اليمن: الرئيس هادي يستنفر المجتمع الدولي لإنقاذ بلاده من الانهيار الاقتصادي

تعز ـ «القدس العربي»: استنفر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، المجتمع الدولي لإنقاذ اليمن من الانهيار الاقتصادي المتسارع الذي يدفع بالشعب اليمني إلى

اليمن: الرئيس هادي يستنفر المجتمع الدولي لإنقاذ بلاده من الانهيار الاقتصادي

[wpcc-script type=”dc966cd809ffdde0bb76ae4e-text/javascript”]

تعز ـ «القدس العربي»: استنفر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، المجتمع الدولي لإنقاذ اليمن من الانهيار الاقتصادي المتسارع الذي يدفع بالشعب اليمني إلى المجاعة المحققة، إثر غياب سيطرة الميليشيا المدعومة من إيران في الشمال ومن دولة الإمارات في الجنوب، وسيطرتها على المقدرات الاقتصادية في البلاد.
وطالب المجتمع الدولي بمساندة جهود الحكومة اليمنية في «مواجهة التحديات الاقتصادية، ودعم سياسات وخطط دعم العملة الوطنية لتحقيق الاستقرار المعيشي، والالتفات إلى معاناة الشعب اليمني الذي يواجه صنوف المآسي، والعذاب، والظروف المعيشية القاسية، نتيجة الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الانقلابية».
وشدد هادي في كلمته التي ألقاها بالدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة عبر تقنية الاتصال المرئي، على ضرورة قيام المجتمع الدولي بدوره في الضغط على الانقلابيين الحوثيين لإجبارهم على «عدم تحويل الملف الإنساني إلى ملف لابتزاز الحكومة والمجتمع الدولي من خلال الإصرار على نهب الأموال الخاصة بدفع الرواتب وتعطيل جهود الأمم المتحدة».
ودعا هادي المجتمع الدولي إلى العمل الجاد والعاجل من أجل إنهاء الكارثة المحتملة التي يمكن أن يتسبب بها سفينة النفط العائمة (صافر) التي ترفض ميليشيا الحوثي السماح للفرق الهندسية التابعة للأمم المتحدة المختصة بصيانتها وإصلاحها.
وقال الرئيس اليمني: «تنعقد هذه الدورة للمرة السادسة ونحن في الجمهورية اليمنية نعيش ظروفاً صعبة وقاسية نتيجة للحرب المفروضة على شعبنا من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية، وداعمها الإقليمي إيران، والتي بدأت مخططاتها عقب تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتزامناً مع الانتهاء بنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي وضع خارطة طريق لمستقبل الجمهورية اليمنية بمشاركة كل ألوان الطيف السياسي».

قدمنا التنازلات والحوثيون رفضوا

واتهم الرئيس اليمني جماعة الحوثي بالانقلاب على حكومته الشرعية، المعترف بها دولياً «من خلال تحشيد ميليشياتها لإسقاط المدن والقرى وتشريد السكان، وتهجيرهم من قراهم ومناطقهم وصولاً لاجتياح العاصمة صنعاء في أيلول/سبتمبر2014، والاستيلاء على مؤسسات الدولة، والانقلاب على الشرعية المنتخبة، والإجهاز على المناخ السياسي، وخنق الحريات العامة، ومداهمة المنازل والبيوت وتفجير المدارس ودور العبادة، ومطاردة الأصوات المعارضة لها، والتنكيل بالمواطنين، وتحويل صنعاء التاريخ والحضارة والتعايش، إلى سجن كبير لشعبنا هناك».
وأضاف: «لقد مددنا يدنا للسلام، وبذلنا كل ما بوسعنا لدعم وتسهيل جهود الأمم المتحدة ومبعوثها إلى بلادنا السيد مارتن غريڤيث والمبعوثين من قبله، من أجل إنقاذ البلاد والتوصل إلى سلام دائم وشامل، يوقف نزيف الدم اليمني والمأساة اليمنية، لأن شعبنا اليمني باختصار لن يقبل التجربة الإيرانية على أرضه مهما كانت الظروف والتحديات».

