تفسير سورة المعارج للاطفال شرح مبسط وسهل

تفسير سورة المعارج للاطفال سورة المعارج هي أحد السور المكية التي أنزلها الله عز وجل على رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- قبل هجرته إلى المدينة المنورة،

mosoah

تفسير سورة المعارج للاطفال

تفسير سورة المعارج للاطفال

سورة المعارج هي أحد السور المكية التي أنزلها الله عز وجل على رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- قبل هجرته إلى المدينة المنورة، ترتيبها في المصحف السورة السبعون وعدد آياتها أربعة وأربعون آية، وهي السورة التي نزلت بعد سورة الحاقة، ويقول بعض المفسرين أن السبب في تسميتها بهذا الاسم أنها تناولت وصف الملائكة عند عروجهم إلى السماء.

شرح سورة المعارج من 1 إلى 18

تناولت أولى آيات سورة المعارج الحديث عن أهل مكة وما فعلوه من خروج عن الطاعة، وكذلك عن استهزاء آل قريش بالعذاب الذي توعد به الله للمشركين والكافرين يوم القيامة، وأوضح الله عز وجل من خلالها ما سيحل بالمشركين من عذاب ومن خلال نقاطنا التالية سنوضح لكم تفسير مُفصل للآيات:

  • {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِع} تفسير هذه الآيات هو دعاء أحد المشركين على نفسه وعلى قومة بنزول العذاب عليهم وهو لا يعلم أن هذا العذاب سيقع عليهم بالفعل.
  • {لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ} المقصود بهذه الآية أن العذاب الذي سيقع عليهم لن يستطيع أحد أن يمنعه.
  • {مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ} تشير هذه الآية إلى الله عز وجل ذو الجلال والإكرام.
  • {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}، المقصود بها صعود الملائكة في يوم يعادل 50 ألف سنة.
  • {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا} يوجه الله تعالى هذه الآيات للنبي صلى الله عليه وسلم ليصبر على ما يفعل الكافرون.
  • {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدً} تشير هذه الآيات إلى أن الكافرون يستبعدون العذاب ويجهلون سوء العاقبة التي سيلقوها.
  • {وَنَرَاهُ قَرِيبً} تعني هذه الآية أن عذاب الكافرين قريب لا محالة.
  • {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ} في هذه الآية تشبيه للسماء بحثالة الزيت أو المعدن المذاب.
  • {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ} تشير هذه الآية إلى أن الجبال يوم عذاب الكافرين ستكون كالصوف المصبوغ والمنفوش.
  • {وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا} تشير هذه الآية إلى أنه من هول أحداث هذا اليوم لن يهتم الكافرون بشؤون أقرب أحبائهم فكلًا سيكون مشغول بنفسه.
  • {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيه} من شدة العذاب سيتمنى الكافرين التخلص من العذاب بأي طريقة حتى ولو كانت بالتضحية بالأبناء.
  • {وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ} أو حتى فداء نفسه بزوجته أو أخيه.
  • {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ} وعشيرته التي تضمه وتحتوي والتي ينتمي إليها.
  • {وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ} ومن في الأرض جميع من البشر ثم ينجون بعذاب الله.
  • {كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى} تشير هذه الآية إلى أن الأمر ليس كما يتمناه الكافرون فالنار ستلتهب لتغذبهم
  • {نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى} تنتزع النار من شدة حرها جلد الرأس وجميع أطراف البدن.
  • {تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّ} معنى الآية أن النار ستضم جميع الذين أعرضوا عن الحق في الدنيا وتركوا طاعة الله ورسوله.
  • {وَجَمَعَ فَأَوْعَى} أي جمع المال ووضعه في الخزائن الخاصة به ولم يخرج منه للفقراء والمساكين.

الدروس المستفادة من الآيات 1 إلى 18

تُشير الآيات إجمالًا من الآية رقم 1 إلى الآية الثامنة عشر إلى أهل مكة وخروجهم عن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم واستنكارهم واستهانتهم بالعذاب، وأوضحت ما سيحل لهم وبجميع الكافرين من عذاب في يوم القيامة، ونستفيد من هذه الآيات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض للكثير من الإيذاء والتكذيب وتحمل كل تلك المصاعب إلى أن أتم رسالته وبلغ دعوته، وفعل النبي يوجب علينا نحن البشر الصبر والصمود أمام أعداء الإسلام.

