حادثة كربلاء تتفاعل… قيادي صدري سابق: سلميون قمعوا بوحشية من عصابات مسيطرة على العتبة الحسينية

بغداد ـ «القدس العربي»: تفاعلت الأوساط السياسة والمجتمعية في العراق، أمس الأربعاء، مع حادثة «قمّع» مجموعة من المتظاهرين يحملون صور «شهداء تشرين» في أثناء

Share your love

حادثة كربلاء تتفاعل… قيادي صدري سابق: سلميون قمعوا بوحشية من عصابات مسيطرة على العتبة الحسينية

[wpcc-script type=”c7806764a2e83eb7767b31ef-text/javascript”]

بغداد ـ «القدس العربي»: تفاعلت الأوساط السياسة والمجتمعية في العراق، أمس الأربعاء، مع حادثة «قمّع» مجموعة من المتظاهرين يحملون صور «شهداء تشرين» في أثناء محاولتهم الدخول إلى مرقد الإمام الحسين، عليه السلام، في كربلاء، لإحياء مراسم زيارة الأربعين، على يد قوات الأمن ومجاميع أخرى شبه عسكرية تحمل الأسلحة والعصيّ والهراوات، على خلفية ترديد شعارات تندد بالتدخلات الإيرانية والأمريكية في العراق.
ووفقاً لمقاطع فيديو صورها المحتجون قبل «الاعتداء» بلحظات، يظهر «ثوار تشرين» وهم يرددون هتافاً طالما راج ترديده إبان ترشين الأول/ أكتوبر 2019 والأشهر التي لحقته، يتهم قامعي التظاهرات بـ «التبعية» لطهران وواشنطن.
وعقب ترديد المحتجين، وهم يبعدون أمتاراً قليلة عن المرقد، لهتافهم، يفاجأون بهجوم قوات الأمن وقوات «شبه أمنية» أخرى لمنعهم من الدخول، ليظهر في مقاطع مصوّرة أخرى، محتجون يروون سبب هجوم قوات الأمن عليهم، مشيرين إلى أن حمّل صور «شهداء تشرين» هو الذي أدى إلى استفزاز قوات الأمن.

«عدو شرس»

وذكر رجل الدين، والقيادي السابق في التيار الصدري، أسعد الناصري، أن العصابات المسيطرة على العتبة الحسينية في كربلاء قامت بقمع «شباب عزل سلميين» بشكل وحشي، داعيا الشباب إلى ترك المكان إلى حين التغيير، موضحا بالقول: «فإن عدوكم شرس ومدعوم رسميا».
وكتب تغريدة على «تويتر»: «شباب عزل سلميون، يرفعون الأعلام العراقية وصور شهداء العراق، يتم قمعهم بشكل وحشي من العصابات المسيطرة على العتبة الحسينية في كربلاء!».
وأضاف، «وصيتي للشباب اتركوا المكان لهم، وحافظوا على أنفسكم، إلى حين التغيير. فدماؤكم غالية ولا تفجعوا أسركم بكم. فإن عدوكم شرس ومدعوم رسميا».
في المقابل، علمت «القدس العربي» من مصدرٍ مقرّب من رجل الدين الشيعي البارز علي السيستاني، أن الحادث وقع عند حاجز التفتيش الذي يعود لقوات الشرطة العراقية، عندما أراد المحتجون المرور من دون الخضوع لإجراءات التفتيش.
وأضاف: «المجموعة دخلت على شكل موكب، غير إن هناك إجراءات تخصّ المواكب (أمنية وتعريفية وغيرها) يتم اتخاذها قبل موعد الزيارة، ليكونوا معرّفين في أثناء دخولهم وخروجهم، وبكون هذه المجموعة تعدّ غير معرّفة كموكب رسمي، يجب عليها الخضوع لإجراءات التفتيش المتبعة مع الجميع».
ونفى المصدر، الذي لم يكشف هويته، اعتراض القوات الأمنية أو أي جهة أمنية أو إدارية تنظيمية على، «رفع صور شهداء احتجاجات تشرين» لافتاً إلى أن «الصور رُفعت داخل الأضرحة المقدّسة ولم يتعرض حاملوها لأي مساءلة أو مساس».
وأكد أن الحادث وقع بعد رفض المجموعة الخضوع لإجراءات التفتيش، وحدوث مشادات كلامية أدت إلى تفريقهم، لافتاً إلى أن الحادث استمر لبضع دقائق فقط وعادت الأمور إلى نصابها الطبيعي.
وعلى إثر الحادث، أصدرت العتبتان «الحسينية والعباسية» بياناً صحافياً أكدت فيه أن «ما حصل لموكب بعض الإخوة من محافظة ذي قار الذين أرادوا الدخول، هو إصرارهم على دخول منطقة العزاء دون استحصال أي موافقات أصولية، فلا موكبهم مسجل، ولا هم دخلوا ضمن محافظتهم» لافتة إلى أن «عندما اُبلغوا أن هذه التعليمات والقوانين هي للحفاظ عليهم وعلى الزائرين، ولأجل تنظيم العزاء الحسيني، وبالتالي عليهم الانسحاب لعدم التزامهم بها، رفضوا، وأرادوا الدخول بالقوة».

