خصوبة الرجل

تُعرف خصوبة الرجل بقدرته على جعل شريكة الحياة تصبح حاملًا بطفل وقدرته على الإنجاب دون مساعدة طبية، وهذا يعني أنّ كل ما يتعلق بالسائل المنوي طبيعي، من حيث عدد الحيوانات المنوية، وشكلها وحركتها، والعديد من الخصائص الأخرى، وذلك للوصول إلى بويضة المرأة واختراقها، فإذا كان عدد الحيوانات المنوية ذات الشكل الطبيعي كبيرًا فهذا يعني تمتع الرجل بخصوبة عالية، ولكن هناك الكثير من الاستثنائات حيث لا يزال الكثير من الرجال الذين يعانون من انخفاض في عدد الحيوانات المنوية أو أن يكون السائل المنوي غير الطبيعي في مرحلة الإنجاب، وأيضًا يوجد حوالي 15% من الرجال المصابين بالعقم لديهم سائل منوي طبيعي ووفرة من الحيوانات المنوية الطبيعية، وفي هذا المقال سوف يتم معرفة ما إذا كان للتكنولوجيا تأثير على خصوبة الرجل^[١]

هل هناك دراسات تُثبت تأثير التكنولوجيا عل خصوبة الرجل؟

تزايدت خلال السنوات الأخيرة نسبة العقم لدى الذكور، وتمّ إيعاز هذه الزيادة إلى مجموعة من العوامل البيئية، والصحية، ونمط الحياة، ومن الممكن أن يتأثر عقم الذكور بالتعرض الشديد للحرارة، ولمبيدات الآفات، والنشاط الإشعاعي، ونظرًا للتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم الآن وزيادة مصادر الإشعاعات المؤينة والتي تتمثل في الإشعاعات الناتجة عن الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وشبكات wi-fi، وأفران الميكرويف، والتي قد تكون سببًا في حدوث العقم لدى الرجال، ولأنّه من المستحيل تغطية جميع أنواع مصادر الإشعاع وتأثيراته البيولوجية تمّ عمل بعض الدراسات لإثبات تأثير التكنولوجيا على خصوبة الرجل، ونذكر من هذه الدراسات ما يأتي:^[٢]

كيف تؤثر الهواتف الخلوية على خصوبة الرجل؟

ولمعرفة تأثير الهواتف الخلوية على خصوبة الرجل أُجريت دراسة لمعرفة ما إذا كان للهواتف الخلوية تأثيرًا على خصوبة الرجل أم لا، بحيث كانت تفاصيل هذه الدراسة ما يأتي:^[٣]

• أُجريت الدراسة على 159 رجلًا يترددون على عيادة العقم في محافظات الشمال، والوسط، والجنوب من الأردن.
• تمّ تقسيم أولئك الرجال إلى مجموعتين وفقًا لاستخدامهم النشط للهاتف الخلوي، حيث كان استخدام المجموعة الأولى للهاتف الخلوي بمعدل يقل عن ساعة في اليوم، بينما المجموعة الثانية كان معدل استخدامها أكثر من ساعة يوميًّا.
• تم جمع عينات السائل المنوي بعد فترة امتناع عن ممارسة العلاقة لمدة خمسة أيام، وكانت مقاييس النتائج الرئيسة هي حجم الحيوانات المنوية، درجة الحموضة، اللزوجة، العدد، الحركة، والتشكل.

وأظهرت نتائج هذه الدراسة، أنّه لا يوجد فروقات ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين فيما يتعلق بجودة الحيوانات المنوية عند استخدام الهاتف الخلوي، ولكن كانت هناك فروق في ترددات تركيز الحيوانات المنوية، وحجمها، ولزوجتها، ووقت تميعها، والتشكل غير الطبيعي، بالإضافة إلى ذلك:^[٣]

• كان الوقت الذي يقضيه المرء في مشاهدة التلفزيون واستخدام الهواتف المحمولة مرتبطًا بشكل كبير بانخفاض متوسط النسب المئوية للتشكيل الطبيعي، وأيضًا كانت المسافة من برج الاتصالات مرتبطة بانخفاض حجم الحيوانات المنوية.
• وفي الوقت نفسه، كان الوقت الذي يتم قضاؤه في إرسال واستقبال الرسائل مرتبطًا بتقليل عدد الحيوانات المنوية وحمل الهاتف في جيب البنطلون بشكل كبير مع زيادة منع الحيوانات المنوية من الحركة.