تفسير الآيات من 19 إلى 36

  • {إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا} خُلق الإنسان على الجزَع وشدة الحرص.
  • {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا} إذا أصابة الضُر والمكروه أصبح كثي الأسى والجزع>
  • {وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} وإذا أصابه الخير واليسر فهو كثير المنع والإمساك.
  • {إِلاَّ الْمُصَلِّينَ} المقصود هنا المقيمين لصلواتهم.
  • {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ} الذين يحافظون على أداء صلواتهم طوال الوقت ولا يشغلهم عنها شيء.
  • {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ} والذين يتركون من أموالهم ما فرضه الله عز وجل عليهم.
  • {لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} يمنحون زكاتهم لمن يسألهم المعونة ولمن يتعفف عن سؤالها.
  • {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ} الذين يؤمنون بيوم الحساب ويعملون خيرًا لهذا اليوم.
  • {وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ} المقصود هنا والخائفين من عذاب ربهم.
  • {إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ} عذاب الله عز وجل لا يأمنه أحد.
  • {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} الحافظون لفروجهم من جميع المحرمات التي حرمها عليهم الله عز وجل.
  • {إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} في هذه الآية استثناء في حفظ الفروج للأزواج والإماء فليس عليهم لوم في ذلك.
  • {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} المقصود بهذه الآية أنه من طلب لقضاء شهوته غير الزوجات والمملوكات فأولئك هم المتجاوزون للحلال بالحرام.
  • {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} والذين يحافظون على أماناتهم وأمانات العباد، الذين يحافظون على عهودهم مع الله.
  • {وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ} الذين يدلون بشهاداتهم دون تغيير فيها أو كتمان.
  • وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} الذين يحافظون على أداء صلواتهم بانتظام دون غفلة.
  • {أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ} تشير هذه الآية إلى من تم وصفهم في الآية السابقة وهم المحافظون على صلواتهم، فمكانهم هو الجنة وسيكونون منعمين فيها بجميع أنواع النعيم.
  • {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ} في هذه الآية سؤال موجه للنبي صلى الله عليه وسلم وهو ما الدافع الذي دفع هؤلاء الفرة إلى أن يسيرو نحوك يا محمد مسرعين ومقبلين بأبصارهم عليك.

تفسير الآيات من 37 حتى 44

  • {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ} يتجمعون من حولك عن يمينك وعن شمالك حلقًا متعددًا وجماعات متفرقة يتحدثون.
  • {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ} في هذه الآية سؤال باستعجاب أيطمع هؤلاء الكفرة في دخول جنة النعيم.
  • {كَلاَّ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ} كلمة كلا معناها أنهم لن يدخلوا الجنة أبدًا، إنا خلقناهم من ماء مهين كغيرهم ولن يتشرفوا بدخول الجنة.
  • {فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ} القسم برب المشرق والمغرب أي مشرق الشمس ومغاربها، والكواكب.
  • {عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} تشير هذه الآية إلى أن الله عز وجل قادر على أن يخلق قومًا غيرهم أفضل منهم وأطوع منهم، وأنه لن يعجزه أحد إن أراد ذلك.
  • {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} يوجه الله عز وجل في هذه الآية رسالة للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يترك الكفار يتمادون في باطلهم ويلعبون في دنياهم حتى يلاقوا عذابهم يوم القيامة.
  • {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} يوم يخرجون من قبورهم مسرعين كما كان حالهم في الدنيا عندما كانوا يذهبون إلى آلهتهم التي اختلقوها للعبادة من دون الله عز وجل.
  • {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} تصف هذه الآية حالة الكفار يوم القيامة فحينها تكون أبصارهم منكسرة إلى الأرض تسيطر عليهم الحقارة والمهانة في هذا اليوم الذي كانوا به يستهزئون.

الدروس المستفادة من الآيات من 19 إلى 44

في هذه الآيات وصف لطبيعة الإنسان الذي يجذع في الشدائد ولا يشكر ربه عند الحصول على النعم، وتستثني من ذلك المؤمنين، وختمت الآيات بالحديث عن طمع الكافرين في دخول الجنة وتوعد الله عز وجل لهم بالعذاب العظيم.

تُشير هذه الآيات إى طبيعة البشر وهي شدة الفزع عن التعرض للآلام والأوجاع، وشدة التفاخر عندما تكثر لديهم الخيرات والنعم من مال أو صحة فيغفلون عن شكر الله عز وجل، وتشير الآيات إلى ضرورة الانتباه لمقاومة هذه الطبيعة وتقويمها باتباع تعاليم الدين، فالمؤمنون يجاهدون أنفسهم وطبائعهم  فيصبرون على المصائب ويشكرون الله عز وجل في السراء والضراء، وينفقون من أموالهم للفقراء والمساكين.

سبب نزول سورة المعارج

يشير بعض الفقهاء إلى أن هذه السورة نزلت عن النضر بن الحارث، فقد قال “اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك”، ودعا على نفسه وسأل الله عز وجل أن يعطيه العذاب، وبالفعل وقع عليه العذاب يوم بدر، وقد بدأت سورة المعارج بالحديث عن النضر في قوله تعالى:{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ}،وهذا ما ورد في تفسير سبب نزول هذه السورة.

ما يستفاد من سورة المعارج

جميع سور كتاب الله تعالى عظيمة ومليئة بالخير والبركة، ومما لا شك فيه أن تلاوة أيات القرآن الكريم بها موعظة وأجر كبير، والتدبر في أيات الله عز وجل من أعظم العبادات التي يمكن أن يقوم بها الفرد، وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ {ألم} حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”.

وتلاوة سورة المعارج توجب الأجر للمسلم والتدبر في معانيها تمنحه الحكمة والموعظة فجميه سور القرآن الكريم نزلت لتُعلم الناس حكمة، ولكن تجدر الإشارة إلى أنها لم يرد في حقها أي حديث صحيح يبدي فضلها عن سواها من السور.

بهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تناولنا من خلاله تفسير سورة المعارج للاطفال ، نرجو أن نكون استطعنا أن نوفر لكم محتوى مفيد وواضح بخصوص استفساركم وفي النهاية نشكركم على حسن متابعتكم لنا، وندعوكم لقراءة المزيد من الموسوعة العربية الشاملة.

 

Source: mosoah.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!