مقرب من السيستاني أكد لـ«القدس العربي» أن عدم الامتثال لإجراءات التفتيش وراء ما حصل

ولفتت إلى أن «ذلك يعني تعريض أمن الزائرين والمعزين للخطر، وتخريب هيبة عزاء سيد الشهداء، والعبث بالعرف الحسيني الذي يحترمه الجميع، لكل ذلك، تصدت لهم القوات الأمنية لمنعهم، لمخالفتهم الضوابط المعمول بها» موضحة أن «هذا الإجراء متبعٌ مع الجميع، ويعلم به الإخوة الأعزاء أصحاب المواكب العزائية والخدمية على حدٍ سواء».
وتابعت: «أما ما يُرفع من شعارات في كل موكب، فالقسم لا دخل له بها، ما دام الموكب يحافظ على الضوابط التي التزم بها من خلال التعهدات التي يبرمها مع القسم، وكل كلامٍ يصدر من هنا أو هناك، فهو خلاف الواقع، ويحتاج إلى تثبت».
أما مديرية أمن كربلاء، فروت الحادثة ببيان صحافي جاء فيه: «بعض المتظاهرين اقتحموا العارضة الرئيسية أمام باب قبلة الإمام الحسين عليه السلام». وأضافت أنه «تم ابعاد المتظاهرين من قبل قوة الحرمين خارج العارضة الرئيسية».
وحسب الرواية الرسمية التي جاءت على لسان خلية الإعلام الأمني (حكومية) فإن «خلال مراسم زيارة أربعينية الامام الحسين عليه السلام، في مدينة كربلاء المقدسة، تجمعت عصر اليوم (أول أمس) أعداد من المتظاهرين من مختلف المحافظات، في ساحة التربية محافظة كربلاء وتوجهوا في اتجاه باب القبلة وحاولوا الدخول من طريق غير مخصص للدخول».
وأضافت في بيان صحافي، أن «جرى تنبيههم من قوة الطوق الأول بأن يتجهوا نحو طريق الدخول المخصص مع التقيد بإجراء التفتيش، لكن بعض المندسين افتعلوا احتكاكا من خلال استخدام الحجر ورميها باتجاه القوة الأمنية المكلفة بحماية الزائرين، وجرى التعامل الفوري والمسؤول معهم ومنعهم مِن احداث بلبلة بمخالفة الاجراءات الامنية، وقد تم السماح للذين يؤدون الزيارة من خلال الاتجاه الصحيح للدخول بعد تفتيشهم، كما جرى اتخاذ الاجراءات الحازمة بحق المندسين الذين حاولوا العبث بأمن الزائرين».
وتابعت: «انتهى الأمر خلال دقائق معدودة وعادت الأمور إلى طبيعتها وواصل الزائرون أداء مراسم الزيارة بشكل اعتيادي مع الإجراءات الأمنية وفق خطة حماية الزوار» مؤكدةً أن «جميع الأمور تحت سيطرة القوات المكلفة بتأمين هذه المناسبة».
سياسياً، اتهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، من أسماهم بـ«المندسين» بين صفوف احتجاجات تشرين، باستغلال المناسبات الدينية في كربلاء، محذرا من التدخل في الأمر على طريقته «الخاصة والعلنية».
وكتب الصدر في «تدوينة» نشرها تعليقاً على الحادث، «عمد بعض المندسين ما بين صفوف ما يسمى (بثورة تشرين) ممن لهم افكار منحرفة أو ميولات داعشية أو بعثية وبمعية بعض المخربين من هنا وهناك إلى استغلال المناسبات الدينية في كربلاء وتجييرها لمصالحهم الضيقة ولأفكارهم المنحرفة بل ولعلها معادية للدين والوطن».

