برامج شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال التنفيذية في الشرق الأوسط

سجلت الإمارات العربية المتحدة، التي أصبحت تعرف بشكل متزايد بكفاءتها الاقتصادية، وفرص الإستشمار فيها، ومناخها التجاري المشجع، أحد أعلى معدلات النمو السكاني في العالم على مدى العقدين الماضيين. وبينت أرقام صادرة عن وزارة الاقتصاد الإماراتية أنه كان من المتوقع أن يتضاعف عدد السكان في عام 2008 بنسبة 6.12% ليصل إلى حوالي 4.76 مليون نسمة من 4.48 ملايين في 2007. ومن المتوقع أن تستمر هذه الزيادة بارتفاع يقدر 6.31% ليصل عدد السكان إلى 5.06 ملايين عند نهاية 2009.

سوق نامية

تعد أكبر إمارتين من السبع إمارات التي تكون الإتحاد – أبو ظبي ودبي – مسكن لقرابة 4 ملايين نسمة من المغتربين الذين جعلوا من الشرق الأوسط منزلا لهم. (في عام 2008، قدر عدد السكان الإمارتين بحوالي 890 ألف بالمقارنة مع 3.8 ملايين مغترب في منطقة الشرق الأوسط. ويتوقع أن تزداد تلك الأعداد في عام 2009، لتصل إلى 920 ألف و4.1 ملايين على التوالي). إن هاتين الدولتين في طريقهما لتصبحا مقرا لأهم كليات إدراة الأعمال. على مدى الخمس سنوات الماضية، إفتتحت بعض من الجامعات الأوروبية والأمريكية فروع لها في الشرق الأوسط بما فيها London Business School، و Edinburgh Business School، وHult International Business Schoolبالإضافة إلى University of Strathclyde Business School.

وبين (ريتشارد غيلنغووتر)، عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة Cass، أن الشرق الأوسط يشهد نموا هائلا في المهارات، والكفاءات، والتعليم خاصة في ضوء الأزمة المالية. “سينتج عن هذه الأزمة تدفق العمالة والكفاءات في منطقة الخليج، ولكن يشكل هذا التدفق فرصة عظيمة. كان شح العمالة الماهرة يشكل عائقا كبيرا في وجه التطور، لكن الآن بدأت وطأة هذه العقبة تنحسر. وكأي سوق نامية، تكون الحاجة والطلب على حاملي شهادات الماجيستير في إدارة الأعمال آخذة بالإرتفاع الى جانب معدل التطور في المنطقة. لذلك، ستكون دبي جزءا مهما من إستراتجية التوظيف الخاصة بنا.”

من المتوقع أن يصل عدد سكان مدينة دبي، مركز الشرق الأوسط الإقتصادي والتجاري، إلى 1.7 مليون بحلول نهاية عام 2009. ومن المتوقع أن يزداد عدد السكان المحلي بنسبة 3.2% مقابل 6.8% للمغتربين بينما يرجح أن تصل نسبة نمو الأمراتيين في السنة القادمة إلى 3.4% أما نسبة المغتربين فيتوقع أن تصل الى حوالي 6.9%. وكان أعلى معدل للمغتربين لعام 2007 في مدينة دبي.

وأصبحت مدينة دبي سوق إستراتيجة لتوظيف حاملي شهادة الماجستير في إدارة الأعمال التنفيذية للعديد من الجامعات ومن غير المتوقع أن يطرأ تغيير على هذه الحالة في العقد المقبل. وقال (آرنولند لونغبوي) مدير توظيف الطلبة في كلية Chicago Booth School of Business in Londonأن مدينة دبي تستثمر بشكل كبير جدا في بنيتها التحتية وبيئتها الإنشائية. “ينجم عن هذه المشاريع فرص عمل جديدة في المنطقة وستستمر في جذب الشركات والمستثمرين إلى مدينة دبي خلال الخمس أو العشر سنوات القادمة. ونحن نتوقع أن يستمر طلب القوى العاملة المتزايدة على شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال التنفيذية بالارتفاع على مدى السنوات القادمة”.

