركبات موجودة في النباتات التي تحتوي على مضادات عالية للأكسدة، وتحارب الجذور الحرة الضارة (الجزيئات غير المستقرة التي قد تضر بالحمض النووي والبروتينات).

يُعتقَد أنَّ حمض الكلوروجينيك (Chlorogenic Acid) هو البوليفينول الأكثر وفرة في حبوب البن؛ ولكن من المؤسف أنَّ حمض الكلوروجينيك يُستنفَذ في أثناء عملية تحميص حبوب البن تحميصاً كاملاً، في حين تحافظ ​​القهوة متوسطة التحميص على نحو 50% منه.

إنَّه لمن المعروف أنَّ لحمض الكلوروجينيك خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، وقد تكون العامل الرئيس وراء العديد من الفوائد الصحية التي لُوحِظت على الأشخاص الذين يتناولون القهوة بانتظام؛ وتشمل الفوائد المنسوبة إلى احتساء القهوة بانتظام ما يأتي:

  • تحسين وظائف المخ من حيث الذاكرة ومهارات التفكير.
  • انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني.
  • انخفاض خطر الإصابة بالخرف ومرض باركنسون.
  • انخفاض معدلات الاكتئاب.
  • انخفاض معدلات الإصابة بسرطان الكبد والقولون والمستقيم.

مخاطر القهوة:

لقد حذَّر الأطباء واختصاصيو التغذية من مخاطر شُرب القهوة على مر التاريخ، نظراً إلى قدرتها على التسبب بارتفاع ضغط الدم؛ ولكن مع ذلك، لا تدعم البحوث هذه المخاطر المتصوَّرة، ويبدو أنَّ شاربي القهوة بانتظام يتأقلمون على احتسائها؛ ففي تحليل تلوي نُشِر في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، تبيَّن أنَّه بعد الاستهلاك الروتيني للقهوة (2 إلى 3 أكواب يومياً) لمدة أسبوعين، تكيف الجسم على احتسائها، ولم يعد يُلاحَظ ارتفاع ضغط الدم لدى الأشخاص الذين اعتادوها.

يُعدُّ ارتفاع ضغط الدم أمراً ضاراً، إذ قد يؤدي إلى أمراض القلب والكلى والأوعية الدموية؛ ومع ذلك، وجدت دراسة أجرتها صحيفة أمريكية أنَّه رغم ارتفاع ضغط الدم القصير الأمد لدى النساء، يرتبط شرب القهوة بانخفاض مخاطر الإصابة بسكتة دماغية؛ كما لاحظ الباحثون أنَّ هذا التأثير غير ناتج عن الكافئين؛ ذلك لأنَّ المشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافئين -كالشاي والصودا- لا ترتبط بمخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية على الإطلاق؛ لذا يبدو أنَّ التأثير الوقائي لاحتساء القهوة ناتج عن مكونات أخرى بخلاف الكافئين، ولكنَّ هذا الأمر يتطلب مزيداً من الدراسة.

قد تؤثر مكونات القهوة أيضاً في قدرة الجسم على الاستجابة للأدوية؛ لذا فمن من الجيد دائماً استشارة الطبيب أو الصيدلي بشأن التفاعلات السلبية المحتملة.

القهوة وفقاً للأيورفيدا:

تعلَّمنا أنَّ جميع النباتات تخدم غرضاً ما، ومن الأفضل أن ننظر إلى القهوة باعتبارها دواء؛ وكما هو الحال مع أي دواء، فإنَّه لمن الهامِّ أن نرصد آثاره ونضبط استهلاكنا له وفقاً لذلك.

إنَّه لمن المعروف أنَّ للقهوة تأثير حماسي ومحفِّز للجسم، فهي تعزِّز الطاقة وتحفِّز الهضم وترفع ضغط الدم؛ ولكن مع ذلك، يجب شربها باعتدال.