بداية فتّنة

وأضاف: «لذا على القوات الأمنية حماية المقدسات فإنها بداية فتنة يخططون لها بدعم خارجي مشبوه» داعيا الثوار إلى «التبرؤ منهم».
وتابع: «إذا لم يتحقق الأمران فإني مضطر للتدخل بطريقتي الخاصة والعلنية». وأضاف: «على جميع المؤمنين ومحبي أهل البيت عليهم السلام التأهب وانتظار الأوامر والتحلي بالصبر والحكمة لحين تبين الأمر».
واستدرك بالقول: «ولعل (التشرينيين) لا يستطيعون التظاهر مستقبلا إذا لم يتبرأوا رسميا من تلك الجريمة الوقحة فالكل سيتبرأ منهم».
كذلك، أعلن الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، مساندته للقوات الأمنية ضد «التصرفات المنحرفة التخريبية» لافتا إلى أن هذه «المهازل تهدد الاستقرار والأمان». وذكر الخزعلي، في بيان أن «الأحداث الأخيرة التي شهدتها كربلاء الإمام الحسين (عليه السلام) في ذكرى أربعينيته والتي هي محل أنظار كل الأحرار في العالم والتشويه الذي حصل ومُحاولة إيجاد الفتنة هي أمر مؤسف ومُحزن للغاية».
وأضاف، أن «استمرار هذه المهازل والتي أدت إلى أن تراق الدماء وتقطع أرزاق الناس ويُعطل الدوام ويُعتدى على مُنتسبي الأجهزة الأمنية باسم (الثوار) من دون أن تكون هناك إجراءات قانونية أو مُجتمعية مناسبة هو أمر يُهدد الاستقرار والأمان، وخصوصاً في شعائرهم المقدسة وخصوصاً بعد انضمام أصحاب الحركات المنحرفة اليهم وما أكثرهم، ما يجعل احتمالية تطور الأمور إلى مآلات خطيرة تهدد السلم المجتمعي والاستقرار الأمني».
وتابع: «إننا نعتقد أن الموقف الأهم هو موقف المجتمع الذي نعلم جميعاً أنه وصل إلى مرحلة الرفض لهذه التصرفات الشاذة والمنحرفة، ولكن هذا بمجرده ليس كافياً وإنما يحتاج أن تتصدى الفعاليات والشخصيات المجتمعية لرفض هذا السلوك التخريبي الذي يقوم به هذا النفر الضال، ومن ثم على القوات الامنية والأجهزة القضائية أن تقوم بواجبها كاملاً وعلى القيادة السياسية أن توفر كل الدعم لمنتسبي قواتنا الأمنية للقيام بواجبهم».
وزاد: «من ناحيتنا نعلن موقفنا أمام أبناء شعبنا الرافض لأي مساس من قريب أو بعيد بمُقدساتنا وشعائرنا الدينية، ونعلن عن وقوفنا ودعمنا الكامل مع مُنتسبي قواتنا الأمنية ومؤسساتنا القضائية في التصدي لهذه التصرفات المنحرفة التخريبية».

ش

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!