تصلب الشرايين وأمراض القلب

وقبل الحديث عن مرض تصلب الشرايين أسبابه وأعراضه وطرق تشخيصه وعلاجه، نبدأ أولا بالتعرف على القلب محور الحديث لهذه الأمراض.

القلب أقوى عضلات الجسم، بحجم قبضة اليد، خلقه الله تعالى ليعمل ليل نهار طوال الحياة دون توقف، لأن توقفه يعني نهاية صاحبه، ويمكن تشبيهه بمضختين ماصتين تعملان بشكل متوازٍ تماما.

ويتراوح عدد ضربات القلب بين 72 و100 ضربة في الدقيقة بالنسبة للرجل العادي، وتزيد عند بذل مجهود غير اعتيادي كالجري أو حمل شيء ثقيل لتصل إلى أكثر من 100 ضربة حسب المجهود ومدته، وتقل في حالة الراحة فتهبط إلى 40، أما إذا زاد عدد النبضات أو نقصت عن ذلك فهذا نذير خطر، يستدعي مراجعة الطبيب المختص.

تعريف تصلب الشرايين

تصلب الشرايين أو التصلب العصيدي مصطلح طبي يطلق على حالة تراكم وتجمع مواد شحمية ودهنية متأكسدة على طول جدران الشرايين وتفاعلها مع جدار الشريان، وترسب الدهون وتجمع الصفائح الدموية والمواد الليفية على جدار الشرايين مسببة تضيقها.

ومع مرور الزمن وتراكم المواد الدهنية والشحمية التي تصبح كثيفة وقوية تضيق الشرايين، وبالتالي تفقد ليونتها ومرونتها وربما انسدادها، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل تدفق الدم والأكسجين عبر هذا الشريان للعضو الذي يغذيه، فيؤدي ذلك إلى ضعف حيوية ووظيفة هذا العضو.

وإذا حصل انسداد كامل للشريان فهذا يؤدي إلى موت العضو أو الجزء المعتمد على هذا الشريان، كما يحدث عند موت جزء من عضلة القلب نتيجة انسداد الشريان التاجي الذي يغذي هذه العضلة، وقَد يسبب الانسداد في نهاية الأمر حدوث نوبة أو سكتة قلبية.

ويمكن أن يؤثر التصلب في شرايين أي جزء من أجزاء الجسم، وتكون أكثر حالاته خطورة عندما يسد شرايين القلب أو الشرايين التي تغذي الدماغ.

آلية حدوث تصلب الشرايين

يبدأ التصلب عادة بمجرد فقدان الشريان خاصيته ووظيفته الأساسية في الانبساط والانقباض مع تغير الدورة الدموية، نظرا لوجود الترسبات الدهنية والمواد المؤكسدة والعوامل الأخرى المساعدة على التصلب في جدار الشريان، حيث يتكون نتوء يشبه التلة مع مرور السنين، ومع تقدم الحالة والإهمال في عدم اتباع النصائح المفيدة في التعامل مع هذه الحالات، قد يصل الأمر إلى انسداد تام في الشريان، إلى جانب حدوث أعراض مرضية تختلف باختلاف مكان الشريان المسدود؛ فإذا انخفض جريان الدم في شرايين الساقين مثلا قد يؤدي ذلك إلى جلطة في الأطراف السفلية، ومعها سيشعر المصاب بألم عند المشي يعرف بالعرج، أو يصاب بأمراض الشريان التاجي، أو جلطة الدماغ.

الأسباب المساعدة في الإصابة بمرض تصلب الشرايين

تصلب الشرايين من المشاكل الشائعة التي يمكن أن تصيب أي شخص عند التقدم في السن والشيخوخة، لكن هناك أسباب وعوامل تؤدي إلى حصول تصلب الشرايين المبكر، من جهة أخرى لم يتوصل بعد إلى سبب رئيسي واحد يؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين، ولكن هناك مجموعة من العوامل والأسباب لوحظ وجودها مجتمعة أو متفرقة في أغلب الذين يصابون بهذا المرض، ومن أهم هذه الأسباب:

         ارتفاع مستويات الكوليسترول وترسبات الكالسيوم في الدم، نتيجة الإكثار من تناول الأطعمة الدسمة التي تحتوي الشحومات الحيوانية مثل السمن البلدي والزبدة والقشطة، وهذا بالطبع يزيد من خطر تصلب الشرايين.

