زايد الدخيل

عمان- ليس بغريب على جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أن يكون دائما وأبدا منحازا الى آل بيته وجده رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، صاحب الرسالة إلى الإنسانية، ذي الخلق العظيم، بمعجزاته التي حباه الله تعالى بها، عندما يصفه الله عز وجل في كتابه الكريم بقوله “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم”. هذا تأكيد من الله تعالى أن الأخلاق هي أهم ما يميز رسولنا الكريم، وبالتالي فان كل من يتخلى عن الأخلاق لأي سبب كان فهو ليس على سنة رسولنا، عليه الصلاة والسلام.
ليس بغريب على الهاشميين كل هذا التواضع وهذه الإنسانية ودماثة الأخلاق التي ترتقي بمكانتهم وتجعلنا نباهي بهم العالم، فذلك كله استلهام من اخلاق رسولنا الكريم الذي أمرنا بالإصلاح والتسامح والعدل والمحبة والعمل، وهذا كله، يبعث على السلام الروحي والاجتماعي والإنساني، ليعم البشرية بقيمه النبيلة والراقية، فعندما يلخص رسولنا الكريم رسالته بقوله صلى الله عليه وسلم (انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، فإنما يمدنا بالوجه الحقيقي لديننا الحنيف، ويبعث للبشرية منذ أربعة عشر قرنا والى اليوم مفاتيح الحكم، ورسائل الخير والمحبة. إنها رسالته صلى الله عليه وسلم في جعل مكارم الاخلاق، طريقا للأمن والنبل والعمل والصلاح والخير.
جلالته نشر أمس عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تغريدة بمناسبة المولد النبوي الشريف، أدرج فيها قوله تعالى “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم”، وقال تعالى “إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ”. صدق الله العظيم. اللهم صلّ وسلم على سيدنا محمد.
جلالته؛ عكس بتغريدته ما يرتقي بالأخلاق التي يدعونا اليها نبينا الكريم عليه السلام، وبأن يرى البشر في كل زمان ومكان أن الإسلام، دين القيم والمبادئ، يجعل أخلاقنا وتصرفاتنا تتحدث عنا، ويمدنا بالقوة والفعل لأن نعمل ونتقدم، وأن نجعل البناء والتعمير وإعلاء الحق هدفنا، وأن نعكس الصورة المشرقة للإسلام، ونظهره على كل أفعالنا وأقوالنا.
عندما يكون خلق نبينا صلى الله عليه وسلم، مستمدا من تعاليم القرآن الكريم، فيجب أن نكون كذلك، وأن يكون خلقنا مستمدا من قرآننا الذي أنزله الله عز وجل للعالمين لقوله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا).
وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسبق الدكتور هايل داوود، قال إن الإسلام أمر بالإعراض عن الجاهلين، وسيرة النبي عليه الصلاة والسلام ناطقة بذلك، فمقامه عليه الصلاة والسلام ومقامات إخوانه من الأنبياء والمرسلين محفوظة وسامية، قال الله تعالى: (إنا كفيناك المستهزئين). وقال سبحانه (إن شانئك هو الأبتر).
وأكد داوود أن واجب المسلمين وكل محب للحقيقة والتسامح، نشر سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، بما اشتملت عليه من رحمة وعدل وسماحة وإنصاف وسعي، لما فيه خير الإنسانية جمعاء.
في مملكة الهاشميين، يتبلور الحرص الدائم على ترسيخ مفاهيم المحبة والوئام بين الأمم، وتحقيق السلام لشعوب العالم، وتعزيز قيم التسامح والتعايش بين أبناء الديانتين الإسلامية والمسيحية، وتعظيم القواسم المشتركة بينهم، بما يصب في ترسيخ لغة الحوار والتواصل، بعيدا عن الانغلاق والتعصب والتشدد.
ويفخر الأردن بتقديم أنموذجه الحيوي والأصيل في إتاحة مساحة راقية من الحوار والتعايش والتفاهم والتواصل بين فئاته كافة، ودون تمييز في الدين واللون والجنس والعرق والمذهب، إنه يقدم للعالم درسا راقيا في تكريس حقوق المواطنة المتساوية والعدالة، بخاصة وان الوعي الأردني الذي أرساه الهاشميون ورسخه جلالة الملك عبدالله الثاني، يشكل وصفةً حكيمة في مجال حوار الحضارات والأديان، تجسيدا لرؤية جلالته ومساعيه الدولية لنشر الوئام والتآخي، والتي تعكس إرادة طيبة، غايتها احترام كرامة الإنسان.
المملكة بقيادة جلالته، أمست صاحبة الدور الريادي في المنطقة كدولة، تصنع السلام والمحبة، وتسعى الى تكريس قيم الحق والتعايش بين أبنائها المسلمين والمسيحيين على حد سواء.
والمبادرات الملكية في مجال الحوار بين الاديان، تظهر مجددا، بدءا من رسالة عمان، ومبادرة “تعالوا الى كلمة سواء”، انتهاء بمبادرة أسبوع الوئام بين الأديان، تعكس جهداً هاشمياً، شكل جزءا رئيسا في الوعي الفكري الأردني، وميز السياسة الأردنية الدولية، وأعلا من دبلوماسية حوار الاديان التي يقودها جلالته في هذا الوقت المأزوم إقليميا وعالميا، ونشهد فيه الكثير من العنف والاضطراب في المنطقة.