إلتحق العديد من الطلبة من منطقة الشرق الأوسط على مدى السنوات الأخيرة في برامج شهادة الماجستير التنفيذية في العالم الغربي. وبعد إفتتاح فرعها في أوروبا في عام 1994، إستقبلت كلية Chicago Booth Business Schoolبإستمرار طلبة من دولة الأمارات العربية المتحدة. ولكن، قال (لونغبوي) إنه عندما إفتتحت الكلية فرعها في لندن إزدادت أعداد الطلبات إزديادا هائلا. “عندها قمنا عروض تقديمية منتظمة في دبي وأجزاء أخرى من المنطقة. أعتقد أن الصلات التجارية بين لندن ودبي لا تزال تنمو، الأمر الذي يعتبر محركا للإهتمام بفرع الكلية في لندن”.

يحمل زياد عزام الذي يمتلك خبرة تمتد على مدى 11 عاما في مجال الإستثمار المصرفي والإستشارات في الشرق الأوسط شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال التنفيذية من Chicago Booth Business School. ولقد عمل عزام في قطاعات مختلفة منها الخدمات اللوجستية والنقل والخدمات المالية… إلى آخره.

ويقول عصام عزام “لم يغطي كل ما قمت به حتى الآن سوى نصف المسافة التي أريد قطعها حتى أحقق هدفي المهني”. “على ذكر ذلك، لقد بدأت أدرك حاجتي لتوسيع نظاق شبكة معارفي من الإقليمية إلى العالمية، وإكتساب الخبرات العالمية، وتقوية مهاراتي القيادية وقدرتي على تقييم الحالات التي تصادفني مع تولي مسؤولياتي المتزايدة، بالإضافة إلى تطوير مهاراتي الإدارية على مستوى الشركات الكبيرة، إذ كانت تقع معظمها ضمن نطاق الصفقات التجارية. وبعد دراستي لكافة الخيارات المتاحة أمامي من حيثالتطور الشخصي والفترة الزمنية، قررت التسجيل ببرنامج شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال التنفيذية حيث كان ذلك المسار المناسب لي.”

وأشار عزام إلى إدراكه التام بان كليات إدراة أعمال عدة بدأت تستهدف المنطقة مما أدى إلى شيوع برنامج شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال التنفيذية. “توجد في الشرق الأوسط إمكانية هائلة لتوسع شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال التنفيذية لكن معظم المؤهلين للتسجيل في هذا البرنامج هم الممولين الرئيسين لأنفسهم لأن الوعي ل ا يزال ينقص لدى أصحاب العمل حول هذا البرنامج”

فرص التبادل الثقافي

يشكل الطلبة في الإمارات العربية المتحدة محط إهتمام عدد كبير من كليات إدارة الأعمال ليس لكون الإمارات العربية المتحدة تمثل باب لم يطرق من قبل فقط. فقال “أرنولد لونغ بوي” أن طلبة الإمارات العربية المتحدة يقدمون ملعومات قيمة عن ثقافة الأعمال في الشرق الأوسط كما يستطيع رفاقهم في الدارسة التعلم من خبراتهم وتوصياتهم. “وتعد مساهمة طلبة الإمارات العربية المتحدة في برامج شهادة ماجيستير إدارة الأعمال التنفيذية قيمة جدا. كما ان المعلومات التي يقدمونها حول العمل في بيئة تضاعف نموها بانتظام مثيرة جدا”.

أشار رتشارد غلنعواتر إلى نفس النقطة قائلا: “يقدم طلبتنا الإماراتيون مساهمة هامة جدا في التجربة التعليمية العامة لباقي الطلبة، حيث يحملون معهم خبرة عملية حقيقية وأمثلة عملية عن هيكلة التطور والتغييرات، والتحديات في الإمارات العربية المتحدة”. واضاف “نحن نشجع أيضا فرص التواصل والتبادل المعرفي والفكري بين كوادرنا التنفيذية في برامج لندن ودبي عبر المتطلبات الإختيارية المطروحة في كلا المدينتين حتى تلقى مساهمة الأماراتيين في برامجنا لشهادة الماجيستير في إدارة الأعمال التنفيذية وقعا أكبر على حملة شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال التنفيذية من جامعة Cass“.

ومع تزايد أعداد كليات إدارة الأعمال التي بدأت تشمل الشرق الأوسط قي حملاتها الإستراتيجية، توجد إحتمالية تلقي العالم الغربي لقوى عاملة متعلمة من خريجي شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال التنفيذية. تمثل منطقة الشرق الأوسط منطقة هامة من الجانبين الإقتصادي والمالي، فكلما زاد استيعاب الغرب للممارسات التجارية في الشرق الأوسط كلما استفادت المنطقتين.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!