تعيين رموز عهد بن علي كمستشارين لرئيس الحكومة يثير جدلاً واسعاً في تونس

تونس - «القدس العربي»: أثارت التعيينات الأخيرة التي أجراها رئيس الحكومة التونسية، هشام المشيشي، لعدد من المستشارين، جدلاً واسعاً في البلاد، وخاصة أن بعضهم عمل

Share your love

تعيين رموز عهد بن علي كمستشارين لرئيس الحكومة يثير جدلاً واسعاً في تونس

[wpcc-script type=”fdc34ba475b9b3bdd06da676-text/javascript”]

تونس – «القدس العربي»: أثارت التعيينات الأخيرة التي أجراها رئيس الحكومة التونسية، هشام المشيشي، لعدد من المستشارين، جدلاً واسعاً في البلاد، وخاصة أن بعضهم عمل مستشاراً للرئيس الراحل، زين العابدين بن علي.
وكان المشيشي قرر، الإثنين، تعيين المستشار الاقتصادي لبن علي، منجي صفرة، مستشاراً في رئاسة الحكومة، كما عين توفيق بكار (رئيس البنك المركزي لعشر سنوات خلال حكم بن علي) مستشاراً مكلفاً بالشؤون الاقتصادية والمالية، فضلاً عن تعيين سليم التيساوي مستشاراً مكلّفاً بالشؤون الاجتماعية.
ودوّن هشام العجبوني، رئيس الكتلة الديمقراطية عل صفحته في موقع فيسبوك: “ما هي الرسالة التي أراد السيد رئيس الحكومة إيصالها إلى الرأي العام والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين بتعيينه لمستشارين كانوا ضالعين في تكريس منظومة الرّيع و”اقتصاد الأصحاب” وكانوا شهود زور على تهريب الأموال والتجاوزات التي استفادت منها عائلة بن علي وأقاربه وأصدقاؤه؟ هل عقرت البلاد ولم يعد فيها كفاءات حتى يتم تعيين مستشارين ساهموا في رهن مقدّرات البلاد بأيدي أقليّة استفادت من قربها من النظام السابق؟”.
وأضاف: “لولا الثورة التي قامت ضد النظام السابق وخدَمته ومنظّريه لما كان للسيد هشام المشيشي وغيره شرف رئاسة الحكومة. سياسة “تجمير البايت” (الاستعانة بالقديم) لن تغيّر واقع البلاد وواقع التونسيين لأن نفس السياسات ونفس الأشخاص ونفس العقليّة سيؤدون حتماً إلى نفس النتائج”.
فيما اعتبر القيادي بالتيار الديمقراطي محمد عمار أنّ رئيس الحكومة هشام المشيشي ”يتعرّض لابتزاز سياسي على مستوى التعيينات بالوظائف العليا في الدولة”.

وأشار عمار، في تصريحات صحافية، الاثنين، إلى أنّ التعيينات التي قام بها فيما يتعلق بإدارة الأمن الوطني والمستشارين في القصبة والتغييرات المنتظرة في بعض قوائم الولاة “كانت بمنطق الغنيمة للحساسيات السياسية التي صوتت لحكومته”، داعياً المشيشي إلى “التراجع عن التعيينات الجديدة ووضع الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة، والابتعاد عن الأشخاص الذين تحوم حولهم شبهات”.
وتحت عنوان “تعيينات المشيشي.. فيم العجب؟”، كتب عدنان منصر، الأمين العام السابق لحزب الحراك: “لماذا كان الناس ينتظرون أن يعين المشيشي مستشارين لا تشوب سيرتهم شائبة؟ من الطبيعي أن يعين المنجي صفرة (قاعة كاملة في أرشيف الرئاسة خاصة بالسيد هذا على فكرة، قاعة الدائرة الاقتصادية التي ترأسها في العشر سنين الأخيرة في عهد بن علي، والتي يكفي أن تقرأ بعض الملفات كي تفهم كيف لرجل لا يطلع على الإعلام ولا يكتب ولا يتحدث، أن يستطيع تنفيذ أكبر عملية في الاقتصاد التونسي لفائدة عائلة ولفائدة أصدقاء السلطة)”.
وأضاف: “من الطبيعي أيضاً أن يعين محافظ البنك المركزي الأسبق، الذي تعدى على يديه تاريخ عشرية كاملة من النهب الممنهج. لا أعتقد أن المشيشي يجهل هذه المعطيات، بما أنه كان عضواً في لجنة المرحوم عبد الفتاح عمر (لمكافحة الفساد)، والقضايا هذه مكتوبة ومنشورة بالأسماء في تقرير اللجنة، وقضايا أصحابها جارية”.
فيما دوّن المحلل الباحث والمحلل السياسي طارق الكحلاوي: “عين المشيشي توفيق بكار (محافظ البنك المركزي في العشر سنوات الأخيرة من حكم بن علي) مستشاراً اقتصادياً في القصبة. كما تم أيضاً تعيين المنجي صفرة في القصبة. أين المشكل؟ أولاً، بكار رسمياً مستشار اقتصادي لعبير موسي (رئيسة حزب بن علي)، وهي من هي. ثانياً، البعض سيقول “أي كفاءة المهم يفيد البلاد”. هنا يتعين علينا أن نسأل: هل العشر سنوات الأسوأ اقتصادياً والأكثر فساداً في عهد بن علي، والتي أدت إلى نشوب ثورة والتي كان فيها بكار محافظاً للبنك المركزي، تدل على كفاءة استثنائية؟”.
وأضاف: “ثم هل القضايا التي يبحث فيها بكار الآن (مع رؤوس كبيرة في المنظومة البنكية والمالية) والتي تتعلق بمسح ديون أشخاص ومؤسسات قريبة من بن علي فقط بالتعليمات، وكانت أحد أهم وسائل ترسيخ نظام السرقة الريعي، هل من الكفاءة أن تمسح قرضاً بالتعليمات؟ ومن كان يسدي التعليمات؟ المنجي صفرة المستشار الاقتصادي لبن علي”.
في حين نبّه رئيس كتلة قلب تونس، أسامة الخليفي، في تدوينة على صفحته في موقع “فيسبوك”، من ‘التشويش على عمل الحكومة”، حيث “كل تشويش على عمل الحكومة ومحاولة إرباكها، سواء كان من داخلها أو من خارجها، في هذا الظرف الصعب الذي تمر به البلاد، هو عبث سنتصدى له بكل قوة”، وتابع بقوله: “الدولة لم تعد تتحمل عبث الهواة ومغامرات المراهقين”.

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!