         قلة الحركة وعدم ممارسة التمارين البدنية، والنوم بعد ملء المعدة، فهذه الأمور تؤدي إلى إجهاد عضلة القلب، مما يسبب حدوث النوبة القلبية، إلى جانب أنها تؤدي إلى عدم التمثيل الكامل للغذاء مما قد يؤدي إلى ترسب المواد الدهنية في الدم.

         ارتفاع ضغط الدم، حيث يزيد ضغط الدم المرتفع من مخاطر تصلب الشرايين.

         التدخين الذي يعد من أهم الأسباب المحفزة والمؤدية للإصابة بتصلب الشرايين.

         التوتر والانفعالات العصبية والإجهاد الفكري المستمر.

         الأوزان الزائدة والبدانة المفرطة، حيث تلعب السمنة الزائدة دورا مباشرا في الإصابة بأمراض القلب عامة وتصلب الشرايين خاصة.

         العومل الوراثية التي تلعب أيضا دورا مهما في الإصابة بالمرض.

         الإصابة بمرض السكري.

تشخيص مرض تصلب الشرايين

هناك عدد من الفحوصات والقياسات الطبية التي يلجأ إليها الطبيب للمساعدة في تشخيص مرض تصلب الشرايين ومنها:

         قياس نسبة الدهون والكوليسترول في الجسم عن طريق أخذ عينة من الدم وتحليلها في المختبر.

         التأكد من فعالية أداء الكبد والكليتين.

         فحص مستوى البروتين الشحمي مرتفع الكثافة (HDL) ومستوى البروتين منخفض الكثافة (LDL)، حيث يوفر النوع الأول بعض الحماية من المرض الشرياني بعكس النوع الثاني.

         التأكد من عدم وجود مرض السكري.

         استخدام جهاز التشخيص المقطعي للجسم.

         استعمال آلة تسمى مرسمة كهربائية القلب لمعرفة أي عطب في القلب.

         التصوير النووي الشعاعي للتعرف على مرض الشريان التاجي، ويتم ذلك بحقن المريض بمادة مشعة في دمه، والتي بدورها تنتشر في عضلات القلب حيث يستطيع الطبيب رؤيتها على شاشة خاصة.

         تخطيط الأوعية التاجية للتعرف على حالة الشرايين التاجية.

 

أعراض وعلامات الإصابة بتصلب الشرايين

 

تصلب الشرايين نتيجة تراكمية تحدث على مدى سنوات، لا يكون مصحوبا عادة بأي أعراض أو علامات مباشرة إلى أن يتأثر سريان وتدفق الدم تأثرا شديدا مؤديا إلى نقصان في تروية وتغذية الأعضاء، وهنا تظهر الأعراض والعلامات التي يعتمد نوعها على نوع العضو الذي تأثر، وفي حالات كثيرة يعاني أكثر من عضو من نقص التغذية بالدم نتيجة تضيق الشرايين التي تغذيها بسبب تصلب الشرايين، وغالبا ما تظهر هذه الأعراض بعد سن الخمسين أو أكثر، وتكون النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية أول الأعراض.

ومن أهم ما يمكن أن يعتبر من الأعراض والعلامات ما يلي:

         الشعور بألم في الصدر نتيجة نقصان التروية الدموية إلى عضلة القلب، وخصوصا عند بذل الجهد عندئذ تحتاج عضلة القلب إلى ترويتها بالدم، ويمكن ملاحظة ذلك جليا على الأشخاص كبيري السن عندما تتأثر شرايين الرجلين بمرض تصلب الشرايين، فنرى كبير السن مثلا يمشي لفترة ثم يتوقف نتيجة شعوره بالألم ثم يمشي مرة أخرى، وهذه العلامة تسمى بالمشي المتقطع نتيجة تصلب شرايين الرجلين، لكن في الحالات المتقدمة يحدث ألم الساقين حتى أثناء الراحة.

         وجود فرق في قياس ضغط الدم بين ضغط الساعد للطرف العلوي وضغط أسفل الساق.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!