تشير الدوشا (Dosha) في علم الأيورفيدا (Ayurveda) إلى العناصر الخمسة للحياة، والتي هي: الأثير والهواء والنار والماء والأرض، والتي توجد في جميع الكائنات الحية، وتعدُّ عناصر بناء الحياة، وتتكوَّن الدوشا (Dosha) من ثلاث أنواع: “فاتا” (Vata)، و”بيتا” (Pitta)، و”كافا” (Kapha):

  • فاتا (Vata): تميل نوعية الأشخاص فاتا (Vata) إلى التفكير السريع، ويميلون إلى أن تكون درجة حرارة أجسامهم أكثر برودة؛ لذا فمن الأفضل لأنواع فاتا (Vata) عدم شرب القهوة بكثرة، إذ قد تستنفد القهوةُ الطاقة من أجسام الأشخاص الفاتا (Vata)، وقد يؤدي شربها إلى ضعف التركيز لديهم أو صعوبة نومهم ليلاً.
  • بيتا (Pitta): تميل أنواع الأشخاص بيتا (Pitta) إلى أن تكون تنافسية وسريعة التفكير والاستجابة؛ وبالنسبة إلى شخصيات بيتا (Pitta)، يجدر بهم أيضاً تجنُّب القهوة، أو يمكنهم تناول كوب أو كوبين على الأكثر؛ فقد تظهر أضرار القهوة لهذا النوع من الدوشا (Dosha) على شكل إفراط في إفراز حمض المعدة أو الشعور بالانفعال، وتؤدي إلى الشعور ببعض الأعراض العضوية والنفسية، كالارتجاع المعوي والتهكُّم والانفعال والغضب.
  • كافا (Kapha): قد يشعر الأشخاص الذين يتمتعون بتأثير كافا (Kapha) قوي بالثقل والبطء إلى حدٍّ ما، ويستمرّ هذا الشعور طيلة اليوم؛ لذا قد تكون القهوة وسيلةً رائعةً لمساعدتهم على تحفيز الطاقة، فضلاً عن تعزيز عملية الهضم بعد تناول الوجبات؛ وبالإضافة إلى توفير التحفيز والطاقة، قد تساعد خصائص القهوة المدرة للبول في تجفيف بعض الطبيعة الثقيلة والرطبة لأولئك الأشخاص.

حقيقة الطاقة الناجمة عن تناول القهوة:

بيد أنَّ القهوة قد حصلت على رواجٍ هائل بسبب خصائصها النباتية الطبية، ولكنَّك قد تتوهم أحياناً بالشعور بالطاقة والتحفيز بعد تناولها؛ لذا انتبه إلى أي طاقة زائفة تنشأ عن تناول الكافئين، فقد تستنزف الجسم في النهاية.

قد تولِّد الطاقة في بيئة يخبرك جسمك فيها بصورة طبيعية أنَّ كل شيء على ما يرام؛ ولكن بمرور الوقت، قد يؤدي هذا الشعور الزائف بالطاقة إلى اختلال في التوازن؛ فإذا شعرت بانخفاض طاقتك نتيجة لعدم تناول جرعتك اليومية من القهوة، فانتبه إلى دورات نومك الاعتيادية، فقد يحتاج الجسم في بعض الأحيان إلى الراحة وليس إلى الكافئين.

الخلاصة:

احتسِ قهوتك الشهية كما اعتدت، ولكن مع الانتباه إلى تأثيرها واستهلاكها بوعي أكبر من ذي قبل؛ فكما تعلم، دائماً ما يكون تناول الأغذية والمواد العضوية قليلة المعالجة قراراً جيداً، لا سيما تلك الخالية من المواد الكيميائية الضارة؛ لكون ذلك أفضل لصحتك وحاسة تذوقك.

إخلاء مسؤولية: الآراء والمسائل المطروحة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء النجاح نت. ويقع أي خلل في المعلومات المنشورة على عاتق المصدر الأصلي.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!