إذن قد يكون لاستخدام الهاتف الخلوي تأثيرًا سلبيًّا على معايير جودة السائل المنوي ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث.^[٢]

كيف يؤثر الانترنت اللاسلكي على خصوبة الرجل؟

لإثبات تأثير التكنولوجيا على خصوبة الرجل تمّ عمل بعض الدراسات لمعرفة تأثير الإنترنت اللاسلكي على الرجال ومن هذه الدراسات في أحد الدراسات وعند مقارنة مستخدمي الانترنت اللاسلكي فيما يتعلق بمدة الاستخدام وُجد انخفاض كبير في إجمالي عدد الحيوانات المنوية المتحركة، وعدد الحيوانات المتحركة التقدمية، بالإضافة إلى ذلك لم تكن هناك معنوية بين متغيرات السائل المنوي فيما يتعلق بمجموعة الانترنت اللاسلكية، أمّا بالنسبة لنوع الاتصال بالإنترنت فإنّه لا يؤثر على معايير الحيوانات المنوية الأخرى.^[٤]

وقد بحثت دراسة يابانية جديدة في تأثير الموجات الكهرومغناطيسية من جهاز wi-fi على خصوبة الذكور، وشملت هذه الدراسة ما يأتي:^[٥]

• مشاركة 51 ذكرًا مريضًا متوسط أعمارهم 38 عامًا في الفترة من أغسطس إلى نوفمبر 2018.
• كان كل من هؤلاء الرجال قد شارك سابقًا في عمليات التلقيح الاصطناعي.
• تمّ وضع مجموعة من هذه العينات بالقرب من جهاز توجيه wi-fi.
• تمّ تعريض تلك العينات للموجات الكهرومغناطيسية على مدى أوقات مختلفة، 30 دقيقة، 60 دقيقة، ساعتان، و24 ساعة.
• ثمّ تمّ اختبار حركة الحيوانات المنوية باستخدام نظام متقدم لتحليل حركة الحيوانات المنوية.

وكانت النتائج تشير إلى تغيرات في حركة الحيوانات المنوية مع زيادة وقت التعرض للموجات، وقد لوحظ أنّ معدل حركة الحيوانات المنوية بعد التعرّض للموجات لمدة 30 دقيقة كان 88%، لكن بعد ساعتين من التعرض الكهرومغناطيسي بلغ معدل الحركة 26.3%، بينما بعد 24 ساعة من التعرض كان معدل الحيوانات المنوية الميتة 23.3%، لذا بالنظر إلى مليارات الأشخاص على مدى العقود القليلة القادمة والتي تستخدم الأجهزة التي تعتمد على اتصال wi-fi، قد يكون التأثير هائلًا عندما يتعلق الأمر بمعدلات الخصوبة. ^[٥]

ويقول كوميكو ناكاتا رئيس قسم أبحاث الطب التناسلي في مركز أبحاث ياماشيتا شونان يومي في اليابان “تشير النتائح إلى أنّ الموجات الكهرومغناطيسية الناتجة من جهاز توجيه wi-fi محمول تقلل من معدل حركة الحيوانات المنوية، وتزيد من معدل وفيات الحيوانات المنوية البشريّة”^[٦]

إذن كان هناك ارتباط سلبي بين مدة استخدام الانترنت اللاسلكي وإجمالي عدد الحيوانات المنوية

المراجع[+]

1. ↑“Male infertility”, www.mayoclinic.org, 2020-08-23, Retrieved 2020-08-23. Edited.
2. ^^أب“Radiations and male fertility”, www.ncbi.nlm.nih.gov, 2020-08-23, Retrieved 2020-08-23. Edited.
3. ^^أب“The effect of cell phone usage on semen quality and fertility among Jordanian males”, www.sciencedirect.com, 2020-08-23, Retrieved 2020-08-23. Edited.
4. ↑“What is harmful for male fertility: Cell phone or the wireless internet?”, www.sciencedirect.com, 2020-08-23, Retrieved 2020-08-23. Edited.
5. ^^أب“Can Wi-Fi devices affect male fertility?”, racgp, 2020-09-26, Retrieved 2020-09-26. Edited.
6. ↑“Can Wi-Fi devices affect male fertility?”, racgp, 2020-09-11, Retrieved 2020-09-11. Edited.