الحضرمي: «عراقيل وقيود» الحوثي المفروضة على العمل الإنساني تصعب تجنب المجاعة

وأوضح أنه على الرغم من تقديم الحكومة لكثير من التنازلات مقابل الوصول إلى سلام عادل ودائم في اليمن، إلا أن «ميليشيا الحوثي قامت باستغلال ذلك للحشد والتصعيد ومهاجمة المحافظات والمدن، وارتكاب مزيد من المجازر بحق المدنيين في العديد من محافظات ومدن اليمن، وما ترونه اليوم من تصعيد همجي لهذه المليشيات، خاصة في محافظات مأرب والجوف والبيضاء التي تشن عليها مليشيا الحوثي حملة عسكرية هوجاء منذ شهور (…) يعطي صورة واضحة عن نوايا هذه المليشيات وموقفها من السلام، الأمر الذي يستدعي من المجتمع الدولي الاضطلاع بدوره في وضع حد لهذا الصلف المتعجرف، وإنهاء معاناة شعبنا عبر الضغط الفاعل والحاسم على الانقلابيين وراعيهم في طهران لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، والتوقف عن الإيغال في إراقة الدماء والتدمير، وإتاحة المجال لوصول المساعدات الإنسانية لكل اليمنيين». وأشار إلى أن الحرب الراهنة التي فُرضت على الشعب اليمني «تسببت بكارثة إنسانية ومزقت المجتمع اليمني وتسببت في موجات النزوح والتهجير الجماعي والقمع والإخفاء القسري وأعظم حالات الفقر التي شهدها الشعب منذ عقود طويلة».

الريال اليمني ينهار

وتزامنت هذه الكلمة للرئيس اليمني مع إعلان الأمم المتحدة أن العملة اليمنية الريال فقدت أكثر من 70٪ من قيمتها الشرائية مقابل العملات الصعبة منذ بداية الحرب في اليمن قبل أكثر من خمس سنوات. وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، في بيان له أمس الأول، إن «اليمن يعيش نقطة تحول فاصلة حيث يتسبب النزاع والمشكلات الاقتصادية في دفع البلاد نحو حافة المجاعة ويهدد بتقويض المكاسب التي تحققت من خلال العمل الإنساني خلال السنوات القليلة الماضية».
وأضاف: «فقدت العملة (اليمنية) 25 في المائة من قيمتها في عام 2020 وحده، ونحو 70 في المائة من قيمتها مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب. ونظراً لأن احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية أوشكت على النفاد، فقد لا يتمكن اليمن من استيراد المواد الغذائية» في إشارة إلى احتمال وقوع مجاعة محققة خلال الفترة المقبلة نتيجة لانهيار سعر العملة المحلية الريال، وانعدام العملة الصعبة من المصارف والأسواق اليمنية، والتي وصل سعرها أمس حداً غير مسبوق منذ اندلاع الحرب الراهنة في البلاد، أسفرت أمس عن إغلاق البنوك ومحلات الصرافة أبوابها أمام الزبائن. وفي سياق متصل، اعتبر وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، الخميس، أن «عراقيل وقيود» جماعة الحوثي المفروضة على العمل الإنساني، تصعب مهمة تجنب خطر المجاعة في البلاد.
وجاء ذلك خلال كلمة له في فعالية بعنوان «الأزمة الإنسانية في اليمن: تجنب اندلاع المجاعة» نظمتها السويد والاتحاد الأوروبي، على هامش أعمال الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق وكالة الأنباء اليمنية «سبأ». وقال الحضرمي: «رغم الجهود الجسيمة التي تبذلها وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لإيصال المساعدات إلى مستحقيها في مناطق سيطرة الحوثي، إلا أن العراقيل والقيود التي تفرضها الجماعة تصعب من مهمة الحكومة وشركائها من المجتمع الدولي لتجنب خطر المجاعة». وأوضح الحضرمي أن «العراقيل التي تفرضها مليشيات الحوثي على جهود الاستجابة الإنسانية تصاعدت خلال العامين 2019 و2020 أكثر من أي وقت مضى». وأضاف: «رصدت المنظمات الدولية ولجان التحقيق الأممية قيام المليشيات الحوثية بسرقة المساعدات الإنسانية واستخدامها لتعزيز جبهات حربها الخبيثة بالشكل الذي يفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي الحاد ضمن الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع».

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!